عندما نقترب من إطلاق تقنية جديدة أو أي عتاد جديد نبدأ برؤية تغريدات وتعليقات مليئة بالندم تجاه خيارات الشراء الحديثة. "يا رباه! لقد قمت بشراء ذواكر الـ DDR4 وتم إطلاق ذواكر الـ DDR5 اليوم، ماذا فعلت بحق نفسي!". حقاً، لا توجد أي حاجة للندم على إطلاق ذواكر الـ DDR5، لماذا؟ هذا ما سنتحدث عنه في مقالة اليوم!

الوضع الحالي لذواكر الـ DDR5

في وقت نشر هذه المقالة، لم يتم إطلاق ذواكر الـ DDR5 بعد، لكنها قريبة للغاية من الإطلاق وتم تسريب بعد أرقام الأداء الخاصة بها أيضاً. رأينا بعض الإعلانات من بعض الشركات المختلفة مثل TeamGroup للذواكر الخاصة بهم، وهذه الذواكر يتم إرسالها مباشرةً إلى مصنعي اللوحات ليتم اختبارها لضمان توافقها مع المعايير الخاصة بها، وبالطبع يتم اختبارها مع المعالجات التي تدعمها. 

بالحديث عن المعالجات الداعمة لهذه الذواكر، المعالجات التي تدعم هذه الذواكر حتى الآن هي معالجات Alder Lake من Intel، أو معالجات الجيل الثاني عشر من سلسلة Core بمسماها التجاري. لا نعلم بعد أي شيء رسمي عن خطط AMD الرسمية لهذه الذواكر حتى الآن. 

ما نعرفه حتى الآن من أداء هو ما تم تسريبه مع معالج Core i5-12600K فقط لا غير، والذي اكتشفنا منه أن هذه الذواكر ستوفر سرعات قراءة وكتابة تصل إلى 90 جيجابايت في الثانية في وقتٍ كنا نرى فيه أن 70 جيجابايت كان الحد الأقصى لهذه العمليات فقط لا غير، وهذا من خلال مضاعفة الترددات الخاصة بهذه الذواكر لنراها تبدأ من 6400 ميجاهرتز من بعض المصنعين. 

المنصات صارت داعمة، لكن الدعم البرمجي…

لم يتم بعد. هناك العديد من البرامج الخاصة بصناعة المحتوى والعمل مع البيانات الكبيرة لم تقم بتوفير بيئة مناسبة بعد لاستغلال قوة هذه الذواكر بالكامل، أو بالأصح، لا يوجد أي برنامج كبير من هذه البرامج قام بتوفير أي شيء يذكر من أجل هذه الذواكر حتى الآن. 

هل ستعمل معها؟ بالطبع، لا شك في هذا. الفكرة كلها أن توفير دفعة أفضل للأداء باستغلال هذه الذواكر لم يحدث بعد ولن يحدث في خلال الفترة الزمنية القادمة، وإن حدث، فلا نتوقع رؤية دفعة كبيرة في عالم الحوسبة مع هذه الذواكر لأنها، على الورق لم تقدم ما هو جديد بشكل كبير. 

الذواكر التي صارت داعمة لضعف الترددات والسعات توفر منها ذواكر DDR4 بترددات تم كسر سرعتها لتبدأ من 5000 ميجاهرتز، وما جنيناه من أداء لم يتوافق مع ما جنيناه من سرعات لأن البرامج لم تستفد منها بشكلٍ كبير كما توقع البعض، ولكن هذا سيتغير بالطبع مع مرور الوقت. 

هذا الوقت لن يكون قبل العام القادم في توقعنا، وحتى مع مجيء العام القادم لا تتوقع أن ترى دفعة أكبر من 5% كحدٍ أقصى للأداء على صعيد البرامج الإنتاجية، لكن بالنسبة للألعاب، لا نتوقع أن نرى فارق كبير للأداء لأن الأمر لن يستحق، خصوصاً وأن اللعب على ترددات ما بعد الـ 3600 ميجاهرتز يأتي بدون فارق تقريباً. 

هذا ما حدث مع ذواكر الـ DDR4 أيضاً!

دعونا لا ننسى أن ذواكر الـ DDR4 لاقت نفس المصير إن نسينا. هذه الذواكر التي صدرت لأول مرة في عام 2014 لم يتم استغلالها بالكامل إلا مع مطلع أجيال AMD Ryzen وبدايات الجيل السابع من Intel لأنها، وببساطة، لم تكن التوجه الأول للاعبين أن ذاك.

 من قام بشراء أجهزة لاب توب أو قام بتجميع أجهزة كمبيوتر لم يواجه أي مشكلة على الإطلاق من ناحية الأداء، خصوصاً وأن المرحلة الإنتقالية التي مرت بها الأجيال التي تبنت ذواكر الـ DDR4 قبل هذه الأجيال لم تشكل فارقاً كبيراً مقارنةً بذواكر الـ DDR3، بل كان الأمر مسألة تحديث أو الحصول على أجهزة جديدة بأحدث التقنيات فقط. 

هذا ما سيحدث مع ذواكر الـ DDR5 التي لا نتوقع أنها ستشغل مساحة كبيرة من السوق في عام 2022 على أقل تقدير نظراً لحالة السوق الحالية ولأن منصات AMD وIntel الحالية كافية للغاية لمستخدميها، وفكرة التحديث بالنسبة لمن يمتلك هذه المنصات لن تكون مهمة إلا لو قدم هذه الشركات أداء أفضل مما قدمته مسبقاً بفارق كبير، وفي هذه الحالة التحديث لن يكون من أجل ذواكر الـ DDR5 بشكلٍ خاص. 

ذواكر الـ DDR4 ستظل مسيطرة على السوق لفتراتٍ طويلة، خصوصاً وأنها تشكل 90% من سوق الذواكر العشوائية في الوقت الحالي. لا يمكن التخلص من هذه النسبة بين عشيةٍ وضحاها، وفي نفس الوقت لا يمكن أن تعمل الشركات الأخرى على فرض التحديث على ملاك هذه الذواكر لأنهم يمثلون أكبر شريحة من مستخدمي أجهزة الكمبيوتر في الوقت الحالي، وخسارتهم ليست في مصلحة أحد. 

كل هذا لا يحثك على الندم!

نعم، هذه حقيقة. حتى وإن قمت بشراء جهاز كمبيوتر الآن من أي مكان وأنت تعلم أن الغد سيشهد إطلاق ذواكر الـ DDR5 وأنت ستمتلك معالج ولوحة لا يدعمان الـ DDR4 من أجل الألعاب أو صناعة المحتوى، فلا توجد أي مشكلة لعامين أو ثلاثة. لن تجد فارقاً في البداية وفي نهاية العام الثالث لن تجد فارقاً كبيراً في الأداء، كل شيء سيكون كما هو عليه الآن ولن يحدث ما هو أسواً، والأرقام التي نراها الآن من أعلى المنصات مرضية للغاية وستظل على ما هي عليه. 

حتى لو قمت بشراء منصات AMD وIntel التي تدعم ذواكر الـ DDR5 وتقرأ هذه المقالة وندمت على استثمارك في 2021، فلا يوجد ما تندم عليه. لقد حصلت على منصة جديدة توفر لك أداءً أفضل من ذي قبل مع مزايا أخرى، ويمكنك أن تعتبر أن ذواكر الـ DDR5 تلك هي كريمة الكعكة التي قمت بشرائها والتي ستتذوقها بعد عامين عندما تشعر بالفارق الحقيقي عندما تتبنى البرامج والألعاب هذه الذواكر الجديدة. 

في النهاية، سترفع ذواكر الـ DDR5 سقف الطموحات لا أكثر ولا أقل بشكل عام، لكن استغلال هذه الموارد بشكلٍ كامل سيأخذ وقتٍ طويل قد يصل إلى عامين على الأقل، وفي خلال هذه الفترة سنرى تحسينات بسيطة للغاية من ناحية الأداء، مما يجعل الحصول على ذواكر الـ DDR4 صفقة رابحة حتى الآن!