في خطوة مفاجئة، قررت شركة آبل إلغاء خططها لإطلاق سيارة كهربائية مزودة بقدرات القيادة الذاتية، وهو المشروع السري الذي كان قيد العمل لما يقرب من عقد من الزمان. هذا الإعلان، الذي تم توجيهه للموظفين في اجتماع داخلي يوم الثلاثاء، جاء كصدمة للكثيرين، خاصةً أن آبل لم تعتد على إلغاء مشاريع بهذه الضخامة والطموحات القوية.

تمت الإشارة إلى أن أعضاء فريق المشروع سيتم توزيعهم على أدوار مختلفة داخل الشركة، بما في ذلك قسم الذكاء الاصطناعي. كيفن لينش (أحد القيادات البارزة في مشروع السيارة) سينتقل للعمل تحت إشراف جون جياناندريا - رئيس استراتيجيات الذكاء الاصطناعي في آبل، ورغم أن آبل لم تكشف عن السيارة للمستهلكين، إلا أن المشروع كان لسنوات طويلة من أسوأ الأسرار المحفوظة في وادي السيليكون، حيث كان يتم اختباره على الطرقات العامة وكانت هناك الكثير من براءات الإختراع المعلنة من قبل مكتب الولايات المتحدة للبراءات والعلامات التجارية.

هل ستعود آبل مع منتج مثير للإهتمام في أي وقت على المدى القريب؟

الإلغاء يعتبر خطوة نادرة من آبل، التي عادة ما لا تتخلى عن مشاريع بهذا الحجم، وقد يعود السبب إلى المشاكل التي واجهتها الشركة في الآونة الأخيرة وعدم ثقتها في قوة المستخدمين الشرائية، وقد واجهت الشركة في السنوات الأخيرة صعوبات في إيجاد مجالات جديدة للنمو، بالإضافة إلى أن سوق الآيفون قد بدأ بالتشبع، حيث أصبح الناس يحدثون هواتفهم بمعدلات أقل مما كان عليه الحال في السابق.

كان تيم كوك - الرئيس التنفيذي لشركة آبل قد لمح علناً إلى اهتمام آبل بدخول مجال السيارات والقيادة الذاتية، كما أن الشركة كانت قد اختبرت مئات السيارات المجهزة بتكنولوجيا القيادة الذاتية علناً لسنوات عديدة، ولكن السيارة (التي كانت تحمل الاسم الرمزي "تيتان" أو المشروع "172") كانت تمثل تحدياً كبيراً في تطويرها، وقد أعيد النظر في الخطط وإلغائها وإعادة بدء العمل عليها عدة مرات، وعلى طول الطريق تم إغلاق أجزاء من القسم، بالإضافة إلى تسريح العشرات من المهندسين الذين كانوا مشتركين في المشروع.

كان من المفترض أن تشكل السيارة التي أنفقت آبل مليارات الدولارات في بحثها وتطويرها منافساً لسيارات تسلا الكهربائية، وكان ذلك المنتج مهماً بالنسبة لإرث تيم كوك، حيث كان من شأنه أن يدحض الانطباع بأن آبل فقدت قدرتها على الابتكار وإنتاج شيء جديد عظيم.

تحت قيادة كوك قدمت الشركة عدداً قليلاً - وليس سيئاً - من المنتجات الجديدة، بما في ذلك ساعة آبل، التي تتصدر الآن سوق الساعات الذكية، والـ AirPods التي خلقت سوقاً مزدهراً للسماعات اللاسلكية، بالإضافة إلى الـ Apple Vision Pro - نظارات بقيمة 3500 دولار أطلقتها الشركة مؤخراً هذا الشهر؛ لتنافس نظارات الواقع الافتراضي من Meta بتكنولوجيات رائدة على مستوى الصناعة بالكامل.

تأثير إلغاء مشروع سيارة آبل الكهربائية على صورة الشركة

استثمرت الشركة بكثافة في تطوير تكنولوجيات جديدة، حيث أنفقت 113 مليار دولار على البحث والتطوير في آخر خمس سنوات. هذا الإلغاء ليس فقط نهاية لمشروع كان يُعقد عليه آمال كبيرة لتحويل مستقبل النقل الذكي، ولكنه أيضاً يطرح تساؤلات حول استراتيجيات آبل المستقبلية وتوجهاتها في سوق التكنولوجيا، ويبقى الغموض حول كيفية تأثير هذه الخطوة على صورة آبل كرائدة في المجال التقني.

رغم هذا الإلغاء، يبقى المجال مفتوحاً أمام آبل لترك بصمتها في مجالات أخرى مبتكرة وقيادة التحول في قطاعات تكنولوجية جديدة، وسيكون من المثير متابعة كيف ستستفيد آبل من مواردها الهائلة وقدراتها الإبداعية لتحديد مسارها التالي وإعادة تأكيد مكانتها كعملاق في الابتكار والتكنولوجيا.