قالت شركة جوجل أنها سوف تتوقف عن تتبع أنشطتنا عبر الويب وهكذا لن تستهدفنا بالإعلانات المخصصة، وبالطبع يرجع الفضل في ذلك لميزة شفافية تتبع التطبيقات الجديدة التي ستقوم أبل بتنفيذها قريبا، الأمر رائع أليس كذلك، لكن مالا تعلمه أن ما فعلته أبل وما قد تفعله لحماية خصوصية مستخدميها لن يفعل أي شيء عندما يتعلق الأمر بالعملاق جوجل، ولنعرف لماذا جوجل محصنة ضد سياسة الخصوصية الجديدة من أبل.

ميزة شفافية تتبع التطبيقات

ميزة شفافية تتبع التطبيقات

تعني شفافية تتبع التطبيقات أنه إذا تركنا أحد مواقع أو تطبيقات جوجل وذهبنا إلى مكان آخر، وفقمنا بفتح تطبيق سناب شات وتطبيق آخر ولعب بعض الألعاب التي تفضلها، أو المواقع والتطبيقات التي يجوز لهم استخدام Google Analytics أو تضمين مقطع فيديو على يوتيوب أو أي شيء آخر، هذا يعني أنه يجب عليهم سؤالنا قبل جمع كل تلك البيانات.

لكي تكون الأمور واضحة بالنسبة لك، لا تفعل ميزة الخصوصية الجديدة من أبل شيئا لمنع التتبع من قبل الطرف الأول، ولكن الميزة تُجبر التطبيقات على طلب الإذن منك لتتبعك.

مما يعني أن جوجل يمكنها مراقبة ما نفعله عبر مواقعها وتطبيقاتها مثل محرك البحث الخاص بها ويوتيوب وجيميل ومتصفح كروم ومتجر جوجل بلاي وهذا يعني أنك إذا كنت تقوم بالبحث عن شيء معين، سوف تجمع جوجل كافة البيانات وتستهدفك بإعلانات مخصصة.

إقرأ أيضا : فن الإقناع: كيف تقنع شخص نرجسي وعنيد مثل ستيف جوبز؟

معركة أبل حول الخصوصية

ميزة شفافية تتبع التطبيقات

هل تتذكرون عندما حددت أبل وقت تنفيذ ميزة شفافية تتبع التطبيقات، كان الشبكة الإجتماعية العملاقة فيسبوك هي العدو الذي أظهر رفضه لتلك الميزة بل وحارب بشتى الطرق تطبيقها لأنه سوف يخسر الكثير عبر شبكة الإعلانات التي يديرها والتي تعمل من خلال بيانات المستخدمين، أما جوجل لم تتحرك وتعلن رأيها تجاه الميزة في البداية لكن سرعان ما أعلنت أنها سوف تتخلص من ملفات تعريف الإرتباط الخاصة بالطرف الثالث ولن تلجأ لأي تقنية مماثلة أو بديلة، كان الأمر كما لو أن أبل قد فازت بمعركة الخصوصية.

لكن الحقيقة هي أن جوجل لا يحتاج إلى ملفات تعريف الارتباط لتتبع بيانات وأنشطة المستخدمين، لأن ما سيفعلونه بدلا من ذلك هو نقل عملية التتبع من الخوادم إلى الجهاز ثم إلى المتصفح وسوف يستخدمون تقنيات مثل التعلم الموحد  federated learning وهو شكل من أشكال التعلم الآلي الذي يستخدم خورازميات يتم تدريبها على أجهزة المستخدمين وتقوم تلك الخوارزميات بإرسال نماذج محدثة للخادم المركزي من أجل دمجها في النموذج الأساسي وهذا الأمر قامت به أبل من قبل عندما قامت بتدريب مساعدها الصوتي سيري للتعرف على صوت المستخدم بشكل أكثر دقة عبر بيانات الصوت في أجهزة مستخدميها وتقوم النماذج في تلك الأجهزة بإرسال تحديث للسيرفر المركزي وبعدها تقوم أبل بدمج تلك التحديثات في النموذج الرئيسي للمساعد الصوتي.

وبالطبع البيانات التي تم التدريب عليها لا تغادر أجهزة المستخدمين على الإطلاق وهذا ما تنوي جوجل أن تفعله من أجل فرزنا لمجموعات مع ملفات تعريف إعلانية مماثلة ثم سوف تستخدم تلك المجموعات الجماعية من أجل استهدافك بتلك النوعية من الإعلانات المخصصة لك.

 أخيرا، أي مجموعة يتم وضعنا فيها يمكن أن تكشف الكثير عنا مثل ميولنا وعاداتنا ونقاط ضعفنا أمام أشياء معينة، لذلك، قد يظهر فيسبوك لأنه انتقد ميزة الخصوصية الجديدة من أبل وكأنه وحش شرير مناهض للخصوصية، إلا أن جوجل بتخليها عن ملفات الإرتباط للطرف الثالث سوف تظهر كأنها بطل مدافع عن الخصوصية إلا أنها سوف تصل لبيانات المستخدمين مهما فعلت أبل.