رحلة إلى الماضى مع مراجعة لعبة تقمص الأدوار Baldur’s Gate
معلومات سريعة
Baldur's Gate
1998
BioWare Entertainment
Interplay Entertainment
2012-2013
مقدمة.
ألعاب الـ RPG واحدة من أهم وأشهر فئات الألعاب وهذه النوعية من الألعاب لها سمة خاصة جداً، حيث أن اللاعبين المهتمين بهذه الفئة يكونوا الأكثر استغراقاً فى التفاصيل والتعلق بالأحداث القصصية، وإذا ذكرنا ألعاب الـ RPG يجب أن نذكر لعبة Baldur’s Gate اللعبة التى كانت مفصلية في تاريخ ألعاب الـ RPG و أعادت هذه النوعية من جديد إلى الساحة.
تم إصدار لعبة Baldur’s Gate لأول مرة عام 1998 من تطوير فريق BioWare ونشر شركة Interplay Entertainment، وكانت هذه اللعبة هى العنوان الأول لفريق BioWare والحقيقة جاء العنوان ليعلن عن مولد فريق تطوير عملاق.
بعد إصدار اللعبة تمكنت من حصد الكثير من العلامات الكاملة من قبل المقيمين وتمكنت اللعبة من تكوين قاعدة جماهيرية عملاقة، ولاحقاُ فى عام 2000 صدر الجزء الثانى من اللعبة Baldur’s Gate II.
والأن فى نهاية عام 2019 نعود سوياً بالذاكرة إلى عام 1998 حيث نقوم بمراجعة اللعبة الأسطورية Baldur’s Gate ونرى إذا ما كانت تستحق لعبة Baldur’s Gate التجربة بعد مرور كل هذه السنوات.
تفاصيل لا حصر لها.
أول ما يمكننا ملاحظته فى لعبة Baldur’s Gate هو حجم التفاصيل الموجودة باللعبة التى لا يمكن حصرها، التفاصيل تمتد لتشمل جميع عناصر اللعبة.
مع بداية اللعبة سوف تحتاج إلى إنشاء شخصيتك وفى هذه اللحظة سوف تدرك مدى التفاصيل الموجودة داخل اللعبة حيث يجب عليك الاختيار بين العديد من التفاصيل المتعلقة بالشخصية سواء جنس الشخصية أو الفئة التي تنتمى لها.
كل اختيار تقوم به أثناء إعدادك للشخصية يعطيك مجموعة من المميزات ولك أن تتخيل عدد الشخصيات التى يمكنك تكوينها بفضل هذا النظام المتنوع، ولكن جودة التفاصيل لا تقف عند هذا الحد، حيث أن جميع الخيارات التى تقوم بها عند إعدادك للشخصية سوف تؤثر على اللعبة سواء من حيث أسلوب اللعب أو مجريات القصة نفسها.
قصة اللعبة أيضاً تحتوى على الكثير من التفاصيل، وساعد على هذا الأمر الكتابة الممتازة للقصة والسرد الرائع، في الحقيقة لا يمكننا أن نقول أن لعبة Baldur’s Gate بها جانب ناقص أو تم إهماله.
تم دعم القصة بخريطة بها الكثير من التفاصيل خاصة بعالم اللعبة، إلى جانب خلفيات قصصية عميقة عن الأماكن الموجودة داخل الخريطة، وكل هذه التفاصيل جعلت قصة Baldur’s Gate متكاملة إلى حد كبير جداً وقابلة للاستمرار معنا لأجزاء وأجزاء فهي ليست مجرد قصة بل هي أقرب إلى عالم كامل تم بنائه من الصفر.
يجب أن نذكر في هذه النقطة الأداء الصوتي للشخصيات، ويمكنناً أن نقول عنه مميز إلى حد الكمال، فهو ممتع جداً وسوف ترتبط بالكثير من الحوارية، وكل مؤدى يغير من طبقة صوته مع تغير الموقف الذي يتحدث به.
الحقيقة لا أعلم إذا كانت كل شخصية داخل اللعبة لها مؤدى صوت مختلف عن الأخر، ولكن على أى حال كل شخصية لها السمة الخاصة بها ولن تشعر على الإطلاق بأى تكرار.
محتوى لعب لا يمكن استيعابه.
لعبة Baldur’s Gate تقدم محتوى لعب ضخم جداً لا يمكن استيعابه، فاللعبة تضم مجموعة كبيرة جداً من المهام القصصية إلى جانب عدد ضخم جداً من المهام الفرعية.
بالطبع المهام الفرعية لم تكن كلها على نفس المستوى وتفاوتت بشكل ما، ولكن فى المجمل المهمات الفرعية كانت جيدة جداً وتشجع بشكل كبير على استكشاف العالم.
إلى جانب المهمات فاللعبة تضم باقى عناصر الـ RPG المعروفة مثل الارتقاء بمستوى الشخصية وبمستوى التابعين، إلى جانب الاهتمام بالأدوات والمعدات التي تحملها الشخصيات.
هذا المحتوى الكبير يدعم بشكل ما التفاصيل الكثيرة الموجودة فى اللعبة بل ويساعد اللعبة على تقديم المزيد من التفاصيل التى تستغرق اللاعب.
محتوى اللعب الضخم يجعلنا نقف احتراماً للعبة، فلا يمكننا أن ننسى أن اللعبة تم إصدارها عام 1998، فى وقت كانت الألعاب بسيطة إلى حد كبير وخطية ولا يوجد بها هذا القدر من التفاصيل والتشعب الموجود فى Baldur’s Gate.
أسلوب قتال تكتيكي.
بعض ألعاب الـ RPG لا تحتوى على أسلوب قتال معقد وتعتمد بشكل ما على النقاط الخاصة بكل شخصية، ولكن Baldur’s Gate تأخذ الجانب الآخر من أساليب لعب الـ RPG.
اللعبة تقدم أسلوب معارك معقد وعميق إلى حد كبير، فأنت لا تهاجم فقط بالشخصيات الموجودة معك بل يجب أن تدرس الخريطة إلى حد ما، وتعرف الأعداء المواجهون لك ثم بعد ذلك تختار التشكيل الأنسب.
أسلوب القتال يكتمل ويتوج على العرش بفضل الوسائل الأخرى التى تضمها اللعبة حيث يمكنك تجنب القتال من الأساس بواسطة مجموعة من الأدوات مثل التحكم بالعقل، والأفضل من كل هذا أنه يمكنك تجنب القتالات بواسطة الحوارات التى تقوم بها واختيارات الردود.
وهنا يجب أن نتذكر مرة أخرى أن هذه اللعبة تم إصدارها عام 1998، وهذه الأفكار لم تكن مشهورة على الإطلاق فى هذا الوقت.
اللعبة تأتي من منظور Upside Down وهذا المنظور فى وجهة نظرى ساعد بشكل كبير على جودة أسلوب اللعب عموماً وليس المعارك فقط.
هذا المنظور جعل تجربة اللعب أكثر هدوء وغير مشدودة ولكن فى نفس الوقت عميقة جداً وتحتاج إلى كل التركيز والتحليل والاستغراق فى التفاصيل وهذا هو النوع المفضل لى من الألعاب.
الرسوم ونظام قوائم غريب.
فى الحقيقة إذا كا يوجد أمر واحد فى لعبة Baldur’s Gate سيئ فبكل تأكيد سوف يكون نظام القوائم داخل اللعبة، دائماً سوف تستشعر صعوبة كبيرة للوصول إلى ما تريد.
القوائم مليئة بالمعلومات والتفاصيل وتشعر بأنك تقوم بالدراسة لا اللعب، ولكن هذه النقطة فى وجهى نظرى ليست عائق كبير أمام تجربة اللعب الممتعة جداً التى تقدمها اللعبة.
ولكن الأمر الذي يعتبر عائق فعلا بالنسبة لى كان حجم الكلام والنصوص فهى مكتوبة بخط صغير والأمر يصبح مجهداً مع مرور الوقت وتشعر بألم في العين نتيجة القراءة المستمرة على الأقل فى حالتى.
بالنسبة للرسوم فهي ليست أفضل ما يمكنك الحصول عليه حتى بمعايير عام 1998، فعلى الرغم من جودة الألوان التى تقدمها اللعبة إلا أن العالم جامد وثابت وكذلك تصميم الشخصيات غير مبهر على الإطلاق.
ولكن بالنسبة للمشاهد السينمائية الموجودة داخل اللعبة جيدة جداً، والرسوم الثابتة الخاصة بالشخصيات ممتازة.
نسخة ريماستر لم تكن الأفضل.
النسخ الريماستر التى تم تقديمها كانت فى عام 2012 وعام 2013 وهذه الفجوة الزمنية بين اللعبة الأصلية والنسخة الريماستر صعبت بشكل كبير من مهمة هذه النسخ وكان من الاولى عمل نسخة Remake.
النسخ الريماستر تقدم مجموعة جديدة من المرافقين، وهذه الإضافة عظيمة جداً حيث كان جميع المرافقين الجدد مميزين إلى أبعد حد ولكن هذه النقطة لن يدركها إلا من لعب الأجزاء الأصلية من اللعبة، فأى لاعب آخر يلعب النسخ الريماستر لأول مرة لن يدرك الاختلاف مع انى متيقن من أنه سوف ينجذب إلى الشخصيات الجديدة بشكل كبير.
المرافقين الجدد كانوا كل ما قدمته النسخ الريماستر من إضافات، للأسف هذا فقط ما تحصل عليه من هذه النسخ، فإذا تحدثنا عن الرسوم نجد أن دقة العرض قد تحسنت بالطبع لكى تتناسب مع الجيل الجديد ولكن لم يتم تعديل أى رسوم أخرى أو طابع فنى أو تحسين للألوان وعالم اللعبة.
حتى نظام القوائم الذى سبق ذكره لم يتم تحسينه بأى شكل من الأشكال وظلت اللعبة محتفظة بنفس الطابع الخاص بها، ظلت اللعبة قديمة جداً ومن الجيل الأول.
للأسف لم تضيف النسخة الريماستر أى إعدادات للتحكم بجودة الرسوم، بل احتفظت بنفس الإعدادات الموجودة فى لعبة تم إصدارها منذ عام 1998.
بالطبع هذه الأمور جعلت جزء كبير من الجيل الجديد للاعبين ينفر من اللعبة، لأول وهلة سوف يشعر اللاعبون أن اللعبة عتيقة جداً ولن يعطيها الكثير فرصة التجربة، لذلك كان بالأفضل أنى نرى نسخة Remake من اللعبة.
على أى حال فى مطلع العام الجارى تم الإعلان عن الجزء الجديد من اللعبة بعنوان Baldur's Gate III، وهذا الجزء سوف يوفر لنا فرصة التمتع بهذه التجربة العظيمة المليئة بالتفاصيل ولكن مع تكنولوجيا وتقنيات الجيل الحالى.
ملاحظة هامة.
لعبة Baldur’s Gate الأصلية غنية عن التعريف والتقييمات التي حصلت عليها اللعبة كانت كاملة ومثالية ولا يمكننا أن نشكك فى ذلك الأمر بأى حال من الأحوال.
لكن النسخة الريماستر من اللعبة لم تقدم أى جديد يجعل اللاعبين يجربوا لعبة من عام 1998 في عام 2012 وبالطبع هذا الأمر كان سقطة إلى حد ما.
لذلك فإن التقييم النهائي للعبة مقتصر على النسخ الريماستر من اللعبة، وإذا امتد إلى اللعبة الأصلية فيمكننا أن نقول أن هذا التقييم للعبة فى عام 2019، أي أننا نعتبر أن اللعبة الأصلية بمعاييرها الأصلية قد صدرت فى العام الجارى، لذلك وجه التنويه حتى لا يخلط أحد الأمور بين تقييم اللعبة فور إصدارها والتقييم الذي أعطيناه لها.
?xml>
تقييم عرب هاردوير
المميزات
- محتوى لعب ضخم ملئ بالتفاصيل
- المعارك تكتيكية وتحتاج إلى تركيز كبير
- القصة مميزة جداً والكتابة محكمة وكذلك الأداء الصوتى.
العيوب
- النسخ الريماستر لم تكن مناسبة للجيل الجديد تماماً
- القوائم معقدة بشكل كبير ولم يتم حل المشكلة فى النسخ الريماستر