اختبار JerryRigEverything للمتانة يكشف هشاشة هاتف سامسونج ثلاثي الطي!
- كشف اختبار JerryRigEverything هشاشة هاتف سامسونج ثلاثي الطي عند اختبار الثني.
- أظهر هاتف Galaxy Z TriFold نقاط ضعف هيكلية بسبب التصميم فائق النحافة.
- صمدت الشاشة الخارجية أمام الخدوش رغم فشل الشاشة الداخلية.
- أثار السعر المرتفع تساؤلات حول الاعتمادية والقيمة.
أطلقت سامسونج مؤخرًا هاتف Galaxy Z TriFold بوصفه أول هاتف ذكي ثلاثي الطي من الشركة، مستهدفة توسيع حدود تصميم الهواتف القابلة للطي. وجاء الجهاز بتصميم طموح وشاشة داخلية كبيرة تقترب من قياس الأجهزة اللوحية، مع وعود بتجربة استخدام مختلفة كليًا عن الهواتف التقليدية. غير أن الاختبارات العملية المبكرة كشفت عن تحديات واضحة تتعلق بالمتانة والاعتماد اليومي.
اختبار المتانة العملي لهاتف Galaxy Z TriFold
أجرى اليوتيوبر زاك نيلسون في قناته الشهيرة JerryRigEverything، اختبار متانة شامل للجهاز ضمن سلسلة الاختبارات التي يجريها عادة على الهواتف الرائدة. واعتمد الاختبار على فحص مقاومة الخدش، وسلامة المفصلات، واختبار الثني الذي يعد من أكثر المراحل حساسية في الهواتف القابلة للطي. وأسفر هذا الاختبار عن نتيجة لافتة؛ إذ انكسر الهاتف بشكل شبه فوري عند تعريضه للثني في اتجاه معاكس لطريقة الطي الطبيعية.
كشف الاختبار أن هاتف Galaxy Z TriFold لم يتحمل الضغط الناتج عن الثني الخلفي، حيث أدى ذلك إلى انهيار الإطار وانقطاع الشاشة الداخلية الرئيسية بالكامل. وأشار نيلسون إلى أن هذا الهاتف يُعد أول جهاز قابل للطي من سامسونج يفشل بشكل صريح في اختبار الثني، مقارنة بأجيال سابقة أظهرت قدرًا أكبر من الصمود حتى في ظروف قاسية.
ركز التصميم الهندسي للهاتف على تقليل السُمك إلى أدنى حد ممكن؛ إذ بلغ سُمك الجهاز عند فتحه الكامل نحو 3.9 مليمتر فقط، وهو قياس يقل عن سُمك منفذ USB-C نفسه. وفرض هذا التوجه نحو النحافة استخدام إطار فائق الرقة، مع توزيع معقد لمكونات الاتصال مثل هوائيات الجيل الخامس. أسهم هذا التصميم، وفق تحليل نيلسون، في خلق نقاط ضعف هيكلية واضحة سهلت عملية الانكسار.
استعرض الهاتف من الناحية التقنية شاشة داخلية بقياس يقارب 10 بوصة، تتحول عند فتحها الكامل إلى ما يشبه جهازًا لوحيًا صغيرًا. قدم الجهاز أيضًا شاشة خارجية بقياس 6.5 بوصة، أظهرت خلال الاختبار مقاومة جيدة للخدوش؛ إذ صمدت حتى المستوى السادس على مقياس موس للصلابة، وهو مستوى معتاد في الهواتف الرائدة الحديثة.
أظهرت سامسونج اهتمامًا بتقليل أخطاء الاستخدام، حيث زودت الهاتف بمستشعرات في المفصلات تطلق تحذيرات صوتية واهتزازية عند محاولة طي الجهاز بطريقة غير صحيحة. وساهم هذا النظام في تنبيه المستخدمين إلى المخاطر المحتملة أثناء التعامل مع الهاتف، إلا أن هذه الاحتياطات لم تمنع فشل الجهاز عند تعرضه لقوة غير متوقعة.
تساؤلات حول القيمة مقابل السعر
سلط الاختبار الضوء على الفجوة القائمة بين الابتكار التصميمي والاعتمادية العملية. فسعر هاتف Galaxy Z TriFold يبدأ من 2400 دولار، وهو سعر يتجاوز ضعف أسعار هواتف رائدة تقليدية مثل سلسلة Galaxy S25. طرح هذا الفارق السعري تساؤلات حول مدى تبرير التكلفة المرتفعة، خاصة في ظل مستوى المتانة الذي أظهره الجهاز.
ربط المحللون التجربة الحالية بسجل الهواتف القابلة للطي في الأسواق. فهذه الفئة من الأجهزة واجهت منذ ظهورها انتقادات متكررة تتعلق بالمفصلات، وآثار الطي على الشاشات، والحساسية العالية للصدمات والضغط. شملت هذه التحديات أجهزة من شركات مختلفة، مثل سامسونج وجوجل، ما يعكس طبيعة المشكلة التقنية أكثر من كونها حالة منفردة.
أشار مراقبون أيضًا إلى أن الهواتف ثلاثية الطي ترفع سقف التعقيد الهندسي مقارنة بالتصاميم ثنائية الطي. وأضافوا أن زيادة عدد المفصلات ومساحات الطي تعني بالضرورة زيادة نقاط الضعف المحتملة، خاصة عند السعي لتحقيق نحافة مفرطة. كما اعتبروا أن هذا التوازن الصعب بين التصميم الجذاب والمتانة العملية ما زال قيد التطوير.
راقب المستخدمون في أسواق مثل الهند هذه التطورات باهتمام، في ظل توقعات بإطلاق الهاتف في أسواق أخرى خلال الفترة المقبلة. ودفعت نتائج الاختبار بعض المتابعين إلى التريث قبل التفكير في اقتناء هذا النوع من الأجهزة، بانتظار تحسينات ملموسة في جانب التحمل وطول العمر.
من وجهة نظري، أرى أن تجربة هاتف Galaxy Z TriFold أكدت أن الابتكار في عالم الهواتف الذكية لا يزال يمر بمراحل اختبار حقيقية خارج المختبرات. وأظهرت أن التقدم في التصميم لا يرافقه دائمًا نضج كافِ في الاعتمادية. ومع استمرار الشركات في استكشاف أشكال جديدة للأجهزة القابلة للطي، ستبقى اختبارات المتانة عاملًا حاسمًا في تحديد مدى جاهزية هذه الفئة للاستخدام اليومي واسع النطاق.