
هل تنتهي الحاجة للمبرمجين؟ هكذا تغيّر Anthropic طريقة إنشاء التطبيقات
أعلنت شركة أنثروبيك "Anthropic" عن إضافة ميزة جديدة إلى مساعدها الذكي "كلود" (Claude AI)، تُمكّن المستخدمين من إنشاء تطبيقات تفاعلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي مباشرةً داخل المنصة، دون الحاجة إلى معرفة برمجية.
يأتي هذا التحديث كتطويرٍ للميزة السابقة "Artifacts" التي أطلقتها الشركة العام الماضي، والتي تتيح للمستخدمين رؤية المُحتوى المُنشَئ بواسطة الذكاء الاصطناعي والتفاعل معه.
اقرأ أيضًا:
لماذا تتعلم برمجة الذكاء الاصطناعي؟ وما هي أفضل طريقة لتعلمه؟
البرمجة والذكاء الاصطناعي: كيف يصنعان لك سويًا مستقبلًا مهنيًا أقوى؟

كيف تعمل ميزة Anthropic الجديدة؟
تُتيح الميزة الجديدة للمستخدمين وصف التطبيق الذي يريدون إنشاءه، ومن ثمَّ يكتب Claude الكود البرمجي تلقائيًا، ويمكن رؤية النتائج فورًا داخل المنصة، لتكون العملية أشبه ببرمجة بسيطة مع إمكانية التعديل الفوري.
على سبيل المثال، يُمكن للمستخدم أن يطلب من "كلود" إنشاء تطبيق لبطاقات تعليمية للغة الإسبانية، أو حتى تطبيق كامل لتحليل البيانات، وسيُنفّذ الذكاء الاصطناعي ذلك دون تدخُّل بشري.
وقد طوّر المستخدمون الأوائل للميزة مجموعة متنوعة من التطبيقات، مثل الألعاب التفاعلية، أدوات التعلم الذاتي، مساعدي الكتابة، وحتى أنظمة آلية تُنسّق مهام مُتعدّدة بين عدّة نسخ من Claude، كما تتفاعل هذه التطبيقات مع الذكاء الاصطناعي عبر واجهة برمجة التطبيقات (API).
المُنافسة مع OpenAI وميزة Canvas

تُشكّل هذه الخطوة من أنثروبيك مُنافسةً مُباشرةً لشركة OpenAI بعد إطلاقها ميزة كانفاس "Canvas" في أكتوبر الماضي، والتي تتيح للمُستخدمين تحرير المُحتوى المُنشَأ بواسطة الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، تختلف استراتيجية أنثروبيك بتركيزها على التطبيقات القابلة للمُشاركة، بدلًا من مُجرّد إنشاء مُحتوى ثابت.
يُعتبر هذا التطوُّر جزءًا من تحوُّل أوسع في صناعة الذكاء الاصطناعي، حيث تتحوَّل الشركات من واجهات الدردشة النصية إلى منصات تفاعلية مُتكاملة. فبدلًا من اقتصار التفاعل على الأسئلة والأجوبة، أصبح بإمكان المُستخدمين الآن إنشاء أدوات عملية قابلة للتطوير والتعديل.

لماذا تقدّم أنثروبيك هذه الميزة مجانًا؟
رغم أن الميزة مُتاحة للمُستخدمين المجانيين والمدفوعين، فإنّ أنثروبيك ترى في الوصول المجاني استراتيجيةً لاجتذاب المزيد من المستخدمين. فالمستخدمون الذين يجربون إنشاء تطبيقات بسيطة قد يتحولون بعد ذلك إلى مُشتركين مدفوعين للحصول على ميزات إضافية، مثل حدود استخدام أعلى وإمكانيات مُتقدّمة.
يُحتسب استخدام واجهة برمجة التطبيقات (API) ضمن اشتراك مالك التطبيق وليس مُستخدمه، وهذا يُخفّف العبء عن البنية التحتية للشركة، كما أنّ التطبيقات المُشتركة تتطلّب تسجيل الدخول عبر حسابات "كلود"، وهذا سيرفع من قاعدة مُستخدمي المنصة.
مُستقبل تطوير البرمجيات في عصر الذكاء الاصطناعي

يطرح هذا التطوُّر تساؤلاتٍ حول مُستقبل البرمجة التقليدية، حيث تُظهر الدراسات أن 70⁒ من التطبيقات الجديدة ستُبنى باستخدام أدوات مُنخفضة أو عديمة البرمجة بحلول عام 2025. ومع ذلك، يرى الخبراء أنّ أدوات الذكاء الاصطناعي لن تحل محل المُطورين المُحترفين، بل ستكون مُكمّلةً لهم، حيث تبقى الحاجة إلى خبراء في بناء الأنظمة المُعقدّة وتأمينها.
ختامًا، تُشير خطوة أنثروبيك إلى أنّ مُستقبل الذكاء الاصطناعي لا يعتمد فقط على تحسين النماذج اللغوية، بل أيضًا على تمكين المستخدمين من تحويل الأفكار إلى تطبيقات عملية بسهولة. لذلك، أرى أنّ أقوى أدوات البرمجة في المُستقبل ستصبح مُجرّد دردشة ذكية مع ذكاء اصطناعي يفهم احتياجاتك ويُنفذها في لحظات.
?xml>