أتذكر نظارات آبل فيجين برو؟ والضجة الهائلة التي صحبتها؟ الآن وبعد حوالي 8 شهور من اطلاقها للبيع تخفض آبل إنتاج الفيجين برو بشكل حاد، مع احتمالية توقف الانتاج مع نهاية العام، نظرًا للضعف الشديد في الطلب عليها، وذلك وفق تقرير من صحيفة The information.

وحسب مصادر الصحيفة، فإن مصنعي القطع لديهم ما يكفي لتصنيع 500 إلى 600 ألف نظارة، وهو ما سيغطي الطلب بسهولة في الفترة القادمة، وقد باعت آبل 370 ألف نسخة في الأرباع الثلاثة الأولى من السنة، ويتوقع بيع 50 ألف إضافية بحلول نهاية العام.

من الجدير بالذكر ظهور تقارير في شهر مايو الماضي تفيد بأن آبل خفضت انتاج الفيجين برو ليكون 450 ألف نسخة بدلًا من 800 ألف نسخة التي توقعتها قبل الإطلاق.

وقد طلبت آبل من شركة Luxshare المسؤولة عن عملية التجميع النهائي للفيجن برو تخفيض الانتاج لألف وحدة يوميًا بدلًا من 2000، وكذلك باقي الشركات المسؤولة عن تصنيع القطع والتي توقف الإنتاج في بعضها منذ شهر مايو الماضي.

هناك الكثير من الأسباب التي تفسر ضعف الطلب على فيجن برو، أولا الثمن الباهظ 3500 دولار من أجل منتج يصدر لاول مرة ولا تطبيقات عليه هو مبلغ ضخم لأي مستخدم او مهووس بالتقنية، بالحديث عن التطبيقات فهي أحد أكبر نقاط الضعف للفيجين برو، حيث لم توفر تطبيقات مشهورة مثل يوتيوب ونتفلكس فور صدورها، وعدد التطبيقات الاجمالي المتوفر للنظارة حسب AppFigures هو 1770 تطبيق، 34% منها فقط صممت خصيصًا للفيجن برو، وهو رقم لا يكاد يذكر بالنسبة لملايين التطبيقات المتوفرة للآيفون والآيباد.

آبل على الجانب الآخر تقول أن هناك أكثر من 2500 تطبيق للفيجن برو، وفسرت AppFigures الاختلاف الشاسع في الأرقام بأن هناك الكثير من التطبيقات التي لم تستخدم كفاية لتظهر في احصائيات الاستخدام.

نتيجة لاستخدام ابل لمواد تصنيع فاخرة في Vision Pro، الزجاج والمعدن في كل مكان، فهي ثقيلة للغاية وغير مريحة لكثير من المستخدمين. ميتا كويست 2 مصنعة من البلاستيك ولذلك هي أخف بـ 120 جرامًا. الأمر مهم للغاية خاصة مع جلسات الاستخدام المطولة المتوقعة مع النظارات للواقع الافتراضي.

جزء من خطة آبل الجديدة هو إيقاف تطوير خليفة للفيجن برو، أي أننا لن نرى فيجين برو 2 العام القادم على الأقل، وبدلًا من ذلك ستعمل آبل على نسخة أقل سعرًا، ربما تكون آبل فيجين فقط بدون "برو"، وربما تأتي النسخة المحدثة من الفيجين برو بدون تغييرات تذكر، فقط معالج أقوى وتحسينات بسيطة، وذلك حتى يتم الاستفادة من كل تلك القطع الفائضة عن الحاجة. 

حسب الصحفي مارك جرومان، الشهير بتسريباته المتعلقة بآبل، يُتوقع أن تطلق آبل إصدارًا أقل سعرًا من نظارات الفيجين برو بمعالج أقل وبدون مميزات مثل Eye-sight التي تظهر أعين من يلبس النظارة للأشخاص أثناء حديثه معهم، ويتوقع أن تأتي بسعر 2000 دولار بدلًا من الـ 3500 للنسخة البرو، ومع ذلك لا يزال مبلغ 2000 دولار ضخما مقارنة بنظارات Meta quest 3 بسعر 500 دولار.

 أطلقت ميتا مؤخرًا نسخة أقل تكلفة من الكويست 3، وهي Meta Quest 3s بتكلفة 300 دولار فقط!

 آبل فيجين برو (يمين) وميتا كويست 3 (يسار).

يبدو أن آبل بدأت تعترف أخيرًا بمشكلة السعر في الفيجن برو، حيث قال تيم كوك، الرئيس التنفيذي للشركة في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال: "يقول كوك في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال: "بسعر 3500 دولار، فهو ليس منتجًا يتم طرحه في السوق على نطاق واسع. في الوقت الحالي، يعد هذا منتجًا للمقتنيين المبكرين، الذذين يودون الحصول على تقنية الغد اليوم، ولحسن الحظ، يوجد عدد كافٍ من الأشخاص في هذا المعسكر مما يجعل الأمر محمسًا".

حين صدور Apple  Vision Pro، أثير الكثير من الجدل حول نجاح إصدار أولي من منتج بسعر 3500 دولار، قال البعض إن نجاح فيجين برو حتمي، وآخرون كانوا متشككين للغاية خصوصا مع وجود ميتا في الساحة منذ سنوات وتوفيرها لنظارات بأسعار معقولة، هناك من يقول إن هذه فقط البداية وستكتسب نظارات آبل زخما مع مرور الوقت وتكون ناجحة بحق، ولكن في الوضع الحالي، آبل لم تنجح في ريادة نظارات الواقع الافتراضي والمعزز، وتعتبر "متأخرة" مقارنة بمنافسيها.