أبل تُعطي قبلة الحياة لمارك زوكربيرج ، فهل يرفضها؟
منذ أيام كان مؤتمر أبل السنوي للمطورين WWDC 2023، وبينما كان الجميع يستعد لمشاهدة المؤتمر ومعرفة ما الجديد من الشركة الأمريكية كان أصغر ملياردير لمدة السنوات العشر الأخيرة يترقب المؤتمر بشغف كبير في منزله. عدوته اللدودة آبل أو ربما قاتلته المستقبلية قد تعطيه قبلة الحياة التي قد تنقذ وضع شركته السيء.
هناك الكثير من التسريبات عن إطلاق نظارة جديدة للواقع الافتراضي أو ربما الواقع الخليط، لكن أبل تتكتم بشدة عن الموضوع ولكن دخول النظارة إلى مرحلة التصنيع الكمي جعلت من خروج التسريبات أمر لا مفر منه.
المؤتمر يبدأ والجميع يشعر بالملل، نبذات سريعة عن تحديثات لأنظمة الشركة بدون أي تغيير حقيقي، لا يوجد أي جديد حتى وصلنا إلى جملة ستيف جوبز الشهيرة "One More Thing". الجملة التي أعاد تيم كووك استخدامها للإعلان عن نظارة Vision Pro معلناً رؤية الشركة بأن هذه النظارة ستغير العالم مثلما غيره الـ iPhone.
كانت هذه اللحظة هي قبلة الحياة التي يحتاجها مارك زوكربيرج للخروج من المشاكل التي لا حصر لها التي تعاني منها شركته ميتا (فيس بوك سابقاً)، ولكن كيف هذا والقبلة تأتي من عدوه اللدود تيم كووك؟
عداوة قديمة بين مارك و تيم كوك
ترجع العداوة بين مارك زوكربيرج وتيم كووك أو بالتحديد بين أبل وميتا عندما أعلنت أبل عن نيتها إطلاق خاصية منع التتبع في iOS 14. تلك الخاصية ستمنع التطبيقات من الوصول لأي بيانات إضافية من شأنها تتبع المستخدمين على الإنترنت مثل التطبيقات المثبتة على هواتفهم أو المواقع التي يزوروها باستخدام متصفحات الإنترنت.
فيس بوك كانت أكبر متضرر من هذه الخاصية لأنها أكبر جامع لبيانات المستخدمين والتي تستخدمها في توجيه الإعلانات والعملية الإعلانية ككل كونها أكبر مصدر دخل للشركة.
مارك زوكربيرج لم يتقبل الأمر وخرج عدة مرات ليهاجم هذا التحديث فيمَا تقاذف هو وتيم كووك التصريحات في كل مقابلة صحفية أو مناسبة كان لأحد المديرين الفرصة للتعليق على الأمر.
تكرر الصدام بين الشركتين مرة أخرى عندما خرج تيم كووك في إحدى الحوارات الصحفية ليبدى عدم اقتناعه بالميتافيرس وأن الشخص العادي لا يعرف حتى معني هذه الكلمة وأن ميال أكثر للواقع المعزز وراه مستقبل التقنية.
وضع ميتا السيء بعد توقف نمو فيسبوك
تعاني ميتا من وضع سيء للغاية وبالأخص خلال العامين الماضيين. فيس بوك -أكبر منصات الشركة- توقف عن النمو وبات عدد مستخدميه ثابت تقريباً مع توجه الأجيال الجديدة إلى المنافس الأكبر تيك توك وفي أحسن الأحوال إنستاجرام. سمعة هي الأسوأ من حيث الخصوصية وآمان بيانات المستخدمين. الجميع يراه أنه لص كبير لبياناتهم.
الشركة في نفس الوقت عاجزة عن إجراء أي عمليات استحواذ من شأنها تحسين الوضع. مجرد فكرة الاستحواذ على تيك توك أو حصة منه أو محاولة الاستحواذ على Be Real كانت ستبوء بالفشل لأن دعاوى الاحتكار كانت ستنهال على الشركة كالمطر. سجل الشركة الاحتكاري وابتزازها لـ SnapChat و Telegram جعل فكرة استحواذها على أي منافس أمر مستحيل.
الوضع وصل لأن الشركة قضت سنوات في المحاكم من أجل استحواذها على GIFY وفشلت في النهاية بسبب تهم الاحتكار برغم أنه ليس موقعاً للتواصل الاجتماعي.
فوق كل هذا مارك أنفق أكثر من 10 مليار دولار خلال السنوات الماضية على تطوير الميتافيرس وخرج قبل عامين ليقنع الجميع بأنه المستقبل ومع ذلك لم نرى سوى تلك الصور الهزيلة والتي أعجزء عن وصف مدى رداءتها مقارنة بالمبلغ الذي تم إنفاقه لتطويرها.
أقرأ أيضا: نظارة Apple Vision Pro .. ثورة مرتقبة في عالم الميتافيرس
قبلة الحياة من أبل إلى ميتا
إعلان أبل لنظارة Vision Pro أثبت أن رؤية مارك زوكربيرج كانت صحيحة. أصغر شخص في العالم تتخطى ثروته المليار دولار كان مُحقاً أن المستقبل سيكون للواقع الافتراضي والمعزز. الدليل واضح وصريح، أبل قررت دخول هذا السوق وأذهلت الجميع بمنتجها الجديد والجميع مترقب موعد إطلاقه.
المليارات التي أنفقها مارك لم تذهب مع الريح وثقة المستثمرين التي قاربت الصفر باتت ترتفع من جديد ودعاوى إزاحته عن منصب المدير التنفيذي للشركة الذي يحتله من 16 عاماً لم تعد مسموعة.
هذا ليس كل شيء، فيس بوك أمامه فرصة ليستحوذ على قطاع كبير من هذا السوق خاصة وأن الـ Meta Quest لا يتخطى سعرها 600 دولار بينما نظارة أبل ستبدأ من 3499 دولار. الملايين قد يضحوا من أجل خوض التجربة بدلًا من انتظار الأموال لشراء نظارة Vision Pro. يمكننا وصف الأمر بانه أشبه بحصة الأندرويد في سوق الهواتف الذكية. النظام يكتسح الفئة الاقتصادية والمتوسطة حول العالم وينافس iOS في الفئة الرائدة، تجربها قد يتمكن مارك زوكربيرج من إعادة انتهاجها.
هل يرفض مارك زوكربيرج هدية Vision Pro؟
برغم الفرص الكثيرة المطروحة الآن أمام ميتا بعد إعلان أبل عن نظارة Vision Pro إلا أن مارك زوكربيرج قد يرفض جميع الفرص ويتمسك بتصوره السابق عن الميتافيرس والذي لم يظهر أي تقدم حتى الآن.
مارك وفي اجتماع داخلي في ميتا وصلت إليه The Verge قال "ما قدمته أبل لا يتماشى مع رؤيته وأنه قد يكون مستقبل أجهزة الكمبيوتر وليس الواقع الافتراضي أو المعزز" متستمكاً بفكرة الميتافيرس كما هي وملوحاً بفارق السعر الكبير بين منصة أبل وبين منصته والذي سيصب لا محالة لمصلحة شركته في النهاية.
تعيد هذه الكلمات بالتأكيد الوضع إلى موضع الغموض في ميتا، فبعد ظهور منافس جديد وقوي مثل أبل وفرصة ربما لن تعوض مرة أخرى قد يتركها مارك زوكربيرج ويستمر في الركض وراء حلم الميتافيرس الذي قد يكون مجرد سراب في النهاية.
?xml>