معالجات Intel القادمة من الجيل الثاني عشر قد تكون هي الأمل الأخير للشركة حتى تعود إلى الأنظار مرةً أخرى.

صورة رسومية تخص معالجات Intel

قاربت معالجات Alder Lake على الإطلاق، وهي معالجات الجيل الثاني عشر من Intel والتي من المفترض أن تقدم التجربة التي ستعيد Intel إلى الواجهة على حسب توقعات العديد من المنصات الصحفية ونحن منها، وبالطبع على حسب توقعات Intel أيضاً التي رأت أن العمل على نفس دقة التصنيع ما هو إلا عائق يجب التغلب عليه حتى لو وصل الأمر إلى تبني معمارياتٍ جديدةٍ بالكامل.

معالجات Alder Lake القادمة تلك ستأتي لنا هذا العام، لكن الفارق الذي تقدمه هو أداتها للوصول إلى القمة مرةً أخرى، لكن بطريقةٍ لم يسبق لنا أن نراها على صعيد معالجات الـ x86 الخاصة بأجهزة الكمبيوتر من فئة سطح المكتب أو اللاب توب، بل على طريقة معالجات ARM الشهيرة، والتي من الواضح أنها قادرة على تقديم فكرتها مع هذه الأجهزة  كما فعلت Apple مع شريحة M1 الشهيرة.

لكن كيف يتم هذا؟ هذا ما سنتحدث عنه اليوم.

الفكرة كلها في وصفة معالجات Intel الجديدة!

intel-core-i9-12900k-es2

المعالجات الهجينة هي ما ستقدمه Intel هذه المرة، والتي بالفعل رأيناها كثيراً مع شرائح Arm التي توفر قوة معالجة جيدة من أجل الأجهزة التي تعمل على طاقة بسيطة. هذا من خلال تقديم نوعين من الأنوية بداخل الشريحة الواحدة، أنوية الأداء العالي وأنوية الكفاءة العالية.

الفكرة وراء هذه الأنوية أن الأنوية التي تتميز بالكفاءة العالية تعمل بطاقة منخفضة للغاية على خيطٍ واحد لأداء وظائف لا تحتاج إلى مجهودٍ عالٍ من ناحية معالجة البيانات، مثل التجول في متصفح الملفات على سبيل المثال أو التعامل مع البرامج التي تعمل في الخلفية طوال فترة عمل جهاز الكمبيوتر الخاص بك.

أما بالنسبة لأنوية الأداء العالي، فهي الأنوية التي تحتاج إلى طاقةٍ أعلى مع خيطين للمعالجة المركزية، وهذا لكي توفر أعلى أداء وتتعامل مع البرامج التي تحتاج إلى مجهودٍ عالٍ، مثل برامج صناعة المحتوى على سبيل المثال أو مع ألعاب الفيديو الحديثة التي تحتاج إلى قوة معالجة ضخمة.

هذا لم نراه من قبل في المعالجات المركزية الخاصة بأجهزة سطح المكتب. رأينا بعض الأمثلة من قبل مع أجهزة اللاب توب المصممة للأعمال الخفيفة، ومنها أجهزة HP Envy التي يتم استخدامها من أجل الدراسة والأعمال الخفيفة بالذات، وهذا لن يكون غريباً علينا أيضاً بعدما رأينا شرائح M1 المبنية على معمارية هجينة بالفعل، والتي شقت طريقها إلى أجهزة iMac والـ MacBook.

لكن في جهاز سطح مكتب؟ أعتبر الأمر غريباً نوعاً ما. لن أقول أنه سيكون سيئاً أن نرى هذه المعالجات في هذه الأجهزة، لكن الفكرة متقدمة بالنسبة للجميع. لا نعلم كيف نتناول هذه الفكرة لأننا لم نرى أي شيء مثلها قبل هذا في ساحة أجهزة سطح المكتب، لكن دعونا نلقي نظرة على ما رأيناه حتى الآن من تسريباتٍ وأقاويل قد تعكس صورة مفقودة بالنسبة لنا.

معالجات Intel اكتسحت أقوى معالجات السوق في التسريبات

صندوق معالجات Intel

معظم التسريبات المتواجدة حالياً في السوق تعود إلى معالج Core i9-12900K، وهو أقوى معالجات Intel في أي تشكيلة تقوم بإطلاقها للمستهلكين. المعالج تم اختباره على منصة CPU-Z، والتي تعتبر مرجعاً جيداً للمقارنة بين المعالجات بسبب الاختبارات القاسية التي تضعها على المعالج.

اختبار النواة الواحدة، والتي تربعت عليها معالجات AMD مع جيل Ryzen 5000، كشف لنا عن تفوق معالج Intel لأنه حقق ما يصل إلى 825 نقطة. معالج AMD Ryzen 9 5950X حقق ما يصل إلى 648 نقطة، أي يتفوق معالج Core i9-12900K على هذا المعالج بما يصل إلى 21.5% على صعيد النواة الواحدة.

إن نظرنا إلى اختبارات Cinebench R23، سنجد أن المقارنة تضع المعالج هذه المرة مع فئة مختلفة لمحطات العمل. المعالج ينافس Ryzen Threadripper 2990WX الذي قدمته AMD، وهذا بعد أن حصل على 30549 نقطة على هذه الاختبارات عندما تم وضعه في لوحة Z690 AORUS Ultra وذواكر الـ DDR5 بتردد 5200 ميجاهرتز وسعة 32 جيجابايت.

معالج Threadripper 2990WX لم يأتي وراءه بفارقٍ كبير، وهذا لأنه حقق 30054 نقطة، لكن التغلب على هذا المعالج يعتبر إنجاز في حد ذاته نظراً لاختلاف الفئات.

عندما تم وضع نفسه المعالج على اختبارات After Effects 0.93.2 التي تمت على لوحة ASUS ROG Strix Z690-E Gaming مع 32 جيجابايت من الذواكر العشوائية وتردد الـ 4800 ميجاهرتز، سجل المعالج متوسط 1563 نقطة لكي يتقارب مع AMD Ryzen 9 5950X الذي سجل 1581، مع العلم أن هناك فارق نواتين لحساب معالج AMD.

لكن مع هذه المواصفات، معالجات Intel كمنصة متكاملة توفر الكثير

شرح معالجات Intel Alder Lake

ما نعرفه حتى الآن بخصوص هذه المعالجات  هو المعمارية التي ستقسم بين أنواع الأنوية التي يتم وضعها داخل الشريحة نفسها. أنوية Gracemont هي الأنوية التي تمتاز  بالكفاءة العالية، والتي كما ذكرنا ستتعامل مع الأحمال الخفيفة وما يعمل في الخلفية أثناء تشغيل الكمبيوتر. هناك بعض الوظائف التي ستقوم بها أيضاً مثل التعامل مع الطاقة الخاصة بالكمبيوتر على أوضاع النوم والسبات الخاصة بالكمبيوتر نفسه، على عكس أنوية Golden Cove.

أنوية Golden Cove هي الأنوية التي سيتم استخدامها من أجل الأحمال الثقيلة  مثل ألعاب الفيديو وصناعة المحتوى. ليس هذا فقط، بل البرامج التي ستقوم بالعمل عليها بعيداً عن البرامج التي تركتها في الخلفية هي البرامج التي ستتعامل مع هذه الأنوية، مما يجعل تركيز أنوية الأداء العالي كله على هذه البرامج فقط لا غير، بينما تتعامل أنوية Gracemont مع باقي البرامج في الخلفية.

المعالجات التي ستكون متاحة من سلسلة Alder Lake ستأتي لخدمة أجهزة سطح المكتب مع منصة Alder Lake-S، بينما ستحصل الأجهزة المحمولة على شرائح Alder Lake-P وAlder Lake-M التي تستهلك طاقة أقل، لكن بنفس التركيبة. من المقرر أن نرى ما يصل إلى 16 نواة على حسب التسريبات في هذه المعالجات، على أن توفر معالجات Intel من الفئة العليا  8 أنوية من فئة Gracemont بخيطٍ واحدٍ لكل نواة مع 8 أنوية من فئة Golden Cove بخيطين لكل نواة.

هذا المزيج لن يقدمه أحد إلا Intel يا عزيزي

Intel DDR5 Benchmark

عندما قدمت AMD معالجات الجيل الثالث التي تدعم واجهة الجيل الرابع وحدها، تقدم الآن Intel منصات سلسلة 600 مع معالجات الجيل الثاني عشر لكي تدعم ذواكر الـ DDR5 مع الجيل الخامس من واجهة الـ PCIe. أنا أتفق معك أننا لن نجد الكثير من من سيتبنون هذه المعايير الجديدة، لكن الريادة ستلعب دوراً كبيراً لأن هذه المنصات، ببساطة، جاهزة لأي تحديث.

من يريد الحصول على هذه التقنيات قبل الجميع سيتبنى هذه المنصات من Intel، حتى لو كانت التطبيقات والبرامج الحديثة لا تدعم هذه المعايير الآن، فستدعمها لاحقاً لكي توفر فارقاً جيداً على صعيد الاستخدامات المتعددة، ولن يضيع أي وقت في المستقبل للبحث مرةً أخرى عن وحداتٍ تفي بالغرض.

ميعاد الإطلاق والكشف عن المعالجات الجديدة قريبٌ للغاية

لم يتم الكشف بعد عن ميعاد الإطلاق الرسمي الخاص بهذه المعالجات حتى الآن. ستتهمني بالتضليل من العنوان، لكن رئيس الشركة الماضي صرح بأن هذه المعالجات سيتم إطلاقها في النصف الثاني من عام 2021 في معرض CES الماضي. نحن نصدق على هذا الكلام أيضاً لأن معظم التسريبات التي نراها حالياً تشير إلى أن الكشف والإطلاق قريبان للغاية.

من المقرر أن يتم الكشف عن هذه المعالجات في نهاية الشهر الجاري بشكل رسمي، وهو شهر أكتوبر إن كنت تقرأ هذه المقالة في وقتٍ متأخرٍ من العام، على أن يتم الإطلاق في الرابع من نوفمبر القادم في نفس العام أيضاً.

شاركنا برأيك بخصوص معالجات Intel الجديدة، وهل تفكر في تبنيها عند الإطلاق أم لا!