
ميتا تبدأ استغلال محادثات الذكاء الاصطناعي لبيع إعلانات موجهة
- ميتا تبدأ استغلال محادثات الذكاء الاصطناعي لبيع إعلانات موجهة للمستخدمين.
- السياسة الجديدة تطبق في ديسمبر وتشمل جميع منصات الشركة.
- استثناءات محددة تمنع استخدام بيانات حساسة كالدين والصحة والسياسة.
- المستخدمون لا يملكون خيار إيقاف مشاركة البيانات مع الإعلانات.
أعلنت شركة ميتا عن تحديث جوهري في سياسة الخصوصية الخاصة بها، يغير شكل العلاقة بين المستخدم ومنصات الشركة خلال الأشهر المقبلة.
جاء هذا الإعلان في وقت تزايد فيه الجدل العالمي حول استخدام بيانات الأفراد لتوليد أرباح عبر الإعلانات الرقمية. وأكدت ميتا أن التحديث سيبدأ تطبيقه رسميًا في السادس عشر من ديسمبر 2025، بعد أن يتلقى المستخدمون إشعارات وتنبيهات عبر البريد الإلكتروني والتطبيقات خلال الأسابيع القادمة.
البيانات الشخصية في قلب الإعلانات
أوضحت ميتا أن أكثر من مليار شخص استخدموا منتجاتها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي خلال الشهر الماضي، وأشارت إلى أن هذا الحجم الضخم من التفاعل يعكس أهمية تطوير أدوات أكثر قربًا من اهتمامات المستخدمين.
ومن هنا أعلنت نيتها استخدام بيانات المحادثات مع أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، مثل الدردشة مع روبوتات ميتا على إنستجرام وفيسبوك وواتساب، في عملية تخصيص المحتوى والإعلانات.
تشابه مع تجربة أمازون
جاءت هذه الخطوة بعد فترة قصيرة من إعلان أمازون خططها لتحقيق أرباح من خلال خدمة أليكسا بلس عبر إدخال الإعلانات داخل المحادثات. بدا الأمر وكأنه اتجاه متنامي بين عمالقة التكنولوجيا نحو تحويل أدوات الذكاء الاصطناعي إلى منصات تسويقية متقدمة.
أكدت ميتا في منشور رسمي عبر غرفة الأخبار الخاصة بها أن الهدف من التحديث يتمثل في تحسين تجربة المستخدم عبر جعل الإعلانات والمحتوى أكثر ارتباطًا باحتياجاته اليومية.
وشددت الشركة على أن البيانات المستخلصة من المحادثات ستُستخدم في عرض مقاطع الفيديو القصيرة والمنشورات والإعلانات المدفوعة التي تتناسب مع اهتمامات المستخدم.
استثناءات حساسة
أوضحت ميتا أن هناك استثناءات محددة لن تشملها هذه السياسة. فقد تعهدت بعدم استخدام البيانات المتعلقة بموضوعات مثل المعتقدات الدينية أو التوجهات السياسية أو الحالة الصحية أو الأصل العرقي أو الانتماء الوطني.
واعتبرت الشركة أن هذه الموضوعات ستبقى خارج نطاق التخصيص الإعلاني، بما يتوافق مع القوانين والالتزامات الأخلاقية المعلنة. لكن رغم هذه التطمينات، شعر العديد من المستخدمين بالقلق من غياب أي خيار مباشر لإيقاف مشاركة بياناتهم.
أوضحت ميتا أن السبيل الوحيد لتجنب إدخال البيانات في منظومة الإعلانات يتمثل في التوقف عن استخدام منتجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها كليًا، وهو ما يعني عمليًا فقدان مزايا هذه الخدمات على تطبيقات مثل واتساب أو إنستجرام أو فيسبوك.
تأثير مشترك بين المنصات
أبرزت السياسة الجديدة أن البيانات الناتجة عن التفاعل مع الذكاء الاصطناعي في تطبيق معين ستنعكس مباشرة على المنصات الأخرى التابعة لميتا عند وجود حسابات مرتبطة.
فإذا استخدم شخص روبوت ميتا في واتساب لمهمة بسيطة، ستسهم هذه البيانات في تشكيل الإعلانات التي يراها على إنستجرام أو فيسبوك. هذا الدمج العميق بين المنصات يزيد من شمولية الإعلانات لكنه يرفع أيضًا من حدة المخاوف المتعلقة بالخصوصية.
انعكاسات على الأجهزة الذكية
لم يقتصر النقاش على التطبيقات فقط، بل امتد ليشمل الأجهزة الذكية الجديدة التي تعتمد على تقنيات ميتا مثل النظارات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. فمع توسع الاعتماد على هذه الأجهزة، ستصبح كمية البيانات التي يمكن جمعها أكبر وأكثر حساسية، ما يجعل فكرة توظيفها في الإعلانات أكثر إثارة للجدل.
فتح هذا الإعلان بابًا واسعًا للنقاش بين مؤيد ومعارض. فقد رأى البعض أن الإعلانات الموجهة قد تجعل التجربة الرقمية أكثر سلاسة وفائدة، لأنها ستعرض منتجات وخدمات أقرب إلى احتياجات المستخدم الفعلية.
بينما اعتبر آخرون أن هذه الخطوة تمثل انتهاكًا إضافيًا لخصوصيتهم، خصوصًا مع غياب خيار الانسحاب أو إمكانية التحكم المباشر في نوعية البيانات المستخدمة.
مستقبل خصوصية المستخدمين
عكست خطوة ميتا ملامح مرحلة جديدة في صناعة التكنولوجيا، حيث تتحول أدوات الذكاء الاصطناعي من مجرد وسائل مساعدة إلى قنوات مركزية لجمع البيانات التسويقية.
قد يفتح هذا التوجه المجال أمام نماذج أعمال مبتكرة، لكنه في الوقت ذاته يضع تحديات ضخمة أمام فكرة الخصوصية الفردية. ومع دخول التحديث حيز التنفيذ خلال ديسمبر، ستظهر تدريجيًا ردود أفعال المستخدمين، التي قد تحدد مستقبل هذه السياسة.
?xml>