• آلية جديدة تسمح للمستخدمين المتقدمين بتثبيت تطبيقات من مطورين غير موثقين
  • حساب مطوّر جديد للطلاب والهواة بمتطلبات تحقق مخففة
  • تطبيق التغييرات عالميًا بدءًا من 2026 وحتى 2027

بعد موجة من الاعتراضات من مطوري أندرويد والمجتمع المفتوح، أعلنت جوجل أنها ستخفف من خططها السابقة التي كانت تلزم جميع المطورين (حتى خارج متجر Play) بالتحقق الإلزامي من الهوية.
الخطة التي كُشف عنها في أغسطس كانت تتطلب من المطورين تقديم الاسم القانوني، العنوان، البريد الإلكتروني، رقم الهاتف، وفي بعض الحالات وثيقة هويّة حكوميّة، ما أثار مخاوف من أن الخطوة قد تنهي مفهوم التحميل الجانبي (Sideloading) للأبد.

رغم أن جوجل لم تتراجع كليًاً، إلا أنها قدمت تنازلاً مهمّاً. الشركة تعمل الآن على تطوير آليّة "متقدمة" تسمح للمستخدمين ذوي الخبرة بتثبيت تطبيقات من مطورين غير موثقين، مع تحذيرات واضحة عن المخاطر الأمنية المحتملة.
وستتضمن هذه الآليّة طبقات حماية إضافيّة لمنع عمليات الاحتيال أو التثبيت القسري للتطبيقات الخبيثة، إضافة إلى واجهة توضح للمستخدمين بوضوح أنهم يتحملون المسؤولية الكاملة عند قبول التثبيت.

إلى جانب هذا التعديل، تعمل جوجل على إطلاق نوع حساب مطور جديد مخصص للطلاب والهواة، لن يخضع لكامل متطلبات التحقق الصارمة، لكنه سيكون محدوداً من حيث عدد الأجهزة التي يمكن تثبيت التطبيقات عليها.

ووفقاً لرئيس أندرويد "سمير سمت"، الهدف من ذلك هو "منح المطورين المبتدئين طريقًا للتعلم دون التضحية بالأمان".

سمير سمت كتب على منصة X سلسلة من التغريدات:

حماية مستخدمي أندرويد هي الأولوية الأولى.

المحتالون يعتمدون على إخفاء الهوية. التحقق الإلزامي يحد من قدرتهم على توزيع تطبيقات ضارة بشكل متكرر.

وأضاف أن هذه التغييرات جاءت بعد "ملاحظات مهمة" من المجتمع، إذ أدركت جوجل أن بعض المستخدمين المتقدمين يرغبون بالمخاطرة مقابل حرية تثبيت تطبيقات غير رسميّة، وأن الطلاب بحاجة إلى "مسار تعلم آمن" و سيبدأ تنفيذ نظام التحقق الإلزامي للمطورين في 2026 في كل من البرازيل، إندونيسيا، سنغافورة وتايلاند، على أن يتوسع عالميّاً في 2027.
وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع صفقة التسوية بين جوجل وEpic Games، والتي تتضمن خفض رسوم المتجر، السماح بمتاجر تطبيقات خارجية مسجلّة رسميّاً، وتخفيف القيود على أنظمة الدفع, لكنها لا تزال بانتظار موافقة المحكمة.

من الواضح أنّ جوجل تحاول إيجاد توازن حساس بين الأمان والحرية. من جهة، التّحقق من هويّة المطوّرين خطوة ضروريّة للحد من التطبيقات الضارة والمحتوى الاحتيالي الذي يهدد المستخدمين حول العالم. ومن جهة أخرى، أي تقييد مفرط قد يقتل روح الابتكار والانفتاح التي ميّزت نظام أندرويد عن منافسيه. التنازل الجديد, بالسماح للمستخدمين المتقدمين بالتثبيت "على مسؤوليتهم" و يمثل حلّاً وسطاً منطقيًاً، لكنه يتطلّب تنفيذاً ذكيّاً يضمن الأمان دون أن يقيّد حرية المطورين والمستخدمين المتقدمين.