• OpenAI تطور أداة توليد الموسيقى بالذكاء الاصطناعي اعتمادًا على النصوص والأصوات.
  • المشروع يتعاون مع طلاب جوليارد لتدريب النماذج الموسيقية بدقة أكاديمية.
  • دخول OpenAI يشعل المنافسة مع Suno وجوجل في سوق الموسيقى الذكية.
  • دعاوى حقوق النشر تهدد مستقبل شركات الذكاء الاصطناعي الموسيقية.

بدأت شركة OpenAI مرحلة جديدة من توسعها خارج إطار منصة ChatGPT، بعد أن شرعت في توليد الموسيقى بالذكاء الاصطناعي عن طريق تطوير أداة متقدمة قادرة على توليد مقطوعات موسيقية أصلية اعتمادًا على الأوامر النصية والصوتية. جاء هذا المشروع، الذي كُشف عنه في الرابع والعشرين من أكتوبر الجاري، ليؤكد أن الشركة تسعى إلى ترسيخ حضورها في مجالات الإبداع الفني إلى جانب اللغة والمرئيات.

عملت OpenAI على التعاون مع طلاب من مدرسة جوليارد في نيويورك، من أجل توضيح العلامات الموسيقية وتقديم بيانات تدريب دقيقة لنماذجها الصوتية. ويبدو أن الشركة تراهن على الدقة الأكاديمية والفنية لتقديم منتج قادر على فهم الموسيقى بالعمق ذاته الذي تفهم به اللغة.

توليد الموسيقى بالذكاء الاصطناعي

أتاح المشروع للمستخدمين توليد موسيقى بالذكاء الاصطناعي مرافقة للأغاني أو توليد موسيقى خلفية للفيديوهات بطريقة فورية وسهلة. فبإمكان المستخدم مثلًا أن يطلب من النظام إضافة عزف جيتار إلى لحن معين، أو إنشاء خلفية موسيقية تتلاءم مع مشهد مصور.
وتستعد OpenAI لإدماج هذه الأداة داخل منصاتها الحالية، مثل ChatGPT أو مولد الفيديوهات Sora، لتمنح المبدعين وسيلة شاملة تجمع النص والصوت والصورة في تجربة واحدة.
جاءت هذه الخطوة استمرارًا لرؤية الشركة في بناء منظومة رقمية قادرة على فهم الإبداع الإنساني وتوسيعه، عبر أدوات تحاكي مهارات الفنانين وتمنح المستخدم حرية غير مسبوقة في التعبير الفني.

OpenAI تطور أداة موسيقية تولد الأغاني من النصوص والأصوات

منافسة تشتعل في سوق الذكاء الموسيقي

أشعل دخول OpenAI إلى ميدان الموسيقى الاصطناعية سباقًا جديدًا بين الشركات التقنية الكبرى. فقد تصدرت شركة Suno هذا القطاع مؤخرًا، بعدما حققت إيرادات سنوية متكررة بلغت نحو 150 مليون دولار.
في المقابل، استثمرت جوجل أيضًا في هذا المجال عبر إطلاق أداة Lyria RealTime ضمن واجهة برمجة تطبيقات Gemini منذ مايو 2025، لتتيح مزج الأنواع الموسيقية في الوقت الحقيقي وصناعة مؤلفات صوتية متجددة.
وتشير التقارير إلى أن سوق توليد الموسيقى بالذكاء الاصطناعي بلغ حجمه 440 مليون دولار عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 2.8 مليار دولار بحلول عام 2030، ما يكشف عن توجه عالمي نحو الاعتماد على الأنظمة الذكية في صناعة الصوت والموسيقى.

OpenAI تطور أداة موسيقية تولد الأغاني من النصوص والأصوات

معارك قانونية تلوح في الأفق

واجهت هذه الطفرة التقنية سحابة قانونية كثيفة مع تصاعد دعاوى حقوق النشر ضد شركات الذكاء الاصطناعي الموسيقية. فقد رفعت كبرى شركات الإنتاج مثل Universal Music Group وWarner Music Group و Sony Music Entertainment دعاوى قضائية ضد شركتي Suno وAudio، متهمة إياهما باستخدام تسجيلات محمية بحقوق الملكية في تدريب النماذج دون إذن أصحابها.

وتوسعت الاتهامات لتشمل ما يسمى بعمليات نسخ المحتوى من يوتيوب بطريقة تتجاوز أنظمة الحماية من القرصنة. كما انضم فنانون مستقلون إلى هذه المواجهة، إذ رفع موسيقيون من ولاية إلينوي دعاوى إضافية اتهموا فيها شركات الذكاء الاصطناعي بسرقة كلمات الأغاني من قواعد بيانات مثل Genius وAZLyrics. ووصفت المنظمة الدولية لناشري الموسيقى ما يحدث بأنه أكبر عملية سرقة ملكية فكرية في التاريخ الحديث.

موسيقى اصطناعية تملأ المنصات

تدفقت الأغاني المولدة بالذكاء الاصطناعي على المنصات الرقمية بوتيرة غير مسبوقة. فقد كشفت خدمة ديزر الفرنسية أن 28 في المئة من المقاطع التي تصلها يوميًا هي مؤلفات اصطناعية بالكامل، أي أكثر من ثلاثين ألف مقطع يوميًا، في حين قدرت أن نحو 70 في المئة من استماعات هذه المقاطع تعود إلى نشاطات احتيالية أو تكرار آلي.

وقد كشفت هذه الأرقام حجم التحول الذي يشهده العالم الموسيقي، إذ لم يعد التحدي في الإبداع وحده، وإنما في التحقق من الأصالة وضمان العدالة للفنانين الحقيقيين. وبينما يواصل الذكاء الاصطناعي عزف لحنه الجديد في عالم الفن، يجد القطاع نفسه أمام معادلة دقيقة بين حرية الإبداع وحماية الحقوق.

مستقبل توليد موسيقى بالذكاء الاصطناعي

وطد مشروع OpenAI ملامح العلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي في الإبداع الفني. فالموسيقى التي يتم توليدها من الأوامر النصية أصبحت أداة بيد الجميع، من الهواة إلى المحترفين. ومع تسارع التطور في أدوات مثل Sora وLyria وSuno، يبدو أن العالم يتجه نحو عصر تشارك فيه الخوارزميات مع البشر في إنتاج الفن.

قد يختلف الخبراء حول حدود هذا التعاون، غير أن المؤكد أن صناعة الموسيقى تدخل الآن عهدًا جديدًا يرسم ملامحه خيال الذكاء الاصطناعي.