
من الخيال العلمي إلى الواقع: أمازون تطلق أول روبوت يمتلك حاسة اللمس!
كشفت شركة أمازون عن نظام روبوتي مُتطور يحمل اسم "Vulcan"، خلال فعاليتها السنوية "Delivering the Future" في مدينة دورتموند الألمانية، ووصفته بأنّه أول روبوت لديها يتمتع بحاسة اللمس، والذي يُعتبر قفزة نوعية في مجال الأتمتة داخل مراكز تلبية الطلبات.
اقرأ أيضًا:
"نعم قد أمتلك مشاعر" ! لقاء عرب هاردوير مع ChatGPT
بين اليوتوبيا والديستوبيا | الذكاء الاصطناعي الصيني يتصدر الساحة!
ما الذي يُميز روبوت Amazon Vulcan
على عكس الروبوتات الصناعية التقليدية التي تعمل وفق برمجة ثابتة وقد تتوقف فجأة عند مواجهة عوائق غير مُتوقعة، يتمتع Vulcan بتقنية "الذكاء الاصطناعي الجسدي" (Physical AI) التي تمكنه من:
- إدراك التلامس والتفاعل مع الأجسام المُحيطة به بدقة.
- ضبط قوة القبضة لتجنب إتلاف البضائع أثناء المُناولة.
- التعامل مع العناصر المُخزنّة في وحدات مُزدحمة، حيث يصعب على الروبوتات التقليدية اختيار العناصر الصحيحة دون أخطاء.

وقال آرون بارنيس، مدير قسم العلوم التطبيقية في أمازون:
Vulcan لا يرى العالم فحسب، بل يشعر به، ويفتح آفاقًا جديدة لم تكن مُمكنة من قبل في عالم الروبوتات.
كيف يعمل Vulcan؟
يعتمد الروبوت على:
- مُستشعرات قوة مُتطورة في ذراعه الروبوتية لقياس الضغط بدقة.
- كاميرات عالية الدقة مع كوب شفط ذكي لالتقاط العناصر الصحيحة من بين مُنتجات مُتعددة.
- خوارزميات تعلُّم الآلة لفهم بيئة العمل وتجنُّب الاصطدامات.

تؤكّد أمازون أنّ Vulcan قادر على التعامُّل مع 75⁒ من المُنتجات في مُستودعاتها، بسُرعة قريبة من العمال البشريين، مع تقليل الأخطاء إلى حدٍ كبير.
ومع هذه التطورات، تبرز مخاوف من تأثير الأتمتة على الوظائف البشرية. تُشير تقديرات جولدمان ساكس إلى احتمالية فُقدان 300 مليون وظيفة عالميًا بحلول عام 2030 بسبب التطورات في الذكاء الاصطناعي. لكن مسؤولي أمازون يؤكدون أن الهدف هو تحسين الإنتاجية والسلامة، مع الحفاظ على دور أساسي للبشر في العمليات التشغيلية.
أعلن العديد من تجار التجزئة عن زيادة استثماراتهم في الأتمتة مع ارتفاع تكاليف العمالة حول العالم، كما واجهت أمازون -من قبل- إضرابًا عُماليًا في المملكة المتحدة وأماكن أخرى بسبب انخفاض الأجور في مُستودعاتها.
فوائد Amazon Vulcan للموظفين واللوجستيات

صرح تاي برادي، كبير تقنييّ الروبوتات في أمازون:
الروبوتات لا تحل محل البشر، بل تزيد من إمكاناتهم.
لا يهدف الروبوت إلى زيادة الكفاءة فقط، بل أيضًا إلى:
- تحسين سلامة العُمال، حيث يتولّى المهام الشاقة مثل الوصول إلى الأرفف العالية أو المُنخفضة، وهذا يُقلّل الحاجة إلى الانحناء أو استخدام السلالم.
- تخفيف الأعباء البدنية على الموظفين، ليُتاح لهم التركيز على مهامٍ أخرى تتطلّب مهارات بشرية.
- خطّط التوسُّع والتطبيقات المُستقبلية
تُخطّط أمازون لنشر Vulcan في مراكز تلبية الطلبات بأوروبا والولايات المتحدة خلال السنوات القليلة القادمة، كجزء من استثماراتها الضخمة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات.

الذكاء الاصطناعي في مجالات أمازون الأخرى
- دبلجة الأفلام والمُسلسلات آليًا في خدمة Prime Video، حيث بدأت اختبارات لنظام يُترجم المُحتوى إلى لغات مثل الإنجليزية والإسبانية بأصواتٍ طبيعية.
- نموذج الصوت "Nova Sonic" للتفاعل الصوتي الأكثر واقعية.
- نموذج إنشاء الفيديو "Nova Reel"، الذي يُمكنه إنتاج فيديوهات مُدتها حتى دقيقتين.

تدخل أمازون بذلك في سباق مع شركات مثل Boston Dynamics وTesla (روبوت Optimus) وSymbotic، التي تعمل على تطوير روبوتات ذكية للمُستودعات. إلا أنّ Vulcan يتميّز بتركيزه على حاسة اللمس، والذي قد يمنحه الأفضلية في التعامُّل مع البضائع الحساسّة.
يُمثّل إطلاق Vulcan خطوة جديدة في مسيرة أمازون نحو أتمتة مُستودعاتها بالكامل، مع تحسين ظروف العمل للبشر. ومع التطوُّر السريع في الذكاء الاصطناعي، قد نشهد قريبًا مُستودعات تعمل بالكامل بواسطة الروبوتات، والذي يُغيّر صناعة اللوجستيات العالمية.
?xml>