أعلنت كل من فودافون العالمية وفوداكوم Vodacom عن استحواذ الأخيرة على نصيب فودافون العالمية والبالغ 55% في فودافون مصر, فمن هو المشتري الجديد؟ ولماذا باعت فودافون العالمية نصيبها؟ وهل تتحسن الخدمة في مصر؟

فوداكوم

فوداكوم هي نسخة جنوب إفريقيا من فودافون مصر، الشركة تم إنشاءها في تسعينيات القرن الماضي بين شركة Telkom (أسستها جهات حكومية قبل أن يتم بيعها) وبين فودافون العالمية بنسبة 50% لكل منهما. مع مرور الوقت تغيرت نسبة Telkom لتصبح 36% تقريباً. في عام 2008 قررت Telkom أن تطرح نصيبها من الشركة في بورصة جوهانسبرج وتقدم خدمات شبكات الهواتف تحت علامتها التجارية المستقلة.

vodacom فوداكوم

لم يقتصر تواجد فوداكوم على جنوب إفريقيا. الشركة توسعت في القارة الإفريقية لتدخل 48 سوق مختلف مقدمة العديد من الخدمات في قطاع الأعمال فيما تعمل بشكل مباشر في قطاع الاتصالات في 7 دول هم: جنوب إفريقيا, الكونغو الديمقراطية, ليتوسو, تانزانيا, موزامبيق, كينيا وغانا. في الدولة الأخيرة تعمل فوداكوم تحت اسم فودافون غانا بينما في كينيا تعمل تحت اسم Safaricom والتي استحوذت عليها في صفقة تشبه استحواذها على فودافون مصر.

استحواذ فوداكوم على فودافون مصر

صفقة الاستحواذ على نصيب فودافون العالمية في فودافون مصر ستتم عبر شراء حصول فودافون العالمية على 242 مليون سهم جديد في شركة فوداكوم بقيمة تصل إلى 1.892 مليار يورو (2.19 مليار دولار). المبلغ المتبقي ستدفعه فوداكوم على هيئة سيولة نقدية وهو ما يقدر بحوالي 473 مليون يورو (547 مليون دولار).

الصفقة ستتم قبل مارس 2022 ليكون أمام الجهات الرقابية في مصر وجنوب إفريقيا وقت كاف لمراجعتها بالإضافة لإتاحة الوقت لأعضاء مجلس إدارة فوداكوم للتصويت على القرار.

حالياً تمتلك فودافون العالمية 60% من شركة فوداكوم أما النسبة المتبقية فهي موزعة بين حكومة جنوب إفريقيا وعدد من المجموعات الاستثمارية بنسب مختلفة. بكل بساطة فودافون العالمية باعت فودافون مصر لنفسها أو بالأدق نقلت إدارتها إلى إحدى الشركات التابعة لها في دولة أخرى ليصبح السؤال الأهم, لماذا أتجهت فودافون العالمية لإتمام هذه الخطوة؟

دوافع الصفقة

صفقة استحواذ فوداكوم على نصيب فودافون العالمية في فودافون مصر ليست الأولى, الشركة البريطانية حاولت من قبل بيع صحتها إلى شركة الاتصالات السعودية STC ولكن الصفقة انتهت بالفشل. فودافون العالمية كانت تضع كل آمالها على إتمام هذه الصفقة حتى أنها لم تهتم بتحسين خدمتها في مصر بدعوى أن STC ستتولى زمام الأمور قريبا وهو ما تسبب في شعور المستخدمين بسوء الخدمة منذ أشهر دون أي تحسن.

رغبة فودافون العالمية في الخروج من السوق المصري ترجع إلى رغبتها في الحصول على سيولة نقدية تمكنها من سداد ديونها المرتفعة التي تواجهها خلال الفترة الماضية. في الوقت نفسه تسعى فودافون العالمية لتركيز استثماراتها في منطقتين هما أوروبا والجزء الجنوبي من القارة الإفريقية حيث تتواجد فوداكوم. الشركة البريطانية سعت خلال الفترة الماضية لبيع حصصها في عدد من شركات الاتصالات في آسيا لتحقيق نفس الهدف.

يتوقع أن تبيع فودافون العالمية أسهمها الجديدة في فوداكوم التي ستحصل عليها من الصفقة لتحصل على السيولة النقدية التي تحتاجها ولكن حتى هذه اللحظة لا توجد إعلانات رسمية تؤكد هذه الخطوة.

هل سيتحسن الوضع في فودافون مصر بعد الصفقة؟

لا أريد أن احبطكم ولكن الإجابة بكل بساطة لا, لن يتحسن الوضع في فودافون مصر بعد استحواذ فوداكوم على نصيب الشركة الأم. قد يتحسن مستوى الخدمة قليلاً مع اهتمام الشركة بالعودة لمستوى التغطية المعهود منها ولكننا لن نرى أي تحسن كنا نطمح به في صفقة استحواذ STC.

في النهاية ما يتم هو عملية نقل ملكية الشركة على الأوراق الرسمية أما المالك الحقيقي فسيظل كما هو بدون أي تغيير. ستظل على الأغلب فودافون مصر تحت نفس الاسم والعلامة التجارية ففوداكوم تحمل نفس الشعار ونفس الألوان بل أن استحواذها على فودافون غانا لم يغير شيء من وضع الشركة كان ذلك على مستوى الخدمة أو على اسمها وعلامتها التجارية. نفس الأمر عند نقل الجزء المملوك لفودافون العالمية من Safaricom إلى Vodacom.

ما رأيك في استحواذ فوداكوم على فودافون مصر؟

شاركنا برأيك في التعليقات!