في أوقات كثيرة تخضع الألعاب لرغبات وتقلبات السوق ذاتها فلا بد ألا ننسى أن الألعاب صناعة كغيرها من صناعات كثيرة تهدف للربح أولاً.

رغبات وتقلبات السوق تلك خلقت لنا الكثير من الـ Trends في غالم الألعاب والتي يعتبر بعضها مشاكل ولكن لأن السوق والمنافسة تتطلب وجودها قررت شركات الألعاب اعتبارها شيء اعتيادي، في هذا المقال نتحدث عن خمسة من هذه الـ Trends المسيطرة في الفترة الأخيرة التي لم نطلبها وكان عالم صناعة الألعاب أفضل قبل ظهورها

تاريخين مختلفين لإصدار لعبة واحدة:

كلنا اعتدنا على وجود موعد إصدار واحد للألعاب حتى الفترة الأخيرة حيث بدأت ظاهرة غريبة بوجود تاريخين للإصدارز ولكن كل هذا لم يحدث إلا بسبب وجود أكثر من نسخة للعبة الواحدة تتراوح هذه النسفي أسعارها وفي ما تحمله من محتوى وأخيراً في امكانية لعب تلك اللعبة بالتحديد لبضعة أيام أبكر من باقي اللاعبين، بالطبع هذا التاريخ ليس هو تاريخ الاصدار الرسمي ولكنها مجرد ميزة يحظى بها من يرغب في دفع مبلغ أكبر للحصول على نفس المحتوى ولكن ليومين أبكر من أصدقائه على سبيل المثال كل من قام بطلب لعبة Assassin's Creed Odyssey بأحد نسخها التي يزيد سعرها عن 100 دولار استطاع أن يلعبها مبكراً بثلاثة أيام.يالها من صفقة ويا له من تصرف حكيم فعلاً!

الحجم الضخم للـ Day 1 Patch:

ةهنا لا نتحدث عن الـ Patches التي تصدر للاستجابة السريعة تجاه بعض المشاكل خلال الاطلاق وإنما نتحدث عن أمثال Patches أمثال Call of Duty Black Ops 4 الذي كان حجمه 50 GB وكأننا نقوم بالتحميل للعبة مرة أخرى، جميعنا نفهم أن الشركات ملتزمة بموعد إصدار بيتم ربطه بالعمل على وتصنيع النسخة الـ Physical وأنه يتم التطوير فيما بعد هذا التوقيت على بعض جوانب اللعبة وحتى الاصدار الكامل ولذلك يلزمنا أحياناً وجود Day 1 Patches ولكن ألم يعد من الممكن أن نحصل على لعبة تعمل بشكل طبيعي في اليوم الأول لإصدارها ثم تتبعها عمليات التحديث والتطوير تباعاً؟ هل هذا ما سيصبح عليه عالم الألعب من الآن فصاعداً؟.

من المتفهم أن تعاني بعض الألعاب من بعض المشاكل في يوم الإطلاق ولكن أن يكون الحل هو تحميل اللعبة مرتين لتجنب هذه المشاكل هو أمر غير مفهوم وغير مقبول على الإطلاق. وإن كانت اللعبة بحاجة لهذا الـ Patch الضخم حتى تعمل بشكل مقبول، فلم الاصدار المبكر في الأساس؟ لماذا لا تصدر اللعبة بشكل مكتمل التطوير؟

المطورون جعلوا من الـ Patches ضرورة واحتياج، وفي أقل الظروف شر لابد منه. نعم بالطبع جميعنا نريد أن نحصل على اللعبة بالشكل الأمثل يوم الإطلاق. ولكن 50 GB فوق الحجم الأصلي لـ Call of Duty هو ثمن غالي لهذا المطلب الذي يجب أن يكون طبيعياً وبلا كلفة زائدة.

لماذا يجب أن أكون Always Online في لعبة Single Player؟:

نعلم أن السبب في بداية هذه الظاهرة هو الـ DRM الذي لاقى هجوماً كبيراً من مجتمع اللاعبين في بداية ظهوره ثم تراجع شديد في هذه الوقفة حتى أصبح الأمر اعتيادياً، ان كنت تلعب أحد ألعاب الـ Single Player مثل God of War لتجدها تتطلي منك التوصيل بالانترنت لتتمكن من اللعب، هذا أمر خارج عن المنطق تماماً؟

اللعبة لن تحتاج التوصيل بالانترنت إلا لحفظ البيانات على الـ Cloud وهو أمر لا يحتاج أن تكون موصولة بالانترنت بشكل دائم ومستمر. ولا حاجة أيضاً للمراقبة على حالة الجهاز أو اللعبة للكشف عن استخدام بعض البرامج أو الـ Mods التي لا يريد المطور تدخلها مع لعبته، لأن اللعبة ببساطة ليست مصممة لتجربة الـ Muyltiplayer أي أنه لن يتأذى أي لاعب آخر للعبة بأي شيء استخدمه على جهازي الخاص أثناء اللعبة بلعبة اشتريتها من أموالي الخاصة للاستمتاع بها أكثر أو أقل. باختصار نحن أحرار بما نفعله بألعابنا طالما لم نتعدى بحرياتنا على مصالح وحريات الآخرين أو نتسبب لهم بأذى من أي نوع.

إذاً ما الحاجة إلى هذا الشرط؟ الجواب باختصار هو أنه لا حاجة له على الإطلاق!

صناديق Loot Boxes:

على الرغم أننا لا نحتاج غالباً أن نشرح لماذا الـ Loot Boxes هي أمر ضار ويؤذي الألعاب الإلكترونية، ولكن لمن لم يلحظ ذلك حتى الآن سنفعل.

السبب الأول والأكثر وضوحاً هي أن الـ Loot Boxes ما هي إلا عملية مقامرة، وليست حتى مقنعة بشكل آخر بل هي مقامرة صريحة إما بوقتك في بعض الألعاب التي تكفئك بها عند اللعب لمدد معينة فتعطيك اللعبة فرصة للحصول على بعض المزايا الاضافية في اللعبة أو بدفع المال فعلاً للحصول على هذه الصناديق لأن المدة التي تستلسزم للحصول على هذه الصناديق طويلة للغاية فقط للحصول على ميزة هي في أغلب الأحيان متعلقة بالشكل فقط ولا تعتبر شيئاً ملموساً أو مؤثراً فعلاً.

في أحيان أخرى ترتبط مزايا الصناديق بما يسمح لك الارتقاء والتقدم في اللعبة بشكل أسرع، Star Wars Battlefront هي أقرب وأوضح مثال لذلك. ويبدو أن شركات تطوير ونشر الألعاب تفضل إضافة الـ Loot Boxes إلى ألعابها أكثر من إضافة المحتوى ذاته لدرجة تجعلني أظن أننا قريباً سنرى ألعاب لا تحوي إلا Loot Boxes لتدفع أموالك عليها.

الشركات تحب الـ Loot Boxes لدرجة تجعلها تخرق القانون بشكل صريح، فبعض الدول التي أقرت قوانين تحظر استخدام Loot Boxes في الألعاب لاعتبارها من نشاطات المقامرة لم تمنع بعض كبرى الشركات من الاستمرار في إضافتها في نسخ تلك البلدان، كمثال يمكنكم تحديداً النظر في وضع EA مع دولة بلجيكا.

على كل حال لا يوجد ما يمكن أن نقوله ليجعلنا نكره الـ Loot Boxes أكثر، نحن فقط نكرهها ونريد الحثول على المزايا في ألعابنا عن طريق اللعب ولا شيء إلا اللعب.

اختفاء طور Single Player و الـ Campaign:

كانت الـ Loot Boxes لتكون في المركز الأول لولا خروج Activision و Treyarch علينا هذا العام بظاهرة جديدة وهي إلغاء طور القصة واللعب الفردي من أحدث إصداراتهم Call of Duty Black Ops 4 ليتم استبدالها بوباء عالم الأعاب طور Battle Royale وتصبح اللعبة لا تحتوي إلا على محتوى اللعب الجماعي Multi Player فقط.

تم تجاهل اللاعبين الذين يشترون لعبة Call of Duty لتجريب طور القصة تماماً على الرغم أنهم ليسوا قلة لتحقيق ربح أكثر والقفز على ظاهرة الباتل رويال بطور Blackout. تجاهل فئة من اللاعبين مهما كان عددهم صغيراً أو كبيراً هو أمر يدل على قلة احترام من المطور لمجتمع اللاعبين. نحن نعلم جميعاً أن الألعاب مصممة للربح في الأساس وكذلك الأفلام أيضاً ولكننا لا يمكننا أن نرى أحد أفلام الحركة والأكشن با أي قصة فقط لأنه تم استخدام مؤثرات حديثة لم يسبق لنا أن رأيناها! هذا لا يعوض ذاك.

ولنفترض أن بعض اللاعبين غير مهتمين أو غير قادرين على لعب أطوار اللعب الجماعي Multiplayer، يبدو أن Activision تقةل لهم وبصراحة اذهب وابحث عن أي شيء آخر لتفعله فأنا لا يهمني حبك للسلسلة أو رغبتك بتجربتها أو رؤية المزيد منها. محاولة إقناعنا أن اللاعبين لا يريدون إلا لعب أطوار اللعب الجماعي بالنظر إلى أرقام اللاعبين التي تحققها اللعبة لا يعني أبداً أن اللاعبين لا يريدون رؤية قصة.

Black Ops 4 هي لعبة Shooter من أشهر السلاسل إن لم تكن أشهرها على مر التاريخ، بالطبع اللاعبين يريدون تجربتها مع أصدقائهم، ماذا لو أعجبتني القصة في Black Ops 3 وأريد أن أكملها أو أريد أن أرى المزيد مما يمكن تقديمه في هذا الطور.

وإن قررنا الأخذ بالأرقام هل أعداد مبيعات وتقييم لعبة مثل God of War أو Red Dead Redemption 2 يظهر بأي شكل أن مجتمع اللاعبين لم يعد مهتماً بالقصة أو بطور اللعب الفردي Single Player؟ بالتأكيد لا، فالأرقام تظهر عكس ذلك تماماً. كل هذا يعني أن المبررات التي تم طرحها هي مجرد أعذار واهية للعمل أقل على الألعاب وملئها بأطوار تستهدف جذب اللاعبين لعمليات الشراء الداخلية Micro transactions وهو ما لانريده على الإطلاق.

على الأرجح أنك تقول الآن أن هذا لا يرتقي أن يكون طابع عام أو Trend فلم يحدث إلا مرة واحدة، ولكن انظر إلى كل ما تم ذكره في القائمة من قبل وتذكر المرة الأولى التي حدث فيها كل Trend وظننا جميعاً أنه شيء يحدث كمخاطرة لمرة واحدة وسرعان ما يتحول لأمر اعتيادي تتبعه جميع الشركات المنتجة للألعاب بشراهة لتحقيق أكبر كم من الربح مع بذل أقل مجهود ممكن في التطوير والعمل على ألعابها لتكون منتجاً له قيمة حقيقية تعبر عن سعره ومحتواه.

ما هي أكثر الـ Trendsالتي ظهرت مؤخراً في عالم الألعاب تتمنون لو أنها لم تبدأ؟