• حريق مركز البيانات الكوري عطّل 647 خدمة حكومية رئيسية.
  • انفجار بطارية ليثيوم منتهية الضمان تسبب في اندلاع النيران.
  • الحكومة أقرت بغياب خطط طوارئ كافية لمواجهة الكارثة.
  • إعادة 62 خدمة فقط رغم جهود الاستعادة السريعة.

اندلع حريق هائل في مركز البيانات الحكومي الرئيسي بمدينة دايجون في كوريا الجنوبية ليتحوّل إلى أزمة غير مسبوقة عطّلت مئات الخدمات الحكومية دفعة واحدة، بدأ حريق مركز البيانات الكوري إثر انفجار بطارية ليثيوم-أيون تابعة لشركة LG Energy Solution أثناء صيانة روتينية.

المفارقة أن هذه البطاريات تجاوزت 10 سنوات من الخدمة وانتهى ضمانها العام الماضي، ورغم تحذير شركة الصيانة LG CNS في يونيو 2024 بضرورة استبدالها، ظلّت في مكانها حتى وقع الانفجار.

اقرأ أيضًا: كيف أثر حريق سنترال رمسيس على البنية التحتية الرقمية في مصر؟

حريق مركز البيانات الكوري وتوقف الخدمات

نتيجة الحريق تعطّلت 647 خدمة رقمية منها ما يخص الجمارك، الشرطة الوطنية، والدفاع المدني، بالإضافة إلى مواقع وزارات رئيسية، وتضرّر نحو 96 نظامًا بشكل مُباشر، فيما أُغلقت بقية الأنظمة احترازيًا.

حتى صباح اليوم تمكّنت السلطات الكورية من إعادة 62 خدمة فقط مثل بوابة Government24 وبعض خدمات البريد والمالية، بينما ظلّت أنظمة حيوية مثل شبكة Onnara الداخلية خارج الخدمة بلا جدول زمني واضح لعودتها.

اعتذارات رسمية وخطط عاجلة

المشهد لم يتوقف عند انقطاع الخدمات، حيث ظهر وزير داخلية كوريا الجنوبية "يون هو-جونغ" أمام وسائل الإعلام وانحنى اعتذارًا في لفتة كورية تعبّر عن تحمّل المسؤولية.

أمّا الرئيس "لي جاي-ميونغ" فاعترف في اجتماع طارئ بأن الحكومة لم تكن تملك خطط طوارئ كافية، وأمر بإنشاء نظام تشغيل احتياطي مزدوج يضمن استمرار العمل حتى في حال انهيار الخوادم (السيرفرات) الرئيسية.


ولم يخفِ الرئيس دهشته قائلًا إن الأمر كان "مُتوقعًا إلى حدٍ ما"! في إشارة إلى أن التحذيرات المُسبقة لم تُترجم إلى إجراءات.

دروس قاسية للمستقبل

  • الصيانة الوقائية ضرورة وليست رفاهية: البطاريات التي تجاوزت عُمرها الافتراضي تتحول إلى قنابل موقوتة.
  • خطط الطوارئ الرقمية أساس الاستقرار: الاعتماد على نسخة واحدة من النظام يعني أن عطلًا واحدًا قد يشل دولة كاملة.
  • التواصل السريع يُخفّف القلق: ساعدت الشفافية في تحديثات الحكومة على تهدئة المواطنين، خاصةً مع تزامن الحادث مع عطلة تشوسوك التي تشهد ضغطًا هائلًا على الخدمات.

في النهاية، حريق مركز البيانات الكوري هو تذكير صارخ بأن التحول الرقمي لا يكتمل إلا بخطط طوارئ وصيانة صارمة -ولنا في سنترال رمسيس عبرة، فحتى أقوى البنى التقنية قد تنهار أمام تفصيلة صغيرة مثل بطارية منتهية الضمان، لتثبت أن الأمان الرقمي يبدأ من أصغر المكونات.