
آبل تقترب من فك ارتباطها بالصين مع انطلاق إنتاج آيفون 17 في الهند
- آبل تبدأ تصنيع آيفون 17 في الهند بالتوازي مع الصين لأول مرة.
- الخطوة تأتي لتقليل الاعتماد على الصين وتجنب الرسوم الجمركية الأمريكية.
- الهدف إنتاج نصف هواتف آيفون من الهند بحلول 2027.
تعمل شركة آبل منذ سنوات طويلة على تقليل اعتمادها شبه الكامل على الصين في تصنيع أجهزة آيفون. فقد ظلت الصين المركز الأول لتجميع الهواتف، إلا أن التوترات التجارية وارتفاع الرسوم الجمركية دفعت الشركة إلى البحث عن بدائل استراتيجية.
كانت الهند منذ البداية هي الخيار الثاني، لكنها ظلت متأخرة في مواكبة خط الإنتاج الصيني. ومع إطلاق آيفون 17، وصلت آبل أخيرًا إلى هدف طال انتظاره يتمثل في جعل التصنيع في الهند يسير بالتوازي مع الصين منذ اليوم الأول.
خطة طويلة الأمد للتصنيع المتوازي
تضع آبل منذ سنوات هدفًا واضحًا يتمثل في توزيع عمليات التصنيع عالميًا وعدم حصرها في الصين فقط. وتعد الهند المحور الأبرز في هذه الخطة، حيث تخطط الشركة للوصول إلى إنتاج نصف هواتف آيفون هناك خلال الأعوام القليلة المقبلة. كانت آبل تأمل أن تبدأ هذه المرحلة مع آيفون 16، لكنها لم تنجح في توحيد توقيت التصنيع في البلدين، ما جعل التجميع في الهند يبدأ متأخرًا لأسابيع عدة.
تؤثر السياسة الأمريكية بوضوح في قرارات آبل. فقد فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية مرتفعة على المنتجات المصنعة في الصين، وهو ما شكل ضغطًا إضافيًا على الشركة لتسريع خططها في تنويع مواقع التصنيع. ومع آيفون 17، أصبحت هذه الرسوم حافزًا عمليًا لآبل كي تدفع الهند إلى مركز متقدم في سلسلة الإمداد، بما يسمح بتقليل التكاليف وحماية هوامش الأرباح في الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة.
انطلاقة جديدة من الهند
أفاد تقرير حديث من وكالة بلومبرغ أن جميع طرازات آيفون 17، بما فيها النسخ الاحترافية، يتم إنتاجها الآن في الهند وأنها ستشحن مباشرة إلى السوق الأمريكية منذ اليوم الأول للإطلاق.
يمثل هذا الإنجاز علامة فارقة في استراتيجية آبل العالمية، إذ إنها المرة الأولى التي يخرج فيها كامل الجيل الجديد من مصانع الهند بالتوازي مع الصين. وقد أصبح ذلك ممكنًا بفضل افتتاح مصنعين جديدين للهاتف في الهند، ليصل العدد الإجمالي هناك إلى خمسة مصانع تعمل جميعها في إنتاج الآيفون.
سرعة التغيير مقارنة بحجم التحدي
قد يبدو أن الطريق كان طويلًا، لكن مقارنة بحجم التحديات يظهر أن الإنجاز تحقق بوتيرة سريعة. ففي عام 2021 مثلًا، كان نحو 99 بالمئة من أجهزة آيفون عالميًا يُجمع في الصين، بينما تراجع هذا الرقم بحلول العام الماضي إلى 81 بالمئة فقط.
وتشير التوقعات إلى أن النسبة ستنخفض إلى حدود 50 بالمئة بحلول عام 2027. يعكس هذا التغيير الكبير في غضون سنوات قليلة قدرة آبل على إعادة هيكلة سلاسل الإمداد الخاصة بها في مواجهة الظروف السياسية والاقتصادية.
عقبات سياسية وتنازلات استراتيجية
كادت جهود آبل أن تواجه عقبة خطيرة عندما فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رسومًا جمركية قاسية وصلت إلى خمسين بالمئة على المنتجات المستوردة من الهند. كان ذلك يعني أن التصنيع في الهند لن يحقق أي فائدة للشركة، وربما يؤدي إلى عكس النتائج المرجوة.
غير أن الشركة تمكنت من الحصول على استثناء من هذه الرسوم بعد أن وفرت للإدارة الأمريكية مكاسب دعائية تتعلق بإبراز حضورها في التصنيع داخل الولايات المتحدة. وقد سمح هذا التفاهم بين الطرفين باستمرار خطط آبل، وأعاد للهند دورها الحيوي في منظومة التصنيع العالمية.
مستقبل الإنتاج العالمي لآبل
تعكس هذه الخطوة توجهًا استراتيجيًا طويل الأمد لدى آبل يتمثل في تقليل المخاطر المرتبطة بالاعتماد على دولة واحدة. فالعلاقات التجارية بين واشنطن وبكين تظل متقلبة، وأي أزمة سياسية أو اقتصادية قد تؤدي إلى تعطيل سلاسل الإمداد. من هنا، يبدو أن الشركة تسعى إلى توزيع إنتاجها على عدة مراكز حول العالم، مع إعطاء الهند مكانة متقدمة. ومن المتوقع أن يتواصل هذا المسار في السنوات القادمة، بحيث لا تظل الصين هي المحور الأوحد لتجميع أجهزة آيفون.
تصل آبل اليوم إلى محطة تاريخية في رحلتها نحو تقليل الاعتماد على الصين. فإنتاج آيفون 17 في الهند منذ اليوم الأول يمثل أكثر من مجرد إنجاز صناعي، بل هو إعلان عن مرحلة جديدة في توازنات سلاسل الإمداد العالمية.
ورغم ما واجهته من تحديات سياسية وجمركية، أثبتت الشركة أن استراتيجيتها يمكن أن تصمد أمام الضغوط وتفتح لها آفاقًا جديدة في عالم التصنيع الدولي. يبدو أن المستقبل سيشهد توزيعًا أوسع للإنتاج، بما يمنح آبل مرونة أكبر ويقلل من المخاطر المرتبطة بالسياسة العالمية.
?xml>