أعلنت شركة Telly عن شاشة مجانية دقة 4k بحجم 55 بوصة في الولايات المتحدة الأمريكية، تأتي مرفقة بشاشة ثانوية غرضها إظهار الإعلانات واستطلاعات الرأي دون توقف، مع كاميرا مدمجة.

عندما نتحدث عن تطفل الشركات على خصوصيتنا يعتقد عدد كبير أن الأمر ليس مهماً؛ وذلك لأنه لا يملك أي أسرار يريد حمايتها، ولكن بالنسبة للشركات التقنية، فإن خصوصيتك وبياناتك تساوي لهم الكثير، الأمر الذي قد يصل إلى منحك شاشة مجانية شرط أن توافق على عرض الإعلانات والإجابة على استطلاعات الرأي المختلفة.

هذا ما أعلنت عنه شركة Telly التابعة لخدمة البث التلفزيوني Pluto TV، حيث كشفت عن شاشة تلفزيون يأتي مرفقاً معها شاشة ثانوية مجانية يتم تثبيتها أسفل الشاشة الرئيسية وتكون مُخصصة لعرض الإعلانات بشكل مستمر، وهو الأمر المتوقع أن يتم اتباعه بواسطة كبرى الشركات الأخرى مثل سامسونج، LG وغيرهما.

تأتي الشاشة الرئيسية بحجم 55 إنش، ودقة 4K مع دعم HDR، مصحوبة  بشاشة ثانوية حجم 9 إنش، والتي تأتي مثبتة أسفل مكبر الصوت المرفق بالوحدة الرئيسية، تفتخر الشركة بهذا المنتج وتصفه بأنه أول شاشة عرض ثنائية في العالم، وأنها استغرقت ما يقارب السنة لتتمكن من تطويره، وتصف الشاشة الثانوية بأنها «شاشة ذكية».

تستخدم الشركة نظامها الخاص (TellyOS) لتتمكن من ربط الشاشتين معاً، وهو حالياً لا يدعم أي تطبيقات لمنصات بث مثل نتفلكس، ولكن عوّضت تيلي ذلك عن طريق إلحاق دونجل مجاني لنظام Android TV يتم تركيبه في أحد مداخل HDMI الثلاثة.

أما عن سعر هذه الشاشة فهو مجاني بالكامل، حيث أتاحت الشركة نصف مليون نسخة يمكن حجزها عن طريق الموقع الرسمي، شرط أن تكون مقيماً في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الحقيقة فإن الشركة ستحقق أرباح تلك الشاشة بسهولة عن طريق عرض الإعلانات لك دون توقف.

حيث تأتي الشاشة الثانوية لتكون أقرب إلى لافتة إعلانات مثبتة في شقتك، والتي تأتي مقسمة لجزئين، على اليمين مساحة ثابتة للإعلانات، وعلى اليسار مساحة مخصصة للتطبيقات المصغرة (Widgets) بما في ذلك النتائج الرياضية، شريط الأخبار، الطقس وأسعار الأسهم، ستجد دائماً إعلان لشركة ما على يمين الشاشة، حتى لو قمت بإغلاق التلفزيون نفسه، ستبقى الشاشة الثانوية مضيئة ومليئة بالإعلانات.

وعلى الرغم من أن الشاشة الثانوية تعمل بشكل منفصل عن الرئيسية، وبالتالي من المفترض أن لا تقاطع تجربة مشاهدتك للتلفاز، إلا أنه في حالة عدم المشاهدة، ستدمج الشاشتين معاً لإظهار الإعلانات بشكل متزامن وعلى مساحة أكبر، الأمر الذي يصفه الرئيس التنفيذي بأن الوحدة المزدوجة "ستنبض بالحياة".

هناك المئات من الأشياء التي نفكر فيها فعليًا لإنشاء التجربة الإعلانية الأكثر جاذبية على الإطلاق.

ولا يتوقف الإزعاج هنا، فإذا ركزت جيداً ستلاحظ وجود كاميرا مثبتة في منتصف مكبر الصوت، والتي أعلنت الشركة أنها مخصصة لتتبع الحركة أثناء استخدام «برامج اللياقة البدنية المجانية» التي تأتي مثبتة بشكل مسبق على الجهاز حسب وصف الشركة، كذلك أوضحت تيلي أن هذه الكاميرا تأتي لتكمل تجربة التعاون مع تطبيق Zoom للاجتماعات.

وعلى الرغم من أن الشركة المُصنعة تؤكد أنه يمكن إغلاق هذه الكاميرا في أي وقت، إلا أننا لا يمكننا التفكير سوى في براءة الاختراع التي سجلتها سوني لتقديم أول شاشة تلفزيون بمستشعرات حركة توقف الإعلانات عند النهوض من أمامها، ونظراً لأن هذا التلفاز المجاني الذي تقدمه Telly هو ليس إلا منصة إعلانية ضخمة، فهل سيكون من المستحيل أن تسخر الشركة هذه الكاميرا لإزعاجنا بشكل لا نتصوره؟

لا تفكر الشركة في تقديم الإعلانات وحسب، وإنما تريد جمع بياناتك أيضاً، حيث أكدت أنه سيظهر لك أكثر من استطلاع رأي عبر شاشتهم المزدوجة، والتي ستقدم لك كروت هدايا مجانية لنتفلكس أو ستاربكس إذا قمت بالإجابة عليها.

يذكرنا هذا المنتج بأحدى حلقات مسلسل بلاك ميرور، وبشكل عام فإن تقديم شاشة مجانية لا يكلف الشركة الكثير إذا نجحت فكرتها وكونت قاعدة من المستخدمين الذين ستغرقهم بالإعلانات واستطلاعات الرأي، فهل إذا تم تطبيق هذه الفكرة في بلدك قد ترغب في الاشتراك بها والحصول على شاشة مجانية؟ شاركنا التعليقات!