لماذا توقف مشروع إنتاج السيارة الكهربائية في مصر؟ وهل انتهت للأبد؟
بين ليلة وضحاها، عادت السيارات الكهربائية للظهور بقوة على الطرقات وأثبتت كفاءة عندما يتم مُقارنتها بالماضي، فكما نعلم السيارات الكهربائية موجودة منذ القرن التاسع عشر ولكنها لم تكن تستطيع مُجاراة تلك التي تعمل بالوقود من الناحية العملية، الأمر الذي أدى لمرورها بمراحل سقوط واندثار.
مع التحول الكهربائي الذي يشهده العالم مؤخراً، ظهرت السيارة "نصر" الكهربائية كأول سيارة مصرية تعمل بالكهرباء، والتي كانت من المفترض أن تتوفر بحلول النصف الثاني من 2022 ولكن الخلافات مع الشركة المُصنعة يبدو أنها ستؤجل ذلك الحلم قليلاً.
بدأت الخلافات بالظهور الشهر الماضي ما بين وزارة قطاع الأعمال المنوطة بمشروع السيارة والشركة الصينية دونج فينج Dongfeng Motor المُصنعة لها، وقد علمنا أن سبب الخلافات الرئيسي أن الشركة الصينية قد طلبت في أكثر من مُناسبة تهيئة المصنع بعدد من الأعمال الإنشائية، وتحديث بعض آلات الإنتاج الغير مرتبطة بطراز السيارة للشروع في إنتاجها.
بالرغم من جهود وزارة قطاع الأعمال في هذا الأمر، ولكن يبدو انها لم ترضي طموح الشركة الصينية خصوصاً أيضاً مع وجود خلافات مُستمرة على تسعير المكونات الخاصة بالسيارة وكذلك تغيير إدارة الشركة الصينية في نفس الفترة، الأمر الذي أدى في نهاية الأمر لإنهاء العقد بين الطرفين، ولكن هل هذه النهاية؟
لا ليست كذلك، في الوقت الحالي تعمل وزارة قطاع الأعمال على إيجاد سيارة بديلة للسيارة الصينية، بدلاً من E70 Dongfeng والتي كانت أساساً تُباع في الصين، وكان سيتم جلبها بمعايير وأسعار ومكونات مصرية بنسبة 58%، في كل الأحوال سوف يستمر المشروع وإن كان سيتأخر قليلاً عن ما كان مُخطط له، وكذلك ربما نشهد تغييراً في مواصفات السيارة وشكلها.
بجانب ذلك، تعمل شركة النصر للسيارات على تهيئة وتطوير البنية التحتية للمصنع وتطوير الآلات في الوقت الحالي إنتظاراً للشريك الجديد الذي من المحتمل أن يتم الإعلان عنه قريباً.
[quote السيارة نصر E70 … تحديات ومعوقات مستمرة، 11 شهراً منذ الإعلان والخلافات مع الشركة الصينية لم تكن التحدي الوحيد أمامها. ]
تعتبر السيارة نصر E70 سيارة كهربائية بالكامل، حيث أنها مزودة بمحرك كهربائي بقدرة عالية يصل لـ147 حصانا وسرعة قصوى تصل لـ150 كيلو متر في الساعة، يستغرق شحن السيارة بشاحن قدرته 7.3 كيلووات/ساعة حوالي 6-7 ساعات، و4 ساعات بشاحن قدرته 22 كيلووات/ساعة، و30-40 دقيقة بشاحن DC "الشاحن السريع" قدرته تتعدى 50 كيلووات/ساعة.
تكمن المشكلة الرئيسية في فكرة الحصول على سيارة كهربائية في مصر في الوقت الحالي هو قلة محطات الشحن، بالرغم من أن الشاحن العادي يُمكنه شحن البطارية الخاصة في السيارة في المنزل، ولكن محطات الشحن السريع DC قليلة على الطرقات وهو ما تعمل عليه بشدة الجهات المنوطة في الوقت الحالي وحتى إنتاج السيارة.
في الوقت الحالي، يوجد حوالي 100 محطة شحن قائمة بالفعل في جمهورية مصر العربية، ومع نهاية العام الجاري من المفترض أن تكون قد وصلنا إلى 400 محطة شحن ثم 3000 مع نهاية العام المقبل وهى تكفي لشحن حوالي 60 الف عربية.
بجانب ذلك، تمنح الحكومة شحناً مجانياً في الوقت الحالي لأي سيارة تعمل بالكهرباء، في محاولة لتشجيع المواطنين على ذلك التحول الكهربائي حفاظاً على البيئة من مخاطر السيارات التي تعمل بالوقود، وحتى مع إنتشار السيارات الكهربائية مُستقبلاً سيكون هناك دعماً على أسعار الشحن وستكون أرخص من البنزين في كل الأحوال.
على سبيل المثال تمنح شركة "إنفينيتي إي" شحناً مجانياً لكل السيارات الكهربائية في مصر ودون شروط، وهي متوفرة في محطات وقود Chill Out ولكن مازال عددها قليل للغاية حيث تضم 7 محطات للشحن فقط موجودة في كلاً من (النخيل - السلام - الخمائل - جاليريا 40 - مول العرب - سوديك - السخنة).
هناك شركات أخرى في مصر لشحن السيارات الكهربائية مثل "ريفولتا" و "دارشال" ولكنها تتطلب عضوية أو اشتراك سنوى من أجل المحاسبة.
في جميع الأحوال، توقف الحلم"مؤقتاً" ولكنه على الأقل لم يموت ولحين معرفة المُصنع الجديد للسيارة، أتمني ان يتم العمل توازياً على البنية التحتية وكذلك الإستمرار في توسيع محطات الشحن وكذلك نشر الوعي بضرورة التحول الكهربائي في مصر عن طريق حث شركات النقل المختلفة سواء الخاصة منها أوبر أو أن دريفر أو سيارات الأجرة وخلافه على ضرورة تضمين نسبة على الأقل من سيارتها التي تعمل بالكهرباء فور إطلاقها.
برأيكم هل نشهد السيارة الكهربائية "نصر" في نهاية الأمر في نفس موعدها المُخطط له أم أن حلم صناعتها سوف يتأخر قليلاً وربما يتبخر إذا لم يتم الوصول لإتفاق مُرضي؟