يتغير عالمنا بصورة سريعة يوماً تلو الآخر ولعل الإنترنت هو أكثر وأهم العوامل المؤثرة في هذا التغيير. العشرون عاماً الماضية خير دليل على ما ذكرت فالتقنية الجديدة التي كانت تشق طريقها نحو المزيد من أجهزة الحاسب أصبحت اليوم في كل ما هو حولنا بداية من أجهزة الحاسب وحتى أجهزتك المنزلية ومحفظتك الالكترونية.

الإنترنت نفسه شهد تطوراً لا يمكن لأحد أن ينكره ففي بداية الألفية الجديدة كنا نستمع لصوت اتصال الإنترنت عبر كابل الهاتف المنزلي ولكن اليوم ما هي إلا ضغطة زر وها نحن متصلون بالشبكة العنكبوتية. طريقة الاتصال لم تكن هي الوحيدة التي تطورت فسرعات الإنترنت ونطاق الشبكات اللاسلكية قد تطور أيضاً. ربما السنوات الماضية لم تشهد تطوراً ملحوظ بين الأفراد ولكن السنوات القليل المقبلة ستشهد تطوراً مضاعفاً لما حدث خلال العشرون عاماً الماضية.

هذا التطور سينطلق من عدة اتجاهات مع فتح الباب أمام الشركات لاستغلال ترددات جديدة في شبكات الجيل الخامس والـ WIFI. الحكومة الأمريكية قد بدأت بالفعل أولى الخطوات فيما يخص الـ WIFI حيث أعلنت عن إتاحة الإمكانية للشركات بإطلاق أجهزة WIFI تعمل على ترددات 6 GHz.

هذا التصريح الجديد سيطور تجربة الإنترنت ككل عبر عدة محاور. المحور الأول سيكون سرعة الاتصال خاصة للأجهزة الداعمة للجيل الجديد من شبكات الواي فاي WIFI 6. نظرياً أقصى سرعة يمكن الوصول إليها عبر ترددات 6 GHz هي 9.6 جيجابت/ ثانية وهي نفس السرعة التي يمكن لترددات 5 GHz توفيرها نظرياً ولكن على أرض الواقع تعجز أي موجات تعمل في هذا النطاق أن توصل هذه السرعة.

اقرأ أيضاً: تعرف على تقنية Wi-Fi 6 وكيف ستغير من اتصالنا بالإنترنت

عملياً من المنتظر أن توفر الاتصالات المعتمدة على موجات 6 GHz سرعات تتراوح بين 1 إلى 2 جيجاهيرتز. هذا التغير سيدفع مطوري الأجهزة الداعمة لتقنية WIFI 6 إلى إصدار أجهزة جديدة تحمل علامة WIFI 6E لتدل على دعمها للترددات المتاحة حديثاً.

WIFI 6E الإنترنت

المحور الثاني الذي سيساهم في تطوير الإنترنت هو تقليل ازدحام النطاق الموجي المستخدم. حالياً تعتمد أجهزة WIFI على نطاقي 2.4 GHz و 5 GHz بشكل مكثف وهو ما يعمل على تداخل الموجات كثيراً. شبكات الاتصال الهاتفية تعتمد هي الأخرى على طيف قريب من 2.4 GHz. الاعتماد على ترددات أعلى سيساهم في تقليل عملية الازدحام وتداخل الموجات.

المحور الثالث سيكون بوجود هذه السرعات للأفراد وفي المنازل ما سيساهم في تقليل الفجوة بين سرعات 5G وبين سرعات الإنترنت المنزلي حالياً كما سيوفر الكثير للمستخدمين فأجهزة إنترنت الأشياء التي كانت ستعتمد اعتماد كلي على شبكات الجيل الخامس اصبح من الممكن أن تعتمد على الإنترنت المنزلي.

متى سيشعر المستخدم بهذا التطور؟

حسب موقع The Verge فإن الأجهزة الجديدة الداعمة لتقنية WIFI 6E ستتوافر مع نهاية العام الجاري 2020. كوالكوم ذكرت في تصريحات سابقة أنها جاهزة لدعم التقنية الجديدة في الجيل القادم من شرائحها الجديدة فيما كشفت إنتل أن شرائحها ستكون متوفرة بحلول يناير 2021. شركتي Linksys و Netgear المتخصصتان في أجهزة الـ Router ذكرتا أنهم قد بدأا العمل على أجهزة جديدة داعمة لتقنية WIFI 6E.

للأسف هذا الموعد سينطبق فقط في الولايات المتحدة الأمريكية. في باقي دول العالم سيتطلب الأمر موافقة الحكومات أولاً على بث موجات الـ WIFI عبر ترددات 6 GHz قبل توافر هذه الأجهزة بصورة تجارية.

ثانياً سيتطلب الأمر أن يوفر مزودي خدمة الإنترنت سرعات إنترنت عالية بصورة كافية للاستفادة من الترددات الجديدة. ترددات 5 GHz وإن كانت تقدم سرعة واتصال أفضل في الكثير من الدول ولكن الوصول لقدراتها القصوى ما زال بعيداً.

هل أنت بحاجة إلى أجهزة تدعم WIFI 6E ؟

في رأي الشخصي وحتى هذه الحظة فانت لا تحتاجها خاصة إذا لم تكن قد وصلت إلى أقصى ما يمكن لشبكات 5 GHz تقديمه. إذا كانت في مجتمع لا تنتشر فيه كذلك شبكات تعمل بتردد 5 GHz بشكل مكثف فحتى أزمة تداخل الشبكات أنت بعيدُ عنها.

أري أيضاً ألا تتعجل في شراء جهاز يدعم WIFI 6 في الفترة الحالية ومن الأفضل أن تنتظر حتى إطلاق أجهزة WIFI 6E ومعرفة مصريها في بلدك.