مؤتمر Meta Connect 2024 | ميتا تحفر اسمها في تاريخ العوالم!
تجاوزت شركة ميتا حدود كونها مجرد عائلة من منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بفضل رؤية رئيسها التنفيذي مارك زوكربيرج الطموحة لخلق عالم افتراضي متكامل. بدأت هذه الرحلة الجريئة في عام 2014 عندما استحوذت الشركة، التي كانت تُعرف آنذاك باسم فيسبوك، على شركة Oculus VR مقابل ملياري دولار؛ ما مهد الطريق لتطوير نظارات الواقع الافتراضي والمعزز، لتصبح بمثابة تذكرة ذهابنا إلى العالم الافتراضي، أو إحضاره إلينا!
لتحقيق هذه الرؤية، أسست ميتا قسمًا بحثيًا متخصصًا يُدعى (مختبرات الواقع – Reality Labs)، والذي يركز على تطوير تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي. رغم الخسائر الهائلة التي تكبدتها الشركة في هذا القسم، وتشكك بعض المستثمرين في جدوى هذه الاستثمارات، واصلت ميتا مسيرتها بعزم، مستهدفةً الصدارة في ذلك السوق الواعد.
وقد بدأت جهود الشركة في التألق، في مؤتمرها السنوي للمطورين، Meta Connect 2024؛ إذ أعلنت الشركة عن نظارات الواقع المختلط الجديدة Quest 3S، ونظارة الواقع المعزز Orion، بالإضافة إلى تحديثات هامة لنموذج الذكاء الاصطناعي Meta AI، الذي يعد الأكثر استخدامًا على مستوى العالم. كما أثرى المؤتمر الإعلان عن إصدار جديد من نموذج Llama مفتوح المصدر.
ميتا تذيب الحواجز – نظارة Orion للواقع المعزز!
أعلنت ميتا عام 2019 عن بدء العمل على نظارة للواقع المعزز، وبعد خمس سنوات أطلقت نظارة Orion AR. قد تتساءل عن سبب استغراق هذا الوقت الطويل، والفرق بينها وبين نظارة Meta Quest للواقع المختلط، وكذلك الفرق بين الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) والواقع المختلط (MR)؟ يمكن من خلال الواقع المعزز Augmented Reality؛ رؤية البيئة الحقيقية المادية من حولك لكن فوق ذلك العالم؛ تطفو عناصر رقمية معروضة أمامك، مثل النوافذ والتطبيقات فوق العالم الذي تراه دون النظارة. فمن خلال تقنية الـAR تظل متصلًا بالعالم الحقيقي مباشرةً.
بينما الواقع المختلط (Mixed Reality) هو دمج العالمين الافتراضي والمادي لإتاحة التفاعل مع العناصر الافتراضية؛ إذ تعمل الكاميرات والمستشعرات في النظارة على إعادة تكوين العالم الحقيقي رقميًا، فما تراه من خلال نظارات مثل Meta Quest أو Apple Vision Pro ليس العالم الحقيقي بل إعادة تكوين له. أما العالم الافتراضي (Virtual Reality) فهو عالم رقمي بالكامل؛ مثل عالم Horizon من ميتا أو الألعاب الافتراضية التي تجعلك في قلب اللعبة.
يمثل تطوير نظارات الواقع المعزز تحديًا كبيرًا، نظرًا لتوجهها نحو الاستخدام اليومي. فهي تتطلب توازنًا دقيقًا بين الراحة والتصميم الجذاب لضمان قابلية الارتداء لفترات طويلة. غير أن حجم هذه النظارات يميل للضخامة بسبب احتوائها على مكونات أساسية متعددة، كالشاشات المدمجة والكاميرات والبطاريات والعناصر البصرية. يجعل هذا التعقيد التقني من الصعب تحقيق الحجم المثالي مع الحفاظ على الأداء المطلوب.
صناعة النظارة جعلتنا نصطدم مرارًا بقوانين الفيزياء، واضطررنا إلى ثني حزم الضوء بطرق غير طبيعية (مدونة ميتا – 25 سبتمبر).
تتميز نظارة Orion بوزنها الخفيف البالغ 100 جرام فقط، مقارنة بنظارة Meta Quest 3 (513 جرام) ونظارة Apple Vision Pro (600-650 جرام). وصفتها شركة ميتا بأنها أكثر نظارات الواقع المعزز تطورًا؛ إذ تطلب تطويرها العديد من الابتكارات وبراءات الاختراع وإعادة تصميم المكونات للوصول إلى حجمها الصغير. كما واجهت ميتا تحديًا كبيرًا في مجال الرؤية وعرض الصور، فطورت هيكل عرض جديد يعتمد على جهاز عرض مصغر يرسل الضوء إلى دليل موجي داخل العدسات.
تحتوي هذه العدسات على هياكل نانوية تكسر الضوء لعرض هولوجرامات متعددة الأبعاد. واستخدمت الشركة مادة كربيد السيليكون بدلاً من الزجاج لخفة وزنها ومؤشر انكسارها العالي رغم تعقيد تصنيعها كعدسة بصرية؛ ما يوفر مجال رؤية واسع واستخدام فعال للفوتونات. تتميز نظارة «أوريون» بتصميم يشبه النظارات العادية، مع عدسات شفافة تمامًا على عكس نظارات الواقع المختلط أو المعزز الموجودة حاليًا، وتسمح برؤية عيون وتعبيرات مرتديها. وتوفر زاوية رؤية تبلغ حوالي 70 درجة، وهو أكبر مجال رؤية في أصغر تصميم لنظارات الواقع المعزز حتى الآن.
مادة كربيد السيليكون خفيفة الوزن، ولا تُحدث تشوهات بصرية غريبة أو تصدر ضوءًا مشتتًا.
وبالنسبة للتبريد؛ حلّت ميتا مشكلة التبريد في نظارة Orion الصغيرة باستخدام تقنية «التبريد بالإشعاع». استخدمت الشركة إطارات من المغنيسيوم لفعاليته في تبديد الحرارة، وعملت على تقليل توليد الحرارة من خلال إعادة تصميم المكونات الداخلية.
وطورت ميتا رقاقات مخصصة عالية الكفاءة في استهلاك الطاقة لنظارة Orion. هذه الرقاقات مصممة لمعالجة خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتتبع الحركات، والرسومات. بالإضافة إلى تقنية تحديد الموقع ورسم الخرائط في الوقت نفسه (SLAM) والتي نجحت الشركة في خفض استهلاك الطاقة من مئات الميلي واط إلى بضعة عشرات فقط. وتحتوي النظارة على سبع كاميرات ومستشعرات صغيرة مدمجة في إطارها، وتتيح التفاعل مع الهولوجرامات بمجرد النظر إليها!
وللتفاعل مع نظارة Orion أثناء الحركة، طورت ميتا سوارًا مبتكرًا يعتمد على تقنية تخطيط كهربية العضل بتقنية EMG (Electromyography). تعمل تلك التقنية على التقاط الإشارات الكهربائية المنتقلة من الدماغ إلى العضلات للتحكم بالحركة، ما يسمح للسوار بتنفيذ إيماءات بسيطة كالنقر والاختيار دون حاجة لتحريك اليد بشكل ملحوظ. ببساطة الفكرة هي أن الإشارات العصبية تنتقل إلى العضلات، والسوار يلتقط هذه الإشارات لاسلكيًا ليحولها إلى أوامر قابلة للتنفيذ في النظارات الذكية.
تقنية EMG من ابتكارات مختبر الواقع، وعملت ميتا على تطويرها لسنوات.
واستكمالًا لرحلة ميتا في تخفيف وزن النظارة، ابتكرت الشركة وحدة الحوسبة اللاسلكية “Puck” وهي وحدة حوسبة لاسلكية تقلل من الحِمل على النظارات؛ ما يتيح عمر بطارية أطول وتصميم أفضل مع تقليل التأخير الزمني (Low Latency)، وهو مصطلح يشير إلى تأخير زمني منخفض جدًا بين إرسال البيانات واستقبالها. لأن التفاعل مع العالم الرقمي يجب أن يكون فوري وسريع دون أي تأخير ملحوظ.
في حين تتولى النظارات تشغيل خوارزميات تتبع اليد والعين وتقنية SLAM، بالإضافة إلى خوارزميات الرسومات لتثبيت عالم الواقع المعزز، تتولى وحدة Puck تشغيل منطق التطبيق. تحتوي هذه الوحدة على معالجين، ونظرًا لصغر حجمها يمكن حملها بسهولة في الجيب أو الحقيبة. تؤمن ميتا بقوة نظارات الواقع المعزز وأنها ستكون مجال الحوسبة المستقبلي، متفوقةً على الهواتف الذكية. رغم أن تطويرها كان الأكثر تحديًا منذ اختراع الهواتف الذكية، فإن التكلفة المرتفعة لإنتاج Orion تمنع إطلاقها للمستهلكين حاليًا. لذا؛ تعمل ميتا على تطوير النظارة لتصبح متاحة بسعر معقول يناسب المستهلكين في المستقبل.
الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، كان أحد المجربين، وقد أشار إلى وزن النظارات البالغ 100 جرام على أنه «أمر مهم جدًا»، وقدم ملاحظات إيجابية حول عدة جوانب من التقنية. وقال هوانج في الفيديو الذي عُرض خلال الحدث: «التتبع جيد، السطوع جيد، تباين الألوان جيد، ومجال الرؤية ممتاز».
نظارة Meta Quest 3S – تذكرة أرخص للعالم المختلط!
أعلنت ميتا عن نسخة اقتصادية وقوية من عائلة Quest في مؤتمر Meta Connect 2024؛ وهي نظارة Quest 3S. تحتوي النظارة على جميع مميزات نظارة Quest 3 الأعلى سعرًا، بما في ذلك نفس الرقاقة Snapdragon XR2 Gen2, وتستخدم نفس وحدات التحكم Touch Plus.
لكن الفارق يكمن في عدم وجود مستشعر العمق، بالإضافة إلى شاشات منخفضة الدقة ومجال رؤية أضيق؛ كما أن حجمها أكبر من Quest 3. وتأتي النظارة بسعة 128 و256 جيجابايت، وتبدأ من 299 دولار. عملت ميتا منذ إطلاق Quest 3 على تحسين نظام التشغيل Horizon OS؛ وستحتوي Quest 3S على جميع تلك التحديثات والتحسينات.
أبرز مفاجآت المؤتمرهي تعاون ميتا مع ميكروسوفت؛ إذ ستتمكن النظارت من الاتصال بسهولة بأجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام ويندوز 11 من خلال النظر إلى لوحة المفاتيح لبدء الاقتران! ما سيوفر للمستخدم إمكانية العمل على شاشة افتراضية ضخمة، وقد رأينا ميزة مشابهه في Apple Vision Pro.
أعلنت الشركة أيضًا عن تحديثات في عالم الميتافيرس؛ من خلال إضافة (photorealistic spaces) وهي مساحات شديدة الواقعية تشبه العالم الحقيقي إلى حد كبير فيشعر الشخص وكأنه يتواجد فعليًا في تلك المساحة الافتراضية ويطلق عليها Hyperscape. فتلك المساحات ببساطة محاكاة للعالم الواقعي.
كلمة "فوتوريلية - photorealistic" مشتقة من "الفوتوغرافية photography" و"الواقعية realism"
كشفت ميتا عن خططها المستقبلية لتطوير منصة Horizon؛ إذ سيتمكن المبدعون من إنشاء عوالم افتراضية باستخدام هواتفهم الذكية. وستتيح هذه الميزة مسح الغرف وإعادة إنشائها رقميًا؛ ما يسهل نقل المساحات المادية إلى العالم الافتراضي. بالإضافة إلى ذلك، أعادت الشركة تصميم نظام Meta Horizon OS ليتلاءم مع مفهوم الحوسبة الفضائية، مع تحسين دعم التطبيقات ثنائية الأبعاد الأساسية مثل يوتيوب وفيسبوك.
وتخطط الشركة لتطوير عدة مميزات لنظارات الواقع المختلط، مثل ترقية وضع السفر ليعمل على القطارات، ودعم استخدام السماعة أثناء الاستلقاء، ومواصلة تحسين Meta AI على Quest وتمكين كلمة الاستيقاظ "Hey Meta" لاستدعائها.
تحديثات رائعة لنظارة Ray-Ban Meta
كانت لنظارات Ray-Ban من ميتا حضورًا قويًا في مؤتمر Meta Connect؛ مع تطويرات جديدة رائعة! إذ ستتمكن نظارة راي بان من مساعدتك على تذكر الأشياء؛ فإذا نسيت أين ركنت سيارتك أو أين وضعت مفاتيحك، ستذكرك النظارة بمجرد سؤالها! ويمكنك أن تطلب من النظارة تذكيرك بتسجيل صوتي؛ مثلًا ذكرني بعد ساعتين أن أستعد لملاقاة أصدقائي.
وتتفاعل Ray-Ban مع النصوص؛ فإذا كنت تنظر إلى رقم هاتف في التلفاز أو على لافته، يمكنك ببساطة أن تطلب منها «الاتصال بذلك الرقم»، كما تتمكن النظارة من مسح أكواد QR التي تراها أمامك.
وأضافت الشركة دعم الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط في Meta AI من خلال كاميرا الفيديو، وذلك لسؤاله عن أي شيء يظهر عبر الكاميرا. فمثلًا عند السفر إلى بلد جديدة يمكن أن تجيب النظارة عن أسئلتك حول المعالم التي تصادفها، كما يمكنك سؤالها لتقديم اقتراحات حول أجمل الأماكن التي يُمكنك زيارتها. ولن تقتصر خدمات الترجمة الحية الآن على الهاتف أو السماعات الذكية فحسب؛ إذ ستوفر ميتا قريبًا خاصية الترجمة في وقت الحديث الفعلي، والتي تدعم الإسبانية والفرنسية والإيطالية وتترجمهم إلى الإنجليزية، ويمكنك سماع الترجمة من خلال مكبرات صوت مفتوحة في النظارات. كما تخطط ميتا دعم المزيد من اللغات في المستقبل.
وأضافت ميتا خاصية جديدة إنسانية رائعة؛ فبالتعاون مع تطبيق “Be My Eyes” وهو تطبيق مجاني يربط الأشخاص المكفوفين أو ضعاف البصر مع مبصرين من خلال فيديو مباشر حتى يتمكنوا من إرشادهم عبر ما هو أمامهم. لكن من خلال نظارة Ray-Ban يمكن للمتطوعين رؤية محيط الشخص المكفوف بسهولة وإرشاده.
نموذج Lama 3.2 – تطور صاروخي!
أطلقت ميتا أول نموذج Llama في فبراير 2023؛ أي من نحو عام ونصف والآن ميتا تمكنت من تطوير النموذج 10 أضعاف في تلك المدة، لينافس أقوى النماذج الموجودة على الساحة الآن. قدمت ميتا حجمين من نموذج Llama 3.2 مفتوح المصدر، 11 و90 مليار معلمة. والتي تتميز بالقدرة على الفهم البصري والتعامل مع المهام المعقدة مثل تفسير المستندات التي تتضمن رسومًا بيانية وجداول، بالإضافة إلى توليد وصف للصور.مع تركيز خاص على الاستخدام المحلي للأجهزة الطرفية والمحمولة.
وقدمت أيضًا نماذج نصية خفيفة بحجم 1 و3 مليار معلمة، والتي تتناسب مع الأجهزة المحمولة وتدعم توليد النصوص. كما تسمح هذا النماذج للمطورين ببناء تطبيقات ذكية تعمل على الأجهزة محليًا؛ ما يعزز من الخصوصية لان البيانات لا تغادر الجهاز. Llama 3.2 يتميز أيضًا بأداء فائق مقارنةً بنماذج مغلقة مثل Claude 3 Haiku وGPT4o – mini، وخاصةً في مهام الفهم البصري وتوليد النصوص. وتتفوق النماذج الخفيفة على نماذج أخرى مثل Gemma وPhi في تلخيص النصوص وإعادة الصياغة.
Meta AI – الذكاء الاصطناعي يصبح أكثر تشعبًا في عائلة تطبيقات ميتا!
يستخدم أكثر من 400 مليون شخص "Meta AI" شهريًا، ويستخدمه 185 مليون شخص عبر منتجات ميتا أسبوعيًا؛ من المثير للاهتمام أن هذا الاستخدام واسع النطاق للذكاء الاصطناعي يتركز في 14 دولة فقط حول العالم. في مؤتمرها، Meta Connect 2024، أعلنت ميتا عن مميزات جديدة رائعة في Meta AI من خلال Llama 3.2.
الخاصية الأكثر إبهارًا بالنسبة لي هي الدبلجة اللحظية للـ Reels في إنستغرام؛ فمن خلال أداة الترجمة في Meta AI يُدبلج المحتوى المرئي في الفيديو تلقائيًا مع مزامنة حركة الشفاه، فإذا كان المُتحدث إسباني يمكنك اختيار الإنجليزية ولن تشعر أنها دبلجة بسبب حركة الشفاه! تلك الخاصية محدودة الآن ولكن تخطط ميتا لتوسيع اللغات المدعومة.
أضافت الشركة أيضًا صوتًا لـMeta AI على جميع المنصات؛ ماسنجر، وفيسبوك، وواتساب، وإنستغرام DM. يمكنك الآن أن تسأله على أي منصة وسيجيبك بصوت مسموع. وأثناء المحادثة يمكنك مشاركة صورة مع Meta AI والسؤال عنها وسيتمكن الذكاء الاصطناعي من الإجابة عنها، مثل معلم سياحي مثلًا. ويمكن سؤاله أيضًا عن كيفية تحضير طبق، من خلال إرسال صورة له وMeta AI سيبدأ باقتراح مكونات وطريقة الطبق.
وإحدى المزايا الجديدة والتي أجدها «لذيذة» في الواقع؛ هي إمكانية التعديل على الصور، فيمكنك تغيير ملابسك ومحيطك، أو حتى ارتداء أشياء زائدة لم تكن نرتديها. وهي طريقة جديدة تمامًا في تعديل الصور، كما يمكنك أن تحذف الأشياء غير المرغوبة في الصور أيضًا. ووسعت ميتا مزايا “Meta AI Imagine”؛ إذ يُمكنك أن تطلب منها أن تكون سوبر مان أو حتى حاكم مصري قديم أو إمبراطور ياباني؛ ومن خلال صورك على منصات ميتا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يجعلك ذلك الشخص، بالإضافة إلى أنه سيقترح عليك تسميات لتلك الصور أو القصة التي تتخيل نفسك فيها.
وطورت ميتا أداة رائعة لأصحاب الشركات والأعمال التجارية الإلكترونية؛ إذ يمكن للشركات التي تستخدم إعلانات النقر للرسائل على واتساب باللغة الإنجليزية أن تعد بوت دردشة ذكي جدًا يتواصل مع عملائها. ويمكن للبوت تقديم الدعم وتسهيل العمليات التجارية؛ بدايةً من الرد على الأسئلة الشائعة على العملاء إلى مناقشة المنتجات وإتمام عمليات الشراء! يمكن لهذه الأدوات أن تساعد الشركات على التفاعل مع عدد أكبر من العملاء وزيادة المبيعات؛ نظرًا لإمكانية التواصل مع العديد من الأشخاص في الوقت نفسه.
ميتا تسعى لتحفر أسمها في تاريخ العوالم – مادي وافتراضي!
تسعى ميتا للاستحواذ على شكل تفاعلنا الرقمي في المستقبل؛ من خلال توفير نظام بيئي متكامل يجمع بين الواقع الافتراضي والمعزز والمختلط والذكاء الاصطناعي. واعتقد أنها ستصل حقًا لذلك؛ من خلال توفير نظارات ذات أسعار اقتصادية مقارنةً بالسوق؛ ما سيشجع شريحة واسعة من المستهلكين على استكشاف عالم ميتا الرقمي.
ومن خلال شراكتها الجديدة مع ميكروسوفت تعزز ميتا موقعها في سوق العمل؛ إذ ستتمكن من استقطاب فئة ترغب بتلك التجربة أثناء العمل. فهذه النظارات ستوفر بديلًا فعالًا للوظائف التي تحتاج لشاشات متعددة، كما ستمكن المصممين والمبدعين من عرض أعمالهم بحجم الغرفة على شاشات افتراضية عملاقة. أما بالنسبة لنظارة Orion للواقع المعزز؛ فيبدو أن ميتا تراها جزءًا من حياتنا في المستقبل!
ومع تطوير العالم الافتراضي وإمكانية إعادة البناء في العالم المادي؛ سيصبح ميزة هائلة لمصممي الديكور الداخلي أو حتى في المستقبل يمكنك امتلاك غرفة صممتها في عالمك الافتراضي. ويبدو توجه ميتا الجديد في منتهى الذكاء؛ إذ أنها تستهدف الجميع! فلا يوجد أي شخص مهما كانت اهتمامه لن يشعر بأن تلك الميزة موجهة له خصيصًا. بالإضافة لذلك يبقى كارت ميتا الرابح الذي تتفرد به؛ قاعدة مستخدمين تتكون من مليارات البشر، فمن يمكنه مضاهاة ذلك؟
ومع تطور العالم الافتراضي وإمكانية محاكاة الواقع المادي، ستفتح آفاقًا جديدة لمصممي الديكور الداخلي، بل وقد تتيح للأفراد تحويل تصاميمهم الافتراضية إلى واقع ملموس. ويبدو نهج ميتا الجديد في غاية الذكاء، إذ يستهدف شرائح متنوعة من المجتمع، مما يجعل كل مستخدم يشعر بأن هناك ميزة مصممة خصيصًا له. وتظل الميزة الفريدة لميتا هي قاعدة مستخدميها الضخمة التي تضم مليارات البشر، وهو ما يصعب على أي منافس مجاراته.
?xml>سيكون من المثير مراقبة كيفية ترجمة هذه الابتكارات إلى منتجات وخدمات تؤثر على حياتنا اليومية في السنوات القادمة.