مراجعة شاشة Gigabyte M28U

منذ عامين تقريباً، لم أتوقع أنني سأقوم بمراجعة شاشة بدقة مثل الـ 4K بمعدل تحديث مثل الـ 120 هرتز وما بعده. لا أعيب على مصنعي هذه الشاشات، لكن وقتها لم نمتلك العداد الذي يستطيع مجاراة هذه الأرقام بالشكل الكافي حتى يتسنى لنا أن نحكم عليها بأفضل شكلٍ ممكن. لحسن الحظ، نحن في حضرة العتاد الذي يستطيع فعل هذا، فدعونا نرى ما ستقدمه شركة Gigabyte مع شاشة 4K جديدة موجهة من أجل العتاد الذي نتحدث عنه بالذات. 

لكن دعونا نضع أرجلنا على أرض الواقع قليلاً. ضيفتنا اليوم هي شاشة Gigabyte M28U التي تأتي بدقة الـ 4K مع معدل تحديث الـ 144 هرتز. هذه الشاشة، قبل أن تبدأ بظلمنا، لن تخرج أفضل ما عندها في الكثير من الأحوال، وبالأخص مع ألعاب الـ AAA من فئة Cyberpunk 2077 وAssassin's Creed على سبيل المثال، وهذا طبيعي لأنه لا توجد بطاقة رسومية قادرة على إنتاج عدد الإطارات التي تستطيع هذه الشاشة أن تعرضها.

على الأقل، ستكسر بطاقة مثل GeForce RTX 3090 من NVIDIA حاجز الـ 60 إطاراً في الثانية مع معظم الألعاب، وعندما نقوم بتفعيل تقنيات مثل الـ DLSS التي ترفع من معدل الإطارات المعروضة باستخدام الذكاء الإصطناعي، سنستطيع التعامل مع هذه الشاشة بشكلٍ أفضل من الماضي الذي لن ينصف شاشة 4K بمعدل تحديث مثل الـ 144 هرتز الذي نراه مع ضيفة اليوم.

كانت هذه هي كلمتي قبل أن نبدأ مراجعتنا لهذه الشاشة الجديدة في السوق، والآن، دعونا ندخل في صلب الموضوع.

نظرة على تصميم شاشة Gigabyte M28U

أحب دائماً أن أبدأ مراجعتي بنظرة على ما سأقوم بتشغيله لأرى إن كان يعطيني أي انطباع أولي. دعوني أذكركم بشيءٍ أولاً. هذه الشاشة تأتي من Gigabyte ولا تأتي من Aorus، وهذا يعني أنها لم تدخل في خط التصنيع الخاص بالشاشات التي تمتاز بسمة الألعاب العنيفة التي تقدمها الشركة.

لا أتوقع أن أرى أي نوع من إضاءات الـ RGB على سبيل المثال، ولا أتوقع أيضاً أن أرى أي نوع من الرسومات العنيفة على هذه الشاشة قبل أن أقوم بفتح الصندوق، بل أتوقع أنها مشابهة لشاشة G32QC من ناحية التصميم، لكن بمواصفاتٍ أعلى لأنني كما ذكرت، هي شاشة 4K تعتمد على لوحة أفضل ومواصفات مصممة من أجل فئة أعلى.

ها نحن نفتح الصندوق، وأشعر بالفعل أنني أنظر إلى الشاشة التي كنت أتحدث عنها. التصميم متشابه عندما ننظر إلى الشاشة من الأمام. حواف نحيفة للغاية مع هذا المسند الذي يأتي بتصميم يشغل مساحة مكتبية كبيرة، مما يعني أنه لن يوجد مكان لها على سطح مكتبك إن كنت تضع صندوق الكمبيوتر أيضاً أعلاه.

بالحديث عن المسند الذي سأبدأ به، هذا المسند ليس الأفضل من نوعه. لا يمكنك تحريك الشاشة حول محورها ولا يمكن تدوير الشاشة نفسها حول محور المسند. تحريك جسم الشاشة نفسه إلى الأمام متاح بالفعل وتعديل الارتفاع أيضاً متاحٌ لك على مدارٍ رائع، سواء من ناحية التحريك أو من ناحية الارتفاع، وهذا مرضي للغاية.

عند الحركة للأعلى، سنجد هنا لوحة الشاشة نفسها التي تأتي لنا بتصميمٍ نحيفٍ للغاية من الأعلى والجانبين كعادة Gigabyte مع شاشاتها الحديثة. اللوحة مدعومة بشكلٍ جيد من المسند القوي الذي نجده في الأسفل، ومن هنا، يمكننا أن نقول أن هذه الشاشة متينة حتى الآن مقارنةً بالعديد من الشاشات التي نراها في السوق.

عندما ننظر للخلف نجد لمسة جديدة من Gigabyte، وهي المزج بين البلاستيك الساطع و المنطفئ. عند النظر للوهلة الأولى تجد أن هذا التصميم جميل ويذكرك بأيام Xbox One الأصلي، ولكن إن كنت تمتلك Xbox One وقتها، ستدرك أن هذه الشاشة ستعشق الأتربة والبصمات التي ستتركها عليها عند التركيب.

سنجد في الخلف أيضاً سماعتين بقوة 3 واط، وهذا أعلى من الـ 2 واط التي نراها عادةً في الشاشات التي تأتي من خطوط مماثلة من شركاتٍ أخرى. عند النظر إلى التوصيلات، سنجد أن الشاشة تأتي بمدخلين من نوع HDMI 2.1 لدعم دقة الـ 4K مع معدل تحديث الـ 120 هرتز، مدخل من نوع DisplayPort 1.4 ومدخل USB Type-C. هناك أيضاً ثلاث منافذ من نوع USB 3.0، والمسند الذي يأتي بدائرة لتنظيم الكابلات ستساعدك أيضاً في ضم الكابلات إن كنت تنوي استخدام هذه المداخل.

مواصفات الشاشة التقنية

شاشة Gigabyte M28U تستفيد من لوحة الـ IPS على الورق بشكلٍ رائع، وهذا يظهر بدايةً مع زوايا الرؤية التي تصل إلى 178 درجة من أجل دقة ألوان جيدة عند النظر إليها من مختلف الزوايا، وهذا واضحٌ على الورق أيضاً مع تغطية ألوان الـ DCI-P3 بنسبة 94%.

إن أردت الترجمة إلى ألوان الـ sRGB، فهذه التغطية تساوي تقريباً 120% من ألوان الـ sRGB لكي تستطيع التمتع بألوانٍ جيدة إن أردت عرض محتوى بمجموعة الألوان تلك. أضف على هذا أيضاً دقة الـ Ultra HD أو الـ 4K بمسماها "السوقي"، والتي ستجعل هذه الشاشة التي تأتي بمقاس الـ 28 بوصة قادرة على عرض المحتوى بشكلٍ رائعٍ على الورق أيضاً.

الشاشة تأتي هنا بسطوعٍ يصل إلى 300 nits، أو عقدة إن كنت تريد الترجمة الحرفية. هناك أيضاً إمكانية للقيام برفع هذا السطوع تحت ظروف الإضاءة الطبيعية، لكن حدة التباين الخاصة بها عادية بالنسبة للوحة IPS، وهي 1000:1 كما تجري العادة.

أتوقع من هنا أن يظهر عيب في تباين درجات اللون الأسود نظراً لأن شاشات الـ IPS لا توفر حدة تباين مرتفعة. الميزة التي نراها هنا هو أن هذه الشاشة حاصلة بالفعل على شهادات DisplayHDR 400، مما يعني أن تشغيل محتوى الـ HDR سيعطي هذه الشاشة دفعة لتشغيل سطوع الـ 400 nits.

الشاشة أيضاً مناسبة للاعبي الـ ESports الذين يريدون عرض محتوى الألعاب على دقة مثل الـ 4K، وهذا لأن وقت الاستجابة الخاص بها هو ملي ثانية على صعيد الـ Grey-to-Grey و2 ملي ثانية على صعيد الـ MPRT، مما يعزز من قوتها على صعيد ألعاب الرياضات الإلكترونية كما ذكرت لكم.

تجربة الشاشة

حسناً، هناك العديد من الحسابات التي أنوي تبسيطها لكم اليوم. أولاً، تجربة الشاشة مع الألعاب رائعة ولا يمكن أن نختلف على هذا. دعونا نفكك التجربة إلى كلماتٍ تعكس قدرة شاشة Gigabyte الجديدة تلك مع الألعاب سريعاً.

على الورق، من المفترض أن توفر لنا هذه الشاشة دقة رائعة مع الألوان نظراً لأنها تستطيع الإقتراب من تغطية 120% من ألوان الـ sRGB كما تقوم بتغطية 94% من ألوان الـ DCI-P3، وهذا ما لم يوافق عليه برنامج Spyder X Pro الذي قمنا باختبار الشاشة عليه، والذي وجدنا من خلاله أن تغطية ألوان الـ sRGB كانت فقط 99% بينما وصلت تغطية ألوان الـ DCI-P3 إلى 86%، وهذا أقل من الذي تم الكشف عنه.

هل هذا يعني أنها سيئة؟ لا. الشاشة ممتازة مع استهلاك المحتوى الذي يعمل بألوان الـ sRGB، وفي الأغلب هو محتوى الألعاب ومحتوى مقاطع الفيديو التي تشاهدها، لكنها ليست الأفضل مع الاستخدام الإحترافي مثل صناعة الإعلانات وما إلى ذلك، لكن هذا يعني أنها سيئة مع استخدام صانع المحتوى "العادي" الذي يصنع محتوى مثل محتوى الألعاب لنفسه.

لندخل في جزئية معدل التحديث ووقت الاستجابة. معدل التحديث الذي نراه تقريباً هو الأعلى مع هذه الدقة في الوقت الحالي، خصوصاً وأننا لن نرى شاشة 4K بمعدل تحديث أعلى قبل العام القادم الذي أشرف على الدخول علينا بالفعل. معدل التحديث لا يتم استغلاله بالكامل إلا مع ألعاب الـ ESports أو مع تدعيم ألعاب الـ AAA بتقنية تعزز من معدل الإطارات مثل الـ DLSS، وإختيار إعدادات الجودة الرسومية قد تقربنا من الـ 90 إطاراً في الثانية مع بعض العناوين، مما يجعل معدل التحديث صفقة رابحة نوعاً ما.

وقت الاستجابة لا يمكن التذمر منه. الشاشة تمتلك هنا وقت استجابة رائع بدون تفعيل خاصية الـ Overdrive التي تحاول تقليصه، وهنا شاشة Gigabyte لا تحتاج لهذه الخاصية في الظروف الطبيعية لأن تأثير الضباب الناتج عن وقت تغيير لون البيكسل شبه منعدم ولن تشعر به مع الألعاب التي تتميز بحركة سريعة على الإطلاق، ومع معدل التحديث المرتفع، هذا الثنائي يلعب دوره على أكمل وجه.

العيب الظاهر أمامي هنا هو أن مستويات اللون الأسود ليست جيدة. عند عرض الشاشة باللون الأسود سنجد أن هناك بعد المناطق التي، مع الأسف، يظهر فيها نزيف من الشاشة مما يجعلها غير جيدة للاستخدام في البيئات المظلمة مع محتوى مائل للسوداوية. أشك في أن هذه الأزمة ستظهر كثيراً معك، لكنها ظاهرة في تجربتنا للشاشة ووجب التنويه بشأنها.

يجب أن نتحدث عن خاصية الـ KVM أيضاً، والتي تعتبر من أهم المزايا التي توفرها هذه الشاشة. أجهزة الـ KVM في الأصل تم استخدامها من أجل التحكم في أكثر من جهاز من خلال لوحة مفاتيح وفأرة واحدة فقط، وهنا تظهر قوة شاشات M التي تقدمها Gigabyte لأنها تقدم هذه الخاصية مدمجة في شاشاتها.

كل ما عليك فعله هو تركيب الجهاز الثاني بعيداً عن جهاز سطح المكتب من خلال مدخل الـ Type-C، وستقوم أيضاً بتوصيل لوحة المفاتيح الخاصة بك في منافذ الـ USB الخاصة بالشاشة لكي تعمل الخاصية التي قمنا باختبارها مع جهاز MacBook من العام الماضي والذي أثبت لنا فعالية هذه الميزة.

حكمنا النهائي على شاشة Gigabyte الجديدة

بسعر 650 دولار أمريكي، يمكننا أن نقول أنها من أرخص الشاشات التي تقدم هذه المميزات في حزمة واحدة. ضحت Gigabyte بالطبع ببعض المزايا من ناحية التصميم وما إلى ذلك، لكن الأهم في النهاية هو التجربة الكاملة التي أثبتت لنا Gigabyte أنها قادرة على تقديمها في ظروف التشغيل المثالية.

اللوحة التي تم وضعها في هذه الشاشة توفر ألوان جيدة، معدل تحديث جيد، وقت استجابة ممتاز ودقة رسومية صارت بالفعل هدف لنسبة لا بأس بها من اللاعبين. هناك بعض النقاط التي لم ترضينا من ناحية المسند الخاص بالشاشة، لكن كل هذا بالتأكيد كان في سبيل تقليص السعر الذي يهاب منه الكثير عندما نتحدث عن شاشة بهذه الدقة الرسومية.