وافقت الحكومة الأميركية على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المُتقدمة إلى مُنشأة تديرها مايكروسوفت في الإمارات العربية المتحدة كجزء من شراكة خاضعة لتدقيق شديد مع شركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية G42.

استثمرت مايكروسوفت 1.5 مليار دولار أميركي في G42 في إبريل هذا العام، والذي منح الشركة الأميركية حصة أقلية ومِقعدًا في مجلس الإدارة. وكجزء من الصفقة، ستستخدم G42 خدمات مايكروسوفت السحابية لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

اقرأ أيضًا:

قصة مايكروسوفت..من التأسيس وحتى فشل الهواتف الذكية

ميكروسوفت وكوالكوم.. هل تهزمان آبل في معركة الرقائق والأجهزة المحمولة؟

ومع ذلك، خضعت الصفقة للتدقيق بعد أن أثار المشرعون الأميركيون مخاوف من أن G42 قد تنقل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأميركية القوية إلى الصين. وطلبوا تقييمًا أميركيًا لعلاقات G42 بالحزب الشيوعي الصيني والجيش والحكومة قبل تقدم صفقة مايكروسوفت.

قال تقرير أكسيوس إن رخصة التصدير المُعتمدة تتطلّب من مايكروسوفت منع الوصول إلى منشآتها في الإمارات العربية المتحدة من قبل الأفراد القادمين من دول تخضع لحظر الأسلحة الأمريكي أو الذين هم على قائمة الكيانات التابعة لمكتب الصناعة والأمن الأمريكي.

وأضاف التقرير أن القيود تشمل الأشخاص الموجودين فعليًا في الصين أو الحكومة الصينية أو الأفراد العاملين في أي منظمة مقرها في الصين.

وقال مسؤولون أمريكيون إن أنظمة الذكاء الاصطناعي يُمكن أن تشكل مخاطر على الأمن القومي، بمّا في ذلك تسهيل هندسة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية. وطلبت إدارة بايدن في أكتوبر من صانعي أكبر أنظمة الذكاء الاصطناعي مُشاركة التفاصيل عنهم مع الحكومة الأمريكية.

وقالت شركة G42 في وقتٍ سابق من هذا العام إنها تعمل بنشاط مع شركاء الولايات المتحدة وحكومة الإمارات العربية المتحدة للامتثال لمعايير تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي، وسط مخاوف بشأن علاقاتها بالصين.

يمتلك صندوق الثروة السيادية في أبوظبي والعائلة الحاكمة في الإمارات وشركة الأسهم الخاصة الأمريكية سيلفر ليك حصصًا في G42.

موازنة الابتكار والأمن

يعكس قرار الحكومة الأمريكية تعزيز الابتكار العالمي مع حماية الأمن القومي.

بذلت جي 42 جهودًا للتخفيف من المخاوف، بما في ذلك إزالة أجهزة هواوي من أنظمتها والتخلص من بعض الشركات الصينية. ومع ذلك، يظل المُنتقدون حذرين، مُشيرين إلى أن هذه الاستثمارات تم استيعابها من قبل صندوق يشرف عليه الشركة الأم لـ G42 المملوكة للشيخ طحنون بن زايد آل نهيان "مستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة".

إلى جانب ذلك، كانت هناك حالات حاولت فيها شركات صينية تجاوز قيود التصدير الأمريكية للوصول إلى شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة ونماذج الذكاء الاصطناعي عبر طرق السحابة.

التهديد الرئيسي للشراكة بين مايكروسوفت وجي 42 هو نقل التكنولوجيا المحتمل إلى الصين، وخصوصية البيانات والمخاوف الأخلاقية، والعواقب على الأمن القومي.