إن كنت تفكر في شراء جهاز كمبيوتر جديد، فهنيئاً لك. إختيار موفق مهما كانت ميزانيتك أو أسبابك لشرائه. قد يبدو الأمر سهلاً إن كنت تريد القيام بشراء جهاز مجمع مسبقاً أو تقوم بشراء القطع وتجميعها في المحل أو بنفسك في وقتٍ لاحق. لا تقلق، عدم قدرتك على تركيب الجهاز لا تعيبك يا صديقي…أعني...مقدم البرامج الخاصة بنا قام بحرق لوحة وجميعنا نتهمه بهذا الجرم الشنيع…

لكن هذه ليست النقطة الآن. النقطة التي نهنئك عليها هي إختيارك لجهاز الكمبيوتر لكي يكون منصة الألعاب الخاصة بك، مصدر الترفيه الأساسي أو محطة عملك من المنزل. سواء كان الكمبيوتر الذي ستقوم بشرائه من أجل الألعاب أو خلافه، فسيكون هناك تاجر في المحل الذي ستقوم بشرائه منه. لكن هل يقف التاجر دائماً معك أم مع مصلحته المادية؟ لنرى!

التاجر...أهو من يريد مصلحتك أم مصلحته هو؟

هذا هو السؤال الذي يجب أن تسأله لنفسك قبل القيام بالدخول في الخمس نقاط التي سنتناولها اليوم. هل التاجر مهتم بما تريد؟ نوعاً ما، نعم. لكن التاجر يريد في النهاية أن يخرج بأكبر كمية ممكنة من المال منك مع القيام بالتخلص من القطع التي جلست لفترة بدون التحرك من على الأرفف.

شراء كمبيوتر

أعني، لنقول أنك تمتلك ستة ألاف جنيه مصري على سبيل المثال وتريد شراء بطاقة AMD Radeon RX 5600 XT، لكن التاجر يمتلك عنده في المخزن كمية كبيرة من بطاقات NVIDIA GeForce 1660 Ti. في نفس الوقت، بطاقة NVIDIA أغلى بمائتي جنيه على سبيل المثال وهناك الكثير منها، أكثر من بطاقة RX 5600 XT في المخازن. هنا يجب أن يعادل بين الكميات الموجودة في نفس الوقت الذي سيحاول أن يأخذ منك كل ما معك من أجل بطاقة 1600 Ti من خلال تجميلها في عينك.

هذا الموقف إن دل على شيء، فهو يدل على أن التاجر دائماً في إحتياج للقيام بالتخلص من كل البضاعة المتاحة مع القيام بالحصول على أكبر عائد ممكن. لكن هل هذا يعني إلغاء شخصيتك الإستهلاكية؟ بالطبع لا!

أسمعت عن كلمة "لا, شكراً"؟

بالضبط. هذا هو المفتاح. الزبون دائماً على حق. نعم، أنت في النهاية مجرد زبون. لا تأخذ كلمات "أنت صاحب مكان" وهذه الترهات على محمل الجد. أنا لا أقصد أن أتهم التاجر، لكن هو يريد الأفضل له وأنت تريد الأفضل لك. لكنك صاحب الأفضلية لأنك أنت من تمتلك المال الذي يحتاجه التاجر. في نفس الوقت، ليس هناك تاجر واحد في العالم كله. إن لم تحصل على ما تريد من X فستحصل عليه من Y.

هذه الكلمة السحرية لا يمكن ردها يا عزيزي. عندما يعرض عليك شيء لا تريده، كلمة "لا" ستفي بالغرض. عندما يبدأ في الحديث عن إختيارٍ أخر وأنت لا تريده، كلمة "لا" ستساعدك كثيراً في التخلص من الإلحاح المستمر والذي لا تحتاجه بأي شكلٍ من الأشكال ولن يعيبك أي شيء في هذه الحالة.

حان وقت الخمس نقاط التي دخلت على المقالة من أجلها…

بالطبع، أنت لم تأتي من أجل قراءة المقدمة، أليس كذلك؟ أنا أعلم هذا. لكنني أخذت إحتياطاتي إن كنت تريد أن تعرف كل شيء لأنني لن أبخل عنك بمعلومة. لكنني لا أستطيع أن أتوقف عن التفكير في خمسة جمل أسمعها بداخل أروقة المراكز التجارية الخاصة بأجهزة الكمبيوتر والتي أحس دائماً بأنها مجرد فخ لمن يريد شراء كمبيوتر جديد أو قطعة جديدة لتحديث جهازه، وهذه هي الخمس جمل التي أسمعها دائماً.

"يمكنك شراء جهاز إستيراد من أجل أداء أفضل" عندما تشتري تجميعة كمبيوتر بسيطة

شراء كمبيوتر

أسوأ جملة يمكنك سماعها. عند القيام بشراء تجميعات بسيطة لأي سبب ما(وهذا حقك أن تشتري ما تريد حتى لو كانت تجميعة لا تشغل لعبة Claw) ويأتي التاجر لكي يعرض عليك ما يسمى بجهاز "جهاز كمبيوتر إستيراد" يعطيك أداءً أفضل من الذي تريده من هذه التجميعة. في هذه الحالة، قل لا.

أجهزة الإستيراد تلك ما هي إلا أجهزة جاءت من الخارج وهي مستعملة ومجمعة مسبقاً. إن كنت طالباً جامعياً أو مدرسياً، فهذه هي الأجهزة التي تراها في معاملك. هذه الأجهزة التي تأتي بمعالجات Core 2 Duo وبطاقات NVIDIA القديمة. سوف تكون محظوظاً يا صديقي إن جاءت هذه الأجهزة بمعالج من جيل Intel الخامس وبطاقة من سلسلة GeForce 700. بالطبع، ستكون هذه الأجهزة رخيصة للغاية وسوف يتم تزيينها ببعض الكلمات مثل أنها تشغل أحدث الألعاب.

أنا لن أنكر إحتمالية تشغيلها لأحدث الألعاب، لكن على أي دقة؟ 720p؟ على أقل الإعدادات؟ لا ثم لا ثم لا. بعيداً عن الأداء أيضاً، فهي أجهزة مستعملة. من إستعملها قبلك وكيف إستعملها، لا نعلم. لا نستطيع أن نجزم من الذي قام بإستخدامها من الأساس إن سألتني ولا نعلم فترة إستخدامها. هل تخطت فترة حياتها؟ هل فيها الروح من الأساس؟ لا نعلم، مجرد أجهزة مبهمة ستضر ميزانيتك وستحزن عليها بعد أشهر في الأغلب.

"ذاكرة هذه البطاقة تصل إلى 1541521856415 جيجابايت!" عند شراء لاب توب

شراء كمبيوتر

هذه الفكرة قديمة للغاية لأنها ببساطة كانت من أجل المعالجات المركزية التي تأتي بمعالجات رسومية مدمجة. في وقتٍ ما، يمكنك القيام بوضع ذواكر أكثر لكي يستغلها المعالج وكأنها الـ VRAM الخاصة به لكي يعمل كبطاقة رسومية. هذا الأمر، في النهاية، لا يعكس قوة المعالج المدمج.

شاهد أيضاً: الحلقة الرابعة - كارت الشاشة (GPU) | Hardware 101)

المعالج المدمج له سقف في الأداء لأنك، وبكل سهولة، لا تستطيع أن تكسر التردد الخاص بالمعالج الرسومي المدمج. على سبيل المثال، عندك معالج مدمج من Intel UHD Graphics وهذا بالكاد يقوم بتشغيل CSGO، ففكرت أنك ستقوم بوضع ذاكرة عشوائية بسعة أربعة جيجابايت لكي تلعب Cyberpunk 2077، لكن المعالج لا يستطيع من الأساس معالجة رسومياتها التي ستبقى على الذاكرة لكي يتم رندرتها داخل اللعبة، لهذا….هذه الجملة ليس لها معنى في العصر الحديث.

"الضمان دولي يا صديقي! لماذا تريد الضمان المحلي؟!" وهذه ستسمعها في الأغلب عندما لا تجد ضمان محلي

شراء كمبيوتر

عند الضمان، لا يوجد مزاح. ستسمع هذه الجملة من التاجر وستصدق الأمر وتأخذ بطاقتك المنزل وأنت في كامل السعادة. قد يحدث عطلٍ ما بعد شهرين من الإستخدام فتذهب إلى التاجر لكي تشرح له ما حدث، فيبدأ بتكلفتك الشحن وما إلى ذلك لكي تصل البطاقة إلى الشركة المصنعة في الخارج من أجل تصليحها.

الضمان المحلي يكفل لك تسليم البطاقة فقط والعمل على تصليحها وأنت في منزلك بدون تكاليف إضافية -طالما المشكلة ليست بسببك- وترجع لك سالمة غانمة. أما الضمان الدولي، فستقوم بتكلفة نفسك الكثير من أجل الكشف على البطاقة ثم دفع أموال الصيانة وما إلى ذلك. ناهيك عن الذكر أن البطاقات التي تتواجد في السوق يجب أن يكون لها وكيل معتمد يقوم بالتعامل مع الشركة، لهذا تأكد من شرائك بطاقة من موزع معتمد يوفر لك الضمان المحلي والدولي أيضاً.

"ارشح لك X عوضاً عن Y لأنها أفضل!" في حالة تحديدك لقطعة معينة في تجميعتك

شراء كمبيوتر

هذا هو السيناريو الذي تحدثنا عنه في الأعلى قبل الدخول إلى نقطتنا. قد تريد منتج محدد لكن التاجر يبدأ في الإلحاح عليك بخصوص منتج أخر. لن ننكر أنه قد يكون أفضل، لكن يجب التأكد أولاً من هذا الأمر من خلال المراجعات التي ستجدها على الإنترنت لهذا المنتج البديل.

إن كان هذا المنتج أفضل بالفعل وسعره مثل المطروح من الشركة وتستطيع أن تدفعه، فلم لا! لكن إن لم تكن هذه القطعة أفضل أو كان سعرها أعلى من سعرها الطبيعي، فلا تقم بشرائها من الأساس حتى لا تندم. 

هل قلت لك أننا نقوم بمقارنة المنتجات في مراجعاتنا؟ لا؟ أنت تعلم الآن! لديك مصدر جيد للمعلومات يا صديقي!

"شركة X أفضل من Y، Y ستكون أفضل لك!" وهذه الجملة في الأغلب ستسمعها عند شراء معالج..

هذه الجملة تظهر في الوقت الحالي وأنت تعرف سببها. سببها دخول عملاق أحمر بثلاثة أجيال من معالجات قوية للغاية تحت إسم Ryzen لكي تنافس شركة كانت الأكثر وجوداً في عالم المعالجات وهي Intel حتى تسرق منها الضوء في كل ما قامت بإطلاقه. بالطبع، الضحية هنا التاجر لأنه ملتزم ببيع معالجات Intel كما يلتزم ببيع معالجات AMD لأي كمبيوتر سيقوم بتجميعه أو بيع قطعه.

في الأغلب ستدخل إلى المتجر لكي تختار، على سبيل المثال، معالج Ryzen 5 3600 لكي تستخدمه في وظائف كثيرة منها الألعاب، فيقوم التاجر بعرض معالج Intel Core i5-9400F لك الذي يعطي أداء أفضل في الألعاب فقط بنسبة 3% وليس في كل الألعاب أيضاً. لكن في باقي الوظائف، معالج AMD أفضل لأي كمبيوتر مصمم لشتى الإحتياجات مع أداءٍ رائع في الألعاب أيضاً.

هنا يبدأ التاجر بمقولة "إنظر لـ Intel، هي الأشهر في المجال لوجودها منذ فترة. لكن AMD؟ من تلك؟". نفس الكلام قد يحدث مع بطاقات AMD و NVIDIA الرسومية أيضاً، لكن الإسم لا يعكس دائماً ما يقدمه الذي يأتي بداخل الصندوق في أي كمبيوتر بأي إمكانيات.

في النهاية….

دائماً أكررها. أنت سيد قرارك وأنت من ستحكم على ما يخرج من جيبك من أجل ما تراه عيناك، لكن واجبي دائماً أن أحذرك من التلاعب بك عند شراء أي شيء متعلق بالهاردوير...ليس واجبي فقط، بل عملي الذي أقوم به بضمير مثلما عملت أنت أيضاً من أجل الحصول على هذه الأموال التي لا نريدها أن تضيع في الهواء بسبب تسرع أو إلحاح من أحدهم.