
أسوأ شركة ألعاب في 2018
أتي 2018 وذهب وتبقي منه ذكريات بعضها جيد وبعضها الآخر سئ، وبعضها كان أسوأ ما يكون ..
لكن الذكريات السيئة كانت من نصيب الشركة الموعودة، الشركة التي اخذت لقب أسوأ شركة في أمريكا مرتين متتاليتين، واستحقتهم عن جدارة، الشركة التي حطمت آمال وتطلعات اللاعبين أكثر من مرة، ودمرت سلاسل الألعاب المفضلة للكثيرين، وعاملت اللاعبين كأنهم حصالات نقود تنتظر الكسر!

إنها الشركة التي أدمنت سياسات المحتوي الاضافي مدفوع الثمن paid DLC، الي حد أنها وضعت محتوي اضافيا لمحتوي اضافي آخر في إحدي الألعاب.
إنها الشركة التي تتهم اللاعبين بعدم الفهم، وبأنهم لا يعقلون ما يريدون، وبأنهم يتعصبون لتوافه الأمور، بل وتخبرهم أن لا يشتروا ألعابها اذا لم تكن تعجبهم!
أنها الشركة التي تدعم صناديق الحظ والقمار loot boxes، وانظمة المشتريات الرقمية micro-transactions أكثر مما تدعم الالعاب التي تحوي هذه الانظمة من الأصل! بل وتدافع عنهم حتي لو كانت قوانين الدول تحظرهم، وترفع القضايا من أجل تثبيت تلك الأنظمة! وتعطيل حظرها.
انها الشركة التي تطرد المطورين اذا ما أبدوا اعتراضا علي صناديق الحظ.

أنها الشركة التي أفسدت عرض E3 الخاص بها بالحديث عن العاب الهاتف الجوال mobile phone و الالعاب الرياضية sports games التنافسية.
إنها الشركة التي ادعت أن العاب القصة وان العب الطور الفردي Single Player قد انتهي أوانها، وأنها غير مرغوبة، وأن ألعاب الطور الجماعي قد حلت محلها.
إنها EA للأسف!
EA التي حاربت التشريعات التي تحظر صناديق القمار في عدد من الدول الأوروبية، وأصرت علي اصدار العابها بهذه الصناديق في مخالفة صريحة لقوانين هذه الدول. وهي التي أيضا طردت احد مطوري لعبة Plants Vs Zombies 2 بسبب اصراره علي عدم جدوي تلك الصناديق، وهي أيضا الشركة التي اصدرت محتوي اضافي للعبة Sims 4 يتطلب محتوي اضافيا آخر كي يعمل!
إن سمعة EA في تحطيم سلاسل الألعاب قد وصلت عنان السماء، ولقد تفننت EA في اغلاق وتشويه المكتبة الهائلة من الالعاب التي لديها، حتي ان الناظر ليشعر انها تتكسب المال من افشال العابها.
أفشلت EA سلسلة Command and Conquer العريقة باصرارها علي جعلها لعبة تنافسية جماعية بالدرجة الأولي في الاصدار الأخير من السلسلة Command and Conquer Tiberian Twilight، مما جعل اللاعبين يعزفون عن اللعبة التي تعودوا ان تكون مزيجا جيدا بين القصة والمرح، وبدلا من أن تعالج الشركة قصور اللعبة، وبدلا من أن تتجه للاهتمام بسلسلة Red Alert المحبوبة، أغلقت الشركة دار التطوير، وتوقفت عن دعم انتاج العاب جديدة من السلسلة. حتي اصدار Generals 2 الذي كان قيد التطوير بالفعل تم الغاؤه كليا ومسحه من الوجود كأنه لم يكن.

ثم والأسوأ من كل هذا، وبعد فترة انقطاع دامت سنين طويلة، أعلنت EA أنها ستطرح اصدار جديد من السلسلة، لكنه موجه فقط للهواتف الجوالة mobile phones، مما أثار غضب اللاعبين الذين شعروا بالاهانة، فلعبتهم المفضلة صارت الان عنوانا محدودا ثانويا للهواتف الجوالة، وصارت العوبة في ايدي EA التي لا تهتم بمحبي السلسلة ولا بعراقتها، وانما تهتم فقط بجمع المال بأقل مجهود.
وكرد فعل مباشر، اغرق اللاعبون صفحات التواصل الخاصة بالشركة بالتعليقات الجارحة والناقدة، وبعدم الاعجاب dislikes علي مقاطع الاعلان عن اللعبة علي Youtube، لقد اصيب اللاعبون بالاحباط في ان EA لا تفكر في اصدار جزء جديد من السلسلة العريقة، وتهتم فقط بحلب السلسلة من أجل المكسب السريع.
والغريب أن ردود الشركة عليهم كانت مستفزة للغاية، واتهمت اللاعبين بعدم الرضا دائما، وانهم لا يعرفون حقا ما يريدون!
وليست هذه أول سلسلة تفسدها EA، فلقد مارست EA الضغوط من قبل علي مطوري سلسلة Dead Space لجعلها لعبة حركة action بدلا من الرعب الصافي، وضغطت عليها لتشمل نظام لعب جماعي مشترك Co Op، وانظمة مشتريات كذلك! مما أدي الي نجاح محدود للجزء الثالث من السلسلة، وهو الأمر الذي لم يعجب EA، فأغلقت دار التطوير كلها وردمت التراب علي السلسلة.
كما مارست EA الضغوط علي مطوري Mirror's Edge كي يكون الجزء الثاني من السلسلة في عالم مفتوح، بالنقيض لفكرة السلسلة من الأساس، مما أدي الي خسارة اللعبة تركيزها وخروجها بمظهر مهلهل لا علاقة له بروح السلسلة، لتحقق اللعبة التي كانت منتظرة نجاحا محدودا آخر لم يرضي EA، فقررت الاكتفاء من السلسلة تماما ورفضت الاعلان عن جزء جديد منها.
ولقد أغرقت EA من قبل السوق باصدارات مكررة بلا أي تجديد من سلسلة Medal Of Honor، مما جعلها غير ناجحة بين اللاعبين، ثم حاولت الشركة تقليد Call Of Duty من جديد في عدد من اصدارات السلسلة، ثم عندما لم تلاقي نجاحا، أغلقت EA الباب علي السلسلة بدلا من ان تحاول بث روح التجديد والابتكار فيها.

كما أغرقت EA سلسلة Plants vs Zombies Garden Warfare بعدد رهيب من انظمة المشتريات الرقمية micro-transactions وكروت الحظ loot cards، الأمر الذي جعل اللعبة مرتعا لممارسات دفع المال من أجل الفوز، وأفسد توزان اللعبة، خاصة وانها لعبة طور جماعي فقط، بعد رفض EA المتكرر عمل طور فردي للعبة. وفي نهاية الأمر توقفت EA عن الاعلان عن اصدارات جديدة للعبة، فتوارت عن الأنظار تماما.
وفعلت EA نفس الشئ في سلسلة Battlefront، فجاء الاصدار الأول منها فقيرا في المحتوي الأساسي، لكنه غني في المحتوي الاضافي مدفوع الثمن paid DLC، ثم عندما لم يلقي ذلك نجاحا، أصدرت EA الجزء الثاني مدججا بعدد هائل من المشتريات الرقمية وصناديق الحظ، وهو الأمر الذي أدي الي غضب اللاعبين الشديد، وفشل اللعبة تجاريا وبين النقاد. وكانت فضيحة ضخمة للغاية للشركة.
وفعلت EA نفس الشئ ولا تزال تفعله مع سلسلة FIFA التي صارت مجموعة من التكرارات العدمية تصدر كل عام دون تغيير جوهري في المحتوي، لكن الأسوأ من كل ذلك ان اللعبة تحولت الي سوق بضائع رقمي تمارس فيه كل موبقات البيع والشراء، من المراهنات والمضاربات الي غلو الأسعار بل والنصب العلني، صارت اللعبة حرفيا لعبة ادفع لتربح pay to win الي درجة مقززة. تدفع العديد من اللاعبين بعيدا عن طور اللعبة التنافسي.

وتكرر الأمر مع سلسلة Sims التي افسدتها EA بطوفان المحتوي الاضافي مدفوع الثمن حتي سأم اللاعبين هذا، وتدهورت سمعة وشهرة السلسلة كثيرا.
وتعرضت سلسلة Army of Two للموت علي يد EA أيضا بعد أعوام من المحتوي الضعيف والاصرار علي دعم اللعب الجماعي المشترك Co Op. وتكرر الأمر مع سلسلة Skate أيضا ولكن بحجة عدم وصول السلسلة لنسبة معينة من المبيعات. وكذا الأمر مع SimCity.
كما عاثت EA فسادا في سلسلة Need For Speed، فأصرت في فترة ما علي اصدارات سنوية مكررة للسلسلة، حملت افكارا ضحلة ومحتوي غير جذاب، مما ادي الي فتور استقبال اللاعبين للسلسلة، ثم لم تكتفي EA بهذا، بل حاولت دمج التقاليد الرائجة رغما عن انف السلسلة، ورغما عن عدم توافق تلك التقاليد مع روح وفكرة السلسلة، فتارة حاولت EA جعل اللعبة جماعية علي الشبكة الدولية online only، وتارة تنزع منها طور القصة تماما وتجعلها لعبة مطاردات ساخنة فقط، وتارة جعلتها ممتلئة بكروت الحظ ..الخ، ولقد فشلت تلك المساعي في تحقيق أي نجاح تجاري يذكر، وانتهي الأمر بالسلسلة وهي في أدني مستوياتها من الجودة، الي الحد أن EA قررت منح السلسلة أجازة طويلة نسبيا.

كما افسدت EA سلسلة Mass Effect تماما عندما مارست الضغوط علي مطور اللعبة لاستعمال محرك ذو قابلية محدودة للتطويع والتعديل (محرك Frostbite)، مما أخر انتاجية الجزء الاخير من السلسلة Andromeda، ثم مارست عليهم ضغوطا أكثر لانهاء اللعبة في زمن قياسي، رغم عدم اكتمال قصتها او حتي تطويرها بشكل عام ورغم امتلائها بمشكلات عديدة bugs وعيوب تطوير. مما أثر علي استقبال اللعبة نقديا، وجعلها مسار سخرية اللاعبين من كم المشكلات والعيوب في اللعبة!
كما ظلمت EA سلسلة Titanfall عندما أصرت علي اصدار الجزء الثاني منها Titanfall 2 بين اصدارات Call Of Duty و Battlefield .. مما ادي الي ضعف مبيعات السلسلة الوليدة، وتعرضها لخطر الالغاء.
حتي سلسلة Battlefield لم تسلم من أذي EA، فلقد حاولت دمج المحتوي الرائج من Fortnite في الاصدار الأخير منها Battlefield V، بدعم الشخصيات النسائية فيها ودعم تخصيص وتغيير شكل المحاربين .. لكن هذه التغييرات لم تعجب محبي السلسلة الذين اعترضوا عليها غاضبين، ومهددين بمقاطعة اللعبة، التي خرجت عن سياقها التاريخي .. لكن EA لم تعرهم اهتماما بل وأصرت علي التغييرات وطلبت من اللاعبين عدم شراء اللعبة اذا لم تكن تلك التغييرات تستهويهم، وهو ما حدث بالفعل، وانخفضت مبيعات الجزء الأخير بشدة.

وفوق كل ذلك فان EA مارست الضغوط علي المطورين لانهاء اللعبة بسرعة واصدارها رغم عدم اكتمال محتواها، وانتهي الأمر بـ Battlefield V بمحتوي هزيل مقارنة بالإصدارات السابقة.
إن مشكلة EA الأزلية أنها تسعي لارضاء المستثمرين وفقط، ولا يهمها ارضاء اللاعبين بتاتا، لو لم تحقق اللعبة مبيعات ترضي المستثمرين، فان الشركة تلقيها جانبا او تغلقها تماما، حتي لو كانت اللعبة ناجحة علي مستوي النقاد واللاعبين! ولو لم تحوي اللعبة علي انظمة مشتريات رقمية وسلع وهمية، فان EA لا تشعر بالرضا علي فرصة كسب الأموال التي ضاعت منها، بل إن الشركة تتفاخر أن نصف أرباحها هو من تلك الممارسات. لقد أتقنت الشركة الربح من هذه الطريقة ولا تعرف سواها، رغم أنها تعلم تمام العلم انها طريقة لا تعجب المستخدمين واللاعبين!
لدي EA استعداد مذهل لاصدار العابها باقل درجات الجودة حتي لو لم تكن جاهزة في جوهرها من الأصل، المهم لدي الشركة هو ان اللعبة حاضرة للبيع وجاهزة للعرض امام المستثمرين في تقريرها المالي. وعادة ما يؤدي هذا الي فشل اللعبة تجاريا وتحميل هذا الفشل للمطور وليس لـ EA، الذي قد ينتهي به الحال مطرودا من الشركة.

وفوق كل ذلك فان EA أيضا تحب تقليد الغير ودمج الأساليب الرائجة من الآخرين في العابها، حتي لو لم تتوافق مع روح تلك الألعاب، فمن صناديق وكروت الحظ loot cards and boxes، الي العالم المفتوح open world، الي اللعب الجماعي المشترك Co Op الي اللعب الجماعي علي الشبكة الدولية Online علي حساب القصة والطور الفردي، الي العاب الهاتف الجوال .. الخ. حاولت الشركة تقليد نجاح Call Of Duty و Destiny أيضا، ولا زالت تحاول. وبدلا من أن تستثمر EA في ترسانة العابها المميزة، تسعي الي الكسب السهل والسريع عن طريق تقليد ما هو رائج وناجح.
لهذا كله، استحقت EA لقب أسوأ شركة في 2018، وربما في كل العصور، تحتاج الشركة لتغيير مفاهيم الكسب عندها كليا، وتحتاج ان تضع المستهلك نصب اعينها كاولوية قصوي، وتحتاج الي ان تستفيق وتعود الي الابتكار والتفرد في سلاسل العابها، وإن لم تفعل هذا فان التاريخ يمتلأ بالشركات التي صعدت الي القمة بالطرق الخاطئة، ثم سرعان ما هوت كالصخرة الي قاع النسيان .. فهل تفعل EA ذلك قبل فوات الأوان، أم تظل للأبد حبيسة لقب الشركة الأسوأ في عالم الألعاب؟
?xml>