كارثة Intel: أكبر خسارة مسجلة للشركة وهذه أسبابها!
الحزن يطغى على مبنى Intel الإداري في سانتا كلارا لأن الشركة تعرضت لأكبر سقطة في تاريخها. هذه السقطة ظهرت للجميع في نتائج الربع الأول للشركة من هذا العام، وهذه النتائج لا يمكن أن تكون مرضية لأي شخص يضع دبوس Intel على بدلته.
الكارثة تتلخص في أن الشركة لم تجني إلا 11.7 مليار دولار أمريكي هذا العام، وهذا أقل من نفس الربع في العام الماضي بـ 36%. لكن، ما هي تفاصيل هذه الأزمة بالضبط؟ ما أسبابها، وهل ستتغلب عليها Intel في أي وقتٍ قريب؟ كلها أسئلة سنحاول الإجابة عليها.
أزمة Intel في أرقام
ما حدث لـ Intel يتخلص في جملة واحدة: أكبر خسارة للشركة في تاريخها. أرباح الشركة كانت 11.7 مليار دولار فقط، بينما الربع الأول من عام 2022 شهد أرباحٍ وصلت إلى 18.4 مليار دولار. هذه الأرقام، السيئة للغاية، كانت بسبب السقوط الحاد لأكبر قسمين داخل الشركة.
القسم الأول هو قسم المعالجة الأساسي للشركة، وهو القسم المسؤول عن انتاج القطع التي تستخدم من قبل العملاء مباشرةً. قطع مثل المعالجات التي يتم وضعها داخل أجهزة HP وLenovo التي تستخدمها أنت في النهاية، وأيضاً المعالجات التي نضعها في أجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا.
القسم الثاني، والذي عانى أكثر، هو قسم مراكز البيانات. القسم المسؤول عن تصنيع العتاد الخاص بالمخدمات هو الأكثر خسارة بنسبة وصلت إلى 39% مقارنةً بقسم المعالجات الذي خسر 38% مقارنةً بنفس الربع الأول من العام الماضي.
ما هي أسباب هذه الأزمة الكارثية، والمتوقعة؟
الخسارة التي تعرضت لها الشركة ليست فقط بسبب قسم المعالجة وقسم مراكز البيانات، لا. هناك أسبابٌ آخرى، لكن دعونا نبدأ من أزمة قسم المعالجة أولاً.
ببساطة، لا يوجد طلب على أجهزة الكمبيوتر
دائماً نقول أن أجهزة الكمبيوتر أجهزة استهلاكية معمرة. أجهزة لم تصمم لكي تقوم بتحديثها كل عامٍ لأنك تريد بالفعل أن تشتري جهازٌ واحدٌ يستمر معك لفترة تتراوح بين 3 إلى 5 أعوام قبل أن تفكر في وضع قطعة جديدة بداخله حتى، وقد تحدثه كله في النهاية لكن هذه هي العادة.
حتى الآن، من قام بشراء كمبيوتر في فترة الوباء، والتي شهدت مبيعاتٍ ضخمة لأن الكثير من الناس بدأو في العمل من المنزل أو قرروا قتل الفراغ بألعاب الفيديو. فترة شهدت نفاذ الكثير من القطع، بل ووصل الأمر إلى حجز بعضها حتى تصل لهم بعدها بشهرٍ أو أكثر.
هذا أثر مباشرةً على Intel وAMD من ناحية المبيعات في سوق المعالجات الاستهلاكية، سواء التي تباع منفردة أو داخل لاب توب، هذا العام. حتى بفوارق الأداء الضخمة التي قدمتها Intel مع الجيل الثالث عشر إن قارنته بالجيل العاشر في 2020، لا زال لا يوجد اهتمام بالتحديث بالنسبة للكثير من الناس الذين دفعوا ثروة بالفعل في 2020.
هذا هو السبب الأول، والذي رأينا من قبل أنه أثر على السوق بشكلٍ عام لأن مبيعات أجهزة الكمبيوتر سقطت هذا العام بنسبة 30%.
سوق المخدمات الذي أشبعته AMD في ظل غياب Intel
سوق المخدمات قصة آخرى. حتى المخدمات لا تقوم بالتحديث كل عامٍ كما يتوقع البعض، وهذا لأنها تضع المستقبل دائماً في الاعتبار. نضيف على هذا أيضاً أن Intel نفسها أجلت الجيل الجديد من معالجات المخدمات المنتظرة "Sapphire Rapids".
ما صعب الأمر على Intel هو أن AMD أصدرت معالجات EPYC Genoa من الجيل الرابع، والتي قدمت 96 نواة لأقوى معالج فيها. معالجاتٌ تميزت بأنها تقدم أفضل أداء مقابل كفاءة، وهذا ما يهم في سوق المخدمات، بل وقدمت هذه المعالجات لشركاتٍ كبيرة مثل Microsoft، Oracle وAmazon لتستخدمها في مخدماتها.
معالجات EPYC هي ما أنقذ AMD أيضاً هذا العام، وهذا لأن الأرباح التي أدخلتها الشركة في الربع الأخير الذي شهد إطلاق هذه المعالجات رأى نمواً في خزائن الشركة التايوانية.
كروت Intel Arc لا ترتقي لحالة السوق الحالية
إن أردت مثالاً على قصة فشل سريعة، فقصص نوكيا وكوداك قد لا تكون الأسوأ. قصة كروت Intel Arc الجديدة هي قصة كارثية من نوعٍ جديد. شركة كبيرة تطلق منتجاً عليه طلب بمواصفاتٍ أقل من المنافس، الكبير جداً، وتشتكي من أن هذا المنتج لم يدر لها المال.
الكروت التي لم يمر عليها عام لم تستطع إلا منافسة أقل الكروت التي تقدمها NVIDIA وAMD من الفئات الدنيا. حتى الكروت التي قدمتها الشركة للفئة المتوسطة واجهت أزماتٍ كارثية مع التعريفات الخاصة بها، وجعلت المستخدمين غير قادرين على لعب بعض الألعاب أو شغلتها بأداءٍ أقل بكثير من التي تستطيع الوصول إليه نظرياً.
الفكرة هنا أن كروت Intel Arc صارت تباع بأبخس الأسعار، بل وصل الأمر في اليابان أن هذه الكروت صارت متاحة كهدية مع كروت مثل RTX 4090، مما قد يعكس للمستهلكين حقيقة هذه الكروت في وسط حالة السوق.
من الجدير بالذكر أن قسم الرسوميات يتبع قسم المعالجة الأساسي، ولهذا نحن على يقين بأن كروت Arc سببٌ من أسباب خسارة Intel هذا العام.
استراتيجيات Intel أمام هذه الكارثة
استراتيجيات متوقعة من أي شركة. موجة تسريح مرت بالفعل على الشركة منذ شهرين، وضع عليها أيضاً القيام بالخصم من مرتبات المديرين وموظفي الفئة العليا. هناك مشاريعٌ آخرى خرجت منها الشركة بعد أن خططت لها طويلاً، ومنها تصنيع الأجهزة المصممة من أجل تعدين العملات الرقمية.
هناك احتمالية بأن تخرج Intel من سوق كروت اشاشة إن فشلت هذا العام، لكنها كلها تقارير غير مؤكدة وشائعات مصادرها ليست الأقوى، ومن الواضح أن Intel تجرب وتجرب مع الكروت، خصوصاً وأنها غيرت القائمين على هذا القسم في الفترة الأخيرة.
في النهاية، لا أحد يعلم ما هي خطط Intel لهذه الأزمة إلا Intel نفسها. من الجدير بالذكر أن Intel نفسها توقعت أن تدخل 11.5 مليار دولار فقط، لكنها كسرت هذا الرقم بـ 200 مليون دولار، وبما أن الشركة عندها علمٌ بالكارثة قبل وقوعها، ففي الأغلب عندها خطة.
ما هي؟ لا نعلم، لكن سنرى في المستقبل بالتأكيد!
?xml>