• Anthropic تطلق Claude داخل Chrome لتوسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي في التصفح.
  • Claude يساعد المستخدمين على تنفيذ المهام وتنظيم التصفح داخل Chrome.
  • المنافسة تشتد بين Google وOpenAI وPerplexity في سوق المتصفحات الذكية.
  • Anthropic تقدم دفاعات أمنية ضد هجمات الحقن غير المباشر.

أعلنت شركة Anthropic عن خطوة جديدة تعكس طموحاتها المتزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث كشفت عن إطلاق نسخة بحثية من وكيلها الذكي Claude مدمجة مباشرة داخل متصفح Chrome.

وجاء هذا الإعلان في وقت يشهد فيه العالم التقني سباقًا متصاعدًا نحو دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأدوات اليومية للمستخدمين، وبالأخص المتصفحات التي تمثل البوابة الأساسية للتفاعل مع شبكة الإنترنت.

تتيح النسخة الأولية التي أطلقتها Anthropic لمجموعة من ألف مشترك ضمن خطة Claude Max، التي تتراوح تكلفتها الشهرية بين 100 و200 دولار، اختبار القدرات الجديدة للوكيل الذكي. كما فتحت الشركة باب التسجيل في قائمة انتظار للراغبين في الانضمام لاحقًا، ما يعكس توقعاتها بأن الإقبال سيكون كبيرًا على هذه التجربة.

آلية عمل Claude داخل Chrome

لا يقتصر الأمر في هذه الخطوة على مجرد محادثة نصية بين المستخدم والوكيل الذكي، بل يفتح المجال لتجربة أكثر تفاعلية. إذ يمكن للمستخدمين تثبيت امتداد خاص داخل Chrome يتيح ظهور نافذة جانبية يستطيعون عبرها التحدث مع Claude، الذي يبقى على اطلاع بسياق ما يحدث داخل المتصفح.

وهذا يعني أن Claude قادر على فهم ما يفعله المستخدم في الوقت الفعلي وتقديم المساعدة بناءً على ذلك. اللافت في الأمر أن Claude لا يقتصر دوره على تقديم اقتراحات أو الإجابة عن الاستفسارات فحسب، بل يمكن منحه صلاحيات لتنفيذ مهام محددة داخل المتصفح.

فقد يتمكن مثلًا من ملء استمارات، أو البحث عن معلومات، أو تنظيم علامات التبويب المفتوحة، أو حتى القيام بعمليات محددة بالنيابة عن المستخدم.

سباق المتصفحات المدعومة بالذكاء الاصطناعي

تؤكد هذه الخطوة أن المتصفح أصبح ساحة التنافس الجديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى. فشركة Perplexity كانت قد سبقت بإطلاق متصفحها الخاص Comet، المدمج بوكيل ذكي يقدم خدمات متنوعة للمستخدمين.

أما OpenAI فتقترب، بحسب تقارير عديدة، من إطلاق متصفحها الذي سيحمل ميزات شبيهة بما تقدمه Comet. وفي المقابل، اختارت Google نهجًا مختلفًا عبر دمج نماذج Gemini مباشرة داخل Chrome في الأشهر الماضية.

خلفيات قانونية وتحديات احتكار

يزداد المشهد تعقيدًا مع انتظار قرار قضائي تاريخي في قضية الاحتكار المرفوعة ضد Google. فقد لمح القاضي الفيدرالي إلى احتمال إجبار الشركة على بيع Chrome، الأمر الذي قد يعيد رسم الخريطة بالكامل.

وفي هذا السياق، تقدمت Perplexity بعرض غير متوقع قيمته 34.5 مليار دولار لشراء Chrome، بينما ألمح Sam Altman، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، إلى استعداد شركته للدخول في مفاوضات مماثلة.

المخاطر الأمنية المرافقة

لكن إدماج وكلاء أذكياء في المتصفح يطرح تحديات غير مسبوقة على صعيد الأمن السيبراني.

فقد حذرت Anthropic من أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام هجمات جديدة تعرف بالحقن غير المباشر للتعليمات، حيث يمكن أن يحتوي موقع ويب على أكواد خفية قادرة على خداع الوكيل الذكي ودفعه إلى تنفيذ أوامر ضارة دون إدراك المستخدم.

وكانت شركة Brave قد كشفت بالفعل عن ثغرة مشابهة في وكيل متصفح Comet، قبل أن تعلن Perplexity أنها أصلحتها. ومع ذلك يبقى التخوف قائمًا، خاصة أن المتصفح يتعامل مع بيانات حساسة للغاية تتعلق بالمعاملات المالية والبريد الإلكتروني والمعلومات الشخصية.

دفاعات مطورة من Anthropic

سعت Anthropic إلى طمأنة المستخدمين عبر الإشارة إلى أنها طورت بالفعل آليات دفاعية قللت بشكل ملحوظ من نسب نجاح هجمات الحقن، حيث انخفضت من 23.6 بالمئة إلى 11.2 بالمئة.

كما أتاحت الشركة للمستخدمين إمكانية تحديد المواقع التي يمكن لـ Claude الوصول إليها، بينما حظرت بشكل افتراضي المواقع المالية والمحتويات المقرصنة ومواقع البالغين.

إضافة إلى ذلك، يطلب Claude إذنًا صريحًا من المستخدم قبل تنفيذ أي إجراء عالي الخطورة مثل نشر محتوى أو إجراء عملية شراء أو مشاركة بيانات شخصية. ويهدف هذا الإجراء إلى ضمان بقاء السيطرة في يد المستخدم، وعدم ترك الوكيل يتصرف بحرية مطلقة.

تطور القدرات منذ التجارب السابقة

ليست هذه المرة الأولى التي تجرب فيها Anthropic تطوير وكيل قادر على التفاعل المباشر مع بيئة استخدام المستخدم. ففي أكتوبر 2024، أطلقت الشركة نموذجًا يمكنه التحكم بشاشة الكمبيوتر، لكن النتائج حينها أظهرت بطئًا ملحوظًا وعدم موثوقية.

ومع ذلك، فإن العام الماضي شهد تحسنًا كبيرًا في أداء هذه النماذج، لتصبح أكثر سرعة واعتمادية في إنجاز المهام البسيطة.

وقد أشارت تقارير تقنية حديثة إلى أن وكلاء مثل Comet أو ChatGPT Agent أظهروا قدرة جيدة في تخفيف أعباء العمل الروتينية، مثل جمع المعلومات أو تنظيم المهام، لكنهم ما زالوا يواجهون تحديات كبيرة عند التعامل مع مشكلات أعقد تتطلب استنتاجات متعددة أو قرارات دقيقة.

ملامح مستقبل التصفح

تكشف هذه التطورات أن المتصفح يتجه ليصبح أكثر من مجرد نافذة للإنترنت، بل منصة تفاعلية يُدمج فيها وكيل ذكي قادر على أداء أدوار متعددة بالنيابة عن المستخدم.

وإذا كان عصر الهواتف الذكية قد فتح الباب أمام سيطرة التطبيقات على حياتنا الرقمية، فإن المرحلة المقبلة قد تشهد بروز الوكلاء الأذكياء داخل المتصفحات كأدوات رئيسية لإدارة العمل والحياة اليومية.