منذ أيام؛ انتشرت بعض التسريبات على الإنترنت حول تطوير شركة Dell الشهيرة، والمُصنعة للحواسيب الشخصية، لبعض من حواسيبها المحمولة المُعتمدة على معمارية ARM. وتُقدم هذه المعمارية جيلًا جديدًا من المعالجات المركزية عالية الأداء، والتي تشتهر بتوفيرها للطاقة، إذ بدأ هذا المفهوم في التبلور بعد اعتماد الشركات التقنية الكبرى المُتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي في استخدام هذا النوع من المعماريات بمراكز البيانات.

وبحسب التقارير الصحفية التي انتشرت عبر شبكة الإنترنت؛ تُخطط الشركة العريقة لإطلاق سلسلة جديدة من أجهزة اللابتوب المزودة بمعالجات ARM بدلاً من المعالجات التقليدية من إنتل وAMD. وتأتي هذه الخطوة الاستراتيجية في محاولة من ديل لاقتناص حصة سوقية أكبر في قطاع الحواسيب المحمولة عالية الأداء، مستفيدةً من كفاءة استهلاك الطاقة المتميزة التي تتمتع بها شرائح ARM.

تحاول ديل بهذه الخطوة تحديث سلسلتها الشهيرة لأجهزة اللابتوب XPS 13، وهي واحدة من أنجح سلاسل ديل، وأكثرها شيوعًا بين المستخدمين. وبالتالي، تستهدف ديل فئةً كبيرةً من مستخدميها بهذا التحديث؛ إذ تسعى الشركة إلى نشر هذا النوع من المعماريات في أجهزة اللابتوب نظرًا لكفاءتها العالية.

وكشفت التسريبات أيضًا عن خُطط ديل المستقبلية لسلسلة XPS؛ إذ قدمت التسريبات صورةً من داخل الشركة لخارطة الطريق التي وضعتها لهذه السلسلة؛ والتي ستكون معتمدةً على معمارية ARM. تضمنت التسريبات أيضًا أن هذه السلسلة ستُمثل جيلًا جديدًا من أجهزة اللابتوب المُعتمدة على الذكاء الاصطناعي، إذ تتعاون ديل مع ميكروسوفت بتضمين زر خاص لتشغيل نظام Copillot في لوحة مفاتيح اللابتوب، وهي خطوة تسعى ميكروسوفت إلى تعميمها في جميع الحواسيب خلال الأعوام المُقبلة.

معمارية ARM: سناب دراغون يصل إلى أجهزة الكمبيوتر!

تعمل معمارية ARM على تصميم جديد يعتمد على خفض عدد التعليمات الحاسوبية للمعالج؛ ما يؤدي في النهاية إلى تصميم أسهل وأبسط للمعالجات المركزية. ولهذا؛ أدت هذه المعمارية الجديدة إلى فتح المجال أمام استخدام معالجات مركزير عالية الأداء داخل الأجهزة التقنية الصغيرة، مثل الهواتف الذكية، والساعات الذكية، وغيرها من الأجهزة الذكية الصغيرة التي تحوي بداخلها شرائح قادرة على مقارعة أقوى المعالجات الحاسوبية الموجودة على الساحة.

ساهمت هذه المعمارية أيضًا في خفض استهلاك الطاقة بشكل ملحوظ؛ إذ تُقدم هذه الشرائح نفس أداء المعالجات التقليدية؛ بل قد تتفوق عليها أيضًا، مع استهلاك طاقة قد يصل في بعض الأحيان إلى نصف أو حتى ربع استهلاك الطاقة للمعالجات التقليدية. طُورت هذه المعمارية بواسطة شركة ARM Holdings البريطانية، على الرغم أنها لا تُصنع الشرائح نفسها؛ فهي تمنح فقط التراخيص للشركات المُصنعة للشرائح بتصنيع هذا النوع من المعالجات، مثل آبل وكوالكوم وسامسونغ وغيرها.

معمارية ARM على أجهزة الكمبيوتر

كانت هذه المعالجات مُوجهةً بشكل أساسي إلى الهواتف الذكية ومُلحقاتها. ونظرًا لكفاءتها العالية وتوفيرها للطاقة؛ بدأت الشركات الكُبرى تُفكر في إمكانية استخدام هذه الشرائح الجديدة في تشغيل أجهزة الكمبيوتر. وكانت البداية مع شركة آبل في عام 2020، وذلك عندما أعلنت الشركة عن البدء في التخلي عن معالجات إنتل بأجهزة الماك برو والماك بوك لاستخدام أول شريحة ضمن معمارية ARM على حواسيب آبل، وهي شرائح Apple Silicon التي تُطورها آبل خصيصًا لأجهزتها.

طالع أيضًا: شريحة خارقة من آبل | تعرف على تفاصيل حدث إطلاق الجيل الجديد من الآيباد

والآن؛ بدأت ميكروسوفت بالفعل في دعم هذه المعمارية، ذلك بعد إصدار نسخ جديدة من الويندوز التي تدعم العمل على هذه المعمارية؛ مثل Windows 11 on ARM وWindows 10 on ARM. ومع ذلك، تُواجه هذه المعمارية على الويندوز أزمةً في التوافق مع التطبيقات، إذ طُورت أغلب التطبيقات على الويندوز لتعمل على المعالجات التقليدية. ولكن تُقدم ميكروسوفت حلًا لتشغيل هذه التطبيقات عبر طبقة المحاكاة (Emulation).

شرائح سناب دراغون X ضمن أفوى رقاقات معمارية ARM!

تُعد هذه المعمارية مثاليةً بالنسبة لأجهزة اللابتوب؛ فهي تُقدم باقةً من المزايا التي تبدو وكأنها مُصممة خصيصًا لهذه الأجهزة. فعلى سبيل المثال؛ تُقدم هذه المعمارية شرائح صغيرة الحجم بشكل كبير مقارنةً بالمعالجات التقليدية؛ ما يُساهم في تصميم أجهزة نحيفة وخفيفة الوزن، ما يخدم الطابع العام لسلسلة Dell XPS 13 التي تنوي الشركة أن تُعيد إحياءها بهذه المعمارية. وتُقدم هذه المعمارية أيضًا تحسنًا ملحوظًا في استهلاك الطاقة، وقد يساهم حجمها الصغير في إتاحة استخدام بطاريات ذات سعة أكبر، ما يؤدي في النهاية إلى تحسين عمر البطارية بشكل كبير وغير مسبوق.

الأداء

بالنسبة للأداء؛ تُقدم هذه الشرائح الجديدة أداءً منافسًا قادرًا على مقارعة أقوى المعالجات من إنتل وAMD. فعلى سبيل المثال، تمكنت شرائح آبل سيليكون من اكتساح المعالجات التقليدية من إنتل في مختلف اختبارات الأداء، وباستهلاك طاقة يصل في بعض الحالات إلى الربع! ما جعل آبل تُقرر الاعتماد على هذه المعمارية مع تعميمها على جميع أجهزتها الذكية؛ بدءًا من الساعات الذكية، وحتى أجهزة الماك برو الخارقة.

تسريبات جديدة من Dell - لابتوبات جديدةً بشرائح Qualcomm

تتعاون ميكروسوفت مع شركة كوالكوم المُصنعة للرقاقات في إصدار حواسيب جديدة على معمارية ARM؛ إذ تسعى ميكروسوفت أن تُصمم أنظمة الويندوز بشكل متوافق مع هذه الرقاقات؛ خاصةً مع الأداء الخارق لرقاقات Qualcomm Snapdragon X. وبالفعل؛ من المتوقع أن تبدأ الشركات الكبرى المُصنعة لأجهزة اللابتوب في إطلاق أجهزتها الأولى القائمة على معمارية ARM خلال هذا العام، مثل لينوفو، وHP، وDell، وغيرها.

ومنذ أيام، انتشرت بعض التسريبات التي كشفت خُطط ديل لإطلاق أجهزة لابتوب جديدة قائمة على شرائح سناب دراغون X، والتي ستكون ضمن سلسلة XPS 13، بالإضافة أيضًا إلى سلسلة Dell Inspiron. وكشفت التسريبات أن الأجهزة الأولى التي ستُطلقها ديل بهذه الشرائح الجديدة ستكون Dell XPS 9345 وDell Inspiron 7441. وستتضمن الأجهزة الجديدة قارئ بصمة مع مستشعر IR لخاصية Face Unlock التي تُقدمها ميكروسوفت على نسخة الويندوز.

شريحة Snapdragon X على Dell Inspiron وXPS

وتُعد هذه الشريحة الجديدة من كوالكوم ضمن أقوى رقاقات ARM على الإطلاق؛ فهي أقوى من معالجات Intel Core Ultra، كما أنها قادرة على منافسة شرائح آبل سيليكون مثل M2، وM3. وكشفت التسريبات أيضًا أن هذه الأجهزة الجديدة ستتضمن زر تشغيل Copilot الخاص بميكروسوفت؛ إذ تسعى ديل إلى تقديم هذه الأجهزة إلى السوق تحت مسمى «أجهزة الذكاء الاصطناعي»!

تضمنت التسريبات أيضًا أن جهاز XPS الجديد سيأتي مع شاشة من نوع OLED، كما أن ديل ستستخدم تقنية Tandem OLED الجديدة التي استخدمتها آبل في أجهزة الآيباد برو الأخيرة. وتعمل هذه التقنية الحديثة على تكثيف طبقتين من الأوليد على بعضهما البعض، وذلك لحل مشكلة ضعف إضاءة الأوليد على الشاشات الكبيرة، مثل شاشة اللابتوب. وكشفت التسريبات أيضًا أن اللابتوب الجديد سيكون باسم Dell XPS 13 TributoQC، ومن المتوقع إطلاق هذا الجهاز الجديد خلال الأشهر القليلة القادمة.

زر تشغيل Copilot 

نشرت التسريبات صورةً تزعم أنها من مستندات شركة Dell، وتحتوي هذه الصورة على خارطة طريق لشركة ديل؛ تتضمن أجهزتها المستقبلية من سلسلة لابتوب XPS، وذلك لمدة أربع سنوات من 2023 حتى 2027. وطبقًا لهذه الصورة؛ حددت ديل شهر يونيو 2024 ليكون موعدًا لإطلاق لابتوب Dell XPS 13 TributoQC.

كشفت التسريبات أن هذه الشريحة الجديدة ستكون باسم Snapdragon Nuvia، وهي إحدى شرائح سناب دراغون X المُوجهة لأجهزة الكمبيوتر. وتأتي هذه الرقاقة بنسختين؛ نسخة ذات 10 أنوية، ونسخة أخرى تحتوي على 12 نواةً.

خارطة الطريق المُسربة من Dell

وعلى الرغم من قوة هذه الشريحة؛ فإنها تقع في فئة سعرية اقتصادية مقارنةً بمعالجات إنتل. فعلى سبيل المثال؛ كشفت التسريبات أن هذه الشريحة ستُكلف ديل 145 دولارًا، بينما بلغت تكلفة المعالج Intel Core i7-1360P نحو 293 دولارًا تقريبًا في لابتوبات ديل حتى مارس 2023؛ ما يعني أن هذه الشريحة قادرة على تقديم أداءً أعلى بنصف التكلفة تقريبًا، ناهيك عن التوفير الكبير في استهلاك الطاقة!

خطط Intel لمعالجات اللاب توب صارت واضحة للكل

إحدى الملفات المسربة من داخل Dell، وهي نفسها التي تحدثت عن أجهزة XPS التي ستحصل على معالجات Qualcomm، وضحت الكثير بشأن معالجات Intel القادمة لأجهزة اللاب توب. نملك الآن بين أيدينا خطة Intel، والتي تخص في الأغلب الأجهزة المكتبية من عينة XPS، ومواعيد الإطلاق الخاصة بها هي:

  • معالجات Core Ultra 200V - سبتمبر 2024.
  • معالجات Core Ultra 200 - يناير 2025.
  • معالجات Core Ultra 300 - أكتوبر 2025.
  • معالجات Core Ultra 400 - أكتوبر 2026.

بحسب التسريبات التي نراها،ـ من الواضح أن معالجات Core Ultra 200V تلك ستستهدف الأجهزة الخفيفة، مثل Zenbook من ASUS على سبيل المثال. هذه المعالجات ستأتي في سلسلة V، مماثلة لما تشير له Intel بـ "H" عندما تذكر معالجات الفئة العليا.

معالجات Core 200V تلك ستقدم لمستخدمها ما قد يصل إلى ثمان أنوية، أربعة للأداء وأربعة للكفاءة، ومعها معالج Battlemage الرسومي بثمان أنوية للمعالجة الرسومية، وتدعم ما يصل إلى 32 جيجابايت من رامات الـ LPDDR5X وبشريحة ذكاء اصطناعي تقدم ما يصل إلى 100 TOPs.

لا يوجد حتى الآن تفاصيل بشأن معالجات سلاسل Ultra 200 للأداء القوي، ومعالجات Ultra 300/400. ما نعرفه أن Core Ultra 200 ستقدم ما يبدأ من تركيبة نواتين للأداء وست أنوية للكفاءة، وتصل إلى ثمان أنوية للأداء و16 للكفاءة بمعماريات Lion Cove وSkymont تباعًا.

من الواضح أن هذه المعالجات سيتم وضعها مع كروت RTX 50 من NVIDIA، في فئة الأداء المرتفع من أجهزة Dell على الأقل. أما بالنسبة لمعالجات Core Ultra 300 التي سنراها في 2025، فلها نفس المعاملة مع كروت RTX 50، وهذا لأن Dell ستتوجه في هذه الفترة إلى توفير أجهزة قوية من سلسلة XPS 14 بقوة 40 واط، وبعدها تطلق أجهزة Core Ultra 400 بما يصل إلى 80 واط من الطاقة في جهاز XPS 16 خلال الربع الأول من يناير 2027.

ختامًا، تُعد معمارية ARM اختيارًا مثاليًا لأجهزة اللابتوب؛ فقد تبدأ هذه الشرائح ثورةً جديدةً في سوق الحواسيب المحمولة بفضل أدائها المنافس واستهلاكها المحدود للطاقة؛ ناهيك عن انخفاض تكلفتها مقارنةً بالمعالجات التقليدية؛ فهي الاختيار الأمثل لدخول عصر الذكاء الاصطناعي!