ضعف مبيعات iPhone Air يُبعد الشركات الصينية عن الهواتف فائقة النحافة!
- ضعف مبيعات iPhone Air أثر في السوق ودفع الشركات الصينية لإيقاف الهواتف فائقة النحافة.
- سلاسل التوريد تتأثر بعد خفض فوكسكون الإنتاج وتوقف لوكس شير عن التصنيع.
- أكدت التجارب أن التسعير المرتفع قلل جاذبية الهواتف فائقة النحافة.
- تتجه الشركات الآن إلى التركيز على البطارية والأداء بدلًا من النحافة الشديدة.
شهدت سوق الهواتف الذكية تحولات واضحة بعد تراجُع مبيعات iPhone Air؛ إذ أصبحت هذه النتائج بمثابة المؤشر الأساسي لإعادة النظر في خطط الشركات المنافسة.
كشفت تقارير صحفية صادرة عن موقع digitimes أن شركات صينية كبرى مثل شاومي وأوبو وفيفو أوقفت خطط إنتاج هواتف فائقة النحافة كانت تستهدف منافسة الجهاز. يؤكد هذا القرار حالة مراقبة دقيقة لأداء المبيعات خلال الأشهر الماضية، والتي أبرزت وجود فجوة بين توقعات السوق واستجابة المستهلكين للفكرة التصميمية التي اعتمدت عليها آبل.
تأثر سلاسل التوريد
أظهرت المعلومات الواردة من موردي آبل الرئيسيين أن تداعيات التراجع امتدت إلى خطوط الإنتاج. فقد خفضت شركة فوكسكون عدد خطوط إنتاج أجهزة iPhone Air خلال الفترة الأخيرة، في حين أوقفت شركة لوكس شير تصنيع الأجهزة بالكامل.
أدى هذا التحول إلى ضغوط متزايدة على سلسلة التوريد، ودفع إلى إعادة قراءة جدوى الفئة فائقة النحافة في المرحلة المقبلة، خصوصًا أن تكلفة إنتاجها تبقى أعلى مقارنةً بالهواتف التقليدية ذات الطلب المستقر.
آبل والحراك الداخلي حول iPhone Air
برزت مؤشرات إضافية داخل شركة آبل نفسها؛ إذ غادر مصمم iPhone Air موقعه مؤخرًا، الأمر الذي أكد التوترات المرتبطة باتجاه الجهاز ومستقبله. كما أفادت التقارير بأن الشركة أخرت إطلاق الجيل اللاحق من iPhone Air بعد مراجعة أولية لأداء المبيعات.
أوحى هذا القرار بأن آبل لا ترغب في الاستعجال بطرح نسخة جديدة دون دراسة معمقة لتجربة الجيل الحالي، خصوصًا أن الجهاز لم يحقق النتائج التجارية التي توقعتها الشركة في بداية الإطلاق.
جدل حول تسعير iPhone Air
قدمت آبل iPhone Air ضمن فئة سعرية مرتفعة نسبيًا، رغم أنه ركز على النحافة والوزن الخفيف. فقد وصلت النسخة ذات سعة 256 جيجابايت إلى أسعار متقدمة عالميًا، وكذلك النسخة ذات سعة 512 جيجابايت. ولم ينعكس عامل التصميم الخفيف في طلب أعلى كما توقعت الشركة، بل ظل الجهاز ضمن نطاق اهتمام محدود، ما زاد من الفجوة بين تكلفته وسقف المبيعات المتحقق.
راقبت الشركات الصينية الموقف بدقة؛ إذ كانت تخطط لإطلاق نماذج رقيقة جدًا تعتمد على فلسفة مشابهة. ولكن دفعتها نتائج آبل مع iPhone Air وقرارات مورديها إلى إيقاف مشاريع هذه الفئة بالكامل.
صار التوجه العام يميل نحو الهواتف التي تركز على البطارية الكبيرة، والقدرة الحرارية الأفضل، والشاشات عالية السطوع، وهي عناصر يصعب دمجها في أجهزة ذات سُمك شديد الانخفاض. أدى هذا إلى تراجُع الحماس داخل الشركات تجاه الاستثمار في أجهزة تعتمد على النحافة كميزة أساسية.

Galaxy S25 Edge يواجه المصير نفسه
مرت شركة سامسونج بتجربة مشابهة؛ إذ لم يحقق هاتفها النحيف Galaxy S25 Edge مبيعات قوية في الأسواق العالمية.
كشفت تسريبات صحفية أيضًا أن الشركة ألغت الجيل اللاحق منه، ما عكس الصورة العامة للفئة فائقة النحافة عبر مختلف العلامات التجارية. وأكد ذلك أن الأفكار التصميمية التي تراهن على تقليل السُمك إلى حد بعيد لم تعد جذابة كما كانت في السابق، وأن المستخدم لا يمنحها الأولوية التي كانت الشركات تتوقعها.
إعادة قراءة تفضيلات المستخدمين
أظهرت تتبعات السوق أن المستخدم المعاصر بات يبحث عن توازن بين الأداء والبطارية والوزن بدلًا من منح عامل النحافة الأهمية الأولى.
فرض هذا التوجه صعوبة على الشركات في الجمع بين الأناقة الفائقة والعملية؛ إذ يؤدي تقليل السُمك غالبًا إلى التضحية بحجم البطارية، وقدرات المعالجة، وجودة التبريد الداخلي مثلما حدث مع iPhone Air. وقد أدى ذلك إلى تراجع الاهتمام بالفئات التي تعتمد حصريًا على الشكل الجمالي دون تقديم مكاسب واضحة في الاستعمال الفعلي.
مستقبل الهواتف النحيفة
أبرزت الأحداث الأخيرة أن سوق الهواتف دخل مرحلة مراجعة شاملة، خاصة فيما يتعلق بالفئة فائقة النحافة. وكشفت تجربة iPhone Air وتجربة Galaxy S25 Edge أن التصميم الرقيق لا يكتسب جاذبية تلقائية في السوق ما لم يُقدم قيمة إضافية. ويبدو أن الشركات ستتجه في المدى القريب إلى تعزيز قدرات الأداء والبطارية والكاميرا، وستتعامل مع فكرة الهواتف فائقة النحافة بوصفها مشروعًا تجريبيًا يرتبط بمدى قبول المستخدم لا بطموح الشركات وحدها.
رأي شخصي: أرى أن السعر لعب دورًا أساسيًّا في ابتعاد الجمهور عن iPhone Air. لو قدمت آبل الجهاز ضمن نطاق سعري معقول لاقترب المستخدمون من الفكرة أكثر؛ إذ لا يرى كثيرون مبررًا للفارق الكبير بين تكلفته وإمكاناته الفعلية.
كما ساهمت المبالغة في التسعير في إبقاء الجهاز ضمن دائرة الاهتمام المحدود، وأدت إلى إحجام واضح عن اقتنائه رغم جاذبية تصميمه. تحتاج الشركات إلى قراءة هذا المؤشر بدقة، لأن أي هاتف فائق النحافة يحتاج إلى تسعير منطقي يراعي توازن الإمكانات والتكلفة حتى يحقق قبولًا أوسع وينجح في بناء قاعدة مستخدمين مستدامة.