ظهور محادثات ChatGPT داخل تقارير Google Search Console
- محادثات ChatGPT ظهرت داخل أداة Google Search Console بسبب خلل تقني محتمل.
- باحثان أكدا احتمال استخدام OpenAI لمحرك بحث جوجل لجمع بيانات المستخدمين.
- OpenAI اعترفت بوجود خلل مؤقت دون توضيح نطاق التسريب أو حجمه الفعلي.
- الخبراء دعوا إلى شفافية أكبر واحترام خصوصية المستخدمين في أدوات الذكاء الاصطناعي.
شهدت الأسابيع الأخيرة جدلًا واسعًا بعد ظهور تسريبات غير متوقعة لمحادثات ChatGPT داخل أداة Google Search Console، وهي أداة يستخدمها مطورو المواقع لمتابعة أداء صفحاتهم في نتائج البحث.
وقد أظهرت بعض هذه التقارير عبارات طويلة تتجاوز ثلاثمائة حرف، تتضمن محتوىً شخصيًا من محادثات المستخدمين مع ChatGPT حول مشكلات عاطفية أو مواقف عمل حساسة، ما أثار تساؤلات حول آلية تسرب هذه البيانات ومدى مسؤولية شركة OpenAI عنها.
اكتشاف الخلل وتحقيق الخبراء
بدأت القصة عندما لاحظ جيسون باكر، وهو خبير في تحليلات الويب وصاحب شركة Quantable، ظهور استفسارات غريبة في لوحة تحكمه ضمن أداة جوجل. وبعد دراسة الحالات المتكررة، تعاون مع المستشار التقني سلوبودان مانيتش لإجراء اختبارات أوسع.
خلص الاثنان إلى ما وصفاه بأول دليل مؤكد على أن OpenAI قد استخدمت محرك بحث جوجل لجمع بيانات المستخدمين بهدف تحسين أداء ChatGPT أو تزويده بمعلومات حديثة لا تتوفر عبر واجهات برمجة التطبيقات الرسمية، وهو ما أدى إلى ظهور محادثات ChatGPT بشكل علني.

تعليق OpenAI
امتنعت شركة OpenAI عن تأكيد أو نفي نظرية باكر ومانيتش بشكل مباشر، لكنها أقرت في تصريح محدود بوجود خلل مؤقت أدى إلى إعادة توجيه عدد صغير من الاستعلامات البحثية بشكل غير مقصود، وترتب عليه ظهور محادثات ChatGPT.
وأكد متحدث باسم الشركة أن المشكلة تم حلها بسرعة، ورغم هذا التصريح، رأى بعض الخبراء أن بيان الشركة لم يوضح حجم التسريب ولا ما إذا كانت عمليات جمع البيانات من جوجل قد توقفت فعليًا، الأمر الذي ترك شكوكًا قائمة حول نطاق المشكلة الحقيقي.
أمثلة على التسريبات الغريبة
أفاد باكر أن أول تسريب رصده كان نصًا طريفًا على ما يبدو من مستخدمة تسأل ChatGPT عن تصرفات شاب لمعرفة إن كان معجبًا بها. كما ظهرت استفسارات أخرى تتعلق بمسائل إدارية داخل مكاتب العمل أو خطط للعودة إلى الدوام.
وقد تجاوز عدد هذه الحالات مئتي محادثة ظهرت في موقع واحد فقط، بعضها تضمن تفاصيل شخصية مثيرة للقلق. أوضح باكر في مدونته أن هذه الأمثلة تذكر المستخدمين بأن محادثات ChatGPT والأنظمة الذكية الأخرى ليست خاصة تمامًا كما يتصور البعض.
تقارير سابقة عن جمع البيانات
جاءت هذه التطورات بعد أسابيع من تقرير نشرته منصة The Information، أشار إلى أن OpenAI استعانت بنتائج بحث جوجل لتزويد ChatGPT بإجابات حول الأحداث الجارية.
واعتقد باكر أن التسريبات الأخيرة تعزز تلك الادعاءات؛ إذ ظهرت الروابط المسربة في Google Search Console متبوعة بعنوان صفحة ChatGPT على موقع openai.com، ما يشير إلى أن النظام كان يرسل استعلامات البحث بطريقة تُمكن جوجل من قراءتها ضمن تقارير الأداء.

تفسير تسرب محادثات ChatGPT
أوضح باكر ومانيتش في تحليل مشترك أن المشكلة ربما كانت في صفحة معينة داخل محادثات ChatGPT احتوت على صندوق إدخال يعاني خللًا برمجيًا جعل عنوان الصفحة يضاف إلى نص الاستعلام الذي يتم إرساله عند إجراء بحث عبر النظام.
وظهر أن بعض هذه الاستعلامات تضمنت المعامل hints=search الذي يجعل النظام ينفذ بحثًا عبر الإنترنت بشكل شبه دائم. وعند حدوث ذلك، كان ChatGPT يستعين بمحرك جوجل للبحث ثم يرسل الطلب كاملاً، متضمنًا ما كتبه المستخدم، إلى جوجل التي بدورها تحفظه في قاعدة بيانات Search Console الخاصة بالمواقع المتأثرة.
القلق من تأثيرات أوسع
اعتقد باكر أن هذه الثغرة قد جعلت كل المحادثات التي اعتمدت على بحث جوجل خلال الشهرين الماضيين عرضة للتسرب. أما شركة OpenAI فأكدت أن عدد الحالات محدود، لكنها لم تحدد مقدار البيانات التي تأثرت.
وأعرب الباحثون عن قلقهم من أن هذه الحوادث قد تفتح الباب لمشكلات خصوصية أوسع، خاصة أن أصحاب المواقع لا يملكون وسيلة لإزالة هذه البيانات من تقارير جوجل، ما يتركها ظاهرة لمن يملك صلاحية الوصول إلى الأدوات.
أسئلة بلا إجابات واضحة
رغم إعلان الشركة عن إصلاح الخلل، بقيت تساؤلات كثيرة دون إجابة. فالمحللون يرغبون بمعرفة ما إذا كانت عمليات البحث التي يجريها ChatGPT عبر موقعه الرئيسي chatgpt.com قد تعرضت للمشكلة نفسها، وما إذا كانت الشركة ما زالت تعتمد على محرك جوجل للحصول على بيانات فورية.
كما أشار مانيتش إلى احتمال أن يكون تسرب محادثات ChatGPT قد ساهم في ظاهرة معروفة لدى خبراء تحسين محركات البحث (SEO) باسم «فم التمساح»، وهي ارتفاع كبير في عدد مرات الظهور مقابل انخفاض في عدد النقرات الفعلية في تقارير Google Search Console.
وقد طالب المجتمع التقني بمزيد من الشفافية حول كيفية استخدام بيانات المستخدمين وتفاعل النظام مع محركات البحث، مؤكدين أن احترام الخصوصية يجب أن يظل أولوية قصوى.
?xml>