أغرب الابتكارات التقنية لعام 2025 | عندما تتجاوز الأجهزة حدود الزمن!
بقيت أيام قليلة تفصلنا عن عام 2026، ومع اقترابنا من نهاية العام الحالي، يمكننا القول بكل ثقة إن عام 2025 كان عامًا استثنائيًا في عالم التكنولوجيا. حيث شهدنا فيه ابتكارات غير مسبوقة، تجمع بين الوظائف العملية والغرابة في الوقت ذاته. فقد أصبحت التقنية جزءًا مباشرًا من الحياة اليومية بطرق جديدة وغير مألوفة.
شهدت السنوات الأخيرة تطورًا في دمج الذكاء الاصطناعي مع الأجهزة الذكية، ما أتاح مستوى غير مسبوق من التفاعل بين الإنسان والتقنية. واعتمدت الشركات التقنية استراتيجيات متعددة لتسريع الابتكار، بما يشمل الاستثمارات في البحث والتطوير، والشراكات مع المؤسسات التعليمية والبحثية، وتوسيع التجارب الميدانية لتقييم أداء المنتجات الجديدة قبل طرحها في الأسواق.
في هذا المقال، نستعرض أغرب الابتكارات التقنية التي ميزت عام 2025، كما نسلط الضوء على توجهات الصناعة والاتجاهات المستقبلية التي تحدد مسار التكنولوجيا في السنوات القادمة.
روبوت ميرومي للتفاعل العاطفي
يُعد روبوت ميرومي أحد أكثر الأجهزة إثارة للدهشة في معرض CES 2025، وقد طورته شركة Yukai Engineering اليابانية المتخصصة في الروبوتات الاجتماعية. هذا الروبوت صغير الحجم ومصمَّم ليُعلق على حقيبة أو حزام الظهر، وهو مزود بمستشعرات حركة تجعله يلف رأسه ويتابع الأشخاص والأشياء من حوله كما لو كان يراقب بفضول دائم.
الفكرة من وراء ميرومي ليست تقديم وظيفة عملية مثل التنظيف أو الحماية، بل خلق تفاعل عاطفي غير تقليدي بين الإنسان والروبوت؛ إذ يستجيب للمس والحركة بإيماءات صغيرة توحي بالفضول أو الخجل. وقد أعلنت الشركة أنها تسعى لإطلاقه في السوق عبر حملة تمويل جماعي بسعر مقترح قريب من 70 يورو.

روبوت Ropet الحيوي المدعوم بذكاء ChatGPT
قدمت شركة روبوتات من هونغ كونغ جهازًا جديدًا يحمل اسم Ropet، وهو روبوت أليف ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي المدمج مع نموذج محادثة ChatGPT. صُمم هذا الروبوت ليقدم تجربة رفيق ذكي في المنازل ومكاتب العمل، فهو لديه قدرة تفاعلية متقدمة للتعرف على الوجوه، والاستجابة للأوامر الصوتية، والتفاعل مع اللمس والحركة.
كما يمكن تخصيص ملامح الروبوت مثل لون العيون وصوته وإكسسواراته، ويستجيب للمستخدم بطرق تحاكي الرفيق الحقيقي عبر التعلم المستمر من سلوك البيئة المحيطة.

Roborock Saros Z70 روبوت التنظيف بيد آلية
تُبهرنا شركة Roborock من جديد في مجال الأجهزة المنزلية، فقد كشفت الشركة عن جهاز Saros Z70، وهو مكنسة روبوتية تتميز بوجود ذراع آلي مُضمن داخل جسمها يمكنه التقاط الأغراض الصغيرة مثل الجوارب والألعاب الخفيفة أثناء تنظيف الأرضيات.
الذراع قابل للطي عندما لا يكون مستخدم ويعمل عبر تطبيق مخصص للتحكم في السلوك والأهداف التي يلتقطها. تعتمد المكنسة على نظام ملاحة ذكي قائم على الذكاء الاصطناعي لتنظيف فعال في أنحاء المنزل، وتعد هذه الإضافة تحولًا في مفهوم آلات التنظيف دون تدخل بشري.

مكبرات الصوت القماشية
عرضت شركة Sensia Technology اليابانية مكبرات صوت مبتكرة مصنوعة من أقمشة مرنة بالكامل، باستخدام إلكترونيات متقدمة تعمل على تحويل السطح القماشي نفسه إلى مصدر للصوت. تعتمد هذه التقنية على ألياف موصلة تشكل سطحًا يهتز لتوليد الصوت بدلًا من المكبرات التقليدية.
يمكن دمج هذه الأقمشة في الملابس أو الجدران أو الأثاث، ويضم النموذج وحدة صغيرة تحتوي على الدائرة الإلكترونية والطاقة مع اتصال لاسلكي، ويصل مستوى الصوت إلى نحو 71 ديسيبل، ما يجعله خيارًا فريدًا للصوتيات المدمجة في الحياة اليومية دون الحاجة لمكبرات ضخمة.

الجيتار الذكي دون أوتار
كشفت شركة LiberLive عن الجيتار الذكي دون أوتار LiberLive C1، الذي يُعرف بأنه أول جيتار محمول من نوعه لا يعتمد على الأوتار الفعلية لإنتاج الصوت، بل يستخدم تكنولوجيا إلكترونية متقدمة لتوليد النغمات والتحكم في الصوت عبر واجهة رقمية. يتيح هذا التصميم للمستخدمين تعديل الصوت والإيقاع والمؤثرات بسهولة عبر الأزرار والشاشات الرقمية، ما يمكّّن المبتدئين والمحترفين من أداء موسيقي مرن دون الحاجة لضبط الأوتار الميكانيكية التقليدية.

حقيبة ومحطة عمل في الوقت نفسه
عرضت علامة Base Case حقيبة سفر ذكية تتحول بسهولة إلى محطة عمل متنقلة مزودة بشاشتين بحجم 24 بوصة لكل منهما، مع أرجل قابلة للتمديد لتثبيتها واستخدامها كجزء من مساحة العمل. تعمل هذه المحطة مع أنظمة تشغيل متعددة مثل Windows وMac، وتحتوي على منافذ متعددة تشمل HDMI وThunderbolt وUSB وEthernet، ما يجعلها حلًا متقدمًا لمن يعملون أثناء التنقل أو خارج مكاتبهم التقليدية.

السترة الشمسية القابلة للارتداء من Anker
قدمت شركة Anker المتخصصة في حلول الطاقة الكهربائية سترة قابلة للارتداء تحتوي على خلايا شمسية من مادة البيروفسكايت، قادرة على توليد طاقة تصل إلى 30 واط عبر المنافذ المدمجة لصالح شحن الهواتف والأجهزة المحمولة أثناء التنقل. هذا الابتكار يجمع بين الوظيفة العملية والتصميم المبتكر في مجال الأزياء التقنية القابلة للارتداء، ويظهر اتجاهًا جديدًا نحو دمج الطاقة الشمسية مع الملابس اليومية.

نظام شحن يشبه آلة التوستر
أحدثت شركة Swippitt الإيرلندية ضجة في معرض CES 2025، باقتراحها لنظام شحن جديد يحمل اسم Instant Power System (IPS) بهدف تغيير مفهوم الشحن للأجهزة المحمولة.
يتكون النظام من محطة شحن مركزية تشبه في شكلها آلة توستر تقليدية تُعرف باسم Swippitt Hub، وحالات خاصة للهواتف تُعرف باسم Swippitt Link. الفكرة الأساسية في هذا النظام هي تبديل بطاريات خارجي سريع، حيث تحتفظ المحطة بوحدات بطارية متعددة مشحونة مسبقًا يمكن إدخال الهاتف إليها ليتم في ثوانٍ استبدال البطارية المنخفضة بأخرى مشحونة بالكامل.
هذا يجعل عملية إعادة الشحن أسرع وأكثر سلاسة مقارنة بالشحن التقليدي؛ إذ لا تعتمد على الكابلات أو الانتظار الطويل. يمكن للنظام إضافة نحو 3500 ملي أمبير في كل بطارية إضافية عند تركيبها في غلاف الهاتف، ويعمل التطبيق المرافق على إدارة الشحن ومراقبة صحة البطاريات وتفضيلات الشحن للمستخدمين المتعددين داخل العائلة. ترى Swippitt في هذا الحل مستقبلًا لشحن الهواتف الذكية بشكل أسرع وأكثر تبسيطًا من الشواحن التقليدية.

البتات الكمومية - cat qubits
في مجال الحوسبة الكمومية، ظهرت البتات الكمومية المستوحاة من تجربة قطة شرودنجر، والمعروفة باسم cat qubits، ويُعد ابتكار مهم لتحسين ثبات الأنظمة الكمومية وتقليل الأخطاء مقارنة بالبتات التقليدية. الفكرة الأساسية في هذه البتات أنها تخزن الحالة الكمومية في حالات فوتونية متشابكة تماثل سلوكيات القطط في التجربة الفكرية؛ إذ يمكن أن تكون في أكثر من حالة في الوقت نفسه قبل أن ينهار النظام إلى حالة واحدة.
ما يجعل هذا الابتكار غريب الشكل والتسمية هو أنه يعكس سلوك القطط في الخوارزميات الكمومية، ويُعد واعدًا في تحسين ثبات الحوسبة الكمومية وتقليل الأخطاء مقارنة بالقتلات التقليدية، ما يفتح آفاقًا لتسريع المحاكاة الكمومية والتطبيقات المعقدة في الذكاء الاصطناعي والبحوث العلمية.

سوار للتحكم بالإيماءات العصبية
في معرض MWC 2025 ظهر ابتكار غريب تحت اسم Mudra Link، وهو سوار ذكي يعتمد على قراءة الإشارات العصبية الدقيقة من اليد للتحكم في الأجهزة دون لمسها فعليًا. تعمل التقنية عبر كشف الإشارات الكهربائية التي ترسلها الأعصاب إلى عضلات اليد، ثم تحويلها إلى أوامر لأجهزة مثل التلفاز أو الحاسوب، أو حتى أداء أوامر معقدة مثل العزف على آلة افتراضية.
ما يجعل هذا النظام غير تقليدي هو أنه لا يعتمد على اللمس أو الصوت، بل على النوايا العصبية نفسها، ما يُمكن المستخدم من التفاعل مع الأجهزة بمجرد التفكير في الحركة، وهي خطوة كبيرة نحو واجهات تفاعل أكثر سلاسة في المستقبل.

اليد الروبوتية من Honor – Paxini
من بين الابتكارات الغريبة في قطاع الروبوتات أيضًا كانت اليد الروبوتية Paxini من شركة Honor، التي طُرحت خلال فعاليات MWC 2025. صُممت هذه اليد لتكون محاكاة دقيقة لحركة اليد البشرية في الزمن الحقيقي، حيث تتابع الكاميرا حركات يد المستخدم ثم تعيدها اليد الروبوتية بشكل مطابق.
تهدف هذه التقنية إلى تسهيل التفاعل عن بعد للمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة أو حتى الترفيه والألعاب. ورغم أن الغرض العملي الكامل منها لا يزال قيد التطوير، فإنها تظهر مدى التقدم في التقاط الحركة وتحويلها إلى روبوتات تتفاعل مع البيئة لحظة بلحظة.

cover لهاتف Infinix يشحن بالطاقة الضوئية
عرضت شركة Infinix في MWC 2025 حلًا غير معتاد لشحن الهواتف عبر الإضاءة القوية وهو غطاء واقِ للهاتف مزود بتقنية SolarEnergy Reserving Technology، التي تلتقط الضوء الشديد وتخزنه وتحوله إلى طاقة لشحن الهاتف لاسلكيًا.
تعتمد التقنية على نظام يُعرف باسم «Sunflower» يسمح للغطاء بتحسين استقبال الضوء، ما يضمن استغلال الإضاءة الساطعة لتعزيز عمر البطارية أثناء التنقل. رغم أن التقنية لا تعمل مع الضوء الخافت في الغرفة، فإنها تُعد مثالًا على طرق شحن جديدة قد تجعل الطاقة الضوئية جزءًا من منظومة الشحن المحمولة في المستقبل.

حساس متقدم يتفاعل مع الحركات الدقيقة
طورت شركة Neuranics حساسًا متقدمًا يعتمد على تقنية Tunneling Magnetoresistance (TMR)؛ لقراءة أدق الحركات في العضلات وتحويلها إلى أوامر للأجهزة الذكية. يمكن لهذه المستشعرات أن تلتقط إشارات حركية صغيرة جدًا في الذراع أو اليد، ما يسمح باستخدامها في تطبيقات متنوعة مثل التحكم في واجهات الواقع المعزز أو دعم ذوي الإعاقة لتحريك الأجهزة دون لمس أو حتى في الألعاب والتطبيقات الترفيهية.

في انتظار ما هو قادم
أثبت عام 2025 أن الابتكار لا يعرف حدودًا، فقد شهدنا مجموعة من الأجهزة الغريبة وغير التقليدية التي غيرت الكثير من المفاهيم التي نعرفها عن التكنولوجيا. وقد ظهر بوضوح أن الشركات تسعى لاستكشاف آفاق جديدة تجمع بين الوظيفة والتفاعل والإبداع. وبينما نستعرض هذه الابتكارات ونتأمل تأثيرها الحالي، يبقى المستقبل مجهولًا ومليئًا بالمفاجآت التقنية التي قد تغير الكثير في هذا العالم. الترقب مستمر لما ستقدمه السنوات المقبلة، وما قد يبدو اليوم غريبًا، ربما يصبح جزءًا من حياتنا اليومية قريبًا.