أحد المهندسين يكتشف تجسس المكنسة الذكية على منزله بطريقة لن تتوقعها!
- اكتشف مهندس التجسس الذي تمارسه المكنسة الذكية على منزله.
- المكنسة أرسلت خرائط ثلاثية الأبعاد للشركة المصنعة دون إذن.
- الشركة استخدمت التحكم عن بُعد لتعطيل الجهاز بعد حظر جمع البيانات.
- الواقعة تحذر من المخاطر الخفية للأجهزة المنزلية الذكية.
اكتشف مهندس الحاسوب وعاشق الإلكترونيات هاريشانكار نارايانان حقيقة صادمة حول المكنسة الذكية في منزله، بعد أن استخدمها لمدة عام كامل. كانت المكنسة ترسل بيانات دقيقة عن منزله إلى خوادم الشركة المصنعة في نصف الكرة الأرضية الأخرى.
بدأ الأمر عندما قرر مراقبة حركة البيانات الصادرة من جهازه، كجزء من عادته التحليلية لأي جهاز ذكي يمتلكه. ولاحظ فورًا وجود تدفق ثابت من المعلومات، ما أثار فضوله وقلقه في الوقت ذاته. وصف نارايانان تجربته قائلًا إنه توقف عن السماح للمكنسة بإرسال البيانات، محافظًا على حركة التحديثات البرمجية فقط.
استمرت المكنسة في العمل لبضعة أيام قبل أن تتوقف فجأة عن التشغيل. وقد حاول إعادة تشغيلها وإرسالها للصيانة، لكن المشكلة تكررت عدة مرات، حتى رفض مركز الخدمة أي عمل إضافي لكون الجهاز لم يعد داخل الضمان. وتحولت المكنسة التي كلفته ثلاثمائة دولار إلى قطعة لا فائدة منها، الأمر الذي دفعه لمزيد من التحقيق والفضول.
ثغرة خطيرة في المكنسة الذكية
شرع نارايانان في تفكيك الجهاز بالكامل بعد فشل المحاولات السابقة. فقد استعان بعملية الهندسة العكسية لإعادة طباعة لوحات الدوائر الكهربائية واختبار المستشعرات بدقة.
اكتشف شيئًا مذهلًا وخطيرًا في الوقت نفسه: كانت أداة Android Debug Bridge متاحة بالكامل على المكنسة، وهي أداة رسمية من جوجل تُستخدم عادة لتطوير وصيانة أجهزة أندرويد. هذه الأداة تسمح بالاتصال بالجهاز وتنفيذ أوامر على مستوى النظام الجذري، بما في ذلك الوصول إلى ملفات النظام وتعديلها، وتشغيل أوامر متقدمة.
بفضل هذه الثغرة، تمكن من الاتصال بالنظام من حاسوبه الشخصي. وفي هذه المرحلة، اكتشف مفاجأة أكبر، أن المكنسة الذكية كانت تستخدم برنامج Google Cartographer المفتوح المصدر لإنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد لمنزله!
فقد كان يتم إرسال البيانات تلقائيًا إلى الشركة الأم، ما يكشف مستوى المراقبة الدقيق الذي يمكن أن تمارسه الأجهزة الذكية داخل البيوت.
التدخل عن بُعد والتحكم بالمستخدم
خلال تفحصه للشيفرة البرمجية، لاحظ نارايانان سطرًا مريبًا يحتوي على أمر إيقاف مفاجئ تزامن مع توقف الجهاز عن العمل. ولخبرته البرمجية، تمكن من عكس التغييرات في الشيفرة وأعاد تشغيل المكنسة الذكية، فعملت فورًا.
والمشكلة الأكبر هنا هي اكتشافه أن الشركة لم تكتفِ بالتحكم عن بعد، بل استخدمت هذا التحكم لتعطيل الجهاز بشكل دائم بعدما حاول حظر جمع البيانات.
أوضح نارايانان أن هذه الواقعة تكشف قدرة الشركات التقنية على فرض سيطرتها على الأجهزة الذكية، واعتبر أن هذا الإجراء قد يكون عقابًا مباشرًا أو آلية تلقائية لضمان التوافق مع سياسات الشركة. وهكذا، بات الجهاز، الذي كان أداة منزلية بسيطة، مثالًا على كيف يمكن للتكنولوجيا أن تتحول ضد مستخدمها بسبب رغبة الشركات في حماية مصالحها وربحها.
تحذير من الأجهزة الذكية
حذر المهندس من أن عشرات الأجهزة الذكية الأخرى، خاصة الأجهزة الروبوتية التي تحمل تقنيات مشابهة، مثل المكنسة الذكية، قد تعمل بنفس الطريقة. كما أشار إلى أن المنازل الحديثة مليئة بالكاميرات والميكروفونات وأجهزة الاستشعار المتصلة بشبكات وشركات مجهولة، جميعها قابلة للتحكم أو التلاعب من خلال سطر برمجي واحد.
وقد أكد أيضًا أن التجربة تمثل درسًا واضحًا للمستهلكين حول التكلفة الخفية للتكنولوجيا المريحة، حيث لا تنتهي المخاطر بشراء الجهاز ودفع ثمنه. وإلى جانب ذلك، يمكن للمنزل الذكي، بهذه الطريقة، أن يتحول إلى بيئة مراقبة متكاملة، لا يعرف الشخص الحدود الدقيقة للخصوصية فيها.
المكنسة الذكية بين الفضول والمخاطر
عكست تجربة نارايانان مع المكنسة الذكية الصراع الدائم بين الفضول التقني والرغبة في حماية الخصوصية. فقد أظهرت كيف يمكن لجهاز ذكي منزلي أن يجمع معلومات دقيقة عن البيئة المحيطة بالمستخدم، ويرسلها إلى شركات بعيدة، مع إمكانية تعطيله عن بعد. ودفع هذا الاكتشاف المهتمين بالتقنيات الذكية إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم في مراقبة ومتابعة الأجهزة المنزلية.
كما تسلط الحادثة الضوء على الحاجة إلى وعي أكبر لدى المستخدمين حول نوعية البيانات التي التي يتم جمعها عنهم، والقدرة الحقيقية للشركات على التحكم في أجهزة المستهلكين بعد الشراء. فقد أصبح من الضروري الآن مراجعة سياسات الخصوصية، والتأكد من سلامة الأنظمة، وتطوير طرق حماية فعالة لضمان عدم استغلال الأجهزة الذكية ضد أصحابها.
