حظر تويتر "إكس" في البرازيل، القصة الكاملة

أصدر قاضي المحكمة العليا البرازيلية ألكسندر دي مورايس قرارًا يوم الخميس الماضي يلزم الوكالة الوطنية للاتصالات بحظر منصة إكس المعروفة سابقًا بتويتر في خلال 24 ساعة، بالإضافة فرض غرامة يومية تصل لـ 50 ألف ريال برازيلي أو ما يعادل 8900 دولار أمريكي على الأفراد الذين يحاولون التحايل على القرار واستخدام خدمة VPN للوصول للمنصة، رقم جنوني بحق.

يأتي القرار نتيجة لعدم استجابة منصة X وخصوصًا مديرها التنفيذي، إيلون ماسك، لمطالب المحكمة العليا بحظر بعض الحسابات التي قد طلب من الشركة حظرها سابقًا وأعاد إيلون ماسك تفعيلها مؤخرًا.

القصة الكاملة

بدأت القصة في أبريل الماضي، حين فتح ألكسندر دي مورايس تحقيقا مع إيلون ماسك حول تمكين منصة إكس نشر المعلومات المغلوطة وعرقلة سير العدالة البرازيلية والتحريض على الأفعال الإجرامية، بالإضافة لإعادة إيلون ماسك بعض الحسابات التي كانت الشركة قد أمرت بحظرها.

غالبية هذه الحسابات هي لمؤيدي الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، وأعضاء من حزب اليمين "المتطرف" وحجة دي موراييس أن هذه الحسابات تنشر المعلومات المغلوطة وتحرض على الكراهية، يذكر أن مؤيدي بولسونارو قد قاموا بأعمال شغب بعد خسارة رئيسهم في الانتخابات الماضية.

بعد حوالي أربع أشهر من النزاع بين إيلون ماسك والقاضي دي مورايس، -والكثير من الجدل والاستهزاء عبر تويتر من قبل ماسك- هدد القاضي الممثلَ القانوني لتويتر في البرازيل بالاعتقال وذلك حسب منشور في حساب الشؤون الحكومية العالمية الخاص بمنصة إكس، ونشر الحساب خطاب التهديد "السري" من قبل دي مورايس للعلن.

وفي نفس المنشور بتاريخ السابع عشر من أغسطس، قالت إكس أنها ستغلق مكاتبها في البرازيل فورًا ردًا على تهديد الاعتقال لممثلها القانوني، مع الإشارة إلى أن إكس ستظل توفر الخدمة للشعب البرازيلي.

وآخر تطورات القضية كان يوم الأربعاء الماضي، حين صدر قرار ملزم لإيلون ماسك بتعيين ممثل قانوني جديد في البلاد أو سيتم حظر المنصة تمامًا، وكعادة إيلون ماسك المتعجرفة، لم يستجب للأوامر وصدر القرار بالحظر يوم الخميس وهو سارٍ حاليًا.

من التطورات الغريبة أن إيلون ماسك قام بإنشاء حساب رسمي جديد تابع لحسابات إكس باسم Alexandre Files ، من اسمه الحساب مخصص لفضح ممارسات القاضي ألكسندر دي مورايس غير القانونية -حسب تعبيره، هذا دون ذكر السخرية والشتم من قبل ماسك على حسابه الشخصي في تويتر.

"لا يمكنه أن يهين الرؤساء، ويهين النواب، ويهين مجلس الشيوخ، ويهين المحكمة العليا، من يظن نفسه؟"
- الرئيس البرازيلي متحدثا عن إيلون ماسك

ستارلينك أيضًا؟

تعمل خدمة ستارلينك للانترنت الفضائي في البرازيل منذ عام 2022، وتلعب دورًا هامًا لتوفير الاتصال بالانترنت في المناطق ذات الظروف المناخية الصعبة مثل الأمازون، لكن لأن الصراع مع إيلون ماسك محتدم -وشخصي إلى حد ما- فقد تدخلت الشركة في الصراعات القائمة.

قال رئيس اللجنة الوطنية للاتصالات في البرازيل كرلوس بايجوري، أن شركة Starlink المملوكة لإيلون ماسك رفضت حظر منصة إكس، وكنتيجة لذلك، قام دي مورايس بتجميد الحسابات البنكية الخاصة بالشركة في محاولة منه للحصول على الغرامة المفروضة على شركة إكس كغرامات لعدم التزامها بالقانون والتي تتجاوز ثلاث ملايين دولار.

أثارت تلك الخطوة نقد خبراء القانون، حيث أن ستارلينك وإكس شركتان منفصلتان، وبغض النظر عن كونهما مملوكتين لنفس الشخص، إلا أن خطوة كهذه ربما تقود للمزيد من المشاكل القانونية، تتحدى Starlink القرارت هذه قائلة على لسان أحد محامييها: "دعونا ننتظر ونرى ما إذا كانوا سيضفون الطابع الرسمي على ذلك في السجلات".

الحلول البديلة

هناك أكثر من 40 مليون مستخدم نشط لمنصة X في البرازيل أي أن هذا القرار سيؤثر على ما يعادل خمس العدد الإجمالي للسكان البالغ 200 مليون نسمة تقريبًا، وبهذا الحظر ستخسر إكس أكبر قاعدة مستخدمين لديها في أمريكا اللاتينية، يذكر أن القرار أتى قبيل الانتخابات المقرر عقدها هذا العام، مما سيؤثر بشكل كبير على العملية الانتخابية.

حاليًا يمكن الوصول لمنصة إكس عبر الـVPN، رغم الغرامة الباهظة المفروضة لمن يفعل ذلك -يتساءل البعض عن مدى قدرة الحكومة على تنفيذ هذا القانون- أو عبر خدمة ستارلينك التي تعد حاليًا مقدم الانترنت الوحيد الذي يوفر وصولًا لمنصة إكس بعد حظرها من بين أكثر من 20 ألف مقدم خدمة في البرازيل، وتملك خدمة ستارلينك أكثر من ربع مليون مستخدم حسب تصريح ماسك.

كحل بديل آخر، اتجه المستخدمون لمنصة بلو سكاي، والتي أسسها جاك دروسي مؤسس تويتر السابق. حصلت المنصة على أكثر من مليون مستخدم في الثلاثة أيام الأخيرة، وهو رقم قياسي بالنسبة لعدد مستخدمي BlueSky الإجمالي والبالغ خمسة ملايين مستخدم، منهم 750 ألفًا نشطون.

"لقد حققت البرازيل أعلى مستويات النشاط على الإطلاق على Bluesky!"
- الحساب الرسمي لمنصة Bluesky

يستمر صراع حرية الرأي، من جهة يدعي إيلون ماسك أنه المحافظ على حرية الرأي ونشر الحقيقة، ومن جهة تحاول الحكومات والأحزاب السياسية التحكم في منصات التواصل الاجتماعي لأغراض مختلفة، ونشهد هذا العام انتخابات في العديد من الدول، ولمواقع التواصل الدور الفعال في العملية الانتخابية.