يبدو أن سوق الأسهم الأمريكية أصبح مرتبط بقوة مع أرباح شركة إنفيديا الربعية والسنوية، إذ تشير العديد من الدراسات الدقيقة على تأثير إنفيديا الهائل في سوق الأسهم الأمريكية بفضل تصنيعها لأفضل الرقاقات المخصصة للذكاء الاصطناعي والاعتماد عليها من قبل كبار الشركات حول العالم.

 

هيمنة إنفيديا على سوق الأسهم الأمريكية

 

وتُعد إنفيديا ثاني أكبر الشركات قيمة في العالم، إذ تبلغ حصتها 6.3% في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (.SPX)-  أحد كبار الشركات العاملة في مجال تقييم التصنيف الائتماني المستقل للشركات - ووفقًا لبيانات مجموعة LSEG ارتفعت أسهمها بوضوح وبنسبة تصل إلى 550% خلال العامين الماضيين فقط، وهي نسبة هائلة جدًا.

ويؤكد المراقبون لحركة سوق الأسهم الأمريكية إلى أن تقرير أرباح شركة إنفيديا، المقرر صدوره الأسبوع المقبل، قد يحدد مسار سوق الأسهم الأمريكية. ومع ذلك، حدثت انتكاسة مؤخرًا بعد أن كشفت شركة ديب سيك الصينية عن نموذج ذكاء اصطناعي منخفض التكلفة، والذي اعتُبر تهديدًا لهيمنة المنافسين الأمريكيين، مما أدى إلى انخفاض سهم إنفيديا بنسبة تصل إلى 17% في يوم 27 يناير، أي ما يعادل بلغة المال قرابة 593 مليار دولار، وهو رقم قياسي للخسارة في القيمة السوقية في يوم واحد.

ومع هذه الخسارة الهائلة، تعافت أسهم إنفيديا تقريبًا من التدهور المفاجئ، وأعلنت الشركة في الوقت نفسه أن متطلبات ديب سيك تثبت الحاجة إلى المزيد من رقاقاتها المخصصة للذكاء الاصطناعي، لكن المستثمرين في سوق أسهم إنفيديا يتخوفون أن تؤدي الأرباح السريعة إلى حدوث نكسة أخرى بسبب بعض الاضطرابات في سوق الذكاء الاصطناعي وحالة التنافس الشرس بين الشركات الكبرى والناشئة على هذا النوع من البرامج.

 

ديب سيك..قلق مستمر من ضربة أخرى!

 

وتطرق مايك سميث، رئيس فريق أسهم النمو في شركة أولسبرينغ، في حديث مطول أن المستثمرين قد ينتقلون من صفقات الذكاء الاصطناعي إلى قطاعات اخرى مثل: الرعاية الصحية، البرمجيات، والقطاعات المالية. ومع ارتفاع القيمة السوقية لصناعة رقاقات الذكاء الاصطناعي قرابة 3.4 تريليون دولار، يبقى القلق قائمًا وبقوة، إذ قد يؤدي حدوث تقلب مفاجئ في القيمة السوقية لشركة إنفيديا لخسارتها مبلغًا ماليًا يصل إلى 260 مليار دولار.

ويشير العديد من المراقبين إلى أن الأسواق قد تغيرت منذ عملية صدور ديب سيك، إذ فقدت إنفيديا الكثير من قوتها في الحفاظ على مستوى جميع الأسهم منذ بداية هذا العام. ومع ذلك، هذا لا يعني أن الأسهم ستكون محصنة ضد المفاجآت إذا خيبت إنفيديا الآمال مرة أخرى.

ومن المتوقع أن تعلن إنفيديا في 26 فبراير عن أرباح الربع الرابع بقيمة مالية تصل إلى 20.89 مليار دولار، مع زيادة في الإيرادات بنسبة تصل إلى 72% تقريبًا عن العام السابق، وذلك وفقًا لبيانات مجموعة LSEG المتخصصة في دراسة وتحليل البنية التحتية للأسواق المالية.

 

هل تتوقعون أن تنجح إنفيديا في تفادي تكرار النكسة المالية الضخمة التي حدثت في تاريخ 27 يناير؟