تأثير الفراشة للعبة PUBG MOBILE يحل على مجتمعنا العربي!
تأثير الفراشة هو تعبير مجازي يدل على المتغيرات الفيزيائية المتحركة البسيطة التي من الممكن أن تتسبب بعد ذلك في تأثيرات أكبر لا يمكن لأي أحد توقعها.
لكن بعيدًا عن الفيزياء تم استخدام تعبير أثر الفراشة بشكل فلسفي وأدبي كبير، وأصبح يُطلق المصطلح على الأحداث التي تغير من مجريات الأمور بين ليلة وضحاها وبشكل غير متوقع.
هذا هو ما حدث بالضبط مع لعبة PUBG MOBILE التي خفقت بجناحها في الصين فأحدثت تغييرات اجتماعية واقتصادية عملاقة في منطقة الشرق الأول وشمال أفريقيا.
تحدثنا في أكثر من مرة عن تأثيرات لعبة PUBG MOBILE على مجال الرياضات الإلكترونية، مجال صناعة العتاد، وحتى المجالات الاقتصادية، لكن في وجهة نظري أهم مجال أثرت فيه لعبة PUBG MOBILE هو الحياة الاجتماعية للأفراد.
على عكس المتوقع فإن هذه اللعبة ساهمت بتحسين الحياة الاجتماعية في الكثير من النواحي، ويمكن أن نقول أن لعبة PUBG MOBILE هي أثر الفراشة في حياة الكثير من العرب.
أعلم هنا أنني أتحدث بكلام قد يكون غريبًا عن البعض بسبب الصورة الغير حقيقية التي يتم ترويجها عن الألعاب عمومًا في التلفاز ووسائل الإعلام القديمة نسبيًا، حيث يتم الترويج إلى أن الألعاب تؤدي إلى العنف والعصبية بل والانعزال أحيانًا.
كل هذه الأراء القاصرة التي يتم بثها يوميًا تجعل الكثير من القراء الآن يتعجبون عندما أتحدث عن التأثيرات الإيجابية الاجتماعية للعبة PUBG MOBILE، ولكننا اليوم سنتحدث عن مجموعة من التأثيرات الاجتماعية الإيجابية التي حدثت داخل مجتمعنا العربي بفضل لعبة PUBG MOBILE.
فئات جديدة تقتحم عالم التقنية!
تمكنت لعبة PUBG MOBILE من جذب فئات جديدة تمامًا على عالم الالعاب، الآن الفتيات جميعهن يلعبن تقريبًا والفضل في هذا الأمر يعود لـ PUBG MOBILE، بالطبع كان يوجد مجتمع لاعبات عربي من قبل لكنه كان محدود جدًا.
الآن أصبح من العادي جدًا أن نرى الفتيات يلعبن عبر هواتفهم الذكية، والمشهد لم يعد مستنكرًا مثل الماضي، حيث كان يوجد جملة شائعة في مجتمعنا أن الألعاب الإلكترونية هي "ألعاب الأولاد" وكانت الفتاة التي تتجه إلى هذه النوعية من الألعاب كان يتم اتهامها بأنها تلعب ألعاب لا تليق بكونها فتاة.
هذا التأثير امتد ليضم فئات عمرية كبيرة في السن أيضًا، حرفيًا الآن أرى فئات عمرية تجاوزت الخمسين تلعب PUBG MOBILE في مشهد لم أكن أتوقع أن أراه في أي وقت.
دخول هذه الفئات عالم الألعاب عبر PUBG MOBILE ساعدهم كثيرًا في التعرف على التقنية التي أصبحت تتحكم بكل نواحي الحياة في الوقت الحالي، لأن الوصول إلى اللعبة يقتضي استخدام هاتف ذكي وبالتالي الاحتكاك مع كل التقنيات الجديدة التي يقدمها الهاتف الذكي.
لدي صديق يبلغ من العمر 45 عامًا، وطوال فترة استخدامه للهاتف الذكي كانت مقتصرة على القيام بالمكالمات الهاتفية، وتطور الأمر قليلًا لـ يهتم بتطبيقات المحادثة مثل الماسنجر وواتس أب، ولكن بعد تعرفه على لعبة PUBG MOBILE بدأت معرفته التقنية في ازدياد.
الآن هو يقوم بالتحديثات عبر تطبيق المتجر، كما أنه أصبح يستخدم المميزات والتقنيات التي يوفرها هاتفه لدعم الألعاب، مثل إغلاق الإشعارات أو تفعيل الـ Speed Boost لضمان استقرار اللعب، وبدأ يعرف اللاج والـ Ping، ومعدل الإطارات في تحول تقني رهيب لا أستطيع شخصيًا تصوره.
لنغير مسار عائلة!
في الحقيقة التأثيرات سابقة الذكر هي تأثيرات عامة بشكل كبير جدًا، يمكن أن نقول أنها تأثيرات إيجابية لمجتمع اللاعبين أو للمجتمع عمومًا حتى.
لكن لعبة PUBG MOBILE كان لها تأثيرات فردية إنسانية رائعة تعرفنا على بعضها من الفيلم الوثائقي الخاص باللعبة، فمثلًا تعرفنا على قصة صانع المحتوى العراقي أحمد البياتي الذي انتقل للعيش بتركيا بسبب الظروف التي تعيشها العراق الحبيب.
بعد الانتقال لتركيا كان دخل أحمد البياتي لا يتجاوز الـ 200 دولار وكان يعمل في مجال الترجمة اللغوية ولكنه قرر اقتحام عالم صناعة المحتوى إلى جانب عمله، ووقع اختيار البياتي على لعبة PUBG MOBILE.
وبفضل القاعدة الشعبية الواسعة العريضة لـ PUBG MOBILE، تمكن البياتي من تجميع جمهور عملاق وحرفيًا حقق حلمه وانقلبت حياته رأسًا على عقب، في مثال رائع على تأثير الفراشة الإنساني التي تحدثه لعبة PUBG MOBILE.
قصة أحمد البياتي ملهمة جدًا لأنه كان يستخدم هاتف واحد يلعب عليه اللعبة ويسجل من خلاله وبعد ذلك يقوم باستعمال الهاتف في عمليات المونتاج ورفع المقطع على اليوتيوب، وإلى جانب كل هذا كان يستخدم الهاتف في عمله الأصلي المتعلق بالترجمة.
هذه القصة تمثل السعي والاجتهاد الموجود داخل كل شخص منا، وهذا السعي والاجتهاد تكلل في النهاية بالنجاح مع مساعدة من لعبة ذات قاعدة جماهيرية عريضة مثل PUBG MOBILE.
القصص الإنسانية لا تتوقف عند هذا الحد فلدينا أيضًا محمد كيالي أحد أبرز المعلقين الموجودين في ساحة الرياضات الإلكترونية حاليًا، محمد الكيالي هو فلسطيني سوري ولد بسوريا، وبعد ما حدث في سوريا الشقيقة وجد نفسه نازحًا إلى ألمانيا، أما أسرته فقد نزحت إلى تركيا، وهو ما تسبب في انقسام كبير في الأسرة.
عاش محمد الكيالي وحيدًا لمدة 4 أعوام ونصف في ألمانيا غير قادر على رؤية أهله لأن السفر من دولة إلى أخرى ليس بأمر هين خصوصًا مع أخذ ظروف محمد وأنه نازح في الاعتبار، ظل هذا الوضع قائم بدون أي بصيص أمل للتغير حتى اقتحم محمد عالم التعليق على الرياضات الإلكترونية وبالتحديد لعبة PUBG MOBILE.
بدأ محمد يتمكن من السفر هنا وهناك بحكم وظيفته الجديدة إلى أن حدث ما كان يسعى له وتم لم شمل الأسرة بالفعل في تركيا بعد أن سافر محمد لتغطية أحد بطولات PUBG MOBILE في تركيا، وفي لفتة رائعة عمل المنظمين على إعطاء محمد المزيد من الوقت وأيام أجازة إضافية حتى يقضيها مع عائلته التي كان يحلم بزيارتها مُنذ أكثر من 4 أعوام ونصف.
الخلاصة
في كل عام يتم إصدار أعداد مهولة من الألعاب على مختلف المنصات، تأتي هذه الألعاب لتنجح أو لتفشل ولكن الأكيد أنها ترحل في النهاية ويتم نسيانها، ولكن عناوين تُعد على أصابع اليد الواحدة هي التي تبقى وتستمر تحفر اسمها في وجدان اللاعبين.
لعبة PUBG MOBILE واحدة من هذه العناوين التي تمكنت من حفر اسمها في أذهاننا كلاعبين، ليس لأنها لعبة ممتعة فقط بل لأنها لعبة تمكنت التأثير على نواحي حياتنا وطريقة تعاملنا اليومية.
اللعبة أثرت حتى طريقة تجمعنا مع أصدقائنا، غيرت مفهوم الترفيه بالنسبة لنا، نرى الآن الكثير من الأصدقاء يجتمعون على المقهى ليلعبوا PUBG MOBILE فهي أصبحت جزء من حياتنا اليومية.
قيمة اللعبة تزداد أكثر وأكثر بفضل تأثيرها الكبير على مسارات الأشخاص كما رأينا، فهذه اللعبة جمعت شمل أسر، وأمنت حياة كريمة لأسر أخرى، معظم هذه التأثيرات غير موجهة أو مقصودة ولكننا كما قلنا في البداية، هذا هو تأثير الفراشة للعبة PUBG MOBILE.
?xml>