بدأت جوجل رسمياً باب تجربة Bard في أمريكا والمملكة المتحدة، وهو يمثل إجابتها المباشرة لروبوت ChatGPT، ليس جديداً علينا حقيقة أن جوجل تسابق الزمن وتحاول جاهدة للحاق بسباق الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي أثار انتقادات من موظفي جوجل نفسهم وجعل الشركة بالكامل في حالة فوضى. نحن عزيزي القارئ نشهد اهتزاز إمبراطورية عملاق البحث وتعرضه للتهديد من Bing الذي كسر حاجز الـ 100 مليون مستخدم نشط يومياً لأول مرة في التاريخ.

أعلنت جوجل عن إتاحة Bard للتجربة رسمياً عبر مدونة نشرها اثنان من قادة المشروع؛ سيسي هسياو، وإيلي كولينز، أوضحوا فيها أن تلك تجربة مبكرة وتهدف إلى "إشباع فضول" المستخدمين بجانب زيادة إنتاجيتهم باستخدام الذكاء الاصطناعي.

ولعل خوف جوجل واضح من Bard فبجانب المدونة التي أكدت أن تلك مجرد تجربة أولية، امتلأت واجهة التطبيق بتحذيرات تخلي مسئولية الشركة من أي ردود خاطئة أو غير لائقة، وأن الذكاء الاصطناعي لا يمثل وجهة نظر جوجل نفسها ولا يمت لها بصلة!

كل ما تحتاج لمعرفته عن جوجل Bard منافس روبوت الدردشة ChatGPT

بشكل مشابه لروبوت ChatGPT -كما هو متوقع-، يأتي Bard بواجهة تسمح لك بالدردشة مع الذكاء الاصطناعي المقدم بواسطة جوجل، أول ما لاحظه أولئك الذين جربوا التطبيق هو أنه أسرع بشكل واضح؛ ولكن قد يكون هذا بسبب الضغط شبه المعدوم على سيرفرات الموقع.

أما عن مدى دقة Bard في الإجابة بشكل صحيح عن الأسئلة، فلم يكن دقيقاً بالكامل، حتى وعلى الرغم من أنه متصل بنتائج بحث جوجل، كما يمكن ببساطة خداعه للإجابة بشكل خاطئ، فعند سؤاله عن السعة القصوى التي تتحملها غسالة أطباق بموديل معين، وكان رده مكوناً من ثلاث إجابات، جميعها خاطئة.

وبالتالي -وحتى الآن-، لا يمكن القول أن بارد سيستبدل محرك بحث جوجل، وهو في الحقيقة ما تهدف جوجل إليه، حيث تضع في نهاية كل إجابة زر "Google it" لتوجيه سؤالك إلى محرك البحث.

كيف يبدو Bard بالمقارنة مع ChatGPT؟

بجانب فارق السرعة الواضح الذي تحدثنا عنه، لا يوجد فروقات كبيرة بين النظامين، يأتي Bard ليكون مشابهاً جداً لمنافسه من حيث الإمكانيات، تمكن المختبرون كذلك من توليد أكواد برمجية من خلاله، وهو أمر يعجز عنه محرك Bing. لوحظ كذلك إفتقار Bard إلى التنصيصات التي تربط إجاباته بالمصادر التي جمعها منها؛ ولكن وحسب تصريحات جوجل فعدم وجود تلك التنصيصات يعني أن الإجابة مولدة بالكامل أفكار Bard، ولم ينسخها بشكل نصي من مصادر على الإنترنت، وفي حالة قيامه بذلك فسيتم استخدام التنصيصات لتوضيح ذلك.

تشير التقارير أيضاً إلى أن Bard متحفظ في إجاباته بشكل كبير، على خلاف ChatGPT الذي كان يثير الجدل بإجابات حساسة حتى بعد دمجه في Bing، فيبدو أن جوجل تحاول فعلاً كبح جماح الذكاء الاصطناعي الخاص بها لعدم التورط في أي مشاكل قانونية أو أخلاقية.

الإستراتيجية التي تتبعها جوجل للحاق بالذكاء الاصطناعي تبين الموقع الحرج الذي تمر به الشركة بسبب منافسها الشرس، على الرغم من أن جوجل كان لها الأسبقية في تصدر المشهد؛ إلا أن النار الهادئة التي كانت تطبخ عليها جوجل سببت سرقة الأنظار منها، تحاول جوجل الآن أن تبين لنا أنها المالكة الأولى لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وفي نفس الوقت لا تريد التضحية بمحرك البحث الخاص بها وأن تقتله بيديها.

[quote لن يكون من الخيال العلمي تخيل إندثار جوجل وفشلها، وأن يكون مستقبل الذكاء الاصطناعي في يد غير يديها، وأن يصبح محرك بحث جوجل شيئاً من الماضي!]

حالياً، تتيح جوجل تجربة Bard بشكل حصري جداً، للأسف لم نتمكن من تجربته في عرب هاردوير حتى الآن، حيث يقتصر الأمر على فئة مختارة من المقيمين في أمريكا وبريطانيا، ولكن إذا كنت مقيما هناك، فيمكنك الدخول إلى هذا الرابط لحجز دورك في طابور الانتظار.

جدير بالذكر أن جوجل ستتيح الوصول المبكر لبارد لمستخدمي جوجل بكسل المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية.