في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل، أعلن أفراد من عائلة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن إطلاق مشروع جديد تحت اسم Trump Mobile، وهي شبكة اتصالات تحمل العلامة التجارية لترامب. ويأتي هذا الإعلان بالتوازي مع الكشف عن أول هاتف ذكي يحمل توقيع ترامب ويُعرف باسم T1 Phone، في محاولة لاقتحام قطاع الاتصالات والتكنولوجيا من أوسع أبوابه.

تتيح الشبكة للمستخدمين الاحتفاظ بهواتفهم الحالية، لكنها تقترح عليهم تجربة الهاتف الذكي الخاص بها، T1، الذي سيُطرح قريبًا بسعر 499 دولارًا، بلون ذهبي لافت للنظر، في إشارة ربما إلى الفخامة أو الانتماء السياسي.

تصميم فاخر لكن بمواصفات غير متوازنة

يحمل هاتف T1 تصميمًا يبدو مستوحى من هواتف iPhone Pro، خصوصًا في شكل الكاميرات الثلاثية بالخلف. إلا أن المتابعين لاحظوا أن الصورة الترويجية للهاتف تبدو وكأنها مُعدّلة عبر برامج التصميم، مع بعض التفاصيل غير الواقعية مثل تباعد العدسات بشكل غير طبيعي، وعدم وجود فلاش للكاميرا. كما يظهر على ظهر الهاتف شعار T1 مصحوبًا بعلم الولايات المتحدة، في محاولة لإبراز الهوية الوطنية للمشروع.

أما من حيث المواصفات، فيأتي الهاتف بشاشة كبيرة بقياس 6.78 بوصة من نوع OLED، وبتردد 120 هرتز، ما يوفر تجربة استخدام سلسة في التنقل بين التطبيقات أو أثناء مشاهدة الفيديوهات. ويحتوي على ذاكرة وصول عشوائي (RAM) بسعة 12 جيجابايت، مع مساحة تخزين داخلية 256 جيجابايت قابلة للتوسيع. ويدعم الهاتف منفذ السماعات التقليدي 3.5 مم، وهو ما يُعد مفاجئًا في عصر بدأت فيه معظم الشركات بالتخلي عن هذا المنفذ.

البطارية قوية نوعًا ما، إذ تبلغ سعتها 5000 مللي أمبير، مما يوفر عمرًا طويلًا للاستخدام اليومي دون الحاجة إلى الشحن المتكرر.

الكاميرات: نقطة ضعف واضحة

رغم أن مواصفات الهاتف تبدو على الورق جيدة إلى حدٍّ ما، إلا أن قسم الكاميرات لا يرقى للتوقعات. الكاميرا الرئيسية تأتي بدقة 50 ميجابكسل، وهي مناسبة في الظروف العادية. ولكن العدستين المرافقتين لا تتجاوزان 2 ميجابكسل، إحداهما للماكرو والأخرى لحساب العمق، ما يجعل من الهاتف أداة تصوير محدودة للغاية، تفتقر إلى العدسة الواسعة أو الزوم الحقيقي، وهما عنصران أساسيان في أغلب الهواتف الحديثة من الفئة المتوسطة أو العليا.

شعار "صُنع في أمريكا"... لكن هل فعلًا؟

أكد البيان الصحفي الصادر عن Trump Mobile أن الهاتف T1 تم تصميمه وهندسته في الولايات المتحدة، كما افتخر بكونه منتجًا أمريكيًا. ومع ذلك، لم يتم حتى الآن تقديم أي أدلة ملموسة على مكان تصنيع الهاتف أو تفاصيل الموردين والمصانع. ويبقى السؤال مطروحًا: هل فعلاً صُنع الهاتف بالكامل داخل الولايات المتحدة؟ أم أن أجزاءه أُنتجت في الخارج وجُمعت محليًا؟ الإجابة غير واضحة حتى الآن.

يثير إطلاق شبكة اتصالات جديدة تحمل اسم عائلة رئيس أمريكي كثيرًا من الأسئلة التنظيمية والسياسية. فقد يجد رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية، بريندان كار، نفسه في موقف حرج، خصوصًا إذا طُلب منه اتخاذ قرارات تنظيمية تخص شبكة تابعة لعائلة رئيس الدولة. قد يؤدي مثل هذا التضارب المحتمل في المصالح إلى انتقادات واسعة من داخل الأوساط السياسية والإعلامية.

مشاهير آخرون يسلكون الطريق ذاته

عائلة ترامب ليست الوحيدة التي قررت خوض غمار قطاع الاتصالات. فقد شهد عام 2023 بيع الممثل الكندي الشهير ريان رينولدز حصته في شركة Mint Mobile إلى T-Mobile، بعد أن ساعد في نجاحها التسويقي. ومؤخرًا، أطلق فريق بودكاست SmartLess المؤلف من نجوم هوليوود، جايسون بيتمان، شون هايز، وويل آرنيت، شبكة اتصالات جديدة تحمل اسم البودكاست ذاته.

يبدو أن هذه الموجة من دخول الشخصيات العامة عالم الاتصالات تعبّر عن سعيهم للسيطرة على أدوات الاتصال المباشر بالجمهور، واستثمار شعبيتهم لبناء مشاريع تجارية مربحة في عالم سريع النمو.