
انهيار البيتكوين: هل أخلف ترامب وعوده أم أن السوق يعيد ترتيب أوراقه؟
شهدت عملة البيتكوين انخفاضًا حادًا تجاوز الـ 20 ألف دولار منذ أن سجلت أعلى مستوى لها (عند 109 ألف دولار) الشهر الماضي، مما أدى إلى فقدان السوق الرقمية نحو نصف تريليون دولار في أيامٍ قليلة. هذا الانخفاض، المفاجئ، دفع المحللين إلى التساؤل: هنا نحن أمام تصحيحٍ طبيعي أم بداية لأزمة أعمق؟
ترامب والبيتكوين.. وعود في الهواء؟
تزامن صعود البيتكوين إلى مستويات قياسية مع تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، حيث وعد بأن يكون "رئيس البيتكوين الأول"، غير أن السوق لم يرَ حتى الآن أي سياسات أو خطوات عملية تعكس هذا الحماس، وهو ما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم موقفهم.

يقول بيوتر كوزياكوف، الرئيس التنفيذي لمنصة Mercuryo:
"رغم أن إدارة ترامب الجديدة تُظهر دعمًا للعملات الرقمية، فإن السوق ينتظر تحركات ملموسة مثل إنشاء احتياطي استراتيجي للبيتكوين، وهو ما لم يحدث حتى الآن".
اختراق بقيمة 1.5 مليار دولار
لم يكن التراجع في سعر البيتكوين ناتجًا عن المخاوف السياسية فقط، بل جاء أيضًا بعد عملية اختراق ضخمة لمنصة Bybit، وُصفت بأنها "أكبر عملية سرقة رقمية في التاريخ". حيث تمكن المخترقون من الاستيلاء على 1.5 مليار دولار عبر اختراق محفظة إيثريوم تابعة للمنصة. أدى هذا الحدث إلى انخفاض قيمة الإيثيريوم بنسبة 15%، أي ضعف نسبة انخفاض البيتكوين، كما تأثرت عملات أخرى مثل XRP.

لطالما وصفت البيتكوين بأنها المكافئ الرقمي للذهب، لكن التقلبات الأخيرة تضع هذا التشبيه في موضع التساؤل. يشير بعض المحللين إلى أن العملة لا تزال تُعامل كأصل شديد المخاطرة، يُباع عند أول إشارة لعدم الاستقرار.
يؤكد كوزياكوف هذا الأمر بقوله: "السوق يمر بمرحلة إعادة تقييم لمكانة البيتكوين. بدلًا من أن تكون في قلب النظام المالي، لا تزال تُعامل كأصل يمكن التخلص منه عند أول علامة على وجود اضطرابات".
بالعودة للسؤال المطروح في البداية، هل ترى أن السوق يعيد ترتيب نفسه أم أن عهد البيتكوين الذي وعد به ترامب بدأ بالانحسار؟
?xml>