
الأرقام تؤكد أن معالجات AMD EPYC 2 وجهت صفعة أخرى لـ intel
استمرار إنكار إنتل لما يحدث حولها سيجعلها تندم بالمحصلة, فوضع إنتل الحالي كما هو حال مصنع سيارات الذي ما زال يقدم سيارات بأسعار باهظة بينما الشركة المنافسة له والوحيدة تقدم جودة أفضل وبأسعار أقل ولكن مع ذلك يستمر المصنع الأول مخبراً الناس بأن سياراته أفضل لأنها تحمل شعار intel! ياللتصرفات الغبية والكثيرة التي أراها من هذه الشركة رغم وجود حلول عملية يمكن بشكل او بأخر ان تقلب الطاولة أو على الأقل توقف هذه الخسائر الواضحة في وضعها العام بقسم المعالجات المركزية.
الكل يعلم مؤخرا إطلاق الجيل الثاني من معالجات EPYC المستندة على معمارية Zen 2 والتي أتت بشكيلة كبيرة تمثلت بحوالي 19 معالج استطاعت من خلالها تحقيق تفوق كبير من ناحية الأداء وكفاءة طاقة أفضل مقارنة مع إصداراتها السابقة والأهم مقارنة مع معالجات إنتل المنافسة التي أصبحت بوضع لا يحسد عليه, فالأسعار التي تقدمها إنتل لا يمكن تبريرها إطلاقاً مقارنة بالحلول البديلة التي تقدمها معالجات EPYC.
اليوم ضربة أخرى توجها AMD نحو خصمها اللدود إنتل, هذه الضربة تجسدت بتصريحات من AMD تؤكد على مدى تفوقها على أقوى معالجات إنتل في قسم معالجات السيرفرات بالذات من ناحية معادلة الأداء مقابل التكلفة المالية التي أثبتت فيها AMD بانها الرقم الصعب عندما يأتي الامر لذلك. فهل يعقل أن تقدم مستوى أداء أفضل من المنافس وفارق السعر بينهما شاسع!! كلمة الغباء بامتياز هو ما يطلق على إنتل عند رؤية هذه المقارنة وفارق الاداء مقارنة بفارق بالتكلفة المالية.
تأكيد نجاح هذه المعالجات هو الخبر الذي تداولناه معكم في الأسبوع الماضي والتي أعلنت فيه الحكومة البريطانية أنها سوف تستخدم معالجات AMD EPYC لجيلها التالي من الحاسوب الخارق المحلي ARCHER2 الذي يتوقع بأن يكون الحاسوب الخارق الأقوى في العالم. إن كان سؤالكم لما اختارت الحكومة البريطانية AMD بدلاً من إنتل من أجل ARCHER2...أعتقد ان الجواب بديهي وهو التكلفة المالية المنخفضة والاداء المتفوق كذلك.
AMD أتت لنا بتصريح وإعلان يمكن تسميته بإعلان المنتصر الفخور بما قدم, المشكلة الاكبر أن هذا الإعلان لم يكن بمجرد الكلام بل من خلال عرض النتائج بين المتنافسين مع البنشمارك المستخدم ضمن المقارنة وهو SPECRate 2007 SPEC.
الجيل الثاني من معالجات EPYC المزوده بـ 32 نواة تقدم أداء أفضل بـ 5.6 مرة لكل دولار مقابل معالجات Platinum Xeon بـ 28 نواة. هذا يعني أن الأداء أعلى بنسبة 460% لكل دولار تم إنفاقه. إن كنت متفاجئ من هذا الرقم فنحن كنا متفاجئين أيضاً ولكن هذا التفاجئ سيكون مقنع أكثر بالنسبة لك حالما تعرف أن ما تشاهده بالصورة هي لنتائج بينشمارك حقيقة تظهر لك الفرق بالأداء مقارنة بالتكلفة المالية.
تسعيرة إنتل الحمقاء جعلتها تظهر بمظهر خجول وسيء مقارنة بمعالجات AMD الجديدة, إن أبعدنا تسعيرة إنتل ونظرنا فقط للنتائج فسنقول أن الاداء متقارب وهناك منافسة وقد تكون المنافسة أقرب بين الطرفين خاصة لو كان معالج إنتل بـ 32 نواة وليس 28 نواة مقارنة بمعالج AMD بـ 32 نواة "هي حقيقة تبدو فيها ان إنتل ما زالت تتفوق بشكل أو بأخر في اختبارات النواة الواحدة".
لكن عندما نعود ونضع تسعيرة إنتل الغبية سترى أنها أصبحت معالجات غير منطقية لكي تختارها بسبب التكلفة المالية. فمعالج AMD القوي من الجيل الثاني EPYC 7542 صاحب 32 نواة مسعر عند مبلغ 3400 دولار بينما منافسه معالج إنتل Xeon Platinum 8280L مسعر بمبلغ 17906 دولار!!! إنكار للغة العقل امر مستمر بالنسبة لإنتل التي تعيش في عالم أخر تعتقد فيه عدم وجود منافس لها.
على إنتل "التي يعتقد أنها ستقدم تشكيلة معالجات Xeons أسرع" أن تفكر بشكل جدي بحقيقة مهمة ان هناك منافس قوي يقدم ما ينافسها ويتفوق عليها وبأسعار أرخص بكثييييير, وفي حالة استجابة للغة العقل نتوقع أن تصبح المنافسة أكثر شدة بين الطرفين, ولكن في حالة أخرى إن استمر الامر على هذا المنوال بتقديم أسعار معالجات جنونية فإن نهاية الطريق تبدو بالنسبة لي واضحة.
واقع اليوم مؤلم بالنسبة لإنتل فشركة AMD لم تكن فقط قادرة على المنافسة في سوق السيرفر بل التفوق على العملاق الازرق في الأداء بتقديم ضعف عدد الانوية مقابل السوكيت الواحد وبالتالي مضاعفة الناتج بنفس المساحة المستخدمة وهذه أفضلية هائلة في السيرفرات حيث أن كل إنش مربع يُحسب حسابه ولطالما رأينا اهتمام الكثير من الشركات بالتوجه نحو AMD منذ الجيل الأول لمعالجات EPYC.
حتى الأن نجاح AMD متواصل وبشكل قوي في قسم معالجات السيرفر واستمرار هذا النجاح سوف يؤدي بالحصة السوقية الكبيرة لإنتل في هذا القسم إلى التراجع وبشكل واضح, وإن استمر الوضع لفترة طويلة على هذا المنوال فقد نرى ولأول مرة اختراق AMD للحصة السوقية بنسبة مئوية كبيرة. حالة واحدة ستعيد إنتل إلى صوابها هو تقديم مستويات أداء قوية وبأسعار منطقية عدى ذلك لن نرى سوى تراجع في حالة إنتل.