مقدمة والشريحة Z590

لم يُمر عام ميلادي كامل منذ أن قمنا بمراجعة الجيل العاشر Comet Lake-S من إنتل، التخبط والتناقض كان عنواناً للجيل الماضي الذي اتي مع تغيير في المقبس والشريحة ولكن دون تغيير كبير في الأداء والمميزات بل كان يفتقر إلى الكثير من الدعم في واقع الأمر أهمها دعم خطوط PCI Express 4.0 الذي كان مدعوماً في لوحات Z490 المُصاحبة لإطلاق المعالجات ولكنه لم يكون مدعوماً في المعالجات نفسها.

لقد ظلت تلك اللوحات التي تحمل شريحة Z490 جاهزة للعمل "تقنياً" مع خطوط الجيل الرابع ولكن المشكلة كانت تكُمن في أنه لا يوجد أي معالج متوافق مع PCI 4.0 لمقبس LGA 1200 لأن المعالجات الوحيدة التي كانت تدعم المقبس والشريحة هي معالجات الجيل العاشر والتي بشكل مؤسف لم تكن تفعل ذلك، أخيراً معالجات الجيل الحادي عشر جاءت لتفعل ذلك بعد حوالي ثلاث سنوات من التأخير عن المنافس AMD الذي يدعم خطوط الجيل الرابع منذ إطلاق شرائح X570 وتبعها B550 في وقتٍ لاحق.

هذا الجيل Rocket Lake-S أو الجيل الحادي عشر يبدو أنه يأتي على نفس الشاكلة "تقريباً" ، لدينا هنا شريحة جديدة من الفئة العليا Z590 وسوف تتبعها إطلاق الشرائح الأقل H570 و B560 وأخيراً H510 ، كانت إحدى النقاط الشائكة أثناء إطلاق إنتل لرقائقها من الجيل العاشر هو إجبار المستخدم على مقبس جديد LGA 1200 والذي كانت تحمله وقتها فقط شريحة Z490 ، حمد لله مع هذا الجيل لدينا نفس المقبس LGA 1200 ، بالطبع لن تُغير Intel المقبس مرة أخرى في هذه الفترة القصيرة وهو أمر كنا نعمله مُسبقاً أيضاً منذ إطلاق معالجات الجيل السابق.

على كل حال خلال هذه المراجعة سوف نستعرض المعالج المركزي الرائد من إنتل Intel Core I9-11900K وسعره ومواصفاته، وسوف نُقارن أداءه في التطبيقات والألعاب مع المنافسين ومع الجيل السابق لنرى ما حققته Intel خلال هذا الجيل ، قبل كل ذلك دعونا نتطرق للحديث عن الجديد في الشريحة Z590 أولاً.

وهذا يعني أنه يُمكنك إذا كنت تملك لوحة أم بشريحة Z490 من الترقية إلي معالجات الجيل الحادي عشر مُباشرة مع تحديث الـ BIOS ، ولكن السؤال هو ، هل هذه الترقية تستحق كل هذا العناء حقاً؟

الشريحة Z590

يعتبر PCI Express 4.0 في الوقت الحالي موضع اهتمام الأشخاص الذين يريدون الحصول على أحدث محركات أقراص الحالة الصلبة عالية السرعة والتي وصلت سرعاتها إلى 7000 ميجابايت بالثانية ، هذه السرعات لم تكن ممكنه التحقيق وهي كذلك حتي قبل إطلاق الجيل الحادي عشر بالنسبة للمعسكر الأزرق ، فكما علمنا في بداية حديثي أن الشريحة Z490 تدعم ذلك ولكن جميع فتحات PCI Express و M.2 على هذه اللوحات كانت تعمل بسرعات PCI Express 3.0 فقط والتي تصل إلي 3500 ميجابايت في الثانية كحدٍ أقصى ، وذلك لأن الجيل العاشر من وحدات المعالجة المركزية Comet Lake-S لم تكن تدعم ذلك.

لدينا هنا مع الجيل الحادي عشر دعم خطوط PCI Express 4.0 عن طريق المعالجات ، وأخيراً سوف تستفاد شريحة Z490 من ميزة كانت موجودة فيها بالفعل ولكنها لم تكن قادرة على العمل ...

ستعمل منصة Z590 الجديدة  أيضاً على تحقيق ذلك ، مع جلب مجموعة من التحسينات ، بما في ذلك دعم 16 مسارًا متاحًا لـ PCI Express 4.0 ، بالإضافة إلى دعم تردد الذواكر الافتراضي DDR4-3200 (والذي كان DDR4-2933 في Z490) ، ستقدم اللوحات أيضًا دعمًا لكل من Thunderbolt 4 و Wi-Fi 6 ، بينما تتطلع بعض الطرازات إلى الأمام مع دعم USB 4 وشبكة توصيلات Wi-Fi 6E المتطورة.

المميزات التي حصلت عليها شريحة Z590 بسبب مضاعفة خطوط الـ DMI بينها وبين المعالج يمكن أن تتلخص في الأتي:

  • توصيلات الـ USB Type-C من نوع 2x2 لتوفير سرعة 20 جيجابت في الثانية الواحدة.
  • توصيلات الـ Thunderbolt 4 التي تدعم سرعة 40 جيجابت في الثانية.
  • دعم لتوصيلات الـ WiFi 6E.
  • دعم لتوصيلات الـ Ethernet من نوع 2.5G.

بشكل عام ، فإن معظم التحسينات من Z490 إلى Z590 هي تحسينات تدريجية وطفيفة للغاية ولكي أكون صادقاً تعتبر واحدة من أقصر القفزات في التكنولوجيا التي اتخذتها Intel بين مجموعات الشرائح وهو أمر طبيعي نظراً لحالة التخبط التي تمر بها الشركة حيث لم يمر سوى 10 أشهر فقط منذ إطلاق الجيل العاشر.

وهذا يعني أنني لا أرى الحاجة للترقية إلى هذه الشريحة اذا ما كنت تملك بالفعل شريحة Z490 ، فمع إطلاق معالجات Rocket Lake-S وتحديث الـ BIOS الخاص بلوحتك سوف تستفيد من كل مميزات شريحة Z590 تقريباً بما فيها دعم خطوط الجيل الرابع من PCI 4.0.

ولكن ماذا عن المعالجات نفسها؟ هل التطوير عليها كان طفيفاً بالنسبة للجيل السابق ، وهل تعود Intel لأخذ التفوق في الألعاب وأداء النواة الواحدة بعد أن سبقتها AMD في ذلك للمرة الأولى مع إطلاقها لمعالجات Ryzen 5000 في الربع الأخير من العام الماضي دعونا نتطرق إلي ذلك من خلال الصفحة المقبلة وبعد المُقبلة والتي سنتحدث فيها عن المعمارية الجديدة وعن المعالج Intel Core I9 11900K.

معمارية Cypress Cove

ما الجديد في المعمارية الخاصة بمعالجات الجيل الحادي عشر Rocket Lake؟

معمارية معالجات الجيل الحادي عشر Rocket Lake

تشكل الهندسة المعمارية الدقيقة لمعالجات Rocket Lake الجديدة حجر الأساس لعائلة معالجات سطح المكتب من الجيل الحادي عشر من Intel حيث تهدف البنية إلى تقديم بعض أبنية وحدة المعالجة المركزية (CPU) و iGPU الحديثة من Intel إلى النظام الأساسي لسطح المكتب ، كما أنها تجلب تسريع التعلم العميق Boost AI ، وتهدف Intel إلى تحقيق مكاسب هائلة في أداء وحدة المعالجة المركزية (iGPU) مقارنة بالجيل السابق.

تم بناء قالب Rocket Lake-S على ما نأمل أن يكون التحسين النهائي لعملية تصنيع السيليكون 14 نانومتر من Intel ، ولكن لماذا لم تقوم Intel بتقديم تلك المعالجات مع 10 نانومتر بالرغم من تقديم ذلك في فئة الأجهزة المحمولة بالفعل؟ يبدو أن الشركة تنتقل بين عقدة فئة 14 نانومتر و 10 نانومتر ، وتعطي الأولوية حاليًا لمعالجات الأجهزة المحمولة.

تقتصر نوى وحدة المعالجة المركزية في هذا الجيل أيضًا على ثمانية كحد أقصى كمعالج اليوم Intel Core I9-11900K.

تجمع Rocket Lake بين خمسة تحسينات رئيسية في التصميم مقارنة بالجيل السابق. هذه هي نواة وحدة المعالجة المركزية Cypress Cove الجديدة ، مع رسومات Gen12 Xe LP المتكاملة الجديدة ، ومسرع الشبكة Gaussian الجديد (GNA) 2.0 - وهو مكون من مكونات الأجهزة التي تمكن ميزة تسريع الذكاء الاصطناعي (DLBoost) والتي هي اختصار لكلمة Deep Learning Boost ، وأخيرًا ، النظام الأساسي المحدث I / O الذي يقدم دعم واجهة PCI-Express 4.0 أخيراً ، جنبًا إلى جنب مع ناقل مجموعة شرائح مع ضعف العرض على الجيل السابق.

معمارية Cypress Cove

النواة الجديدة لوحدة المعالجة المركزية Cypress Cove هي منفذ خلفي لنواة "Sunny Cove" الموجودة في معالجات Ice Lake ، إلى عقدة تصنيع السيليكون 14 نانومتر. تم تصميم Sunny Cove في الأصل لعقد 10 نانومتر من Intel. لم تصدر Intel وثائق معمارية أساسية خاصة بـ Cypress Cove ، ولكن يمكننا استقراء المعلومات القليلة الثمينة التي قدمتها Intel لـ Sunny Cove.

يتكون جوهر وحدة المعالجة المركزية (CPU) بشكل أساسي من ثلاثة مكونات - الواجهة الأمامية ، وهي جزء يفهم طبيعة العمل ويخصص موارد الأجهزة المناسبة لإنجازه ؛ مرحلة التنفيذ ، حيث يحدث الطحن الفعلي للأرقام ؛ ومرحلة التحميل / التخزين ، والتي تربط بين هذا العمل المنجز / الذي يتعين القيام به مع نظام الذاكرة من خلال التسلسل الهرمي لذاكرة التخزين المؤقت للمعالج. يبدو أن Intel وجهت جهودها الهندسية نحو تحسين مراحل التنفيذ والتحميل / التخزين.

هناك زيادات عددية في المكونات الرئيسية التي تشكل مرحلة التنفيذ الأساسية: 25٪ زيادة في عرض التخصيص ومنافذ التنفيذ ، و 33٪ أكثر من وحدات AGU ، ووحدة تخزين إضافية في Load / Store. تتيح هذه التغييرات دعم مجموعات التعليمات الأحدث - بشكل بارز ، 512 بت AVX (أو AVX-512).

نظرًا لكون Rocket Lake عبارة عن معمارية دقيقة ، فإنها تتلقى إصدارًا مبتورًا من AVX-512 مع تلك الإرشادات ذات الصلة فقط حيث يتلقى النظام الفرعي لذاكرة التخزين المؤقت تحديثًا مع تكبير ذاكرة التخزين المؤقت لبيانات L1 إلى 48 كيلوبايت (من 32 كيلوبايت على Skylake) ومضاعفة حجم ذاكرة التخزين المؤقت L2 إلى 512 كيلوبايت. عند 16 ميجابايت ، لم يتم تغيير حجم ذاكرة التخزين المؤقت L3 عن الأجزاء المكونة من 8 نواة عن الجيل السابق.

على كل حال أبرز ما تُقدمه المعمارية أيضاً يمكن تلخيصه في الآتي :

  • رسومات Intel Xe.
  • مجموعة تعليمات AVX-512.
  • مسرع الشبكة Gaussian .
  • دعم PCI-Express 4.0.
  • وأخيراً مجموعة الشرائح Intel Z590.

مواصفات المعالج Intel Core I9 11900K

بالرغم من كل تلك الأمور المُعقدة التي وضعت إنتل نفسها فيها، مثل تغيير الشرائح المُتكرر والمقبس، على النقيض يظهر التغيير على المعالجات نفسها بشكل فقير للغاية ، مع إطلاق الجيل العاشر لم يكن يمر سوي جيلين منذ أن قامت إنتل بخطوة مُشابه لإجبار المستخدمين على شراء لوحات أم جديدة ، حيث أنه مع إطلاق الجيل الثامن Coffee Lake في 2017 أجبرت انتل المستخدمين على شراء لوحات بشرائح سلسلة 300 على الأقل من أجل تشغيل المعالجات الجديدة على الرغم من عدم تغيير المقبس.

ومع وصول معالجات Comet Lake-S الأسواق أضطر المستخدمين إلى التغيير لشرائح Z490 ومقبس LGA 1200 من أجل تشغيل المعالجات الجديدة ، في حين أن AMD تدعم مقبس AM4 منذ عام 2016 وتدعم الشرائح الأقدم في كل مرة تقوم بإطلاق مُعالجات جديدة وهو الأمر الذي يعزز ثقة المستخدمين في المعسكر الأحمر من حيث الاستقرار وعدم الحاجة لتغير المنصة بأكملها في كل مرة تريد تغيير المعالج خصوصاً عندما يكون التغيير بلا فوائد تقريباً مثل حال إنتل الآن.

مواصفات المعالج Intel Core I9 11900K

" حالة التناقض التي صنعتها إنتل ووضعتني فيها أثناء مراجعة الجيل السابق من معالجتها ، أخيراً قد انتهت مع هذا الجيل بعد دعم خطوط الجيل الرابع وان كانت خطوة متأخرة قليلاً، ولكن أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبداً كما أعتدت القول "

بالعودة قليلاً للوراء، لم يكن هناك الحاجة لتغيير المقبس والشريحة مع اطلاق معالجات الجيل العاشر خصوصاً مع عدم دعم خطوط الجيل الرابع ، لأن تلك المعالجات لم تكن تختلف كثيراً عن معالجات الجيل التاسع الا هم في دعم الـ Hyper-Threading أو خيوط المعالجة المتعددة، وكان من المؤسف أن يحتاج مُلاك الجيل التاسع الي تغيير المنصة بالكامل في حال ما أرادوا الترقية.

نفس دقة التصنيع

تستخدم معالجات الجيل الحادي عشر Rocket Lake بنية وحدة المعالجة المركزية Cypress Cove من Intel وهو منفذ خلفي لهندسة Intel Ice Lake لعام 2019، وهو مبني على دقة التصنيع 14 نانومتر، أيضاً واصلت Intel استخدام 14 نانومتر لأجهزة الكمبيوتر المكتبية حتي مع معالجات الجيل الحادي عشر ، على الرغم من وجود 10 نانومتر في السوق الأجهزة المحمولة، وهو ربما يُعد إنجاز نوعا ما وميزة أيضاً وعيباً في نفس ذات الوقت ، إنجاز يُحسب لإنتل أنها مازالت تستخدم دقة التصنيع تلك وتتفوق في بعض المهام عن AMD.

ميزة حيث بسبب الظروف الراهنة وكوفيد 19  يكون من الأسهل تصنيع تلك المعالجات عن المعالجات التي تستخدم دقات تصنيع أقل مثل 7 نانو التي تستخدمها AMD في معالجتها ، سهولة التصنيع لمعالجات 14 نانو قد وضعت إنتل في وضع جيد من حيث توافر المعالجات في الأسواق وعدم اختفاءها، وهي المشكلة التي تُعاني منها انفديا أيضاً مع بطاقاتها الرسومية من الجيل الثاني لـ RTX ، وهو الأمر الذي جعل الشركة تُعيد تصنيع بطاقات RTX من الجيل الأول وأيضاً ظهور بطاقات أقدم من ذلك في الأسواق وذلك لسهولة تصنيعها.

ونأمل حقاً أن تتوفر المعالجات بشكل مناسب وأيضاً بأسعارها الحقيقة مع إطلاقها في الأسواق والتي سوف تتوفر بعد كتابة  وقراءتك هذه المراجعة مُباشرة.

على النقيض لا أتوقع تحسينات كبيرة في استهلاك الطاقة عن الجيل السابق ، حيث لا تزال Intel تعمل بنفس العقدة 14 نانومتر كما ذكرت وسحب الطاقة لم يكن الأفضل في الجيل السابق ونتوقع استمرار ذلك مع هذا الجيل أيضاً وهو العيب الذي تحدثت عنه ولكن دعونا لا نستبق الحديث عزيزي القارئ ، جزء الاختبارات سيكون خير دليل على صحة أو عدم صحة هذا الكلام.

المعالج Intel Core I9 11900K

نظرياً وبلغة الأرقام، لا يختلف المعالج الجديد 11900K عن 10900K عندما يتعلق الأمر بالمواصفات ولكن نُلاحظ أن هذا الجيل يأتي مع ثمانية انوية و 16 مسار بينما كان يحمل معالج 10900K عشرة انوية وعشرون مساراً، وهذا يعني أن المعالج الرائد من إنتل قد فقد نواتين من أنويته ، قد يبدو الأمر هنا وكانه خطوة للوراء ولكن بحسب أعباء العمل التي تطلب أكثر من ثمانية أنوية بالأخص في الألعاب قد يكون الأمر مخالفاً لذلك وصفحة الاختبار ستثبت لكم ذلك.

تماماُ مثل الجيل السابق ، يأتي المعالج 11900K مع سرعة أساسية تصل إلى 3.50 جيجا هرتز ( 3.7 في 10900K ) يمكن تعزيزه إلى أقصى تردد توربو أحادي النواة 5.3 جيجا هرتز.

المُعالج Intel Core I9 11900K يأتي بقوة تصميم حراري (TDP) عند 125 واط ، وهو نفس التصميم الحراري أيضاً للجيل السابق ، كما يدعم 16 حارة PCIe 3.0 ويدعم أخيراً كما ذكرت مسبقاً في أكثر من مناسبة PCI Express 4.0 وهي الميزة الأكبر لهذا الجيل من إنتل بالإضافة إلي انه يدعم حتى 128 جيجا بايت من ذاكرة الوصول العشوائي DDR4 ، وأخيراً لديه ذاكرة تخزين مؤقت L3 بحجم 12 ميجابايت.

يتضمن المُعالج أيضاً وحدة معالجة رسوميات مدمجة هي Intel® UHD Graphics 750، وهي واحدة من ضمن الأمور التي تميز المُعالج عن مُعالجات AMD التي تفتقد إلى المُعالج الرسومي المُدمج.

اختبارات الأداء للمعالج في تعدد المهام والألعاب

حسناً كل ما سبق هو كلام نظري ، يُمكننا أن نحصل عليه حتى قبل إطلاق المُعالجات بالحديث عن الشريحة ومواصفات المُعالج وإلى آخره، وبالرغم من أهمية هذا الحديث بطبيعة الحال فهو لا يعني شيئاً بدون التجربة العملية وأرقام الاختبارات.

على كل حال سيكون اختبار الأداء للمُعالج Intel Core I9 11900K. مُقسم الي جزأين رئيسين، الأول نقيس فيه أداء المُعالج مع البرامج والتطبيقات المخُتلفة ونرى قدرة المُعالج سواء في البرامج التي تعتمد على تعدد المهام والأنوية أو البرامج التي تعتمد في أدائها علي Single Core والثاني هو أداء المُعالج في الألعاب ونُقارن ذلك مع بعض المُعالجات الأخرى المُنافسة لنرى الفرق في الأداء بينهم.

الجزء الثاني من الاختبار سيكون لقياس درجات الحرارة للمعالج وسحب واستهلاك الطاقة والأداء الحراري بشكل عام للمعالج ، حيث  نستعرض درجات الحرارة للمعالج في ثلاثة سيناريوهات مُختلفة وهي مع برنامج Blender Rendering والضغط الشديد علي المُعالج باستخدام برنامج AIDA64 وأخيراً سيناريو الألعاب.

اختبارات الأداء للمعالج core-i9-11900k

من اجل توحيد النتائج نقوم باستخدام مُنصة اختبار ثابتة في كل الاختبارات وإعدادات أيضاً ثابتة مع تغير القطعة المُراد تجربتها أو مُراجعتها ولذلك ستكون منصة كالتالي :

  • المُعالج : Intel Core I9 11900K.
  • اللوحة الأم : Z590 AORUS Extreme
  • الذواكر العشوائية : ADATA XPG SPECTRIX D60G 16GB 2x8GB 3600MHz
  • قرص التخزين:  Transcend SSD230S 2TB/ADATA XPG SX8200 PRO 512GB / ADATA XPG SX6000 Lite 1TB
  • البطاقة الرسومية: NVIDIA GeForce RTX 2080 Ti Founder’s Edition
  • مزود الطاقة: Cooler Master V1000
  • مُشتت الحرارة للمُعالج : NZXT Kraken Z63

مع العلم بالطبع انه في اختبار منصة AMD لتجربة مُعالجات الشركة التي ستظهر في النتائج أدناه قمنا بتغيير اللوحة الأم بلوحة MSI MEG X570 ACE وتغير أقراص ووحدات التخزين لأقراص أخرى تُقدم نفس الأداء مع الإبقاء على باقي المكونات كما هي دون تعديل.

أما فيما يتعلق بظروف التشغيل الخاصة باختبارات محور المعالجة المركزية للمعالجات مثل برامج الرندر والتعديل وتحويل الترميز واختبارات الذواكر نستعرضها كالتالي:

  • نظام التشغيل: نستخدم نسخة حديثة من نظام التشغيل Windows 10 نسخة رقم 1903.
  • مستوى التشغيل Power Plan: يتم اختبار المعالجات في وضعية الأداء القصوى High Performance مع ترك خيارات حفظ الطاقة من البيوس على الوضع Auto.
  • تردد التشغيل للمعالج: كانت المعالجات المستخدمة جميعاً تعمل بترددها المصنعي في تجربتنا على الترددات الافتراضية.

سنختبر أولاً المعالج في مهام الإنتاجية وبرامج صنع المحتوى ومن ثم ننتقل إلى أداء المُعالج مع الألعاب.

أداء المُعالج مع برامج صنع المحتوى ومهام الإنتاجية

مع إطلاق سلسلة معالجات Ryzen 5000 من AMD، تغير الوضع رأساً على عقب في سوق المعالجات المركزية، لأول مرة تفوقت AMD على Intel في أداء النواه الواحدة ، وكذلك في أداء الألعاب وكان على إنتل الرد سريعاً لإنقاذ الشيء الوحيد تقريباً الذي كان يُميز معالجتها عن المعسكر الأحمر وهو على الأرجح ما حدث هنا ، دعونا نشاهد.

من خلال الرسم البياني أعلاه ، نستطيع ان نُلاحظ عودة التفوق الواضح لإنتل فيما يخص أداء النواه الواحدة التي تتفوق حتى في معظم الاختبارات على المعالج الرائد 5950X من AMD والذي يأتي بـ 16 نواه ، أي ضعف عدد أنوية معالج Intel Core I9-11900K ، لقد عملت بنية Cypress Cove من Intel المستخدمة في هذا الجيل مفعول السحر في عودة التفوق بالنسبة لأداء الـ Single-Core وهو أمر يحسب للمعسكر الأزرق.

استطاع المعالج 11900K تحقيق 634 نقطة في اختبار Cinebench R20 مقابل 623 نقطة للمعالج 5950X و 627 نقطة في اختبار POV- RAY مقابل 603 نقطة للمعالج 5950X ، وهذا دليل على التحسينات القوية في الأداء على مستوى النواة الواحدة التي قامت بها انتل خلال هذا الجيل ، بالرغم من ذلك فأن الأنوية الأكثر ستُصب في مصلحة 5950X في نهاية المطاف.

بالنسبة للأداء مُتعدد الخيوط أو المهام فنجد هنا التفوق كاسح أن صح القول للمعسكر الأحمر، وهو أمر مُتوقع لكي أكون صادقاً، على سبيل المثال نجد أن المعالج الرائد 5950X قد حقق 10123 نقطة في اختبار Cinebench R20 وهو ضعف تقريباً ما حققه معالجنا اليوم والذي حقق فقط 5693 نقطة وهو الذي يُعادل تقريباً أداء 5800X وان كان الأخير يتفوق أيضاً ببعض النقاط لصالحه.

سعر معالج Intel Core I9 11900K

يبلغ سعر معالج  Intel Core I9 11900K حوالي 550 دولار (السعر متغير ويتأثر بظروف السوق) ولكن لا ننسي أن المعالج 5950X يمتلك كما ذكرت ضعف عدد الأنوية هنا وأيضاً يأتي بسعر أغلي حوالي 350 دولار من 11900K ، وبالتالي انا لا استطيع تقنياً وضع المعالج 11900K ذو الثمانٍ أنوية في مقارنة واضحة مع 5950X وبالتالي يُمكن القول أن المعالج 11900K يعادل تقريباً أداء 5800X في الأداء مُتعدد المهام والمقارنة بينهم ستكون أدق نظراً لأن المعالجين يمتلكون نفس عدد الأنوية والمسارات وان كان هناك تفوق ملحوظ أيضاً في تعدد المهام لـ 5800X ، أضف إلي ذلك حقيقة أنه يأتي بسعر أرخص.

خسارة النواتين عن الجيل السابق أدت إلى سقوط المعالج I9-11900K أمام معالج 10900K من الجيل العاشر في اختبارات تصيير الأداء وصناعة المحتوى ، أيعقل هذا؟ هذا الأمر هو الأمر الأكثر إحباطاً هذا الجيل والذي لا نجد له مُبرر واضح، خصوصاً عندما تعلم استهلاك الطاقة لهذا المعالج في الصفحة المُقبلة من المراجعة.

وكأن الأمور تعود لما كانت عليها قبل إطلاق سلسلة Ryzen 5000 حيث كان التفوق لإنتل واضح في أداء النواة الواحدة بينما التفوق في تعدد المهام واضح لـ AMD ، ولكن ماذا عن أداء الألعاب؟

أداء المُعالج مع الألعاب

لقد ظلت معالجات إنتل في الريادة فيما يخص أداء الألعاب على مدار السنوات القليلة الماضية ، قللت AMD تلك الفجوة مع مُعالجات Zen 2 من AMD ثم تفوقت مع إطلاق معالجات Zen 3 في الربع الأخير من العام الماضي، ولكن ذلك التفوق لم يكن كبيراً لكي أكون صادقاً ولكنه يظل تفوق في نهاية المطاف ، ومع هذا الجيل من إنتل ربما يمكن القول أن الكفة تعادلت ما بين المعسكرين فيما يخص أداء الألعاب.

تتقارب الأرقام ما بين مجموعة الألعاب التي تم اختبارها كما يظهر الرسم البياني ، وان كنت أميل للقول أن معالجات AMD بالأخص 5600X تمتلك ميزة هنا في الألعاب حيث لا تبتعد الأرقام تماماً خصوصاً على دقة العرض 4K مع تفوقها الواضح في أداء تعدد المهام وعدد الانوية والمعمارية ، ويبقي التفوق الوحيد الواضح لأنتل هو في أداء النواة الواحدة.

وبالتالي إذا كان خيارك الألعاب فقط فمازال المعالج 5600X هو الاختيار الأنسب بالنسبة لهذا النوع من التطبيقات.

بالنظر سريعاً والمقارنة مع الجيل العاشر، يتفوق المعالج الجديد 11900K على 10900K الذي كان في وقتٍ ما المعالج الأسرع في العالم للألعاب بنسب لا بأس بها تتراوح ما بين 8 إلى 11% حسب اللعبة وحسب دقة العرض المستخدمة وهي نسب جيدة في حقيقة الأمر.

وبالتالي سيقف المستخدم أمام حيرة كبيرة عندما يتعلق الأمر بالشراء وفي النهاية يبدو أن نوع البرنامج الذي تقوم بتشغيله بشكل متكرر كما ذكرت سيٌقرر في النهاية أي مُعسكر سوف تذهب ، أو ربما درجات الحرارة؟ نعم لم نتحدث عن ذلك بعد ولكن لما لا نذهب لجزء اختبارات الحرارة الذي ربما يوضح لنا ولك الصورة بشكل أوضح.

درجة الحرارة وإستهلاك الطاقة

لننتقل الآن إلى الجزء الأخير من اختبارات الأداء للمُعالج وهو في الواقع الجزء المحبب لي دائماً وهو درجة حرارة المُعالج بالأخص مع مع هذه المراجعة بالتحديد ، نظراً لزيادة الترددات كان مثيراً للاهتمام معرفة ما سيصل إليه المُعالج من درجات حرارة واستهلاك للطاقة وبسبب أن الجيل العاشر كان يُعاني من مشاكل في درجات الحرارة فكان من المثير أيضاً معرفة ما توصلت إليه انتل مع معالجات Rocket Lake-S وبالأخص هذا المعالج الرائد ، كما ذكرت مُسبقاً فإن اختبار درجة الحرارة لدينا سيكون بثلاثة سيناريوهات مُختلفة وهي :

  • AIDA64البرنامج الأول للاختبار الذي يقوم بالضغط على المعالج بشكل مُكثف لفترة كافية ( قمنا بتحديد 10 دقائق لكل مُعالج ) وفي هذا الاختبار نحاول الوصول بالمعالج لأقصي درجة ممُكنة.
  • Blender Renderingسيكون الوضع الثاني هو اختبار الحرارة مع عملية الرندر مع برنامج Blender التي تستهلك المعالج بدرجة كبيرة.
  • Gamingالاختبار الثالث سيكون حرارة المعالج مع الألعاب على دقة العرض 4K والبطاقة RTX 2080 TI.

مع توحيد ظروف التشغيل والمكونات حيث استخدمنا في هذا الاختبار المبرد المائي NZXT Kraken Z63 لكل المُعالجات وكانت درجة حرارة الغرفة في جميع الاختبارات هي 24 درجة مئوية.

درجات الحرارة هنا تُظهر تفوق Intel ، يبدو أن استخدام بنية Cypress Cove الهندسية بالرغم استمرار دقة التصنيع 14mm كان له مفعول السحر ، أضف إلي ذلك حقيقة أن المعالج I9-11900K يأتي بعدد انوية أقل من نفس المعالج من الجيل العاشر وهو ما أنعكس بشكل إيجابي على درجات الحرارة خصوصاً في سيناريو الألعاب.

يُمكن القول أن هذا الجيل لا يُعاني من مشاكل في الحرارة مثل الجيل السابق وبالمقارنة مع AMD وبالتالي فرص كسر السرعة والوصول لأرقام "مُذهلة" هو أمر حتمي ، لم يسنح لنا الوقت باختبار المعالج بعد كسر السرعة بشكل حقيقي ولكن نؤكد أن المعالج لديه إمكانية هائلة في كسر السرعة حتي مع اللوحات الأم المتوسطة وليست الفئة العليا فقط .

لكن الأمر الملاحظ أنه يستهلك طاقة كبيرة جداً، بالرغم من أنها معمارية من المفترض أن مُحسنة، وبالرغم من خسارة المعالج لنواتين من أنويته العشرة ليُصبح معالج ثماني النواة فقط ، ولكن كان لذلك تأثير على الحرارة فقط ولكن استهلاك الطاقة ظل مُرتفع وأعلي من الجيل السابق وهو أحد الأمور غير المقبولة أيضاً.

التقييم والحكم النهائي

يمكن تلخيص هذا الجيل من Intel في انه خطوة جاءت مُتأخرة قليلاً، حتي مع دعم خطوط PCI Express 4.0 أخيراً ولكن كان يجب أن يحدث ذلك مع صدور الجيل العاشر منذ عشرة أشهر مضت، خاصة أن شريحة Z490 كانت تدعم ذلك آنذاك ولكنها لم تستفيد من تلك الميزة المضمنة داخلها بسبب عدم وجود معالج يدعمها.

يُشبه المعالج Intel Core I9-11900K أداء المعالج AMD Ryzen 7 5800X إلى حد كبير سواء على مستوى الأداء أو ما يُقدمه من مميزات وحتى المواصفات حيث يأتي بنفس عدد الأنوية والمسارات ولكن يتم تسعيرة بسعر اغلى بحوالي 65 دولار وهو فارق كبير في السعر بالنظر للفرق الحقيقي في الأداء كما أظهرت نتائج الاختبارات الخاصة بنا ، المعالج 5800X يتفوق بشكل ملحوظ في أداء تعدد المهام ، بينما يتفوق 11900K على مستوى أداء النواة الواحدة وتتعادل الكفة تقريباً في الأداء داخل الألعاب.

ولكن لا ننسى أن المعالج I9-11900K يأتي بمعالج رسومي مُدمج Intel UHD Graphics 750 وهو الأمر الذي يُبرر فارق السعر إن أردتم رأي ، بالرغم من أن في فترة المراجعة لم نستطع من اختبار أداء تلك البطاقة الرسومية المُدمجة بشكل سليم وذلك بسبب أن التعريف الخاص بها لم يكن متوفر، ولكنها سيتوفر لاحقاً بعد إطلاق المعالج بحسب تصريحات الشركة وهو أمر مُستغرب أيضاً.

أيضاً ، الميزة التي كانت تمتلكها معالجات AMD في دعم PCI Express 4.0 لم تعد ميزة بعد دعم معالجات Intel لخطوط الجيل الرابع مع هذا الجيل ، كذلك كلا المعالجين لا يأتون مع مُشتت حراري افتراضي، وبالتالي القيمة الاجمالية لكلا المعالجين سوف تزيد ، وهي ميزة أيضاً كانت تحملها AMD ولكنها تخلت عنها مع إطلاق سلسلة Ryzen 5000.

طالع أيضاً : مراجعة المعالج المركزي Intel Core i7-11700K

على مستوى الأداء الحراري، تكون المفاجأة هنا بتفوق Intel التي أظهرت نتائج الاختبار درجات حرارة أقل للمعالج 11900K مقارنة بمنافسة المُباشر من AMD باستخدام نفس المشتت وظروف الاختبار بالرغم من استخدام انتل واعتماداتها المستمر على دقة التصنيع 14nm وهو أمر من ضمن الأمور التي تحسب للمعسكر الأزرق لكون أكون صادقاً.

لذا ، يعتمد خيار الشراء على نوع البرامج والتطبيقات التي تستخدمها بشكل أساسي، إذا كان الألعاب ولا غيرها فالذهاب إلي المُعالج 5600X مازال الاختيار الأنسب في الوقت الحالي بالنظر للسعر والأداء، إلى أن نقوم بتجربة المعالج 11600K الذي مازال لم يصلنا بعد ، أما إذا كان تعدد المهام هو ما تقوم به في الأغلب فالذهاب لمعالجات AMD الرائدة بالطبع سيكون الأفضل .. بينما إذا أردت أداة النواة الواحدة ودرجات الحرارة المستقرة وتُفكر في الاعتماد على البطاقة الداخلية فالجيل الحادي عشر من Intel  سيقدم القيمة الأفضل هنا.رغم سعر Core I9 11900K المرتفع.