عندما يتعلق الأمر بالرياضة الجماعية الأكثر شعبية على وجه الكرة الأرضية، فلا شيء يجرؤ على الاقتراب منافسة من كرة القدم، صاحبة الجماهيرية الطاغية والشغف الأعظم، والذي انتقل بطبيعة الحال للعالم الرقمي من خلال سلسلة FIFA من شركة EA والتي نجحت على مدار عقود في محاكاة تلك الرياضة بشكل مثير للإعجاب في فترات متباعدة، وبطريقة مكررة سنويًا، ولكن لحسن الحظ تأتي لعبة FIFA 22 مع فرصة لا تكرر لتقديم أول لعبة كرة قدم تستفيد من إمكانيات أجهزة الجيل الجديد وتنقل العنوان لمرحلة جديدة كليًا، فهل نجحت في ذلك؟

الجديد في لعبة Fifa 22 

 

سبق واعطتنا EA لمحة عن ما يمكن لسلسلة FIFA تحقيقه مع منصات الجيل الجديد في نسخة العام الماضي، والتي اكتفت باستعراض المؤثرات البصرية وأنظمة الإضاءة المعدلة ونماذج اللاعبين وتعابير الوجه غير المسبوقة، ولكنها لم تتطرق لأي تغييرات ضخمة أو ملحوظة على  أسلوب اللعب، ولكن عند الحديث عن أول لعبة في السلسلة مطورة خصيصًا للاستفادة من إمكانيات PS5 و Xbox Series، تكشف FIFA 22 عن وجهها الحقيقي وهي تدخل المعترك السنوي ضد منافسيها رافعة شعار "المستقبل لتقنية HyperMotion"، التقنية التي ربما سئمت من سماع اسمها مرارًا وتكرارًا في جميع العروض الدعائية والاستعراضات المختلفة للعبة وظننت أنها مجرد تعديل آخر لن يأتي بجديد، ولكنها في الواقع نقلت السلسلة لمرحلة جديدة كليًا، حيث الواقعية والدقة المتناهية في فيزيائية حركة الكرة وتناقلها بين أرجل اللاعبين والانعكاس المذهل للرسوم المتحركة على الالتحامات البدنية داخل المستطيل الأخضر لتقدم لنا أقرب صورة ممكنة لمباريات النخبة في القارة الأوروبية التي تلعب على أعلى مستوى تنافسي.

 

إقرأ أيضاً : مراجعة لعبة FIFA 23.

 

ما هي  تقنية HyperMotion في FIFA 22؟

ينعكس تأثير تقنية HyperMotion على أسلوب اللعب في FIFA 22 بشكل واضح في جزئين أساسيين، الأول هو إضفاء الطابع الإنساني على حركة اللاعب بشكل أكثر دقة لم يسبق تقديمه في أي جزء سابق، الأمر الذي ترتب عليه التخلص من أحد أكبر الآفات التي عانت منها اللعبة في الإصدارات الماضية والمتمثلة في ردود الفعل غير المنطقية في المواقف النادرة الحدوث مثل مرور الكرة خلف اللاعب وهو قادم بأقصى سرعة ليقوم بتسديدها وهي خلفه كما لو أنه صاحب قوى خارقة، أو محاولة المدافع تشتيت الكرة عكس اتجاه الجسم ليسكنها في شباكه بشكل كوميدي، تلك المواقف لم يعد لها وجود بفضل التحسينات التي طالت الرسوم المتحركة والذكاء الاصطناعي للاعبين للتعامل مع كل موقف بصورة طبيعية مستوحاة من تصرفات اللاعبين المحترفين على أرض الواقع.


 

والميزة الثانية هي محاكاة الحركة البشرية والتعلم الآلي في مختلف المواقف سواء عند الركض بالكرة أو التحرك بدونها لفتح مساحات خلف المدافعين، أو عند تغيير الملعب ونقل الكرة من أقصى اليمين لأقصى اليسار، لتظهر فيزيائية الحركة الواقعية للكرة نفسها بشكل مميز كما لو أنك تشعر بثقلها بين يديك، وينعكس الأمر بطبيعة الحال على التمريرات القصيرة والتسديدات والكرات البينية خلف المدافعين والتي ستشعر كما لو أنك أنجزت شيئًا هامًا في حياتك عند تنفيذها بشكل صحيح بفضل مرونة الكرة ودقة الحركة وسلاسة الاستلام والتسديد من قبل المهاجمين، أضف إلى كل هذا الالتحامات المثيرة التي تستغرق وقت أطول في الرسوم المتحركة لتظهر بصورة أكثر واقعية وتختلف من لاعب لآخر بحسب قدراته ووزنه وقوته البدنية لترسم صورة مثالية للجيل الجديد من ألعاب كرة القدم الذي يعتمد على الواقعية و المحاكاة والتعلم التلقائي دون الحاجة للاعتماد على إعادة تمثيل كل موقف ونقله للعبة، فضلًا عن اللعب التكتيكي بحسب سيناريو المباراة، وليس السرعة والركض المستمر وإرسال الكرات العرضية داخل حدود منطقة الـ18 دون هدف واضح كما عانيت وعانى مثلي الآلاف في معظم الإصدارات الأخيرة.

لسوء الحظ، تلك التغييرات تأتي حصريًا لنسخ الجيل الجديد فقط، وإذا كنت واحدًا مما اقتنوا نسخة Ultimate ولديك القدرة على الوصول لإصدار الجيل السابق، ستلاحظ التباين الواضح في أسلوب اللعب و وتيرته بين النسختين، على PS4 و Xbox One و PC انت تلعب إصدار محسن من FIFA 21 بدون أي تغييرات تذكر تقريبًا باستثناء القوائم المحدثة للأندية والمنتخبات وواجهة المستخدم الجديدة، أما على PS5 و Xbox Series فأنت أمام لعبة جديدة تمامًا بآليات لعب مختلفة وتكتيكات أكثر تشعبًا بفضل الذكاء الاصطناعي المحسن، ما يعني أن مهارتك على منصات الجيل السابق لن تكفل لك نفس التفوق والافضلية ضد خصومك على الجيل الجديد وربما ستعاني لفترة أطول في حال قمت بتجربة النسخة القديمة أولًا.

تقنيات لعبة فيفا 22 (اللاعبين والحكام)

بالنظر للتقنيات الجديدة التي شهدتها اللعبة من ذكاء اصطناعي محسن وتقنية التعلم الآلي ومحاكاة الحركة البشرية، أصبح كل خط من خطوط الفريق على دراية أكبر بمهامه ويتحرك وفقًا لذلك وبحسب التعليمات والتكتيكات التي يعتمد عليها المستخدم نفسه.

 

إقرأ أيضا: لعبة تحدي كرة القدم UFL: منافس FIFA الذي طال إنتظاره

 

مدافعين أكثر قدرة على التنبؤ بمسار الكرة ومهاجمين لا يتوقفون عن الحركة!

شهد الخط الخلفي قفزة كبيرة في سرعات المدافعين للتحرك بشكل أكثر فعالية في الثلث الأخير من الملعب وتغطية معظم الثغرات والتنبؤ بحركة الكرة والتحرك بشكل عرضي لتجنب فتح زوايا للتمرير والقدرة على استغلال القوة البدنية لاستخلاص الكرة دون ارتكاب أخطاء، صورة مثالية أليس كذلك؟ نعم أنها كذلك بالفعل ولكن في الشوط الأول من المباراة على الأقل، ومع الوصول لمنتصف الشوط الثاني ستلاحظ أن معدلات العمل الدفاعي والإرهاق البدني تؤثر بشكل واضح على تمركز المدافعين، حيث يفقدون تركيزهم واحدًا تلو الآخر خاصة عند التعرض لضغط هائل دون متنفس، أو عند الهجوم بصورة مبالغ فيها وترك مساحات شاسعة في منتصف الملعب، كذلك تعاني اللعبة من مشكلة واضحة في التمركز الدفاعي عند التطرق لتكتيك Drop Back، وبغض النظر عن تجمع معظم لاعبي الفريق داخل منطقة الجزاء بصورة مبالغ فيها، يصبح التسديد شبه مستحيل في هذا الموقف مع قدرة المدافعين على اعتراض الكرة بسهولة تامة حتى وأن كانت زاوية التسديد مفتوحة.

مدافعين أكثر قدرة
 

في الخط الأمامي، يستغل كل مهاجم ميزته الأكبر لتحقيق أقصى استفادة من الكرة ومساعدة زملائه على التسجيل، هنا يظهر التباين الواضح في نوعية المهاجمين بصورة مميزة لطالما عانت منها اللعبة في الإصدارات السابقة من خلال الاعتماد على المهاجمين أصحاب السرعات العالية فقط، الأمر الذي جعل أشهر مهاجمي كرة القدم في العالم مثل روبرت ليفاندوفيسكي وهاري كين بدون أي فاعلية تذكر بسبب بطء الحركة وصعوبة تغيير الاتجاه أثناء الاحتفاظ بالكرة، ولكن في FIFA 22 يمكن للوكاكو صاحب البنية الضخمة أن يتغلب على أعتى المدافعين في الالتحامات، وأن يستلم الكرة تحت ضغط ويفتح لزملائه مساحات شاسعة للتحرك بحرية قبل تمريرها والتحرك بكل سرعة لاستقبالها مجددًا داخل منطقة الجزاء، في حين أن المهاجمين أصحاب البنية الجسدية الأقل أمثال أجويرو ومارسيال وغيرهم يستفيدون أيضًا من قدرتهم على التحرك خلف المدافعين بشكل أسرع وأكثر فاعلية، وينفذون تمريرات أكثر ذكاءً في بناء اللعب، خاصة وأن اللعبة توفر القدرة لكل مهاجم القدرة على اتخاذ ما يصل إلى أكثر من 6 قرارات في الثانية مقارنة بالإصدار السابق، ما يعني خيارات عديدة للتسجيل في حال تمكنت من استغلال ميزة كل مهاجم.

هل تم تحسين أداء حراس المرمى بصورة مبالغ فيها؟

إضافة أخرى مرحب بها هي تلك الخاصة بتعديل أداء حراس المرمى، والتي لربما تم تحسينها بصورة مبالغ فيها، فعشرات المواقف التي كان يمكنك التسجيل من خلالها في FIFA 21 أصبحت شبه مستحيلة في الجزء الجديد مع قدرة الحراس على التحرك بشكل مميز أسفل الثلاث خشبات، والخروج في التوقيت المناسب لقطع الطريق على المهاجمين، حتى الانفراد بالمرمى لم يعد طريقة مضمونة للتسجيل، وهو ما يعيدنا لنقطة المهاجمين، حيث تلعب شخصية كل مهاجم دورًا فعالًا في إنهاء الهجمات، خاصة أصحاب الإنهاء العالي القادرين على التسجيل من أصعب المواقف واستغلال أنصاف الفرص.

على الجانب الآخر يلعب خط الوسط الدور الأبرز في التحكم في وتيرة المباراة وفرض أسلوبك ضد الخصم، ولكن العنصر الأكثر فعالية هنا هي الأدوار التي يتم إسنادها لكل لاعب، فلاعب الوسط المدافع الذي تلزمه بالبقاء في الخلف يوفر لك أفضلية دفاعية في الهجمات المرتدة ويجعل مهمة الفريق المنافس أكثر صعوبة، ولكنك ستفتقد في المقابل لخيار إضافي أثناء الهجوم بسبب بقائه في نصف ملعبك، وبنفس الطريقة، يمكن لكل تكتيك أو تعليمات تتطرق لها أن تؤثر بشكل واضح على طريقة تحرك اللاعبين في منتصف الملعب وتوفير المساندة الهجومية أو الدعم الدفاعي.

تحليلات متعمقة لأدائك في المباريات وحكام أكثر اتزانا

لمعرفة مدى جودة أدائك أو أوجه القصور التي أثرت بالسلب على النتيجة توفر FIFA 22 –كعادة كل أجزاء السلسلة- شاشة Match Facts لتحليل الأداء بين شوطي اللقاء وفي نهاية المباراة، تم تطوير تلك الجزئية بطريقة بسيطة ومفيدة للغاية عن طريق إدراج تحليلات مفصلة تقارن بين إحصاءاتك وإحصائيات الخصم في التسديد والتمرير والاستحواذ ومعدل ارتكاب الأخطاء مع نسب مئوية، أما الإضافة الأبرز فكانت لظهور قائمة Player Performance لأول مرة والتي تحلل أداء كل لاعب بشكل فردي في كل جزئية مثل التمرير والتسديد والاستحواذ، مما يسهل عليك مهمة اختيار التشكيل الأساسي بحسب أداء اللاعبين داخل الملعب ومعرفة نقاط الضعف.

وبعيدًا عن أداء اللاعبين أنفسهم، أصبحت المباريات أكثر ندية وإثارة بفضل التحسن الملحوظ في أداء الحكام، والتغاضي عن احتساب الأخطاء في الالتحامات الجسدية الصحيحة بعكس الإصدارات السابقة التي من المؤكد أنك فقدت أعصابك فيها أكثر من مرة بسبب احتساب أخطاء وهمية في أوقات حرجة قد تتسبب في خسارتك للقاء، فضلًا عن التريث في احتساب ركلات الجزاء إلا في المواقف التي تستدعي ذلك.

أنماط اللعب في لعبة  FIFA 22 

محتوى ضخم وأنماط لعب تلائم الجميع، ولكن بعضها مكلف أكثر مما تظن!

تبدو FIFA 22 من الخارج جزء آخر من السلسلة بدون أي تعديلات تذكر، مع استخدام نفس القوائم ونفس الهيكل المعتاد لكل طور لعب، ولكن الحقيقة عكس ذلك، حيث تم تعديل كل جانب من جوانب اللعبة تقريبًا بشكل عميق، بدءًا من الرسوم المتحركة للاعبين وحتى الذكاء الاصطناعي ووتيرة اللعب التي أصبحت أبطأ وأكثر واقعية، مرورًا بالتغييرات الضخمة التي يشهدها طور Ultimate لأول مرة بهذا الشكل منذ سنوات وطالت منافسات Rivals و Fut Champions على وجه التحديد.

أنماط لعب متعددة في فيفا 22
 

Ultimate هو القلب النابض لألعاب FIFA منذ بداية العقد الماضي، ليس فقط بفضل المنافسات المحتدمة التي يوفرها، والتي لا يمكن لأي عاقل أن ينكر مدى إثارتها وتنوعها وقدرتها على جذب الصغار والكبار بنفس القدر، وإنما القلب النابض الذي يضح ملايين الدولارات لشركة EA بشكل يفوق مبيعات اللعبة نفسها في ظل الاعتماد الهائل على أنظمة المشتريات مقابل أموال حقيقية من خلال FIFA Points.

فريق الاسبوع في فيفا 22
 

يعود طور اللعب الشهير بشكله التقليدي حيث المباريات الودية والتعاونية وطور Squad Battles لمحبي اللعب الفردي وهدوء الأعصاب بعيدًا عن التوتر والضغط الرهيب الذي تضعك فيها الأطوار التنافسية، مرورًا ببطولات Draft وتحديثات بناء الفرق للحصول على حزم لاعبين ستصيبك بالإحباط في الغالب ونادرًا ما ستعوضك بلاعب يمكنك الاعتماد عليه في فريقك، وأخيرًا وصولًا لأنماط Rivals و FUT Champions وهما الأكثر تجربة والسبب الرئيسي في الإقبال على طور Ultimate في الأساس.

نمط Rivals
 

خضع نمط Rivals لتغييرات كبيرة في طريقة التقدم، حيث يعتمد على ثلاثة عناصر أولهم الـ Ranks أو المستوى وهو الذي ستعرف منه أين تقف بالضبط داخل الـ Division وما عليك تحقيقه مع المراحل التفصيلية التي تربط كل Rank بالآخر ومتطلبات كل مرحلة والجديد والرائع هنا هو نظام Checkpoints لمنع خسارة، أي أنكل تقدم سبق لك وأن قمت بإحرازه على مدار رحلتك بين الـ Ranks وداخل كل Division لن يرجعك للخلف، قد يعتبر الغالبية من اللاعبين أن تلك الإضافة ميزة، ولكن هل كذلك بالفعل؟ فأنت تتقدم للأمام بدءًا من القسم العاشر وصولًا للقسم الأول، وفي حال بلغت مرحلة متقدمة قد لا يسمح لك مستواك بمنافسة هذا النوع من اللاعبين، وبالتالي ستجد نفسك عالقًا في هذا القسم إلى أن ينتهي الموسم بالكامل لتتمكن من العودة لقسم أقل ما يعني فترات زمنية طويلة قد تصل إلى شهرين وأكثر.

 طور FUT Champions
 

نفس الوضع بخصوص طور FUT Champions الذي أصبح يعتمد على نظام الدورات التنافسية للتأهل عوضًا عن جمع النقاط كما كان الحال في الإصدار السابق، مازال يتوجب عليك جمع النقاط من منافسات Rivlas، ولكن عوضًا عن استخدامها في التأهل مباشرة ستلعب مجموعة من المباريات مع ضرورة الفوز في 3 مباريات لضمان التأهل، وفي حال فقدت فرصتك في التأهل بسبب التعرض للخسارة ستجد نفسك مضطرًا لجمع النقاط المطلوبة من البداية لتجربة حظوظك مرة أخرى.

تساهم تلك التغييرات في جعل اللعبة أكثر تنافسية ولكنها ظالمة لطبقة عريضة من اللاعبين لا يمتلكون الوقت أو الجهد الكافي للاستمرار في اللعب لساعات طويلة، ونفس الأمر بخصوص بناء فريق مناسب لخوض تلك المنافسات، حيث أصبحت معظم الجوائز والمكافآت التي يحصل عليها اللاعبين من التحديات اليومية والأسبوعية خاصة بالعناصر التجميلية لتزيين ملعبك وتخصيصه، مما يعزز فكرة إنفاق الأموال الحقيقية لشراء نقاط فيفا وفتح حزم اللاعبين وبناء فريقك بشكل أسرع لتتمكن من منافسة اللاعبين الآخرين عوضًا عن الاستمرار في اللعب لأسابيع لشراء لاعب واحد فقط من فئة النخبة بإمكانه التأثير بشكل واضح وإيجابي على نتائج فريقك وأدائه داخل أرضية الملعب.

طور Career

القدرة على تصميم فريقك في طور المهنة (لأول مرة) ولكن هل يستحق الأمر كل هذا الشغف؟

يعود طور Career في نسخة هذا العام مع التركيز على قدرة اللاعبين على إنشاء فريقهم الخاص وإدارته بالكامل لأول مرة، تلك الإضافة التي استحوذت على اهتمام محبي هذا النمط وتعطيهم القدرة على تصميم شعار الفريق واختيار الزي الرسمي وتحديد الملعب وحتى الاستقرار على الأهداف المطلوبة من الفريق بحرية تامة، ولكن بعد قضاء فترة في بناء فريقي الخاص، لم يكن الأمر مثير بالشكل الكافي مثل إدارة فريق يصارع على الهبوط في أسفل ترتيب البطولة وقيادته نحو المجد وتحقيق أولى بطولاته الرسمية.

على الجانب الآخر، ينتظرك قدر أكبر من الإثارة في حال قمت بتصميم لاعب خاص بك أو اعتمدت على لاعب كرة قدم حقيقي، حيث تتحول اللعبة نوعًا ما إلى ما يشبه ألعاب كرة القدم التكتيكية مثل Football Manger مع وجود أهداف محددة في كل مباراة يجب عليك تنفيذها لتطوير علاقتك بالمدير الفني وتجميع الخبرة بشكل أسرع لإنفاقها في تحسين إحصائيات الفريق والوصول إلى الأهداف الموسمية المحددة في البداية مما سيبقيك مشغولًا لفترة أطول في ظل وجود شجرة مهارات ضخمة والعديد من السمات التي يمكن ترقيتها بمرور الوقت لتصبح لاعبًا أفضل لا يمكن للفريق الاستغناء عنه بعد أن لازمت دكة البدلاء أبد الدهر.

تغييرات نمط طور Career هي نفسها التغييرات المتوقعة مع كل جزء جديد، حيث يتم إضافة المزيد من التحسينات والميزات الجديدة، بينما ينصب تركيز الشركة بصورة أكبر على أنماط اللعب الجماعية والمنافسات المحتدمة المعتمدة على بطاقات اللاعبين وسوق الانتقالات الضخم.

طور Pro Club

مازال في ذاكرة EA لحسن الحظ!

على الرغم من كونه أحد أطوار اللعب المفضلة لملايين اللاعبين ويأتي ضمن قائمة أولوياتي في ألعاب FIFA، إلا أن طور Pro Club لم يشهد أي تحسينات ضخمة منذ فترة طويلة، ربما بسبب وصوله للقمة وعدم وجود أي تغييرات جذرية يمكن أن تضيف المزيد من الإثارة والمتعة لهذه المنافسات، أو ربما بسبب تكاسل المطور نفسه وتركيز الموارد على أطوار اللعب الأخرى، على أية حال، يتيح لك Pro Club التحكم في لاعب واحد في مباريات 11 ضد 11 مع لاعبين آخرين، حيث يصبح التواصل والتعاون سويًا خيار إجباري لضمان التفوق على خصومك، مع القدرة على تغيير مركزك وتجربة أدوار دفاعية وهجومية جديدة في كل مباراة.

طور Pro Club
 

يمكنك اللعب بشكل فردي وتطوير قدرات لاعبك بمرور الوقت، أو الانضمام لفريق من الأصدقاء وصعود سلم امجد سويًا من خلال التغلب على المنافسين والترقي للدوريات الأعلى، هناك إضافة واحدة تستحق الذكر في تلك الجزئية هي تلك الخاصة بالقدرة على تخصيص المظهر الجمالي للنادي بالكامل من خلال الاختيار من بين مئات الأطقم والملاعب والشارات وحتى تعديل تصميمات الرقصات الخاصة بالمشجعين، إضافة مرحب بها بجانب شاشة الانتظار الجديدة التي تظهر لاعبك في الخلفية عوضًا عن النظر لأسماء اللاعبين الآخرين والاستماع إلى تعليقاتهم السخيفة.

طور Volta

أفضل من أي لعبة كرة قدم شوارع طورتها EA سابقًا

يعود طور Volta -أو كما كان يعرف سابقًا في إصدارته المستقلة باسم FIFA Street- مع محتوى أضخم وأكثر تنوع من أي جزء سابقة، وإضافة جديدة هي في الأصل كلاسيكية وظهرت من قبل، عبارة عن مقياس للمهارة يعمل تلقائيًا  أثناء المباريات من خلال تنفيذ الحيل، والتسديدات على المرمى، والتمريرات الاستعراضية، وأي مهارة مفيدة تساعد في ملء الشريط الذي سيضاعف قيمة أهدافك.

كذلك تقدم اللعبة ميزة Signature Abilities الجديدة مع غرضان رئيسيان، زيادة الإثارة والتوتر في اللعب، ومنحك مزيدًا من التحكم في كيفية تأثيرك على المباراة تلك الميزة عبارة عن قدرات جديدة تمامًا وسهلة الاستخدام وتغير قواعد اللعبة لتقوم بتنفيذها أثناء المباراة. سواء كنت ترغب في تسديد كرات صاروخية من أي مكان على أرض الملعب، أو المرور من خصومك بسرعة البرق، أو قطع الكرة من خلال التدخلات القوية.

Volta
 

هناك مقياس خاص بـ Signature Ability يتم ملئه أثناء المباراة، في حين أن كل مهارة من المهارات الثلاثة تحتاج إلى فترة زمنية مختلفة قبل أن يتم إعادة ملء المقياس الخاص بها من جديد، مما يجبرك على استغلال تلك الميزة بشكل فعال لمنح الأفضلية لفريقك، خاصة وأنها تتاح لثواني معدودة وتحتاج لفترة أطول قبل أن تتوفر للاستخدام مجددًا.

على الجانب الآخر، يقدم نمط VOLTA ARCADE طريقة جديدة تمامًا للعب FIFA عبر الإنترنت مع الأصدقاء، وهي إضافة مجانية للجميع ومرحة حيث يمكنك أنت وما يصل إلى ثلاثة لاعبين آخرين التنافس عبر سلسلة من منافسات Party Games الجديدة كليًا، بما في ذلك Foot Tennis و Disco Lava، وهي أنماط لعب ممتعة بشكل لا يمكن وصفه، وتوفر أجواء مبتكرة غير مألوفة بعيدا عن ضغط المباريات التنافسية وشكلها المعتاد.

تنقل FIFA 22 أجواء مباريات كرة القدم الاحتفالية والمثيرة لشاشة تلفازك بشكل مميز كما جرت العادة، مع تصميمات مثالية للملاعب وإضاءة أكثر واقعية تعكس أجواء كل ملعب بشكل مميز كما لو أنك جالس في مدرجاته، فضلًا عن الأهازيج وهتافات الجماهير المستمرة طوال الـ90 دقيقة، وتفاعل المدربين خارج الخطوط مع ما يحدث داخل الملعب، والاحتفالات الصاخبة للفريق الفائز مع جماهيره في نهاية المباراة، وتكتمل تلك المنظومة بقائمة ضخمة ومنوعة من المقاطع الموسيقية البالغ عددها 122 أغنية مقسمة ما بين اللعبة الرئيسية وطور Volta.

**تمت مراجعة اللعبة على جهاز PlayStation 5.

الخلاصة (تقييم لعبة Fifa 22) 

تمثل لعبة Fifa 22 قفزة ملحوظة للأمام في مسار السلسلة على أجهزة الجيل الجديد من حيث مستوى  الواقعية ودقة الرسوم المتحركة وفيزيائية الحركة للكرة والتحامات اللاعبين ببعضهم البعض والذكاء الاصطناعي المطور والتحسينات التي شملت الحراس والمدافعين على وجه الخصوص، كل ذلك مع محتوى معتاد ومكرر في معظم أطوار اللعب باستثناء التغييرات التي شهدتها منافسات Volta والمرحب بها للغاية، وتغييرات طور Ultimate التي تعد خطوة للخلف فيما يخص نظام التقدم الذي يرغمك على قضاء ساعات طويلة للوصول إلى مقابل مجزي أو طريقة التأهل لدوري نهاية الأسبوع، أو توجيهك بشكل مباشر وغير مباشر لإنفاق نقودك على حزم اللاعبين في سبيل بناء فريق أحلامك والصمود في وجه اللاعبين أصحاب التشكيلات الخرافية.