مشاكل العرض : ما هي و كيف يمكننا تجاوزها والتخلص أو حتى التقليل منها!
لعل أحد القصص الغريبة التي قابلتها في الفترة الأخيرة -والتي تتعلق بالتقنية والحاسب بالطبع فنحن هنا في موقع مختص بالتقنية بطبيعة الحال- ، هي قصة ذلك الشخص الذي -بعد أن قام بشراء بطاقة رسومية من "شركة ما"، وكانت البطاقة من الفئة المتوسطة ومن المفترض لها أن تُبلي بلاءً حسناً على دقة العرض الذي يملكها صديقنا- فوجئ بأن تجربة اللعبة سيئة للغاية. حيث أنها كانت مليئة بالتقطيع والتلعثم في الصورة ولا تتميز أبداً بالسلاسة التي كان ينتظرها صديقنا.
ومن هنا بدأ السباب والمهاترات الفكرية في صفحات التقنية المختلفة، فهذا يقول له إنها شركة لعينة، والآخر يدعوا عليها ويتوعدها باللعنة والجحيم الأبدي، والآخر يسخر منه لأنه لم يشتر بطاقته الرسومية من نفس الشركة التي قام هو بالشراء منها، وغيرها من الترهات التي لا طائل منها. ولكن في الحقيقة، فقد كانت المشكلة ببساطة هي عدم فهمهم جميعاً لمشاكل العرض المختلفة التي يُقابلها اللاعبين بطبيعة الحال، ولا كيفية علاجها والتغلب عليها. لذا دعونا نتعرف معا على مشاكل العرض ، وكيف يمكننا تجاوزها والتخلص أو حتى التقليل منها بالشكل الأمثل ؟!.
تشوه الصورة أو الـ Artifacts
يشير مصطلح "Artifacts" أو التشوه الرسومي عادة إلى التشويه الشديد في الوسائط المرئية. ومع ألعاب الفيديو ، يتجلى هذا في هيئة أي شئ يمكنك تخليه من أنواع الغرابة الرسومية. قد ترى جزء مفقود من جسم مثلاً أو مشوه ، وإكساءات متزعزعة ، أو بعض الوميض في الصورة، أو ما شابه.
ونظرًا لأن بطاقة الفيديو الخاصة بك هي المكون الرئيسي المسؤول عن معالجة المرئيات وإرسالها إلى شاشتك ، فإن هذه المشكلات عادةً ما تكون مرتبطة بشكل ما بوحدة المعالجة الرسومية الخاصة بك. لذا ففي البداية يجب عليك أن تتأكد من تحديث برنامج تشغيل أو قيادة البطاقة الرسومية الخاصة بك (أو كما نُطلق عليه، تعريف البطاقة الرسومية Driver) . الجدير بالذكر أيضاً أنه إذا كنت لا تزال تواجه مشكلات في الرسومات في الألعاب بعد التأكد من أن لديك أحدث برامج التشغيل والتعريفات، فقد يكون السبب هو الحرارة. نعم، من الممكن أن تُسبب مشاكل الحرارة المرتفعة عدم قيام البطاقة الرسومية بوظيفتها على الوجه الأكمل. لذا فمن الأفضل دائماً القيام بتفقد الحرارة بشكل مستمر عن طريق القيام بإستخدام أحد برامج متابعة الحرارة مثل تطبيق MSI AfterBurner مثلاً.
وإذا كان السبب هو الحرارة بالفعل، قم بتنظيف جهاز الكمبيوتر الخاص بك من الأتربة إذا لم تقم بذلك منذ فترة ؛ فقد يؤدي وجود الكثير من الغبار إلى زيادة درجة حرارة العتاد ، مما يضر بالبطاقة الرسومية والمكونات الأخرى بشكل قد يدعوا للقلق خاصة في حال تعرض البطاقة لدرجات الحرارة الزائدة لفترات طويلة. تأكد من أن جهاز الكمبيوتر الخاص بك به تهوية كافية أيضًا. وفي حالة كنت قد قمت برفع تردد التشغيل الخاص بوحدة المعالجة الرسومية الخاصة بك ، ففكر في إرجاعها إلى وضعها الطبيعي.
وكما أسلفت، يُمكنك استخدام أدوات تشخيص الكمبيوتر مثل HWMonitor لمراقبة حرارة البطاقة الرسومية. وبالرغم من أنه لا توجد درجة حرارة تشغيل دقيقة يجب أن تبحث عنها ، ولكن بشكل عام ، تبلغ درجة حرارة البطاقات في وضع الخمول في العادة حوالي 30-40 درجة مئوية. وأثناء اللعب ، تكون درجة الحرارة في الأغلب ما بين 60 إلى 85 درجة مئوية، وهو أمر طبيعي. ولكن في حال كانت درجة الحرارة فوق 90 أو 100 درجة مئوية فهنا أنت تُعاني من مشكلة كبيرة يجب حلها أولاً لضمان استمرار البطاقة في العمل.
وأخيرًا ، يمكنك اختبار الضغط على وحدة المعالجة الرسومية للتحقق من وجود مشكلات فيها. وإذا رأيت أية صور أو أجسام غريبة أو أي غرابة بصرية أخرى أثناء الاختبار ، فمن المحتمل أن بطاقتك الرسومية تُعاني الفيديو الخاصة بك.
تجمد الصورة
عندما لا تعمل الألعاب بسلاسة ، يكون ذلك بمثابة أمر شديد الإزعاج، خاصة عندما تكون مندمجاً في الأحداث الخاصة بقصة اللعبة مثلاً. فإذا كنت تواجه حالات تجمد مفاجئة بشكل منتظم في الألعاب غير المتصلة بالإنترنت حيث يتعين على اللعبة العمل بشكل سليم ، فمن المحتمل أن يكون أحد مكونات نظامك على الأقل يتسبب فيما يُسمى بعنق الزجاجة. وعنق الزجاجة ببساطة تعني وجود عنصر ما في جهاز الكمبيوتر ضعيف نسبياً مقارنة بباقي القطع مما يسبب عرقلة لأداء الجهاز بشكل عام بسبب ضعفها مقارنة بباقي الأجزاء. وقد جائت تسمية “عنق الزجاجة” لأنك إذا أردت تفريغ المياه في أي كأس فارغ؛ ستعتمد سرعة الملء على فتحة الزجاجة. فمهما إحتوت الزجاجة على ماء، ستضطر إلى إنتظار نفس الوقت لتقوم بملئها.
نفس الفكرة موجودة في أجهزة الكمبيوتر، فيجب على جميع المكونات أن تتساوى مع بعضها في الأداء. إمتلاكك لأفضل بطاقة رسومية لن يفيدك بأي شيء إن لم تمتلك معالج قادر على مجاراة سرعتها وذاكرة عشوائية قادرة على حمل ونقل البيانات التي يتم إنتاجها من الإثنين. مما يؤدي إلى بطء شديد أو قلة إطارات أثناء لعبك لأجد الألعاب مهما كانت قلة احتياجاتها.
يمكنك متابعة المزيد عن عنق الزجاجة من خلال هذا المقال، ومعرفة كيف يمكنك التخلص منها عتادياً بأقل التكاليف من خلال هذا المقال.
وبالعودة لموضوعنا، يمكنك اتخاذ بضع خطوات السريعة لاستكشاف المشكلة التي تُسبب تعليق هذه اللعبة وإصلاحها بشكل مبدأي حتى يتم التخلص من السبب العتادي (تغيير الجزء المسبب للمشكلة). والحل هنا في الأغلب سيتمحور حول معايرة أداء اللعبة نفسها لكي تتناسب مع القطعة المسببة للمشكلة إذا كان ذلك ممكنًا . كل ما عليك فعله هو القيام بتقليل الإعدادات الرسومية إلى إعدادات أقل بحيث لا تكون اللعبة كثيفة الاستخدام للموارد المحدودة في جهازك. يمكنك معرفة ذلك من خلال مراجعات الأداء الرسومي للألعاب، وهي تلك المراجعات التي تقوم بتحديد أي الإعدادات أكثر وطأة على الأداء من غيرها.
يمكنك أيضاً إغلاق البرامج الأخرى التي تعمل في الخلفية على جهاز الكمبيوتر الخاص بك حتى لا تستهلك أجزاء من الذاكرة وقوة المعالجة. تأكد من أن لديك بعض المساحة الخالية على القرص الأساسي الذي يوجد به نظام التشغيل حتى يتوفر للعبتك مساحة للتنفس. إذا لم تحل هذه الإصلاحات مشكلة التجمد ، فيجب عليك التحول للعتاد ومراجعة هل تمتلك أصلاً العتاد اللازم لتشغيل اللعبة أم لا. وفي حال كان العتاد أقل من المطلوب بفارق كبير، فقد تحتاج إلى الترقية إذا لم يكن نظامك كافي.
فعلى سبيل المثال ، سيوفر SSD أوقات تحميل أفضل بكثير من الأقراص الصلبة القديمة ، وقد تحتاج إلى المزيد من ذاكرة الوصول العشوائي لتتمكن من تشغيل الألعاب بسلاسة (خاصة الألعاب الحديثة التي تحتوى على الكثير من الإكساءات، فالإكساءات تحتاج ذاكرة أكبر خاصة الذاكرة الرسومية، وعندما أقول الإكساءات فهنا يمكنني القول أيضاً دقة العرض) (هناك ألعاب أُخرى قد تحتاج لقوة معالجة أكبر، خاصة تلك التي تحتوي على عوالم مفتوحة). وعلى كل حال يمكنك مراجعة إعدادات الألعاب الحالية لمعرفة ما هي القطعة أو القطع التي ستعمل على تحسين أداء نظامك إلى أقصى حد للحصول على فكرة عما تحتاجه.
تمزق الصورة
حسناً ، لعل كل ما سبق من المشكلات المرئية يمكننا وضعه في كفة، ومشكلة تقطيع الصورة في كفة أُخرى. فهي مشكلة لها حالة خاصة فعلاً، بالرغم من أن حلها الموجود حالياً مُباشر ويقوم بالتخلص منها بشكل كامل تقريباً. ولكن دعونا نتحدث قليلاً عن المشكلة نفسها في البداية.
تحدث هذه المشكلة المرئية عندما تعرض شاشتك عدد كبير من الإطارات في نفس الوقت، ولعل هذا هو أحد الأسباب التي تجعل منها مشكلة مزعجة فعلاً. فمن الطبيعي والمفترض أن معدل الإطارات المرتفعة هو أمر مرغوب من الجميع، ولكن مع وجود هذه المشكلة، يتحول معدل الإطارات المرتفعة إلى طامة كُبرى في حد ذاته. فما يحدث ببساطة هو أن البطاقة الرسومية تقوم بعرض عدد كبير من الإطارات في الثانية الواحدة وليكن على سبيل المثال 120 إطاراً، في حين أن المستخدم يمتلك شاشة تعمل بتردد 60Hz فحسب، وهو ما يعني أنها يمكنها عمل refresh للصورة عدد 60 مرة في الثانية الواحدة. هذا التردد أو معدل العرض الخاص بالشاشة يعني أنها تستطيع عرض 60 صورة كحد أقصى في الثانية الواحدة. وهنا تحدث المشكلة.
فما يحدث هنا هو أن الشاشة لا تستطيع عرض أكثر من 60 صورة وقد ورد إليها من البطاقة الرسومية 120 صورة مثلاً، ولأن الشاشة لا يمكنها الإنتقاء من هذه الصورة، فانها تحشرهم حشرا بحيث يصيروا 60 صورة أيضا، حتي لو انطبقت الصور علي بعضها انطباقا! المهم أن لا يتخطي عددهم معدل العرض أبدا!. وهو ما يحدث بالفعل! الصور تنطبق علي بعضها، فيري المستخدم ظاهرة التقطيع في الصورة Tearing، والتي ما هي الا صور مختلفة محشورة فوق بعضها في صورة واحدة!
المزامنة الطولية Vertical Synchronization
ولحل هذه المشكلة ظهرت في البداية تقنية تُسمّى المزامنة الطولية Vertical Synchronization -أو VSync اختصارا- وهي موجودة في كل لعبة، وعندها القدرة علي أن تلغي هذه الظاهرة. وقد يسعد بها المستخدم مباشرة فيقوم بتفعيلها، لكنه يفاجئ ان الحال أصبح الي أسوأ، التقطعات لا تزال موجودة، فقط أضيف عليه قصورا في معدل استجابة اللعبة لأوامره … يشعر أن التحكم ثقيل، صارت اللعبة الآن أسوأ بشكل يقيني، لا يفهم ويصاب بالحيرة! لماذا يكون هناك خيار لجعل اللعبة أسوأ بحق الله؟
والحقيقة أن هذا ليس ذنب اللاعب علي وجه الخصوص، بل هو ذنب صناعة بأكملها، صناعة ركزت علي جانب المعالجة أضعاف ما فعلت مع جانب العرض. والنتيجة هي الحاصلة الآن: شاشات تعمل بمعدل عرض Refresh Rate ثابت في كل الأحوال وخلال كل الظروف، سواء عملت اللعبة بنفس معدل عرض، أو أقل أو حتي أعلي منه، وهذا هو لب المشكلة! ثبات معدل العرض!
في الصورة السابقة نرى أن هناك صوراً منطبقة علي بعضها، والخطوط الصفراء هي التقطيع ..
هذا ما يحدث عن تفعيل التقنية ووجود معدلات عرض أكبر من معدل التحديث الذي يحدده التقنية. أما اذا أعطتها البطاقة الرسومية عددا أقل من معدل العرض، 50 صورة مثلا، فان الشاشة البلهاء تكرر منهم 10 صور اضافية، ليصير المجموع الكلي 60 صورة، ثم لا تكتفي بذلك فحسب! بل تستقبل هؤلاء الـ 50 وتكرر عليهم الـ 10 في غير نظام أو انتظام، فتنطبق بعض الصور فوق بعضها البعض مسببة ظاهرة التقطيع أيضا!
والنتيجة أن ما يراه اللاعب هو تقطيعات في كل مكان، تقطيعات بكل الألوان!
صورة أخري لتقطعات Tearing العرض ..
ولكن ما الحل؟
الحل ببساطة هو اجبار البطاقة الرسومية والشاشة علي التواصل بتوافق، عن طريق مزامنة دورات العمل بينهما باستخدام المزامنة الطولية VSync. والمزامنة الطولية تجبر بطاقة الرسوميات علي ألا ترسل أكثر من 60 صورة في الثانية (اكثر من معدل عرض الشاشة)، فتتجنب الشاشة حشر أية صور زائدة، وتحتفي ظاهرة التقطيع تماما!
الي اليمين بدون تقطعات، والي اليسار بالتقطعات ..
لكن هناك مشكلة سخيفة للغاية في تقنية المزامنة الطولية المزعومة تلك، وسببها أكثر سخافة!
عند تفعيل هذه التقنية، فان البطاقة الرسومية تُجبر نفسها علي التوافق مع كل دورة لرسم الشاشة، ودورة رسم الشاشة تبدأ من الأعلي، أي بطول الشاشة .. حيث تبدا الشاشة رسم كل صورة من أعلي الي أسفل، أي بطريقة راسية، أو طولية. ومنها اٌشتق الأسم.
في الشاشات التي تعمل بمعدل عرض 60Hz، فان كل دورة رأسية تستغرق 1/60 جزء من الثانية، أي حوالي 16 مللي ثانية.
يجب علي البطاقة الرسوميّة معالجة كل صورة بحيث لا يزيد زمنها عن 1/60 جزء من الثانية (أو 16 مللي ثانية ) حتي ترسلها الي الشاشة في ميعاد دورة الرسم القادمة.
في معظم الأحوال، ومع البطاقات الرسومية القوية فان هذا لا يمثّل أي مشكلة، والأغلب أن البطاقة تُنهي كل صورة في زمن أقل من 16 مللي ثانية، لكنها تنتظر باقي هذه المدة حتي ترسل الصورة الي الشاشة في دورة الرسم القادمة، لتتفادي التقطيع في الصورة Tearing والخطوط الموجية كما قلنا.
لكن للأسف تأتي بعض الصور بمؤثّرات قوية، وهذه تزيد من العبأ الحسابي، مما يزيد من زمن معالجة هذه الصورة الثقيلة، الي حد أن زمن المعالجة يتعدّي زمن 16 مللي ثانية، ليصبح 20 مللي ثانية مثلا!
عندما يحدث هذا، فان الصورة تفوتها دورة رسم واحدة من دورات الشاشة، حيث لا ترسلها البطاقة الي الشاشة لأنها لم تكتمل، وتضطر الصورة الي الانتظار حتي الدورة القادمة.. أي أن الصورة انتظرت دورتين كاملتين من دورات الشاشة!
اذا تكرر هذا الأمر مع ثلاثين صورة في الثانية الواحدة (مثلا في مشهد انفجار كبير، أو أضواء كثيرة ساطعة) فان كل صورة منهم تنتظر دورتين من أصل 60! وهنا تحدّث الشاشة نفسها 30 مرة فقط، وهذا يُسبب انخفاض عدد الصور المعروضة الي النصف فورا! ويفاجئ اللاعب بخلل مفاجئ وبطء ملحوظ في سلاسة العرض وثقل Lag في استجابة اللعبة لأوامره.. والأسوأ أن انخفاض معدل الصور ينتج عنه نوع من الاهتزاز أو الارتعاش Judder في الصورة عندما تنتظر الشاشة صورة طال زمن معالجتها.
بل إن منظومة العرض عادة ما تنهار تماما اذا انخفض عدد الصور عن 60 لأي سبب كان، فمتي حدث أي انخفاض، فان التزامن والتوافق بين الشاشة وبطاقة الرسوميات ينهار، وتبدأ بعض الصور في الولوج الي دورات رسم ليست لها بطريقة غير متساوية، ويحدث التقطيع أيضا رغما عن أنف المزامنة الطولية! وفي أحيان أخري تضطر الشاشة لتعويض النقص بصور مكررة، مما يعني أن عملية العرض كلها تصاب بالخلل، فتدفق سلاسة العرض يختل Stutter بسبب انخفاض عدد الصور و تكرارها واستقبالها في غير انتظام، فيلاحظ اللاعب أن العرض يبطأ فجأة في بعض الصور، ثم يعود سريعا كما كان، ثم يبطأ فجاة كأنه يتقافز بين الصور بطريقة غير متساوية وهو ما يطلق عليه اسم التعثر Stutter أو التأتأة (مثل التأتأة في الكلام) .. والظاهرة تحدث في غضون أجزاء من الثانية، لكنها ترصد وتسجل من قبل العين وتقلل من جودة العرض بدرجة ملحوظة.
صورة للاختلال المفاجئ لسلاسة العرض Stutter بالأعلي، وبالأسفل صورة للاختلال المستمر ..
وبكل أسف فهذه المشكلة في حد ذاتها أدّت إلى ظهور مشكلات أُخرى ناتجة عنها كالتالي:
عدد صور أعلي من معدل العرض= تقطيع Tearing! صور أقل من معدل العرض= تقطيع Tearing واهتزاز Judder! مزامنة طولية وصور أقل من معدل العرض= تقطيع Tearing وبطء شديد في اللعبة low fps وتلعثم في سلاسة العرض Stutter! مزامنة طولية وصور أعلي من معدل العرض =تقطيع Tearing وبطء شديد في اللعبة low fps!
صورة متحركة تبين التقطعات Tearing علي خلفية بيضاء وسوداء ..
صورة للاختلال المفاجئ لسلاسة العرض Stutter ..
وللأسف فهذه المشكلة إستمرت فترة طويلة من الزمن، فقد إستسلم مطورو الرسوميات ومصنعي العتاد لتلك المشكلة عقداً من الزمن تقريباً، وتأقلموا معها، واعتبروها قدرا لا مقر منه، وعلموا أنفسهم تجاهلها والتعود عليها، بل وعلموا ألعابهم محاكاة تلك الرداءة للحفاظ علي معدل عرض الصور علي منصات الألعاب المنزلية consoles .. فلديهم لا تجد أي مانع من ارسال صور غير مكتملة الي الشاشة حتي لو سببت تقطعات Tearing، فأي صورة تتخطي زمن معالجتها حاجز الـ 33 مللي ثانية، ترسل الي الشاشة فورا حتي لو لم يرسم منها سوي سطرا واحدا! والنتيجة هي انطباق هذه الصورة الناقصة علي ما قبلها بطريقة غير سوية مسببا تقطيعا أيضا!
لقد رأيتم أنه حتي مع المزامنة الطولية، فان العروض تعاني من تقطيع الاطارات Tearing، و تذبذب وتلعثم سلاسة العرض Stutter، واهتزاز الشاشة وارتعاشها عند انخفاض الاطارات Judder، وثقل استجابة اللعبة Lag، ويا للروعة في حال كانت لدى المستخدم بعض المشاكل الأُخرى التي تحدثنا عنها لتونا في هذا المقال، لسوف تكون حفلة بالفعل، ولكنها حفلة من المشاكل الرسومية المزعجة والتي لا يمكنك حلها !!
إقرأ أيضاً : تقنية VSync هل هي مجرد ضغطة زر، أم أن لها حسابات أخري ؟!
وقد كان هذا هو الحال حتي ظهر للعلن ما يُسمى بالمزامنة المتغيرة أو معدل العرض التكيفي Adpative Sync :
ومن باب الإنصاف فقد كانت NVIDIA هي أول من قام باستعراض التقنية. حيث ستضع NVIDIA معالجا صغيرا بداخل كل شاشة، ومعالجا آخر بداخل كل بطاقة رسومية، وسيقوم المعالجين بأداء خوارزمية معقدة ليتزامنا سويا بحيث متي انخفض عدد الصور عن معدل العرض فان الشاشة تخُفض من معدل عرضها ليتساوي مع عدد الصور، ولتذهب ظاهرة التقطيع الي الجحيم! إذا أرسلت البطاقة الرسومية 50 صورة، فان الشاشة تعمل بمعدل 50 صورة فقط، بلا زيادة ولا نقصان!. وقد قامت الشركة بتسمية التقنية G-Sync أو المزامنة G.
لن تحتاج الشاشة الي تكرار أية صور، ولن تعاني من اية تقطيعات Tear أو اهتزازات Judder عندما تنهار عن معدل العرض.. ولن تحتاج الي أداء مزامنة اجبارية تسبب ثقلا Lag في الاستجابة أو خللا في سلاسة العرض Stutter، فمعدل عرض الشاشة يتغير في التو واللحظة ليتواءم مع ما ترسله البطاقة الرسومية من صور أو إطارات Frames!. الجميل في الأمر هنا هو أن توابع هذا الحل لن تتوقف عند مسألة الخلاص من التقطيعات فقط، بل تمتد الي البطاقة الرسومية نفسها .. الآن أصبحت البطاقة التي تعمل بـ GSync تقدم عرضا أكثر سلاسة وصفاء من البطاقة التي تعمل بدون GSync حتي لو قدمت هذه الأخيرة عددا أعلي من الصور/الاطارات!
وبفرض أن تلك البطاقة تقدم 50 صورة في الثانية في لعبة ما، بتقطيعات رديئة في كل مكان، تخصم من جودة العرض، وتعطي انطباعا سيئا لدي اللاعب الذي يشعر أن العرض يسير بمعدل صور أقل من الـ50 بكثير! فان البطاقة ذات الـ GSync ستقدم عرضا أكثر سلاسة بلا أية تقطيعات وبانطباع فائق النقاء لدي اللاعب حتي لو عملت اللعبة علي 40 صورة فقط!
إقرأ أيضاً : شعار FreeSync يختفي من شاشات الحاسب ليحل محله شعار G-Sync!
وبالطبع لن يؤثر هذا علي حاجة المرء لبطاقات قوية، فالصور تحتاج أن تصل الي الشاشة بسرعة في كل الأحوال، لكن هذا الأمر يقلص الفوارق بين البطاقات المتقاربة.
الآن أصبح كذلك بامكان أي لاعب الحصول علي عرض صاف حتي باستخدام 30 صورة فقط!
الآن لم يعد من الملزم علي مطوري ألعاب المنصات أن يجبروا ألعابهم علي العمل بمعدل اطارات ثابت، خشية التقطيعات، فلتعمل اللعبة كما تريد، وستتولي تقنية GSync معادلة الزوائد والنواقص.
تقول NVIDIA أن GSync تحتاج 30 اطارا كحد أدني حتي تؤدي المطلوب منها بدقة، تحت هذا الحد فان الشاشة ستهتز Flicker بسبب نقص الاطارات، وسيكون هذا ملحوظا لأي شخص، لذا فالحاجة لبطاقات جيدة الأداء هي أمر لا مفر منه.
ولقد طورت AMD تقنيتها الخاصة مثل NVIDIA، وأطلقت عليها اسم FreeSync، والسبب انها لا تحتاج لمعالج في الشاشة مثل GSync، وانما تعمل من خلال تعريف القيادة driver الخاص بـ AMD. مما يجعلها خيارا أقل تكلفة.
والجدير بالذكر هنا هو أن هُناك فروق جوهرية بين FreeSync و GSync، فلأن الأخيرة تحوي معالجا مستقلا في الشاشة، فانها تستطيع التعامل مع أي مجال من عدد الصور أو معدل العرض Refresh Rate، من الصفر وحتي 240Hz فأكثر، بينما عادة تكون FreeSync مقيدة بمجال محدد (مثلا من 40 الي 70Hz). ولقد أصدرت AMD الاصدار الثاني من التقنية لتلافي هذا العيب ولقبته بـ FreeSync 2، وهو يحتاج الي تصميم الشاشة بشكل معين حتي تستطيع العمل من الصفر الي 240Hz فأكثر.
أيضا تستطيع GSync العمل مع تقنية HDR 1000، بسهولة شديدة وبمعدل عرض عالي، بينما لا تزال FreeSync مقيدة بـ HDR 600 فقط، وقد يتغير هذا مستقبلا.
في كل الأحوال، لقد اصبحت المزامنة G والمزامنة الحرة Free في غفلة من العالم، هي المعيار القياسي لسلاسة العرض، ساحقة المزامنة الطولية العتيقة العقيمة بالضربة القاضية! ولقد أطلق عليهما اصطلاحا اسم المزامنة المتغيرة Variable Sync، ومما لا شك فيه أن Intel ستنضم للقافلة من بعد AMD و NVIDIA.
كيف تتخلص من هذه المشكلة ؟!
لهذا فلقد أصبح لزاما علي أي لاعب متحمس أن يقتني شاشة تدعم المزامنة المتغيرة Variable Sync، سواء كانت GSync أو FreeSync، هذا اذا كان يرغب حقا في الحصول علي تجربة عرض سلسلة دون تقطعات أو تلعثمات أو ارتعاشات في العرض خاصة بعد كل ما رأينا من معاناة مع تقنية VSync العتيقة. لهذا فيمكننا القول أن هذه المشكلة يكمن حلها الوحيد في إقتناء شاشة تدعم المزامنة المتغيرة أياً كان نوعها، وإلا فأنت حبيس هذه المشكلة حتى إشعار آخر!!.
إقرأ أيضاً : دقة العرض أم معدل التحديث المرتفع ؟ كيف تحصل على تجربة 1080p الأفضل !
لا تقلق فلكل مشكلة حل !
حسناً، يمكننا القول الآن أننا قد غطَينا معظم مشاكل العرض الأكثر شهرة في الوقت الحالي، بالطبع هناك بعض المشاكل الأُخرى البسيطة التي قد تواجه المستخدم والتي تؤثر أيضاً بالسلب على تجربة اللعب الخاصة به، ولكنها لا تتطلب في الحقيقة حلولاً أُخرى غير التي قمنا بإدراجها في الأعلى، فحتى تلك المشاكل التي لم نذكرها سيتم حلها بعون الله في حال قمت بإتباع الخطوات التي أشرنا إليها كحلول للمشاكل المذكورة في المقال. أتمنى أن يكون المقال قد ساهم ولو بشكل بسيط في تجميع المشاكل الشهيرة، وأن يُعطيك كمستخدم فكرة أكثر وضوحاً عن المشاكل التي تواجهها.
ففي النهاية، ليست كل مشكلة تواجهها يا صديقي سببها الأول والوحيد هو الشركة المصنعة للبطاقة الرسومية، فنحن هنا لا نتحدث عن شركات يُديرها مجموعة من الهواة، ولعل الطريق الأمثل والأفضل لحل مشكلتك دائماً هو السؤال والبحث ، فصدقني يا صديقي عندما أقول لك أن معظم المشاكل التي يواجهها المستخدمون "عادة" ما يكون سببها الأكبر هو عدم دراية المستخدم بما يملكه بين يديه من التقنية، وكيف يتعامل معها، ولكن لا تقلق فنحن هنا لمساعدتك على فهم كل ذلك !!
?xml>