لا زال ترامب يهدد الجميع بالرسوم الجمركية. تايوان مثلًا، وهي قلب صناعة أشباه الموصلات في العالم، تُظهر قلقًا متصاعدًا من خطة واشنطن لفرض رسوم جمركية قد تصل إلى 20%. إذا صحت هذه النسبة، التي تقرها تقديرات رسمية، فإنها قد تخلخل واحدةً من أكثر سلاسل الإمداد التقنية تعقيدًا في العالم.

ضبابية في السياسات وقلق متصاعد في تايوان

لطالما شكّلت تايوان ركيزة أساسية في قطاع تصنيع الشرائح الإلكترونية، حيث تعتمد على تصدير أشباه الموصلات بشكل كبير لدفع عجلة اقتصادها، لا سيما نحو الولايات المتحدة.

ولكن مع بدء إدارة ترامب التحضير لفرض رسوم استيراد، باتت شركات عملاقة مثل TSMC وMediaTek تعيش حالة من الترقب والارتباك، خاصةً وأن النسبة المتوقعة (20% أو حتى أكثر) تمثل ضربةً قاصمة لها.

بالمقارنة، فإن شركاء أمريكا التجاريين مثل اليابان والاتحاد الأوروبي تمكنوا من التفاوض على نسب أقل، لا تتخطى الـ 15%، مقابل التزامات ضخمة تضمنت استثمارات بمئات المليارات وفتح الأسواق بشكل كامل أمام الصادرات الأمريكية. ولكن مع كون تايوان دولة صغيرة تعتمد كليًا على السوق الأمريكي في تصدير الرقائق، فإن تقديم مثل هذه التنازلات قد يكون مكلفًا على المستويين السياسي والاقتصادي.

المصلحة تحكم: أفضل السيناريوهات لتايوان

على الرغم من أن نسبة الـ 20% تثير القلق، فإن بعض التقديرات تشير إلى أن الضرر قد لا يكون كارثيًا، خاصةً إذا ركزت الإدارة الأمريكية على فرض تعريفاتها الجمركية على ما يُعرف بـ "الشرائح الناضجة" أو "Mature Nodes"، وهي الأجيال الأقدم من الشرائح التي تعتمد على أحدث تقنيات التصنيع.

لماذا قد تفعل أمريكا ذلك؟ ببساطة لأنها بحاجة لضمان تفوقها التقني في سباقها مع الصين، وهذا التفوق التقني لن يستمر إذا انقطع الإمداد التايواني المُعتمد على أحدث التقنيات.

الفرضية السائدة الآن تقول إن واشنطن قد تتعمد استهداف فئة الشرائح الناضجة هذه لضمان تفوقها التقني، أضف إلى ذلك أن استثمارات TSMC المتزايدة داخل أمريكا قد تُشكل ورقة ضغط رابحة لصالح تايوان على طاولة المفاوضات.

عمومًا، لا تزال السياسات الأمريكية تجاه رسوم الشرائح غير واضحة بشكل كامل، لكن المؤشرات الأولية تكشف عن نية جادة من إدارة ترامب للضغط على شركاء أمريكا التجاريين لإعادة ترتيب الأوراق في قطاع هو الأهم عالميًا في العصر التقني الحالي.