على مدار سنوات من العمل والاجتهاد تمكنت شركة Riot Games من صناعة عالم شاسع به الكثير من التفاصيل داخل لعبة League of Legends وهذا العالم يمكن الشركة من بناء العديد من الأعمال الأخرى من خلاله، وهو ما حدث بالفعل مع مسلسل Arcane الذي تمكن من تحقيق الأرقام القياسية وتصدره مشهد الأعمال الفنية في عام 2021 وهو المسلسل الذي تم بناءه على قصة من قصص League of Legends، الآن لدينا لعبة جديدة تماماً تدعى Ruined King A League of Legends Story.

لعبة Ruined King A League of Legends Story تأتي من تطوير فريق Airship Syndicate ومن نشر شركة Riot Forge واللعبة تنتمي إلى فئة ألعاب تقلد الأدوار، وتدور أحداث اللعبة حول قصة الملك المُحطم فييغو، وهي القصة التي تحدثنا عنها سابقاً وكانت المحتوى القصصي الأبرز للعبة League of Legends خلال عام 2021.

الملك فييغو عاد من الموت لنشر الضباب والخراب في محاولة لإرجاع حبيبته إيسولدي التي تم قتلها غدراً بدلاً منه، لكن الخطة لم تسير بالشكل المتوقع وانتشر الضباب المسموم في جميع أرجاء رونتيراً، والآن يجب على مجموعة من أبطال League of Legends المعروفين الوقوف أمام فييغو والتصدي لهذا الضباب.

في الحقيقة عندما علمت خبر إطلاق اللعبة شعرت بقدر من الإحباط لأن اللعبة صغيرة إلى حد ما في ليست لعبة AAA، وتكلف فقط 30 دولار و 40 دولار لنسخة الديوليكس، لذلك كنت أفضل شخصياً أن نحصل على لعبة كبيرة AAA تتناسب مع روعة عالم رونتيرا.

على أي حال قمت بتجربة اللعبة لفترة من الزمن تسمح على الأقل للوقوف على انطباعات أولية متعلقة بلعبة Ruined King A League of Legends Story واليوم سنتحدث عن اللعبة بمزيد من التفصيل.

نحن نتحدث عن لعبة جديدة تماماً.

أول ما يمكن أن نلاحظه هو أننا أمام لعبة جديدة تماماً ولسنا أمام طور أو نمط جديد من لعبة League of Legends، كل عناصر أسلوب اللعب جديدة تماماً فنحن نتحدث عن لعبة تقلد أدوار وبالتالي توجد أدوات وتحديثات للشخصية كما توجد تحديثات على شجرة المهارات الخاصة بالشخصيات مختلفة تماماً عن نظام لعبة الـ MOBA الشهيرة League of Legends.

حتى منظور اللعبة نفسه مختلف تماماً، فنحن نتفاعل مع اللعبة من منظور Upside Down ولكن هذا المنظور يتغير أثناء المعارك حيث تنتقل اللعبة إلى منظور 2D تقليدي عادي، وهو أمر معتاد في هذه النوعية من الألعاب ولكنه جديد على لعبة من Riot Games لذلك فأول شعور يصل لك أثناء اللعب هو أننا أمام لعبة جديدة كلياً.

الكثير من شاشات التحميل.

من الواضح أن اللعبة تعتمد على فكرة الشاشات المنفصلة بشكل كامل فنحن هنا لا نتحدث عن لعبة عالم مفتوح مثالا يمكن التنقل بين أرجائه بحرية، على العكس تماماً اللعبة تحتاج إلى التحميل بشكل مستمر.

فمثلاً إذا دخلت معركة فإن الشاشة تقوم بالتحميل والدخول إلى المعركة وبعد الانتهاء من المعركة تظهر الغنائم عبر مجموعة من النصوص الإيضاحية وبعد ذلك تدخل اللعبة في شاشة تحميل جديدة لتعود مرة أخرى إلى عالم اللعبة.

حتى عالم اللعبة نفسه مقسم إلى أجزاء صغيرة جداً فمثلاً عندما تعبر من غرفة إلى غرفة فإن اللعبة ستقوم بالتحميل، في الحقيقة أيضاً فترات التحميل غير ملحوظة تقريباً وسريعة جداً، ولكن هذه التجربة تمت باستخدام جهاز ذو عتاد فوق المتوسط، لذلك فشاشات التحميل الخاصة باللعبة مازالت بحاجة إلى إعادة تقييم ونظر باستخدام حاسوب محدود الإمكانيات للوقوف على مدى ضرر شاشات التحميل على اللعبة.

أسلوب قتال متشابك وممتع وصعب.

سنتحدث هنا عن أسلوب القتال فقط وليس أسلوب اللعب، لأن أسلوب اللعب متشعب جداً ويحتوي على العديد من العناصر مثل الأدوات التي تحملها كل شخصية، لذلك سنكتفي هنا بأسلوب القتال فقط.

تأتي اللعبة من نوع تبادل الأدوار حيث يتم تقسيم المعركة إلى مجموعة من الأدوار وتقوم كل شخصية بالقيام بحركة أو أكثر حسب الحالة في دورها، ويستمر الأمر على هذا المنوال حتى ينتصر فريق.

يعتمد أسلوب اللعب على مؤشر الحركة الموجود بالأسفل وهو مؤشر يضم مجموعة من العناصر الشهيرة مثل أسلوب الورقة حجر مقص، أو مكان الشخصية على المؤشر، وهو نظام متشابه جداً مع النظام الموجود في لعبة Monster Hunters Stories 2.

عليك تحديد الخط الذي تنوي الهجوم من خلاله سواء سرعة، قوة أو متعادل واختيارك للخط يختلف باختلاف الوحش أو العدو الموجود أمامك، ثم بعد ذلك عليك اختيار المهارة بحذر تام لأن كل مهارة تضغط في منطقة معينة على الشريط بالأسفل وقد توجد بعض المهارات التي قد تحدث تأثيراً سلبياً إذا قمت باختيارها.

كل هذه الأمور عادية بشكل كبير جداً لكن العميق فعلاً هو أهمية الشخصيات أثناء القتال في اللعبة، الأبطال مقسمون حسب المهام فمثلاً شخصية إيلاوى متخصصة في الدعم ويمكنها إعادة صحة الفريق بشكل كبير جداً وحمايتهم، أما بروم فهو شخصية دفاعية أيضاً يمكنها تلقي الضرر بدلاً من أعضاء الفريق، وهنا تظهر أهمية هذه التخصيصات لأن أسلوب القتال يختلف بالفعل مع اختلاف الشخصيات التي تلعب بها، وأسلوب القتال يختلف أيضاً مع اختلاف نوعية الأعداء أنفسهم، لذلك يمكن القول بكل ثقة أن أسلوب القتال متشابك، ممتع، ومختلف.

الرسوم، الأداء الصوتي.

اللعبة تأتي من منظور Upside Down أي أن الكاميرا معلقة من الأعلى مثل الألعاب الاستراتيجية، وإذا نظرنا إلى عالم اللعبة نجد أنه يوجد به العديد من التفاصيل والرسوم دقيقة جداً وألوانها متناسقة، لكن حتى الآن وعلى مدار تجربتي حتى الآن لم أتفاعل مع بيئة اللعبة بشكل كبير، فلا يوجد العديد من العناصر التي يمكن التفاعل معها سوى بعض البراميل والصناديق التي تحتوي على بعض الغنائم هنا وهناك.

لكن في العموم التوجه الفني الخاص باللعبة رائع ومتناسق جداً مع الصورة الموجودة في مخيلتنا لعالم رونتيرا، وأثناء اللعب كنت مستمتع بمشاهدة التفاصيل الموجودة في اللعبة.

أما عن الاداء الصوتي فهو ممتاز بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أو على الأقل ما سمعته حتى الآن من شخصيات اللعبة، الشخصيات التي سمعتها تتحدث بنبرة ممتاز والحوار المكتوب أصلاً ممتع جداً وقوي ولا يوجد به مشاكل في الكتابة.

الخلاصة.

بدأت اللعبة وأنا محبط قليلاً لأن اللعبة ليست لعبة AAA، ولكن مع استمرار اللعب بدأت أتعلق بها رويداً فرويداً، حتى الآن لا يمكن أن أصدر حكم نهائي على اللعبة ولكن الأكيد أنني لست محبطاً من اللعبة بأي شكل من الأشكال في الوقت الحالي.

اللعبة من البداية يوجد بها العديد من العناصر الجيدة جداً مثل أسلوب القتال، والتوجه الفني في الرسم إلى جانب الأداء الصوتي الخاص بالشخصيات، لكن حتى الآن القصة لم تسترعي انتباهي لمعرفتي بالكثير من التفاصيل المتعلقة بالقصة أصلاً مثل علاقة ميس فورشين وجانجبلانك، أو قصة فييغو نفسها، لكنني أتوقع مع الاستمرار في اللعب فإن القصة تتشعب وستصبح أكثر تشويقاً، وهو ما سنكشف عنه عندما نقوم بمراجعة اللعبة بشكل كامل.