
هل سنرى شبكات الـ 5G و تقنيات الـ IoT قريبًا في 2019؟
استطاعت الأجهزة الذكية وتقنيات الاتصال المتطورة أن تغير معنى الحياة بالنسبة لنا في العقود القليلة الماضية، بداية من الهواتف الذكية ووصولًا إلى المركبات ذاتية القيادة وتقنيات الـ IoT أو ما يُسمى بإنترنت الأشياء الذي سمعنا به مؤخرًا مع بدايات انتشار اخبار الـ 5G، وكما نرى فإن شبكات الجيل الخامس 5G قد احتلت الكثير من عناوين الأخبار وسيطرت على أحاديث وسائل الإعلام المختلفة، واشتعل السباق على إدخال هذه التقنيات إلى الكثير من الدول.
اقرأ أيضًا: طفرات تكنولوجية هائلة بفضل الـ 5G .. الجزء الأول
تمكنت أوروبا وحدها أن تسجل مؤخرًا 138 اختبارًا، بالإضافة إلى 10 طرق عابرة للحدود باستخدام التقنيات الرقمية الحديثة، وعلى الرغم من العقبات الكبيرة التي تواجه صناعات IoT في شتى النواحي، بداية من انقسامها ما بين عدة مجالات، واستخدامها لتقنيات مختلفة وغير متوافقة مع بعضها البعض، إلا أن عام 2019 قد يكون عام الأمل لمن ينتظر هذه التقنيات، فلم يعد إنترنت الأشياء معقدًا ومنفصلًا عن التقنيات الأخرى كما كان من قبل، وأصبح يُنظر إليه الآن على أنه أجهزة استشعار ذكية متصلة ببعضها البعض عن طريق الجيل الخامس، مما جعلنا نجمع بين عناصره ومتطلباته سواء على مستوى الشبكات أو على مستوى الاعتبارات المالية.
في هذا العام بالمملكة المتحدة، أطلقت شركة الاتصالات EE أول شبكة للجيل الخامس تعمل على المجالات والمصالح التجارية، ومن ثم تبعتها شركة فودافون الشهيرة، ويتزامن ذلك مع بداية انطلاق هواتف الجيل الخامس 5G في الأسواق.
مع تزايد شعبية الهواتف الذكية وتطبيقاتها واستخدامات الإنترنت في جميع أنحاء العالم، ازداد الضغط على شبكات الاتصالات والإنترنت، ومع دخول مجال إنترنت الأشياء IoT الذي يسمح لدخول العديد من الأجهزة في نظام الأجهزة الذكية المتصلة ببعضها البعض، أًصبح من الضروري لشركات الاتصالات أن تتوسع في بناء البنية التحتية لشبكات الإنترنت بحيث تصبح قابلة للتطور والتكيف بمرور الزمن، وخصوصًا عند إدخال شبكات الجيل الخامس التي تتطلب تقنيات أعلى بكثير من تلك التي تعمل بها شبكات الأجيال الحالية 2G / 3G / 4G.
تعتبر مشاريع تطوير البنية التحتية لشبكات اتصالات الجيل الخامس من أكثر المشاريع المكلفة ماديًا وفنيًا لأي دولة، وهو ما يجعل الشركات المسؤولة عن هذه الخدمة تتخذ العديد من الإجراءات الصارمة قبل العمل عليها، وعلى سبيل المثال نجد الآن أن أكثر من 99% من منشآت الدولة في المملكة المتحدة لديها تغطية جيدة لشبكات المحمول، أما المناطق التي تفتقر إلى شبكة جيدة، فهي المناطق النائية والريفية ذات الكثافة السكانية المنخفضة، ونظرًا لبعد المسافات وقلة السكان، قد لا يكون يكون من الحكمة لمشغلي شبكات الاتصالات أن يعملوا على إدخل شبكات الجيل الخامس إلى هذه المناطق دون دعم وتدخل كبير من الحكومة المركزية.
كنا قد شهدنا هذا العام بدايات ظهور شبكات الجيل الخامس في بعض المدن الحضرية، فالكثافة السكانية وكثرة شركات الأعمال تتطلب شبكات إنترنت سريعة وقوية، لكن التكلفة والوقت المستهلك في إدخال هذه الشبكات لا يبشر بانتشارها سريعًا في عدة أشهر فقط، بل قد يستغرق الأمر عدة سنوات أخرى لتصل هذه الشبكات إلى مدن العالم المختلفة.
وإذا كنت ترغب في معرفة ما إذا كان هذا العام هو عام التغيير إلى شبكات الجيل الخامس وإنترنت الأشياء IoT، فلا بد أن تنظر للأمر من عدة جوانب مختلفة، كالتكلفة المادية للبنية التحتية وكيفية الاستفادة من تطبيقاتها ومدى جاهزية الأدوات والتقنيات المرتبطة للعمل، كل ذلك قد يكلف حوالي 400 مليار جنيه إسترليني بالنسبة لقارة أوروبا فقط.
بالرغم من الضجة الكبيرة التي أحدثتها أجهزة الجيل الخامس الجديدة، إلا أن عددًا قليلًا فقط من المستخدمين على استعداد لتحمل تكلفة شبكات الجيل الخامس، لذا يتوجب على شركات الاتصالات أن تبحث في الطرق المناسبة التي تستطيع من خلالها جذب العملاء بعروض وتكاليف أقل، وخصوصًا في الدول النامية والفقيرة، وذلك مع الحفاظ على عائد مناسب ومجزي للاستثمار في تكاليف البنية التحتية.
بالطبع لن يحدث ذلك بين عشية وضحاها، تحتاج هذه الخطوة إلى الكثير من المجهود لتبرير التكاليف الضخمة لمشاريع الجيل الخامس، وبالتالي لن نرى أجهزة إنترنت الأشياء إلا بعد انتشار شبكات الجيل الخامس على نطاق واسع.
وبالنسبة لدول الشرق الأوسط فقد وصلت شبكات الجيل الخامس بالفعل إلى بعض المناطق المحدودة جدًا في الكويت والإمارات، ومن المنتظر وصولها قريبًا إلى بعض المناطق في السعودية ومصر، لكن للاستمتاع بالسرعات العالية التي تقدمها هذه الشبكات، لا بد أن تحصل أولًا على هاتف ذكي يدعم الاتصال بشبكات 5G، وهي هواتف باهظة الثمن.
?xml>