يعود إلينا فريق Firaxis Games من جديد لتقديم جزء جديد من اللعبة الاستراتيجية الشهيرة Civilization، وهذه المرة مع الجزء السابع Civilization VII. وتأتي اللعبة من نشر شركة 2K، وستُطلق على منصات الجيل الحالي والسابق، إضافة إلى الحاسب الشخصي، ومنصات نينتيندو سويتش.

لعبة Civilization VII من المُنتظر أن تقدم تجربة لعب استراتيجية أكثر عمقًا من الأجزاء القديمة، وعمومًا السلسلة تقدم تجربة استراتيجية فريدة من نوعها تعتمد على تبادل الأدوار.

في الحقيقة، قدمت السلسلة خلال السنوات الماضية أجزاءً ممتازة، ويمكن القول إنها بدأت عصرها الذهبي مع جزء Civilization V. واستمرت هذه الجودة منقطعة النظير مع الجزء السادس من اللعبة. والآن، السؤال الذي يطرح نفسه: هل تمكنت لعبة Civilization VII من المحافظة على هذا الإرث والاستمرار في تقديم تجربة لعب غنية وعميقة؟

ما هي لعبة Civilization VII؟

قد تبدو هذه الفقرة غير منطقية بسبب شهرة السلسلة الكبيرة، ولكنها مهمة جدًا لأي لاعب جديد على السسلة؛ لأن اللعبة تقدم تجربة لعب فريدة جدًا وأصلية لا نجدها في الكثير من الألعاب الاستراتيجية.

تقدم اللعبة تجربة استراتيجية تعتمد على تبادل الأدوار، أي أن لكل لاعب دور. في الدورك، تقوم بجميع الحركات الممكنة دون أي تدخل من بقية اللاعبين، ثم تنهي دورك ليتمكن اللاعبون الآخرون من تنفيذ حركاتهم، وبعد ذلك يعود الدور إليك من جديد.

خلال الدور الخاص بك يمكنك القيام بعدد من الحركات، إذ يمكنك تحريك القطع الحربية الخاصة بك، أو بناء مبنى جديد داخل مدينتك، أو القيام بتحديث علمي أو قانوني. بالنسبة لحركة القطع الحربية، فكل وحدة لها عدد معين من الخطوات على الخريطة إلى جانب بعض الحركات الخاصة مثل الانتباه أو العسكرة بهدوء أو بناء قلعة مؤقتة. أما بالنسبة لبناء المباني داخل المُدن الخاصة بك فيمكنك اختيار بناء مبنى واحد في الدور الواحد، وعادة ما يستغرق المبنى عدد من الأدوار حتى ينتهي وهذا العدد من الأدوار مربوط مباشرةً بالموارد الموجودة في المدينة وحجمها، وبالتالي قد يستغرق مبنى في مدينة ثلاثة أدوار مثلًا بينما يستغرق في مدينة أخرى سبعة أدوار. أما التحديثات القانونية والعلمية فأنت تختارها بالتتابع حسب رغبتك وطريقة لعبك، وكل تحديث يستغرق عدد معين من الأدوار كذلك.

في الحقيقة، هذا النظام يجعل وتيرة اللعب أهدأ بكثير من الألعاب الـ RTS التي تحتوي على مستوى عالي جدًا من التوتر بسبب أن الأحداث والمباني تُحدث في الوقت نفسه، وبالتالي تكون مشغول دائمًا أثناء اللعب. لكن المبهر هنا هو أنه على الرغم من الوتيرة الهادئة للعب، فإنه ليس مملًا على الإطلاق وممتع جدًا في الوقت نفسه.

خلال اللعب سوف تستمتع كثيرًا في دورك وأنت تفكر وتخطط لخطواتك التالية، كل هذا وأنت ممسكًا بكوب القهوة الخاص بك ودون توتر. ربما تتوتر عندما تسوء الأمور داخل اللعبة، ولكن في الغالب تعتمد اللعبة على التحليل والتخطيط الهادئ، مما يجعلها لعبة استراتيجية من الطراز الرفيع.

خريطة لعبة Civilization VII

الخريطة في Civilization VII أو يمكن أن نقول في السلسلة عموما، هي واحدة من نقاط القوة في اللعبة؛ إذ تُقسم الخريطة إلى أشكال سداسية مثل خلية النحل وكل شكل سداسي يحتوي على موارد خاصة به.

مع بداية اللعبة، تمتلك مجموعة من المستعمرين وعندها تختار المنطقة التي تريد تأسيس أول مدينة خاصة بك عليها. وعندما تجد المكان تختار أحد الأشكال السداسية وتؤسس مدينتك، بعد تأسيسها ستجد أنك أصبحت تمتلك مجموعة من الأشكال السداسية التي تكون رقعة بلدك أو حدودك، ومن هنا تنطلق رحلتك نحو توسيع رقعتك وضم مساحات أخرى من الخريطة أو حتى التوسع وتأسيس مُدن جديد وربطهم ببعض عن طريق خطوط التجارة.

تكمن عبقرية الخريطة في المحاكاة المذهلة للحياة الواقعية، فهي مرتبطة بالموارد وكيفية تحصيلها، فأنت مثلًا تبدأ باختيار منطقة ترى أنها صالحة لتأسيس مدينتك، ثم تستكشف منطقة أخرى تحتوي على المزيد من الموارد، وبالتالي تزداد أطماعك تجاه هذه المنطقة وتحاول السيطرة عليها.

ومع التقدم في عمر اللعبة وظهور باقي اللاعبين ومُدنهم تظهر مشكلة الحدود الازلية، لأن الخريطة حتى وإن كانت كبيرة إلا أن فكرة اللعبة تدور كلها حول تجميع الموارد وشغل أكبر مساحة من الخريطة، وفي هذه اللحظة سوف تجد نفسك في صراعات محتدمة جدًا بسبب شكل سداسي واحد.

هذا الصراع حدث معي أثناء اللعب أكثر من مرة، على سبيل المثال في إحدى المرات كانت علاقتي جيدة مع أحد الشخصيات وبعد ذلك قرر التوسع وبناء مدينة قريبة جدًا، وعندها نتج تنازع على الحدود؛ لأن مدينته تتوسع وكذلك مدينتي ودخلنا في صراع طويل حيث كنا نتسابق للحصول على أكبر قدر من الرقع على الخريطة إلا أن وصلنا لحدود مشتركة وهنا بدأ النزاع يتصاعد على أشكال سداسية معينة يوجد بها بعض الموارد، وبالطبع يمكنك تخيل كيف وصل بنا الصراع. نعم، لقد أعلنا الحرب في النهاية ودخلنا في معارك ضارية استمرت لعدد طويل من الأدوار.

في الحقيقة، الخريطة في اللعبة لا غبار عليها وتجعلك تفكر بطريقة مختلفة في كثير من الأحيان، وتدفعك حتى لتغيير اختياراتك أو علاقاتك مع باقي الشخصيات والأشخاص معك داخل المباراة. وفي الحقيقة، الخريطة هي إحدى السمات المميزة لسلسلة Civilization عمومًا، ومع لعبة Civilization VII تحسنت الخريطة بشكل أفضل وبالإضافة إلى تصميمها الذي يجعل الصراع قائمًا دائمًا بين الممالك المختلفة.

النظام الاقتصادي في اللعبة

في كل الألعاب الاستراتيجية من أي نوع يكون النظام الاقتصادي هو عصب اللعبة ومحرك الصراع الأول فيها، والحقيقة تمتلك Civilization VII نظام اقتصادي مميز جدًا يقدم تجربة لعب ديناميكية بقدر كبير. عمومًا، لدينا داخل اللعبة 5 موارد رئيسية هي:

  • الذهب: مورد مهم جدًا بالطبع، ويمكنك تحصيله من خلال الاستحواذ على قطع معينة على الخريطة مثل الاستحواذ على منجم ذهب، أو يمكنك تحصيله من خلال بناء بعض المباني مثل الأسواق وغيرها، أو حتى  من خلال العلاقات التجارية والسياسية. الذهب مهم جدًا؛ لأنه يمكنك من شراء وحدات عسكرية أو بناء مباني مباشرةً دون الحاجة لانتظار عدد معين من الأدوار.
  • السعادة: يقيس هذا المورد مستوى رضا الشعب في كل مدينة تمتلكها، يمكن تحصيل السعادة أيضًا من خلال بناء عدد من المباني داخل المُدن، أو الاستحواذ على موارد معينة داخل الخريطة أو حتى أماكن معينة داخل الخريطة. هذا المورد مهم للغاية؛ لأنه في حال غياب السعادة، سينتج عنها غضب داخل المُدن، والغضب يعني الثورة، وفي النهاية قد ينتهي حكمك تمامًا بسبب انهيار هذا المورد.
  • الغذاء:  يُعد موردًا أساسيًا وواضحًا في أهميته. الغذاء مرتبط بنمو المُدن التي تمتلكها، وبالطبع يمكنك تحصيله من خلال بعض المباني مثل المزارع ومناطق الصيد، أو من خلال الاستحواذ على مناطق معينة في الخريطة.
  • الثقافة: تُعد الثقافة مورد مهم جدًا ويمكن تحصيلها من خلال بعض المباني أو حتى القيام بتحديثات علمية. وتَكمُن أهمية الثقافة في أنها تساهم في تأثير ثقافتك وشعبك على باقي الممالك على الخريطة.
  • النفوذ: يمكنك الحصول على النفوذ من خلال بعض التوجهات أو السياسات أو حتى بناء بعض المباني، والنفوذ هو العملة الرئيسية التي تنفقها في العلاقات السياسية المختلفة مع باقي شخصيات اللعبة.
  • العلم: بالطبع، العلم له استخدام واضح، حيث يُستخدم في تسريع عمليات البحث العلمي. ويمكنك تحصيل نقاط العلم من خلال عدد من المباني أو حتى من خلال الاستحواذ على مناطق في الخريطة.

هذه هي عناصر النظام الاقتصادي الخاص باللعبة، ولكن الأهم من هذه العناصر هو طريقة ربطها مع بعضها البعض. وتقدم لعبة Civilization VII نظام اقتصادي مترابط جدًا ومتكامل للغاية، لدرجة أنه لا يمكنك إهمال عنصر من العناصر على حساب عنصر آخر.

على سبيل المثال، يوجد الكثير من المباني التي تستهلك السعادة والذهب عند البناء، قد يستهلك لمبنى ثلاث نقاط ذهب وثلاث نقاط سعادة وهنا يجب أن تكون المباني محسوبة جدًا وبدقة، أو على الأقل حاول توفير نقاط السعادة اللازمة للمدينة.

وفي الوقت نفسه الذهب مورد مهم جدًا؛ لأنه يساعدك على تطوير مدينتك وتقوية الجيش بدرجة سريعة جدًا وفورية، كما أن وجود الذهب يمكنك -في أي وقت- من مواجهة المخاطر وتقلبات الممالك المحيطة، فيمكنك بواسطة الذهب تجهيز جيش سريع يواجه أي هجوم خاطف.

كذلك نقاط النفوذ فهي مهمة للغلية، العمل في الجانب السياسي داخل اللعبة مهم جدًا ولا يجب إهماله، فيجب أن تُكون علاقات وتحالفات ضد أعدائك وضمان أكبر دعم من الممالك على الخريطة إذا اندلعت حرب؛ كل هذا التركيب والترابط يجعل اختيار المبنى الواحد في كل دور أمر ذو أهمية كبيرة ويحتاج لتفكير وحساب، حتى قرار تجنيد وحدة عسكرية جديدة قد يكون قرار يحتاج إلى تفكير كبير في ظل هذا النظام المركب.

وبالطبع، هذا النظام المركب هو دافع جديد للمزيد من الصراعات على خريطة المباراة، وبالتالي تحالفات جديدة وحروب على جانب أخر، وهنا نشير إلى أن النظام الاقتصادي غارق في التفاصيل ومدمج مع عالم اللعبة بالكامل. على سبيل المثال، إذا دخلت في حرب مع مملكة أخرى سوف يهبط مستوى السعادة في المُدن؛ لأن الحرب بالطبع موترة ومسببة للاكتئاب عمومًا، وإذا انتصرت في حرب وقررت اتخاذ إجراءات قاسية تجاه المهزوم سوف تفقد نقاط من علاقاتك مع الممالك الأخرى.

الأمر في الحقيقة رائع، وكلما استمررت في اللعب، ازدادت التفاصيل روعة واكتشفت المزيد من متعة اللعبة، أو بالأحرى السلسلة كلها، التي قدمت على مدار سنوات طويلة تجربة لعب استراتيجية لا مثيل لها.

النظام السياسي في لعبة Civilization VII

كعادة السلسلة، تأتي Civilization VII مع نظام سياسي ليس عميق جدًا ولكنه ممتع. يوجد ممالك آخرى وبالطبع يجب عليك بناء علاقاتك معها، وبناء على تحركاتك على الخريطة تبدأ تتشكل علاقاتك السياسية.

يمكنك القيام بتحالفات اقتصادية أو عسكرية أو حتى تحالفات كاملة، أو يمكنك الدخول في نزاع وصراع طويل الأمد. المهم هنا، هو أن النظام مرتبط بالفعل بما يحدث على الخريطة، وليس لأنك تريد أن تكون فعال داخله.

على سبيل المثال، في إحدى المباريات رأيت جاء يخرج قواته العسكرية ويضعها على الحدود الخاصة بي، وعلى الرغم من أنه لم يعتدي على بلادي فإن الموقف استدعى صراع طويل الأمد معه، صراع ضم العديد من اتفاقيات الحدود المختصة بوجود الانتشار العسكري أو حتى توقيع غرامات على الجار، وربما في بعض الأوقات التلويح بالحرب. كل هذا حدث بالطبع وأنا أيضًا أعمل على تنظيم قواتي أمام قواته وتعزيز جيشي.

هذا هو ما أحاول إيصاله من خلال هذه المراجعة، تمتلك اللعبة نظام ديناميكي فريد جدًا يجعل اللاعب يغرق في تفاصيلها لأبعد الحدود، ولساعات طويلة جدًا من الوقت.

التطور في Civilization VII

كعادة أي لعبة استراتيجية، يوجد شجرة تطويرات تعمل على تحديث مملكتك، ولكن الأمور هنا مختلفة كثيرًا، أولًا نحن لدينا نوعين من التطويرات الأولى علمية، والثانية قانونية أو تشريعية.

التطويرات العلمية قد تفتح لك مباني جديدة أو وحدات عسكرية جديدة، وفي الحقيقة دُمجت هذه التحديثات مع خريطة اللعبة والأحداث بطريقة ممتازة. كما هو الحال مع جميع الجوانب السابقة، ستحتاج إلى تحديثات معينة في مراحل محددة مم المباراة، وهنا ستظهر التفضيلات ويجب عليك حسم قرارك.

أما التشريعات، فهي تعكس التطويرات الموجودة في المجتمع نفسه، وبالتالي تنعكس على المباني والموارد التي تمتلكها أو حتى قد تنعكس على قدرات الوحدات التي تمتلكها. الفريد هنا هو احتياجك للقيام بالتشريعات طبقًا لتوجيهاتك وأولوياتك، وحسب أحداث كل مباراة على حدى.

المعارك

بالطبع ومن الواضح، الصراعات في اللعبة قد تنتهي بالحرب في نهاية المطاف وهنا تدخل المعارك. وعلى الرغم من أن كل الأنظمة الموجودة في اللعبة منغمسة ومترابطة مع الأحداث، فإن المعارك منفصلة وركيكة جدًا.

ولتجنب أي سوء فهم، يجب أن نوضح أن نظام المعارك موجود في السلسلة بهذا الشكل عمومًا، ولأنني عاشق للسلسلة كنت أتمنى تحسين نظام المعارك بشكل أفضل من هنا. لا نريد نظام معارك يوازي جودة لعبة مثل Total War ولكن لا يكون بهذه السطحية.

وقت كتابة هذه المراجعة جربت اللعبة لمدة 41 ساعة كاملة، وبعد 41 ساعة، فأنا حتى الآن لا استطيع استخدام قادة الجيوش بالطريقة المثلى. تُهاجم القادة بسهوله وبالتالي نخسرهم في بداية المعركة ولتجنب الأمر أضعهم خلف الخطوط، وبالتالي لا يحصلون على نقاط الخبرة اللازمة لفتح التحديثات والترقيات، وبعد فترة أصبحت لا استخدم قادة الجيوش أصلًا.

وإن قررت دمج قادة الجيوش في جيش كامل والتحرك بكل الوحدات على الخريطة؛ فإن الأمر سيكون أصعب بكثير جدًا لأنك لن تتمكن من توجيه الضربات للعدو، وهذا ما توصلت إليه حتى الآن ولا أعرف في الحقيقة إذ توجد طريقة أخرى لاستخدام القادة أم لا، ولكن الوضع كارثي.

في الوقت نفسه تحاول اللعبة إضافة بعض التفاصيل للقتال، مثل إضافة بعض النقاط على قوة الوحدة بسبب تموضعهم داخل حدودهم أو سلبهم نقاط قوى نتيجة إصابتهم في معارك سابقة، ولكن عمومًا النظام غير عميق وغير مرتبط بعالم اللعبة مثل باقي العناصر.

لدرجة أن الوحدات القتالية مازالت محدودة جدًا في السلسلة وتعد على الأصابع، وهذا يعكس مدى بساطة نظام القتال الموجود في اللعبة. القتال في اللعبة لا يوجد به حرفة أو مهارة لدينا وحدة أمام وحدة، وكل وحدة لها قدرة معينة، والوحدة الأقوى سوف تنتصر. كما أنه نظام كمي يعتمد على عدد الوحدات فكلما كنت تمتلك عدد وحدات أكبر، تمكنت من حسم المعارك دون أي بُعد استراتيجي مدروس.

الشخصيات وسير المباراة

تتميز عمومًا سلسلة Civilization بوجود شخصيات من التاريخ البشري، هذه الشخصيات تستخدمها للعب بها، وبالطبع كل شخصية يكون لها القدرات الخاصة بها أو المميزات، فمن منا ينسى شخصية غاندي!

تُقدم لعبة Civilization VII عدد من الشخصيات التي لا أعرف إن كانت تاريخية أصلًا. هذا الجزء أعتقد أنه يضم مجموعة من أسوأ شخصيات السلسلة. بالطبع، يوجد بعض الشخصيات الشهيرة مثل حتشبسوت من مصر ولكن باقي الشخصيات مجهولة جدًا ومجهول حتى موطنها.

أو يمكن أن نقول أن الحضارة الخاصة بها غير موجودة أصلًا، لدينا بعض شخصيات من الهنود الحمر. وفي الحقيقة الهنود الحمر هم شعب تعرضوا للإبادة العرقية، ولم نرى حضارتهم بالقدر الكافي.

لعبت بشخصية تدعى أمينة وفي الحقيقة لا أعرف من أمينة وهل إذا كانت شخصية حقيقية أم لا، ولكني أعتقد أنه لا يوجد شخصية بهذا التصميم في التاريخ البشري، حتى فيما يتعلق بالحضارة العربية قُدمت من خلال ابن بطوطة، وهو مجرد رحالة عربي.

الحضارة العربية مليئة بشخصيات شهيرة مُنذ قديم الأزل اللعبة اختصرتها في ابن بطوطة الذي لم يكن حاكمًا أصلًا. بالنسبة للحضارة الفرعونية، مثلتها الملكة حتشبسوت وهي ملكة شهيرة جدًا في الحضارة الفرعونية، بسبب اكتشاف معبد حتشبسوت ولها إنجازات كبيرة في الحقيقة، ولكننا تركنا رمسيس مثلًا. وبالمناسبة من الجيد أن اللعبة اختارت حتشبسوت بدلًا من كليوباترا.

لعبة Civilization VIIلعبة Civilization VII

الشخصيات عمومًا في هذا الجزء لم تكن مثيرة على الإطلاق، واتمنى أن تحصل اللعبة على توسعات في الفترة القادمة تُضيف المزيد من الشخصيات المؤثرة أكثر في التاريخ البشري، خصوصًا وأن تجربة لعبة Civilization VII تتمثل في إعادة كتابة التاريخ ومن الأفضل أن يكون من خلال شخصيات معروفة أكثر. خصوصًا وأن اللعبة تضم مجموعة شخصيات محدودة نسبيًا بالمقارنة بباقي الأجزاء، وبالتحديد الجزء الخامس.

ستختار مع بداية المباراة الحضارة والشخصية التي تريد تمثيلها، وهنا تلاحظ أنه يمكنك اختيار حضارة مختلفة عن الشخصية، فيمكنك مثلًا اختيار مكيافيلي للعب داخل حضارة مصر، ولكن بالطبع ننصح باختيار شخصيات من الحضارة نفسها.

اللعبة تضم ثلاثة عصور ومع الانتقال إلى كل عصر من العصور سوف تخيرك اللعبة إذا أردت تغيير الشخصية أو الاستمرار بنفس الشخصية، وهو الأمر الذي يعطيك تنوع في اللعب بين كل زمن، حتى الوحدات القتالية يُعاد تعيينها وتطويرها بما يتناسب مع الزمن الجديد ولكن تتقلص حجمها لتكون في النهاية جيش واحد، وهذا يعني أنك ستفقد أي قوات إضافية كنت تمتلكها.

عمومًا، هذا الانتقال بين الأزمنة ممتع للغاية، حيث يمنحك تنوع أكبر في التجربة، ويجعل لكل زمان شخصية تتناسب معه، وبالتالي يتيح لك بناء استراتيجيتك الخاصة. على سبيل المثال، إذا كنت تفضل الحروب والقتال، فستكون حتشبسوت في  عصر الأول على أرض مصر الخيار الأمثل، ولن يستطيع أحد الوقوف أمامك تقريبًا ولكن دورها يتضائل في العصر الثاني بصورة هائلة وهكذا.

الرسوم والموسيقى

الجزء السادس من السلسلة صدر عام 2016، لذا كان من الطبيعي أن تأتي لعبة Civilization VII مع تحديثات رسومية ملحوظة ومع ألوان مريحة للعين وتفاصيل مقبولة فيما يتعلق بالمباني وخلافه. ولكن للأسف لا يمكننا التقريب جدًا على المدن ورؤية التفاصيل داخلها، وهي إضافة كنت أتمنى أن أراها في الجزء الجديد من اللعبة.

عمومًا، الرسوم الخاصة باللعبة جيدة جدًا والأهم هو أن الخطوط المكتوب بها المعلومات مريحة وسهلة القراءة وهو أمر مهم جدًا، لأن اللعبة تعتمد بصورة كبيرة على القراءة.

أما عن الموسيقى فهي مقبولة إلى حد كبير وتساعد في إبقائك مندمجًا مع الأحداث، ولكن ينقص اللعبة أصوات للوحدات أو وجود أنميشن لحركات القتال التي هي أصلًا محدودة جدًا داخل اللعبة. وهنا يجب أن نشير إلى أن اللعبة قدمت أداء تقني مقبول جدًا وبلا مشكلات تقريبًا، ولكن ننصح بوضعها على ذاكرة من نوع SSD لتجنب شاشات التحميل الطويلة نسبيًا.

الخلاصة

أخيرًا وليس أخرًا، تمكنت لعبة Civilization VII من تقديم تجربة لعب غامرة وممتعة جدًا حافظت على إرث السلسلة الكبير، مع خريطة ديناميكية ممتازة ونظام اقتصادي للموارد ممتع جدًا. ولكن في الوقت نفسه اللعبة احتوت على بعض النقاط المحبطة جدًا فيما يتعلق باختيار الشخصيات مع هذا الجزء أو فيما يتعلق بنظام القتال الذي مازال بسيط جدًا ودون أي تفاصيل.