
لماذا عليك تعلم برمجة الذكاء الاصطناعي؟ وما هي الطريقة الأفضل؟
500 مليار دولار، 200 مليار يورو، 40 مليار ريال، كل هذه الأرقام الضخمة هي استثمارات لتطوير الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية على الترتيب.
هذه أرقام جنونية إن تفكرت فيها، تُعادل الناتج المحلي لدولٍ كاملة، وبعيدًا عن الحكومات، فحتى شركات التقنية الكبرى تضخ أموالًا بلا حد في الذكاء الاصطناعي، وهذه شركات وليس هيئات حكومية، حتى أنهم يسعون لإعادة تشغيل بعض المفاعلات النووية لتوليد الطاقة، لأن الكهرباء الحالية لا تكفيهم.
لماذا نتعلم الذكاء الاصطناعي؟
إذًا، يبدو أن أمر الذكاء الاصطناعي هذا ليس بالهزل، ويبدو أيضًا أنه سيتدخل في نواحي الحياة كافة. ولكن؛ كلَ مجالٍ بقدرهِ؛ مثلًا ستستفيد المجالات المتعلقة بالكتابة واللغويات من الذكاء الاصطناعي جدًا، إذ أن أساس النماذج الحالية هو توقُّع الكلمة التالية وربط الكلمات بعضها ببعض لفهم السياق، وستشعر بذلك إن جربت أحد نماذج الدردشة أمثال شات جي بي تي في ترجمة النصوص.
إذا لم تكن تعلم، فجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2024 أُعطيت مناصفةً بين ديفيد بيكر (David Baker)، عالم الكيمياء الحيوية، وديميس هاسابيس (Demis Hassabis)، وجون جامبر (John Jumper).
يشغل ديميس هاسابيس منصب الرئيس التنفيذي لشركة Google Deepmind المختصة بأبحاث الذكاء الاصطناعي، أما جون جامبر فيشغل منصب كبير الباحثين هناك.
وهنا سؤالٌ يفرض نفسه، لماذا يحصل مهندسان مثلهما على نوبل في الكيمياء؟ والجواب هو لتطويرهم نموذج ذكاء اصطناعي يسمى AlphaFold قادر على التنبؤ بالبنية المعقدة للبروتينات، ما حل معضلة استعصت على الكيميائيين لأكثر من 50 عامًا.

أنا لست كيميائيًا أو عالم كيمياء حيوية، لكن الخبراء -حتى في مجال الذكاء الاصطناعي- يُشيدون بأهمية هذا النموذج.
"إن تأثير Rosetta و Alphafold وغيرها من الجهود المعتمدة على تعلم الآلة في التنبؤ ببنية البروتين وتصميمه هائل بالفعل، ويُتوقع أن يكون له تأثير أكبر في المستقبل"
- Yann LeCun رئيس باحثي الذكاء الاصطناعي في ميتا
وكذلك نوبل في الفيزياء هذا العام ذهبت لجيفري هينتون (Geoffrey Hinton) وجون هوبفيلد (John Hopfield) نظير الاكتشافات والابتكارات الأساسية لتعلم الآلة باستخدام الشبكات العصبية التي أنجزوها. وتُعد أعمال كل من هوبفيلد وهينتون حجر الأساس لكافة تقنيات الذكاء الاصطناعي الحالية.

سيستفيد المجال الطبي أيضًا بصورة هائلة من الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن أن يساعد عقل الآلة في تشخيص الأمراض، بشكلٍ يتفوق في أحيان عِدة على أطباء متخصصين. فكِّر فيها، الطبيب لديه أعراض معينة مع بيانات معينة، إذا توفرا سويًا فغالبًا ما يكون المريض لديه المرض (س) مثلًا.
لا أقول إن الذكاء الاصطناعي سيستبدل الأطباء، شخصيًا لا أظن ذلك أبدا، فذاك العقل الجامد يفتقر المشاعر البشرية والتي في أوقاتٍ كثيرة تكون أهم من التشخيص وصرف الدواء المناسب، وكذلك العلاج النفسي لن يقدر عليه الذكاء الاصطناعي أبدًا.
لكن؛ على الجانب الآخر، سيساعد الذكاء الاصطناعي في إنجاز أعمالٍ روتينية أكثر، مثلًا تحليل أشعة معينة أو جلب معلومة دقيقة بين السطور للطبيب، وهكذا مع بقية المجالات، لن يستبدل الذكاء الاصطناعي البشر بالمعنى السائد للعامة، لكنه سيتيح مجالًا لأعمال أكثر تعقيدًا نُنجزها نحن ونترك له الممل والمُتكرر، مثل الآلة الحاسبة أو حتى هاتفك الذكي الذي تقرأ منه المقال الآن، في أغلب الأحوال.
سيصل حجم مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي إلى 15.7 تريليون دولار بحلول عام 2030، وذلك بحسب تقرير صادر عن مركز دبي المالي العالمي، ويشير التقرير أيضًا إلى كون الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة لها التأثير الأكبر على القطاع المالي.
لنستوعب حجم الـ 15 تريليون دولار هذه، إليك بعض الحقائق:
حجم سوق النفط العالمي يساوي 5 تريليون دولار! وتُقدّر القيمة السوقية لشركة إنفيديا، التي استفادت أيُما استفادة من موجة الذكاء الاصطناعي الحالية، هي 3.3 تريليون دولار، أي أن حجم مساهمة الذكاء الاصطناعي المتوقعة في الاقتصاد العالمي تعادل 5 أضعاف القيمة السوقية لإنفيديا، وثلاثة أضعاف حجم سوق النفط العالمي!
الذكاء الاصطناعي في العالم العربي
لا يخفى على أحدٍ منا تأخر الدول العربية في مجالٍ مهم مثل الذكاء الاصطناعي، ولذا يجب علينا إنتاج نُخب متعلمة في هذا المجال لمنافسة اللاعبين الكبار، ولإنشاء نماذج مخصصة لمنطقتنا تفهم ثقافتنا ولغتنا، ولا تنحاز ضدنا في بعض الأحيان، وقد رأينا جميعًا انحياز الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، سواءً إذا تحدثنا عن انحياز بوتات الدردشة مثل شات جي بي تي في تقديم المعلومة وطرحها، أو الأشد من الانحياز وهو الاستخدام الفعلي للذكاء الاصطناعي للقتل والتدمير. تعرف أكثر على كيف استُخدِم الذكاء الاصطناعي في حرب غزة الأخيرة لاحقًا.

إذا كان كل هذا لا يعنيك في شيء، فمن منطلقٍ مادي بحت، هناك أموال كثيرة في هذا المجال، سواءً كانت للمهندسين البارعين أو لمن يريد اقتحام عالم ريادة الأعمال وتقديم حلول ذكاء اصطناعي تُناسب منطقتنا العربية، وهناك عِدة محاولات جيدة في مشهد الذكاء الاصطناعي في العالم العربي.
مثلًا، شركة وايد بوت المصرية الناشئة تعنى بتقديم حلول ذكاء اصطناعي للمؤسسات وأصحاب الأعمال، عبر نموذجها "عقل" وقد حصلت على تمويل بقيمة 3 مليون دولار مؤخرًا خلال فعاليات مؤتمر LEAP 2025، بالإضافة لتمويل سابق بـ 4 مليون دولار، والشركة مؤسسة في سبتمبر العام الماضي.

وبذكر ليب 2025، فقد أُعلِن خلال المؤتمر عن استثمارات بقيمة 10.9 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي داخل المملكة العربية السعودية، وهناك استثمارات بأرقام كبيرة في دول مثل الإمارات أيضًا، آخرها هو استثمار بقيمة 30-50 مليون دولار في شركة Mistral.
شركة Mistral AI هي شركة ذكاء اصطناعي فرنسية أطلقت نموذجًا مخصصًا لمنطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا باسم Mistral Saba وتستهدف ميسترال الشركات سواء في فرنسا والاتحاد الأوروبي أو في منطقتنا العربية، وهي خطوة ذكية.
بدلًا من التركيز على بناء بوت دردشة قوي مثل شات جي بي تي، وغالبًا لن ينجحوا فيه، السباق الحالي هنا هو لتطوير الذكاء الاصطناعي لاستخداماتٍ مُحددة ولفئاتٍ محددة بعينها.
نتيجة منطقية لكل هذه الاستثمارات والشركات الناشئة هو الحاجة لمهندسين بارعين وعلى أعلى مستوى، وأظننا كلنا سمعنا برواتب مهندسي الذكاء الاصطناعي.
إذن، يبدو أن تعلم الذكاء الاصطناعي مهم ويستحق وقتك وجهدك، ولكن قبل أن نشرع في الحديث عن تعلم الذكاء الاصطناعي، هناك نقطة من الأهمية بمكان، وهي المواظبة والمداومة، أو كما يُقال Consistency. الطريق طويلة وصعبة ولابد لها من جدية في سلكها حتى تؤتي ثمارها. والجدية عمومًا مفقودة في زمننا هذا، وأيًا كان مجالك مع المواظبة والمداومة ربما تحصل على المائة ألف دولار -في السنة لن أقول في الشهر.
بعد هذه المقدمة الطويلة بعض الشيء، والتي آمل أن تكون قد منحتك هدفًا أو غاية لتعلم الذكاء الاصطناعي، يأتي سؤال المليون دولار ..
من أين نبدأ؟
أولًا، الرياضيات، وقبل أن تترك المقال وتستذكر مُدرس الرياضيات الذي أبرحك ضربًا لعدم حفظك جدول 9 في الابتدائية، فاسمح لي بالتفصيل والشرح.
بدايةً، الرياضيات ليست أساسية هُنا، بمعنى أنك تستطيع تعلم الذكاء الاصطناعي بدونها، وإذا كنت ممن عانوا -أو يُعانون- مع الرياضيات في التعليم التقليدي، فلا تظن أن الأمر قد انتهى ولن تستطيع الولوج إلى مجال الذكاء الاصطناعي.
لكن، إذا أردت التميُّز فستحتاج الرياضيات بالتأكيد، علاوة على كون الرياضيات مهمة في المجال، فهي أيضًا تعلمك التفكير المنطقي وأساليب حل المشكلات، وهما مهاراتان أساسيتان لأي مبرمج ذكاء الاصطناعي.
أرشح لك قناة 3b1b على يوتيوب وهي قناة مميزة للغاية تقدم شروحات تركز أكثر على الرسم والتمثيل البياني، وبها سلاسل تعليمية عن التفاضل والتكامل والجبر الخطي والإحصاء وحتى الشبكات العصبية والنماذج النصية الكبيرة!
وحقيقة هذه القناة التي يقوم عليها خريج ستانفورد جرانت ساندريسون (Grant Sanderson) ، من أكثر القنوات التعليمية التي أثرّت في وفي تصوري للرياضيات والعلوم، وكثير من الفيديوهات إما مُدبلج أو مترجم للعربية، فلا داعي للقلق.
مع التركيز أن هذه الفيديوهات لا تُغني عن المحاضرات المعتادة، قطعًا ستحتاج مذاكرة جادة ومواجهة الكثير من المسائل الصعبة، وكما قلت فالرياضيات ليست أساسية في البداية.
وفي الأساسيات ستحتاج أيضًا إلى بعض المفاهيم الأساسية عن طريقة عمل الكومبيوتر وبنيته الداخلية، وكذلك مفاهيم أساسية مثل الخوارزميات وقواعد البيانات وكذلك البرمجة كائنية التوجه.

بالرغم من أن الرياضيات والأساسيات التقنية مثل الخوارزميات تعد أدوات قوية لفهم الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق، إلا أن صبرك لن يسعفك غالبًا وستفقد الأمل في منتصف الطريق، ولذا يمكنك البدء بخطوات عملية دون الحاجة إلى الخوض في تلك التفاصيل المعقدة.
هنا تأتي دورة الذكاء الاصطناعي من أكاديمية حسوب كخيار مثالي، فهي توفر أكثر من 400 درس تتجاوز مدتهم جميعًا أكثر من 75 ساعة فيديو تدريبية، تغطي كافة مفاهيم الذكاء الاصطناعي من الصفر، دون الحاجة إلى أي معرفة مسبقة بالبرمجة أو الرياضيات، ما يجعلها مناسبة للمبتدئين الذين يرغبون في دخول المجال بسلاسة، ومن علِقوا في مُنتصف الطريق.
وتوفِّر أكاديمية حسوب عدة مميزات تجعل الاشتراك معهم قرارًا ذكيًا، فالدورة متاحة مدى الحياة بمجرد الاشتراك، وأي مواد إضافية ستحصل عليها مجانًا.
مثلًا، وجدت أن دورة الذكاء الاصطناعي التي نتحدث عنها اليوم كانت مدتها 43 ساعة فيديو في شهر يناير من العام الماضي، والآن أُضيفت أكثر من 30 ساعة تدريبية، لو كنت مشتركًا فلن تدفع أي تكلفة إضافية للحصول عليهم.
وبعد الانتهاء من الدورة واجتياز مشروع التخرج تحصل على شهادة معتمدة من شركة حسوب التي تدير أكبر منصات العمل الحر في العالم العربي، مستقل، وخمسات.
وهنا يظهر التكامل بين هذه المنصات، فعند اشتراكك في إحدى الدورات على أكاديمية حسوب، تحصل على إرشاد وظيفي بعد الدورة ومساعدة في إنشاء السيرة الذاتية ومعرض أعمال احترافي.
وإذا لم تحصل على عمل خلال ست أشهر بعد اجتياز امتحان الدورة -والذي يكون بتنفيذ مشروع حقيقي ومتابعة في محادثة مباشرة مع أحد مدربي أكاديمية- تضمن لك أكاديمية حسوب استعادة المبلغ بالكامل!
ولضمان الحصول على أكبر فائدة وزيادة فرصك للعمل، ستحصل أيضًا على موقع إلكتروني احترافي لمدة سنة مُقدم من سنديان التابع أيضًا لحسوب، وهو مُنشئ مواقع إلكتروني بدون خبرة برمجية بالسحب والإفلات.
دورة الذكاء الاصطناعي من أكاديمية حسوب تعتبر بداية قوية جدًا سواء كان لديك خبرة سابقة في البرمجة أو لا، دروسها الأولى مع أساسيات لغة بايثون، وتُعد لغة بايثون من أهم اللغات حاليًا وخصوصًا في مجال الذكاء الاصطناعي.
أنا شخصيًا أُحاول تطوير بوت على منصة تيلغرام لتحميل الفيديوهات من منصات التواصل، ولتطويره أحتاج إلى تعلم لغة بايثون.
وتتميز لغة بايثون بسهولة التنسيق، حيث تكون الأكواد البرمجية بلغة مشابهة للإنجليزية المقروءة.
قد يهمك:
- البرمجة والذكاء الاصطناعي: كيف يصنعان لك سويًا مستقبلًا مهنيًا أقوى؟
- ما الذي قد يحدث إن طورنا ذكاءً اصطناعيًا يملك خيالًا؟
بذكر اللغة الإنجليزية، تهدف أكاديمية حسوب إلى تقديم محتوى عالي الجودة باللغة العربية الفصحى، ولكن إتقانك للإنجليزية مهارة لا تقل أهمية عن مهاراتك البرمجية المختلفة، لكنها لن تشكل عائقًا عند التعلم مع أكاديمية حسوب، يمكنك تعلم ومُمارسة الإنجليزية بالتوازي مع دورة تعلم الذكاء الاصطناعي مثلًا كحل وسط.
بعد إتقان أساسيات بايثون، نتجه لتطبيقين عمليين، الأول على النماذج النصية الكبيرة LLMs وبوتات المحادثة، ولعل بوتات الدردشة هي ما دفع الكثير لمحاولة تعلم الذكاء الاصطناعي، إذ أنها أصبحت ما يمثل الذكاء الاصطناعي لدى العامة.
ولكن مفهوم الذكاء الاصطناعي أكبر من هذا بكثير، فهناك عدة مجالات وتخصصات مندرجة تحت كلمتي "الذكاء الاصطناعي" منها:
- تعلم الآلة Machine Learning: الذي يُستخدم أحيانًا كمرادف للذكاء الاصطناعي لكنه مجال فرعي منه. يمكِّن الآلات من التعلُّم من التجارب والبيانات السابقة والتنبؤ بالنتائج المستقبلية بدقة عالية دون الحاجة لبرمجتها بشكل صريح.
- التعلم العميق Deep Learning: الذي يمكِّن الآلات من التعلم بالقدوة كالبشر ويعتمد على شبكات عصبية اصطناعية مثل تلك الموجودة في الدماغ البشري.
- الرؤية الحاسوبية Computer Vision: يهتم بتمكين الحواسيب من فهم ومُعالجة الصور والفيديوهات بشكل مشابه للطريقة التي يفهم بها البشر العالم البصري، ونحن نجد تطبيقات على الرؤية الحاسوبية في كل مكان، أبرزها التعرف على الوجوه Face Recognition في خدمات مثل صور جوجل (Google Photos).

أحد أهم خطوات تعلم البرمجة هو كثرة التطبيق والممارسة، البرمجة ليست مادة جامدة بل هي في الأساس أداة لتجعل الحاسوب يفعل ما تريد، وتستمر الدورة على هذا النمط، يتم شرح الجزء "النظري" ومن ثم تجد التطبيقات العملية عليه.
مثلًا يوجد داخل الدورة مشروع بناء نموذج ذكاء اصطناعي لمتجر إلكتروني، وآخر للتعرف على الكتابة بخط اليد وآخر لنماذج الرؤية الحاسوبية، وهناك كتاب مجاني من أكاديمية حسوب يذكر عشرة مشاريع عملية على الذكاء الاصطناعي.

وبعيدًا عن المشاريع المذكورة من أكاديمية حسوب، فيجب عليك أيها القارئ الذي تود الحصول على وظيفة جيدة العمل على مشاريع كثيرة لأن هذا ما يثبت براعتك، وليس كثرة الشهادات وعلو التقديرات الجامعية، إن كان تخصصك الجامعي له علاقة بالهندسة أو هندسة الحاسب، المهم لدى المُوِّظف أن تنجز المهمة بكفاءة.
نصائح مهمة
تحدثنا في مقال سابق عن أهمية تعلم البرمجة، وكيف أنها والذكاء الاصطناعي سويًا يصنعان لك مُستقبلًا مهنيًا أفضل. هناك قدمنا عدة نصائح مختلفة لمن يود الخوض في المجال البرمجي، وتنطبق بالتأكيد على الذكاء الاصطناعي، وسنذكر بعضًا منها بشيء من الاختصار.
القدرة على البحث بشكل فعال
كما نعلم، كل ما تود الحصول عليه موجود على الإنترنت، المعرفة البشرية من أولها لآخرها على الإنترنت بشكل مجاني، ولكن ما فائدة المعلومة إن لم تصل لها؟
خلال رحلتك في مجال تعلم الذكاء الاصطناعي، ستواجه العديد من العقبات والتي ستحتم عليك البحث في دهاليز المنتديات والمواقع التعليمية حتى تجد حلًا مناسبًا، أو حتى إن نسيت معلومة ما وأردت الرجوع لها مرة أخرى.
توفر أكاديمية حسوب مع دوراتها المختلفة فريقًا من المدربين المختصين للإجابة على تساؤلاتك، وهو أمر رائع خصوصًا في البدايات، ومع انتشار المعلومة يصبح وجود مدرب مختص تستطيع الرجوع له في أي وقت أمرًا أساسيًا، ولكن بالتأكيد ستحتاج مهارة البحث بنفسك، حيث لن تجد هذا المدرب في جميع الأحوال.
وبالتأكيد، عند ذِكر المنتديات التعليمية في مجالات البرمجة، لا يُمكن تفويت ذِكر حسوب I/O، وهو مجتمع للنقاش والأخبار الاجتماعية، يركز على ريادة الأعمال، العمل الحر، وكذلك أسئلة المبرمجين ونقاشاتهم.
القليل من التوازن
البرمجة مجال منهك ومتعب، حتى لمن تراهم قد أنهوا اللعبة، إن لم يُعانوا من آلام الظهر والرقبة والرسغ فسيعانون من الإنهاك النفسي، المجال بطبيعته تنافسي للغاية وقد يؤدي هذا بك إلى فقدان الأمل أو الاكتئاب وغيرهم.
وهنا يجب أن تهتم بصحتك النفسية والجسدية، للمحافظة على الصحة الجسدية. على سبيل المِثال لا الحصر، يمكنك تثبيت إضافة لتنبيهك بالرمش والتحرك كل نصف ساعة، إذ أن السبب الرئيس في آلام العين الناتجة عن كثرة التعامل مع الشاشات هو قلة الرمش أي جفاف العين.
بالتأكيد أيضًا تُساعد ممارسة الرياضة بشكل منتظم بشكل كبير في المحافظة على صحتك وظهرك، وهنا تظهر أهمية المواظبة والجدية مرة أخرى، إن لم تكن جادًا في الحفاظ على صحتك ستجد أثر ذلك سريعًا، وكذلك إن لم تكن جادًا في تعلم الذكاء الاصطناعي مثلًا ستحبط وتنزلق لدوامة اللوم والتفكير المفرط.
إياك والتشتت

في عصرنا هذا لا تعداد يحصي المشتتات المختلفة، وأحدثها المقاطع القصيرة سواء في تيك توك أو غيره، وهذه بالتحديد مدمرة للتركيز والانتباه على العموم.
وهناك التشتت المعرفي، صحيح أن المعرفة أصبحت أكثر تواجدًا وأسهل وصولًا من ذي قبل، وكنتيجة لهذا تتنوع المصادر والطرق التي تؤدي لتعلم نفس المادة، ما قد يوقعك في فخ البحث عن أفضل خارطة لتعلم كذا أو كذا (Roadmap)أو البحث عن أفضل من يشرح الموضوع الفلاني أو أفضل أداة لإنجاز المهمة الفلانية.
والعامل المشترك هنا هو البحث عن الأفضل تمامًا، والحل هو أن تستمر مع أيًا كان ما تدرسه أو بدأت فيه، فقط استمر وداوم عليه وستستفيد وتنتفع، ولا تُضع وقتك في محاولة الوصول للأفضل بكل المقاييس لأن "الأفضل" هذا يختلف من شخص لآخر.
في النهاية، أتمنى منك عزيزي القارئ إذا أثر فيك المقال وأردت تعلم الذكاء الاصطناعي، إما لكونه أداة لابد من تعلمها لمهندس الحاسوب مستقبلًا، أو لوجود أرض خصبة للاستثمارات والشركات الناشئة، أو للحصول على راتب محترم، أو حتى من باب الفضول، أن تلزم الجدية والمداومة، وفي زمننا المتسارع هذا لا يدري أحد كيف سيكون مستقبلنا مع تقنيات الذكاء الاصطناعي المتسارع تطورها، لذا ربما عليك أن تحجز مقعدًا منذ الآن في هذا القطار السريع!
?xml>