يشهد الاقتصاد العالمي دوريا فترات من الانكماش والتراجع في الأداء الاقتصادي، فكيف يجب على المستثمرين في سوق التداول بالاسهم التعامل مع هذه الظروف الغير اعتيادية؟ 

ماهو الركود او الانكماش الاقتصادي؟

تعرف فترات الركود أو الانكماش الاقتصادي على أنها ربعان متتاليان من النمو الاقتصادي السلبي، ويمكن أن ينتج عن عدة أسباب. مثل الصدمات الاقتصادية الناتجة عن التغيير الكبير والمفاجئ في أسعار السلع الأساسية كأسعار النفط مثلا، كما يمكن أن ينتج الانكماش عن الذعر المالي لدى كبار المستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين، أو عن التغيير السريع في التوقعات الاقتصادية، فما هو تأثير كل ذلك على سوق التداول بالاسهم ؟ وماهي الإجراءات التي يمكن للمستثمرين في أسواق التداول بالاسهم اتباعها لتجاوز الازمة والنجاة من مرحلة الركود الاقتصادي بأقل الأضرار؟ 

دراسة وتحليل أداء مختلف الشركات خلال فترات الانكماش الاقتصادي السابقة يساعدنا للخروج بمجموعة من النتائج المفيدة والنصائح التي يمكن لكل مستثمر في أسواق التداول بالاسهم اتباعها، حيث يبدو جليا ان هناك شركات متميزة تمكنت من الخروج من الازمة بأخف الأضرار، بل بالعكس من ذلك، تمكنت من النمو وزيادة ثروتها خلال فترة الركود وبعدها مباشرة، على عكس اغلب المتعاملين الاقتصاديين في السوق العالمي. ويرجع ذلك أساسا لخصائص نظام عملها ولجملة من القرارات التي تم اتخادها قبيل الدخول في فترة الازمة الاقتصادية. 

كيف يمكن التغلب علي الركود الاقتصادي؟

1. ركز استثماراتك على الشركات ذات النظام اللامركزي 

فقد أظهرت الدراسات أن هذه الشركات تكون ذات قدرة عالية على تحمل تغيرات السوق. فأسلوب عملها المرن والديناميكي يمنحها الفرصة للقيام برد الفعل المناسب في الوقت المناسب مع الاخذ بعين الاعتبار المحيط والظروف الخاصة التي يعيشها كل فرع من فروع الشركة، وهذا يمنح المؤسسة نوع من الاستقرار العام ويساعدها على تجاوز فترات الازمات ويزيد ثقة المتعاملين معها. مما ينتج عنه ثبات في الإنتاجية على المدى القصير وزيادة في الأرباح على المدى المتوسط والطويل. 

على عكس الشركات الكبرى ذات النظام المركزي الصلب والذي يفقدها الكثير من المرونة في التعامل ويجعلها عرضة للتصدع والانهيار في مواجهة تقلبات السوق المفاجئة. 

2. تخلص من ديونك في أقرب وقت 

التعرض لبعض الخسائر أمر لا مفر منه في سوق التداول بالاسهم ، خاصة في فترات الانكماش والتي تنخفض فيها أسهم الشركات بشكر كبير ومفاجئ وهو ما سيحرمك كمستثمر من قدر كبير من السيولة المالية. لهذا وجب على كل مستثمر الاحتياط والإبقاء على مخزون مالي معتبر يمنحه النفس الطويل والقدرة على مواجهة الخسائر في فترات التراجع. 

والديون الكبيرة هي أكبر عدو لهذا المخزون المالي، فواجب السداد سيجبرك على استنزاف سيولتك المالية ويقلل من قدراتك على تحمل الخسائر المتوقعة، خاصة في ظل التراجع الكبير للأرباح. 

إقرأ أيضاً : نصائح للنجاح في سوق التداول بالأسهم.

3. التركيز على اتخاذ القرار

تجنب الذعر واتخاذ القرارات المتسرعة، على المستثمر الناجح أن يثبت على استراتيجيته العامة وإجراء التعديلات اللازمة بعناية، فالنجاح والفشل في مجال التداول بالاسهم يرتكز بشكل أساسي على القرارات التي تتخذها في الأوقات الحاسمة. التأثر بالأخبار المتسارعة وحالة الذعر المنتشرة سيقودك حتما للمزيد من الخسائر، لهاذا وجب على المستثمر الالتزام بالهدوء واجراء التحليلات اللازمة قبل اتخاد أي قرار حاسم. فقد يميل الكثير من المستمرين المبتدئين لبيع استثماراتهم بشكل سريع على أمل تجنب المزيد من الخسائر، بينما يعتمد أنجح المستثمرين على اقتناص الفرص وشراء الأسهم التي يتوقع لها النمو السريع بعد فترة الركود. 

4. ابحث عن الفرص في مجالات التكنولوجيا 

تتميز شركات التطوير التكنولوجي عن غيرها من المؤسسات التي تنشط في المجالات التقليدية. فاعتمادها على العالم الافتراضي يحررها من المشاكل والمعيقات التي تملأ عالم الصناعة والنقل وكل ما هو ملموس. ولهذا تشكل شركات التكنولوجيا فرصة ذهبية للمستثمرين لإنقاذ أموالهم في حالات الانكماش الناتجة عن مشاكل قطاع الصناعة والمال. وكن مع ذلك يجب الحذر وعدم وضع كل البيض في سلة واحدة فقطاع التكنولوجيا يشهد أحيانا فقاعات مالية يؤدي انفجارها إلى خسائر هائلة للمستثمرين.

الخاتمة

على كل حال يبقى مجال التداول بالاسهم بوابة ممتازة لصناعة ثروتك الخاصة و فتح أبواب العالمية أمامك، فرغم التقلبات التي قد يشهدها السوق كن على يقين أن الأسهم ستعود للارتفاع من جديد ، كل ما عليك فعله هو اتباع  الاستراتيجية المناسبة لك و الالتزام بالهدوء في اتخاد القرار و كذلك الاعتماد على منصة التداول بالاسهم التي تمنحك أكبر قدر من المعلومات و التحليلات التي تساعدك على قراءة السوق و اتخاد القرار المناسب في الوقت المناسب.