في دعوى قضائية قد تمثل أكبر أزمة ثقة في تاريخ تطبيق WhatsApp، تقدم Attaullah Baig (الرئيس السابق للأمن في واتساب) بدعوى قضائية ضد شركته الأم "Meta" متهماً إياها بتجاهل تحذيراته المتكررة حول "إخفاقات أمنية نظامية" خطيرة وفصله بشكل تعسفي بعد أن حاول الإبلاغ عن هذه الانتهاكات.

الدعوى التي تم رفعها يوم الاثنين في محكمة فيدرالية بكاليفورنيا تشمل Mark Zuckerberg كمدعى عليه وتكشف عن تفاصيل صادمة حول كيفية إدارة البيانات داخل تطبيق المراسلة الأكثر شهرة في العالم الذي لطالما سوّق لنفسه بأنه "حصن الخصوصية المنيع" بفضل تقنية التشفير من طرف إلى طرف.

"انتهاكات جسيمة" للخصوصية

يزعم عطالله في دعواه أنه خلال فترة عمله اكتشف ثغرات أمنية خطيرة كانت تعرض بيانات المستخدمين للخطر، وذلك يعد انتهاك مباشر لالتزامات Meta القانونية بموجب تسوية سابقة بقيمة 5 مليارات دولار مع لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) تتعلق بالخصوصية.

أخطر ما كشفه عطالله هو أن ما يقرب من 1500 مهندس داخل قسم واتساب كانوا يمتلكون "وصولاً غير مقيد" لبيانات المستخدمين، بما في ذلك المعلومات الشخصية التي تغطيها أوامر الخصوصية الفيدرالية، ويزعم أن هؤلاء المهندسين كان بإمكانهم نقل أو سرقة هذه البيانات دون أي اكتشاف أو سجل تدقيق؛ ما ينسف تماماً فكرة أن بيانات المستخدمين آمنة ومعزولة.

من التجاهل إلى الانتقام

وفقاً للدعوى، قام عطالله بيج بتوثيق هذه الإخفاقات في مذكرات داخلية متعددة، مشيراً إلى أن المنصة لم تكن تخضع للرقابة الكافية وأنها كانت متأخرة جداً في تطبيق الإجراءات الأمنية اللازمة لاستعادة الحسابات المسروقة بشكل آمن، لكن بدلاً من الاستجابة لتحذيراته، قوبلت جهوده بالتهديد بإنهاء خدمته وخسارة المزايا الوظيفية خاصته والراتب وتلقى تقييمات أداء سلبية رغم تاريخه الحافل بالتقييمات الإيجابية، وبعد أن استنفد كل الطرق الداخلية دون جدوى؛ قرر عطالله بيج تقديم شكوى رسمية إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) موثقاً فيها إخفاقات Meta في حماية البيانات وفشلها في تحذير المستثمرين من هذه المخاطر، وبعد فترة وجيزة تم فصله، وهو ما تعتبره الدعوى عملاً انتقامياً مباشراً.

يطالب عطالله بيج في دعواه بإعادته إلى منصبه ومنحه الأقدمية التي اكتسبها ودفع رواتبه المتأخرة وتغطية تكاليفه القانونية بالإضافة إلى تعويض عن الأضرار، وهذه القضية لا تضع مستقبل عطالله المهني على المحك فحسب، بل تضع أيضاً سمعة WhatsApp ومصداقية Meta بأكملها في المقابل على نفس الميزان.