• سامسونج تستعد لإطلاق هاتف Galaxy Tri-Fold ثلاثي الطي رسميًا خلال قمة APEC هذا الأسبوع.
  • الهاتف يحمل تصميمًا بثلاث شاشات قابلة للطي وسعرًا يتجاوز 2800 دولار أمريكي.
  • الإنتاج الأولي محدود بين خمسين ألفًا ومئتي ألف وحدة في أسواق مختارة.
  • هواوي سبقت سامسونج تقنيًا، لكن سامسونج تملك فرصة التفوق التجاري عالميًا.

اقتربت شركة سامسونج من تحقيق خطوة جديدة في مسيرتها الطويلة مع الأجهزة القابلة للطي، بعد أن أكدت خلال الأشهر الماضية نيتها إطلاق هاتف  Galaxy Tri-Fold، وهو أول هاتف ثلاثي الطي في تاريخها.

وقد أشارت تسريبات حديثة إلى أن الإعلان الرسمي سيجري خلال الأسبوع الأخير من أكتوبر، بالتزامن مع قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ APEC التي تستضيفها كوريا الجنوبية.

جاء هذا التسريب من صحيفة كورية مرموقة ذكرت أن الحدث سيشهد الظهور الأول لهاتف سامسونج ثلاثي الطي المنتظر، في إشارة إلى أن الشركة قد اختارت مناسبة سياسية واقتصادية كبرى لتسليط الضوء على ابتكارها الجديد، في خطوة تعكس ثقتها بقدرتها على التفرد في سوق الهواتف القابلة للطي.

تصميم هاتف سامسونج ثلاثي الطي

تخطت سامسونج مرحلة الهواتف ذات الشاشتين القابلتين للطي لتدخل الآن مرحلة أكثر طموحًا. فهاتف سامسونج ثلاثي الطي الجديد سيحمل تصميمًا ثلاثيًا، أي أنه سيتحول من جهاز بحجم الهاتف إلى شاشة لوحية كبيرة بمجرد فتحه بالكامل.

وتشير التقارير إلى أن هذا التصميم سيتيح للمستخدمين تجربة متعددة المهام أكثر مرونة، مع إمكانية عرض ثلاثة تطبيقات في وقت واحد عبر شاشات منفصلة، أو توسيع مساحة العمل بشكل يشبه الأجهزة اللوحية الكبيرة.

ورغم أن سامسونج لم تعلن رسميًا عن الاسم التجاري النهائي للجهاز، فإن التسريبات المتداولة تتحدث عن احتمال تسميته Galaxy G Fold أو Galaxy Z TriFold. لكن بغض النظر عن الاسم، يبدو أن الشركة الكورية تسعى لترسيخ ريادتها في سوق الأجهزة القابلة للطي، بعد أن واجهت منافسة قوية من شركات صينية دخلت هذا المجال بقوة خلال العامين الأخيرين.

Galaxy Tri-Fold: هاتف سامسونج ثلاثي الطي يرى النور رسميًا هذا الأسبوع

إنتاج محدود وسعر مرتفع

كشفت المصادر أن سامسونج تخطط لإنتاج عدد محدود جدًا من هذا الهاتف في مرحلته الأولى، إذ تشير التقديرات إلى أن كمية الإنتاج ستتراوح بين خمسين ألفًا ومئتي ألف وحدة فقط. ويبدو أن الشركة ترغب في اختبار السوق قبل التوسع في الإنتاج، خصوصًا وأن الفئة المستهدفة ستكون من عشاق التقنية والمستخدمين الذين يبحثون عن التجارب الفاخرة مهما ارتفع الثمن.

أما السعر المتوقع لهاتف سامسونج ثلاثي الطي فقد أثار دهشة الكثيرين، إذ يُتوقع أن يبلغ نحو 2800 دولار أمريكي، وهو ما يتجاوز 130 ألف جنيهًا مصريًا أي أعلى بألف دولار تقريبًا من سعر الإطلاق السابق لهاتف Galaxy Z Fold 7.

ويرى المراقبون أن هذا السعر يعكس تكلفة التقنيات المعقدة المستخدمة في آلية الطي الثلاثية، إضافة إلى محدودية الإنتاج التي ترفع السعر النهائي بشكل ملحوظ.

Galaxy Tri-Fold: هاتف سامسونج ثلاثي الطي يرى النور رسميًا هذا الأسبوع

أسواق محددة لطرح هاتف سامسونج ثلاثي الطي

ذكرت التقارير أنه لن يتم طرح هاتف سامسونج ثلاثي الطي في جميع الأسواق في المرحلة الأولى، إذ ستقتصر الإتاحة على عدد محدود من الدول، تشمل كوريا الجنوبية والصين والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة. ويُتوقع أن تختبر الشركة من خلال هذه الأسواق ردود فعل المستهلكين ومستوى الإقبال قبل أن توسع نطاق التوزيع عالميًا.

ويرى محللون أن اختيار هذه الأسواق تحديدًا لم يكن عشوائيًا، فهي تمثل مناطق تجمع بين القوة الشرائية العالية والاهتمام بالتقنيات الحديثة. كما أن السوق الإماراتي تحديدًا أصبح في السنوات الأخيرة منطلقًا أساسيًا لمنتجات سامسونج المتطورة في الشرق الأوسط، وهو ما يجعل إدراج الإمارات ضمن المرحلة الأولى أمرًا منطقيًا ومتوقعًا.

خطوة نحو مستقبل الأجهزة الذكية

أثار اقتراب موعد الإطلاق حالة من الحماس في الأوساط التقنية، إذ يُنتظر من هاتف سامسونج ثلاثي الطي الجديد أن يفتح فصلًا جديدًا في عالم الأجهزة الذكية. فبينما وصلت تقنيات الهواتف التقليدية إلى حدودها القصوى تقريبًا، يأتي هذا الابتكار ليقدم تصورًا جديدًا لطريقة استخدام الهواتف في المستقبل.

ويرجح خبراء الصناعة أن نجاح الهاتف سيؤدي إلى ولادة فئة جديدة بالكامل من الأجهزة، تجمع بين قدرات الحواسيب اللوحية وسهولة حمل الهواتف الذكية. كما قد يدفع هذا التوجه شركات أخرى مثل هواوي وشاومي وأوبو إلى تسريع جهودها لتطوير تصاميم مماثلة، ما سيشعل منافسة جديدة في سوق الأجهزة القابلة للطي.

منافسة شرسة مع هواوي

رغم أن هواوي سبقت سامسونج بخطوة عندما كشفت عن هاتفها Mate XT ثلاثي الطي في عام 2024، فإن الصورة الكاملة للمنافسة ما زالت مفتوحة على احتمالات متعددة. فقد امتلكت هواوي ميزة الريادة التقنية، لكنها واجهت قيودًا في التوسع العالمي بسبب غياب خدمات جوجل وصعوبة دخول الأسواق الغربية، ما جعل ابتكارها يظل محصورًا داخل الصين بإنتاج محدود وتجربة استخدام لم تصل بعد إلى مرحلة النضج الكامل.

في المقابل، تمتلك سامسونج خبرة طويلة في مجال الأجهزة القابلة للطي وبنية تصنيعية واسعة تتيح لها الوصول إلى أسواق متعددة بسرعة. ورغم تأخرها في إطلاق هاتفها ثلاثي الطي، إلا أنها تدخل السباق بمنتج أكثر استقرارًا وانتشارًا، وتستند إلى سجل قوي من الدعم البرمجي والجودة التصنيعية.

لذلك تمتلك سامسونج فرصة حقيقية لتجاوز منافستها على المدى المتوسط، بفضل قدرتها على تحويل التصميم الثلاثي إلى منتج تجاري موثوق يُطرح عالميًا لا محليًا فقط.